فلسفة التاريخ عند القديس أوغسطين

حبطيش وعلي
كاتب وشاعر و باحث في مجال الفلسفة العامة و تعليمياتها
(Habtiche Ouali)

الحوار المتمدن-العدد: 7922 - 2024 / 3 / 20 - 22:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

**مقدمة:**

يُعتبر القديس أوغسطين (354-430 ميلاديًا) واحدًا من أبرز الفلاسفة واللاهوتيين في التاريخ المسيحي. قدم مساهمات هامة في العديد من المجالات، بما في ذلك الفلسفة واللاهوت والتاريخ. ومن بين المفاهيم التي تطرق إليها في أعماله هي "فلسفة التاريخ"، والتي تشكل جانبًا هامًا من فلسفته الشاملة. في هذا المقال، سنستعرض فلسفة التاريخ عند القديس أوغسطين وأهميتها في فهم الزمان والتاريخ.

**عرض:**

1. **مفهوم التاريخ عند القديس أوغسطين:**
يفهم القديس أوغسطين التاريخ على أنه سرد لسلسلة الأحداث التي شكلت الواقع وتأثيرها على المجتمعات والأفراد. يرى القديس أوغسطين أن التاريخ يعكس خطة إلهية ومصيرية، حيث تتجلى فيها مشيئة الله وتوجيهه للبشرية نحو النهاية المحددة.

2. **التأثير اللاهوتي في فلسفة التاريخ:**
يعتبر القديس أوغسطين أن التاريخ يتحدث عن العمل الإلهي في العالم وخطته الخالدة للخلاص البشري. يربط القديس أوغسطين بين التاريخ واللاهوت، حيث يرى في الأحداث التاريخية تجليات لمشيئة الله وتأثيره في حياة البشر.

3. **الدور الإنساني في التاريخ:**
بالرغم من رؤيته للتاريخ كعمل إلهي، إلا أن القديس أوغسطين يؤمن بأن للإنسان دورًا مهمًا في تشكيل مسار التاريخ. يرى القديس أوغسطين أن قرارات البشر وتصرفاتهم تؤثر في مجرى الأحداث التاريخية وتحقق مشيئة الله في العالم.

4. **التاريخ والزمان الأبدي:**
يعتبر القديس أوغسطين أن التاريخ يندرج ضمن إطار زماني أبدي، حيث يرى فيه تجليات للمشيئة الإلهية وتأثيرها في العالم منذ البداية. يثير هذا الاعتقاد العديد من الأسئلة حول مفهوم الزمن وتأثيره على تجربة البشرية.

**خاتمة:**

فلسفة التاريخ عند القديس أوغسطين تشكل جزءًا مهمًا من تفكيره ولاهتماماته الفكرية. يرى القديس أوغسطين في التاريخ سرًا للمشيئة الإلهية وتجليات لمصير البشرية ومسارها نحو الخلاص. ومع ذلك، يثير هذا الاعتقاد العديد من الأسئلة والتحديات التي تتطلب تفكيرًا ونقاشًا دقيقًا حول دور الإنسان واللاهوت في شكل المستقبل والتاريخ.

#حبطيش_وعلي (هاشتاغ)       Habtiche_Ouali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل