أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الليبرالية.. بين حقوق الافراد وحقوق محيطهم الاجتماعي!؟















المزيد.....

الليبرالية.. بين حقوق الافراد وحقوق محيطهم الاجتماعي!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 7877 - 2024 / 2 / 4 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((عن حادثة القاء القبض على مغنية شعبية ليبية في طرابلس الأيام الماضية بتهمة انتهاك ((الآداب الشعبية العامة)) من خلال كلمات أغنية شعبية تحرض الزوجات على اقامة علاقات غرامية خارج نطاق الزوجية، كتبتُ - كليبرالي ليبي وعربي مسلم - هذه السطور !!))
****************
صحيح أن ((الليبرالية)) - ولا أتحدث هنا عن ((الديموقراطية)) أو ((العلمانية)) فهما شيء آخر! - تعزز ((روح التسامح)) في المجتمع وتقدس ((الحقوق الفردية والحريات والخصوصيات الشخصية والملكيات الخاصة)) فهذا هو أساس الليبرالية كفلسفة اجتماعية ظهرت في القرن السابع عشر في بريطانيا مع كتاب ((التسامح)) للمفكر البريطاني (جون لوك) ومنها انتشرت في أوروبا الغربية، مع أن الاسلام في بعض تعاليمه الأساسية سبق الغرب في اعلان ((روح التسامح))(( لا أكراه في الدين/ لست عليهم بجبار/ أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين/ من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر/ لكم دينكم ولي دين)... وكذلك سبق الغرب في ((اعلان عظمة وحرمة وقيمة هذه الحقوق والحرية والملكية الفردية)) .. لكن هذا التسامح وهذه الحريات الفردية - وعلى رأسها حرية الإيمان وحرية التعبير - ليست (مطلقة) بلا حدود ولا ضوابط اجتماعية تراعي حقوق وثوابت وقيم المجتمع كما تراعي حقوق وحريات الافراد!.. فلا توجد ((حرية)) بدون ((حدود وقيود وضوابط)) في أي مجتمع متحضر منضبط حتى هنا في الغرب الليبرالي الديموقراطي حيث تتكاثر القيود والقوانين الضابطة للحرية الفردية!، فالليبرالية التي تعزز (التسامح) وتقدس (حريات وخصوصيات وحقوق الافراد) تقول لك في نفس الوقت ((ولكن حريتك وحقوقك تنتهي حيث تبدأ حرية وحقوق الآخرين، الآخرين كأفراد والآخرين ككيان اجتماعي ووطني)).

***
يا عزيزي الفرد الحر!
في بيتك وفي دورة المياه يمكنك أن تطلق العنان لغازات بطنك برائحتها الكريهة على راحتك، أنت حر!، ولكنك لا يحق لك أن تفعل ذلك في المحافل الاجتماعية العامة والحافلات العامة، فتؤذي من حولك من البشر برائحة غازات بطنك الكريهة!!... ما ذنبهم حتى تفعل بهم ذلك؟؟ فحرية غازات وريح بطنك الكريهة تنتهي حيث تبدأ حرية أنوف الآخرين!!

***
يا عزيزي الفرد الحر!
يمكنك أن تشرب الخمر في بيتك ولا يحق لأحد أن يتجسس ويتلصص عليك أو يقتحم بيتك بغير وجه حق ليسألك: ((لماذا تشرب الخمر؟؟)) لكنك إذا شربت الخمر وخرجت مخمورًا للشارع تثير المشاكل أو تقود سيارتك وأنت مخمور عندها تكون قد تجاوزت حدود حريتك ووقعت في المحظور!!

***
يا عزيزي الفرد الحر!
يمكنك أن تتجرد من ملابسك كلها داخل بيتك وتمشي عاريًا لكن لا يحق لك أن تفعل ذلك في الشارع العام فتؤذي - بمشاهدة ((عورتك)) ((الفريدة!)) الخلفية والأمامية - عيون الآخرين!

***
يا عزيزي الفرد الحر!
تعرى في بيتك كما يحلو بيتك واطلق غازات بطنك على راحتك في دورة المياه أو في غرفتك الخاصة من بيت عائلتك لكنك إذا مشيت عاريًا أو أطلقت غازات وريح بطنك - في الشارع العام ووسط المجتمع - فأنت تكون قد تجاوزت حدودك وحريتك الخاصة واعتديت على حدود وحريات الآخرين كأفراد وكمجتمع واعتديت على حقهم في عدم شم الروائح الكريهة وعدم رؤية منظر عورتك ((الفذة)) التي يخدش ابرازك لها الحياء والذوق العام !!

***
يا عزيزي الفرد الحر!
يمكنك أن تقيم أنت ورفاقك حفلة غنائية ساهرة في بيتك أو في صالة تغنون فيها وترقصون على راحتكم وتنبسطون، وربما تغنون بكلمات تخدش الحياء العام، ما لم يؤدي ذلك لإزعاج جيرانك، كل هذا ممكن في مجتمع مسلم (ليبرالي) لكن إذا أقمت هذه الحفلة والسهرة في أماكن جماهيرية وشعبية واجتماعية عامة وقمت بتصوير هذه الحفلة وما فيها من عربدة وكلام فاحش وخادش للحياء العام وتم نشر هذا الفيديو للعامة عندئذ ستجد نفسك مسؤلًا أمام المجتمع عن هذا الفحش وعن نشر هذا الفحش !! ولو فعلت أنت ورفاقك هذا في خاصة انفسكم دون علانية ودون نشر لأحوالكم الخاصة فلن يحاسبك أحد سوى ربك يوم القيامة!!

***
يا عزيزي الفرد الحر!
إذا أصبت بمرض معدي كفيروس كورونا أو حتى فيروس الانفلونزا - ألف لا بأس عليك - ولكن عليك إما أن تلتزم بيتك أو تضع الغطاء الواقي على وجهك كي لا تنتقل فيروساتك للآخرين فتلحق الضرر بهم وبالصحة العامة! وإياك أن تعطس أو تسعل (تكح) في وجوه من حولك في المحافل والحافلات العامة أو مؤسسات الدولة أو المدرسة أو المسجد مبررًا ذلك بأنك ((انسان حر تعطس حيث تشاء كما تشاء أينما تشاء وفي أي مكان وأن العطس حق طبيعي من حقوق الانسان))!!! وإياك إذا طالبك المجتمع بعزل نفسك أو ارتداء الكمامة أن تصرخ هنا وتقول في احتجاج: ((انا حر! لن أسمح لكم بتقييد حريتي))!! ... أنت عندئذ ستكون غلطان وألف غلطان، فحريتك وحقوقك ومصلحته تنتهي حيث تبدأ حرية وحقوق ومصلحة الآخرين، فالحرية الشخصية والفردية تتطلب أن لا يكون هناك ((ضرر)) أو ((ضرار))! كما تتطلب عدم التعسف والتطرف في استخدام الحقوق بما يؤذي الآخرين ماديًا أو معنويًا !!

يا عزيزي الفرد الحر!
يحق لك أن تآكل (البصل) و(الثوم) فهما مفيدان جدًا للصحة ويحفزان جهاز المناعة لكن عليك أولًا أن تتناولهما بإعتدال من جهة، وثانيًا من جهة ثانية عليك أن تلزم بيتك ولا تخرج على الناس في المحافل الاجتماعية والحافلات العامة بينما تنبعث من فمك وأنفاسك رائحة الثوم والبصل ((المؤذية)) مما يؤذي الآخرين من حولك!! فحقك وحريتك في تناول الثوم والبصل والتخلص من غازات بطنك من الأعلى بالتجشؤ (التقرع) أو من الأسفل بـ(الريح)) تنتهي حيث تبدأ حرية وحقوق أنوف الآخرين وحقهم في شم روائح طيبة لا مؤذية أو على الأقل حقهم عدم تشميمهم - غصبًا عنهم - لروائح كريهة!!
****
وهكذا أيها السيدات والسادة الأفراد ((الاحرار)) لا يمكن الحديث عن حرية وحقوق ((الإنسان الفرد)) بمعزل عن حريات وحقوق (الناس الآخرين))، الآخرين كأفراد والآخرين كمجتمع قومي ووطني وسياسي وككيان اجتماعي له ثقافته وهويته ووثوابته وخصوصياته! .. لابد أن يراعي المجتمع حقوق الافراد ومجالهم الفردي الخاص ولابد للفرد أن يراعي حقوق الآخرين كأفراد وكجماعة وطنية لها مجالها العام!
والخلاصة: بين حقوق الافراد ((الخصوصية)) وحقوق المجتمع ((العمومية)) تكمن ((الحرية)) بمفهومها الراقي الحضاري الانساني الكريم و.... ((المنضبط)).... فالحرية بدون التزام وانضباط فوضى، والفوضى انحطاط وانفراط للعقد الاجتماعي ولنظام الحضارة!.. ما لم نفهم هذا فلن نفهم معنى الحرية ولا معنى الليبرالية ولا معنى الديموقراطية!!
**********************
أخوكم الليبرالي العربي المسلم المحب



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الرابحين والخاسرين في حرب غزة الحالية!؟
- هل الاسلاميون والقوميون والعلمانيون العرب صنيعة الغرب!؟؟
- ازمة العقل العربي، المشكل والحل؟
- أخيرًا !!!...مقتل جنود أمريكيين! ماذا يعني؟
- قناة الجزيرة وتحكمها في صفة ((الشهداء))!؟؟
- عن أسباب دعمي لعودة ليبيا للملكية!؟
- ايران لم تقدر على الحمار فضربت البردعة(!؟)
- (اللبرلة) لا (العلمنة) ولا حتى (الأسلمة)!؟
- محور المقاومة بين (الصبر الاستراتيجي) و(الغضب التكتيكي)!؟
- التصعيد الاسرائيلي ضد حزب الله؟ ما هي الرسالة؟
- وعيد حزب الله وايران بالثأر ألعاب نارية!
- هل تجاوزت ايران واذرعها الخطوط الحمراء أم ليس بعد!!؟؟
- هل ستنتقم إيران للموسوي؟ وهل أنتقمت لسيلماني أصلًا!؟
- الهجرة العكسية لليهود من فلسطين للغرب (أرقام ومؤشرات)؟
- أسرائيل وبداية النهاية !!؟؟
- بايدن بدأ يستفيق! ولكن لماذا؟
- على اطلال غزة! (خاطرة شعرية)
- اسرائيل تمارس الوحشية ولكنها دولة ديموقراطية!
- حماس واسرائيل، من الكاسب ومن الخاسر!؟
- سوق حرب غزة والاستثمار السياسي!؟


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخضع -ميتا- للتحقيق.. ويوضح السبب
- مدينة طنجة المغربية تستضيف يوم الجاز العالمي
- ?? مباشر: آمال التوصل إلى هدنة في غزة تنتعش بعد نحو سبعة أشه ...
- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الليبرالية.. بين حقوق الافراد وحقوق محيطهم الاجتماعي!؟