أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الزمن فلسفيا من خلال ثيمة الحب والمرأة في شعرالبريكان .















المزيد.....

الزمن فلسفيا من خلال ثيمة الحب والمرأة في شعرالبريكان .


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7872 - 2024 / 1 / 30 - 11:39
المحور: الادب والفن
    


عرفت اصناف من الكتابات عن الحب في الشعر العربي منها العذري والصوفي والواقعي وفيما توغل عمر بن ابي ربيعة وابو نواس بوصف الجسد تقرا للعباس بن الأحنف ( لا يضمر السوء ان طال الجلوس به ..عف الضمير ولكن فاسق النظر ) .
يتعذر على أي ناقد او قاريء تفهم المراحل في شعر البريكان بسبب الافتقار الى المجموعة الكاملة لشعره في حياته وبعد رحيله بسنوات لعزوفه عن النشر وفقدان او الحجر على نتاجاته بعد رحيله .
لقد اتصلت باخيه المحامي عبد الله القاطن في السعودية قبل وفاته واوضحت له ان عليه ان يعتق مجموعات البريكان الشعرية التي لم تنشر والتي حصل عليها واحتفظ بها لانه ارث انساني وكان جوابه مخيبا للظن , ولم تفلح دعوات مماثلة شرع بها الشاعر طالب عبد العزيز .
وحاولت مرارا حث نجل البريكان الاكبر الصحفي ماجد البريكان بان يسافر للحصول على تلك النتاجات وصدمت بالمبررات ومحنة التاجيل .
حدثني البريكان بان الشاعر سامي مهدي عرض عليه طبع مجموعته بوزارة الثقافة باخراج فني متقن كما فعلوا بشعر شفيق الكمالي ولكن المشروع اجهزته قوة التاجيل ايضا .
وها قد دخلنا في العقد الثالث على رحيله وقصائده ومؤلفاته البحثية والادبية رهن الاعتقال .
ساتناول الان نهجا غفله النقاد والدارسون في شعر البريكان فقد تركز جل شعره في ثيمات التوتر بين الحياة والموت والنهايات الفاجعة .
سألني البريكان يوماعن افضل النساء فاجبته المطيعه فقال بل الوديعة .
وقال لي ( ربما تكون المرأة افضل من الشعر نفسه ) وهو تصريح خطير .
ولا تجد في شعره الا قصيدتين خصصتا لموضوع المرأة وحبها لكني اتوقع قصائد اخرى كتبها ونحن ننتظر حين تنشر مجموعته الكاملة .
لقد كان موضوع الهيستيريا عند النساء ممتدا بيننا واتحفظ على اسباب اهتمامه بالهيستريا الان اما انا فكنت في عمرمبكراهتم به لاني تفتحت في بداية التكوين الفكري على اطروحات فرويد .
تميز البريكان بالعفة ولا اتوقع انه اقام علاقات نسائية خارج الزواج في شبابه فقد اخبرني يوما بمرارة ( كم من الفرص اضعتها ) .
وقال بموقف اخر ( الان يكتب الشعراء حول الاديان والفلسفة اما انام فكنت افكر بثيمات فلسفية لحظة اندلاع العلاقة الحميمية ).
صدفة قبل يومين اطلعت على قصيدة حب للبريكان نشرت بعد رحيله بعنوان ( الى امراة صغيرة ) .
اما قصيدته (اغنية حب من معقل المنسيين ) فقد نشرت في حياته .
ولا يوجد قصائد غير هاتين القصيدتين تختص ببحث ثيمة المرأة . حسب شعره المنشور .
افسر ذلك لا لعدم جرأته بل لهيمنة الثيمات الاساسية في شعره وهو القائل ( انا شاعر الموت ).
لا يمكنك تفهم شعر البريكان ان لم تصنفه شاعرا مفكرا .
في قصيدته الى امراة صغيرة يبدأ النداء او الدعوة ( تعالي )ويظهر المقطع وصفا للطبيعة من تكاثف ظلام وليل يسقط ببطيء وسرعان ما نكتشف بانه يعالج ثيمتي الموت والزمن.
(هنا عالم تتراكم فيه الثلوج، وتنطمر الأزمنة
تعالي..وبعدك فليرسم الموت شارته،
سأكون أقل اكتئابا...
لأنك تحيين بعدي.).
وهذه القصيدة هي اكثر عمقا من قصيدته المماثلة ( اغنية حب من معقل المنسيين ) التي تناول فيها رجلا سجينا احب فتاة بتاثير ما نقله عنها شريكه في الزنزانة لهذا ارجح كتابتها بعدها قبل ان ينقطع عن الكتابة لمدة ست سنوات , وهو في مرحلة قوة الشباب .
ساضع القصيدتين امام انظار القراء والدارسين للاهتمام بهذه المساحة المهجورة من شعر البريكان في انتظار العودة اليهما ودراستهما مستقبلا .
( الى امراة صغيرة ..
تعالي
فإن الظلام هنا يتكاثف والليل يسقط عبر الزجاج
ببطء على الطرق العارية
هنا عالم تتراكم فيه الثلوج، وتنطمر الأزمنة
تعالي..وبعدك فليرسم الموت شارته،
سأكون أقل اكتئابا...
لأنك تحيين بعدي.

-2
يمامة ليل
مشردة في الرياح
مبللة دخلت عبر نافذتي واستقرت على راحتي
تتراعش من لمستي
يا يمامتي الضائعة
هنا أنت في ملكوت الظلال
فلا تفزعي..

-3
تذكرت إذ كنت طفلا صغيرا
تذكرتها ظبية من ظباء الفلاة..طوقتُها بذراعي
وقد سكنت فزعا
أذكر الآن نظرتها،
-يا لأحداقها الواسعة –
وإيقاع أنفاسها ...
وأذكر لحظة أطلقتها في الهواء...
فأن شئت .فانطلقي..

- 4
تمرّين بين حدود الهنيهات
تمشين حافية في دوائر أُفق الشفق
وتأتين راقصة بين حلم وصحو ، وبين اشتعال
السريرة والانطفاء
ومنتصف الليل تنزلقين بكامل عريك بيضاء َ خضراء زرقاء
تحت بصيص النجوم، ولا تخلفين المواعيد.
أنت معي منذ بدء الزمان
أتعترفين اعترافي؟

-5
من الحب ما لا يكون ، وما لا يبوح به العاشقون لأنفسهم
ما يوّحد بين النزوع وبين المحالْ
وليتك كنتِ أقلَّ بهاء أقل سخاءً أقل جنونا ً
لكي يمكن الاحتمالْ
تفتحت في أخريات المواسم..من أجرأ الآن منكِ
و أنت التي تهبين حياتك في جملة واحدة؟
ومن أبرأ الآن منك وبين هداياكِ كنز الجسد
حذار..هناك المسافات بين حياد وآخر
هناك أُنظري ، حاجز الزمن الأبدي
فهل يستطاع العبور؟) .
(أغنية حب من معقل المنسيين )
يا سلوى
لم نلتقِ قبلُ، ولم أرَ مِنكِ سوى شبحك
وحكايا تروى لي عن نبلك عن مرحِك
لم نلتقِ قَطُّ، ولكنّي
أُصغي لأخيكِ، صديقي وأخي في سجني
وقسيمي ليل الزنزانة
يحكي لي عنك كألطفِ ألطفِ إنسانة
وكأجملِ روحٍ مبتسمة ..
عن ضحكاتِكِ وهي ترنُّ صباحَ مساء
حبّكِ للرسمِ وللتفصيلِ وللأزياء
ومقصك والصحف البيضاء
وثيابك ذات الألوان المنسجمة!
أعرفُ حتى ما في درجك من أشياء!
أعرف حتى ما كنتِ قرأتِ من الكتبِ
حتى كلماتك عند اللوم أو الغضبِ!
حتى بعضَ أغانٍ أعجبتِ بها جداً
وقصائدَ مفعمةً ورداً .. !
يا سلوى،
يا حُلُماً في الصمت المكتئبِ
يا سرّاً في صدري، وخيالاً نورياً
يتوهجُ في أقصى التعبِ!
يا حبّاً لا ُيعقل، يا شعراً لا يُنسى!
يا زنبقة تتفتح في الليل الأقسى
وتضوع وتنمو في صمتي
يا مرقّصة في الحزن رؤاي كأسطورة
يا شبحاً تنقصه الصورة!
أقسم لو لاقيتك يوماً في أي مكان
لعرفتك! لو صافحتك بعد مضي زمان
لبكت أعماقي من فرح!
أتصورها خصلاتك تطفر في مرح
أتصور وجهك! صوتك! لون العينين
وكمونُ البسمةِ في الشفتين
أتصور .. لا يمكنني تجسيد الشبح!
أتصور أخوتك الأطفال، وأي حنان
تضفين على البيت العاري
وأفكّر: ما أروعها في غدها أماً ..!
* * *
في أقبية المنسيين
لا صوت هناك. وما في الليل سوى الحزن!
نام السجناء ونام أخوك. ولكني
أرقٌ، أتأملُ أغلالي
وأصارع أبعد آمالي،
وأفكر فيك .. وفيما أصنع بعد سنين
إذ أنزع أثواب السجن
أأحبك جداً أم لهوا ..؟
ثم، أتبقين كما أهوى
وكما أتصور، يا سلوى!؟).



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاظم عبد الجبار شاعر غيبت شعره يد الضياع وخلدته اغنية اتنة ا ...
- عود ثقاب دعوة لجمع ما كتب عن البريكان .
- رواية النعاس للياباني هاروكي ازمة الشعور بالرتابة
- انقذوا مسودات المؤلفات لكتاب البصرة من الضياع
- قصة البحث عن مؤلفات البريكان بعد فقدانهاج2
- هل ساهم التخلي عن الوزن بتدهور الشعر العربي
- كتاب اساس البلاغة للزمخشري
- قصة البحث عن مؤلفات البريكان بعد فقدانها ج1
- عزوف الاكاديميين عن الكتابة والنشر
- لماذا المقالات القصيرة
- الهوس بالحداثة حرمنا من سحر الواقعية
- اين سيكون مصير لوريات الاصدارات القصصية
- علاقة الشعر الفصبح بالشعر الدارج
- الجذور السيكولوجية للاهتمام ببيت شعر او قصيدة
- الشيئية في الادب البصري
- سرقة رأس جثة في العراق
- ظاهرة النقد الادبي في الفيسبوك
- مطلع قصيدة تعلل لمظفر النواب ليست له
- ذ كيم از اوفر قصة
- اشلاء القنبلة اليدوية


المزيد.....




- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - الزمن فلسفيا من خلال ثيمة الحب والمرأة في شعرالبريكان .