أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - محدّث التراث في لحن أحمد الخليل














المزيد.....

محدّث التراث في لحن أحمد الخليل


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7865 - 2024 / 1 / 23 - 18:05
المحور: الادب والفن
    


تحمّس الموسيقار العراقي فاروق هلال لأداء الفنان إسماعيل فاضل لواحدة من أهم الأغاني التي أرّخت للسمة البغدادية العميقة، التي تركها الموسيقار الراحل أحمد الخليل في صوت مائدة نزهت.
فأغنية “فد يوم أتمنى وتجي يمي” التي كتبها طالب القيسي، صنع فيها الخليل ترنيمة بغدادية خلاّبة وهو يحلّق بمقام الكُرد، من دون أن يفرط بانتقالات لحنية ما بين مقامي العجم والنهاوند، فيما كانت تلعب مائدة بنبرات صوتها، وكأنها تحوّل الجمل الموسيقية إلى توسلات مشوقة بالحبيب.
كان عليّ أن أعيد إحساسي بهذه الأغنية بصوت مطربتها الأولى وبعد عقود على آخر سماع لها من إذاعة بغداد، قبل أن أتأمل الثناء المفرط الذي أغدقه هلال على صوت إسماعيل، وهو يعيد أداء هذه الأغنية في توزيع موسيقي معاصر وتصوير تلفزيوني مشبّع بالحنين لما أفلَ في المدينة.
سمّى الفنان فاروق المطرب إسماعيل بـ”محدّث التراث”، وقال لي إنه لا يطلق هذه التسمية اعتباطًا، إذ لا يليق ذلك بتجربته العلمية والنظرية في علوم الغناء الممتدة على أكثر من خمسة عقود.
واقترح عليّ أن تكون مطالبتي باستعادة “الأغنية العراقية المخطوفة” مثل كل شيء ضاع في البلاد، أن ننطلق من تحديث التراث بمثل هذه الأغاني ونعيد توزيعها الموسيقي من دون التفريط بجوهرها.
بوسعي، أن أقول إن الانتقائية الذكية لإسماعيل وهو يختار أغنية يكمن في لحنها انسجام تعبيري مزدوج ما بين التراث والمعاصرة، جعلت من تحمس الفنان فاروق يُعبّر عن فهم خالص لجوهر إحياء الأغنية العراقية.
وبإمكاني أن أدافع عن ذلك وفقا لتجربتي السمعية ورؤيتي النقدية معا، فإسماعيل صوت مهر صعوبة أداء المقامات العراقية، ومنحته لهجته البغدادية حصانة في الأداء ونطق مخارج الحروف عن دربة ومران غنائي، فهو ليس طارئا، وإنما ابن لبيئة بغدادية خالصة لسوء حظها تريّفت اليوم!
وهذا سبب كاف يجعلنا نشعر أن هذا المطرب الشاب وضع روحه الأدائية وهو يعيد لنا رائعة تركها الموسيقار الراحل أحمد الخليل في صوت مائدة نزهت. وهو في ذلك يستجلب الأمل عندما يُعيد تقديم الأغاني العراقية، قبل أن تفقد عراقيتها!
من المفيد هنا أن نعرف أن أحمد الخليل المولود في دهوك 1922 والمتوفى في بغداد 1998، يعد من مكتشفي مائدة نزهت وصنع بصوتها مجموعة من أروع الألحان، ولم يتردد في تقديم ألحانه لها حتى بعد زواجها من الموسيقار الراحل وديع خوندة. يكفي أن نتذكر هنا أغنية “أصيح آه والتوبة” التي كتبها حسين علي، وكانت بمثابة تعبير عن بيئة غنائية بغدادية توظف موسيقى الجاز.
من سوء حظ تجربتي الصحفية، أنني لم أكن قريبا من الفنان أحمد الخليل ولم أحظ بمحاورته، وكان لقائي الأخير معه في بداية تسعينيات القرن الماضي عندما جاوره في السكن صديقي الناقد عادل الهاشمي. كان وقتها هذا الفنان في عقده السبعيني موضع احتفاء في تلفزيون بغداد وهو يؤدي أنشودة “جبل ياهذا العراق” التي كتبها داود الغنام، حيث كانت إطلالته على الشاشة تعيد إلى الذاكرة واحدة من أشهر الأغاني الوطنية في التاريخ العراقي المعاصر “هربجي كرد وعرب رمز النضال” التي كتبها زاهد محمد زهدي (التقيت به عام 2000 قبل أشهر قليلة من رحيله في لندن، وأجريت معه حوار مطولا).
لا يبدأ التجديد عند أحمد الخليل بصوت مائدة نزهت، فمن يعود إلى أغنية “بين دمعة وابتسامة” التي كتبها سيف الدين ولائي، يدرك معنى التجديد في الأغنية العراقية الذي تميزت به ألحان هذا الفنان.
عودوا إلى أغنية “ياحلو قلي شبدلك” بصوت نرجس شوقي، و”حرقت الروح” و”بعيونك عتاب وبقلبي جواب” و”ألف روح” بصوت عفيفة إسكندر، لتدركوا القيمة اللحنية التي تركها لنا أحمد الخليل، المحتفى به اليوم بصوت إسماعيل فاضل في “فدم يوم”.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطاعم سفراء البضاعة السياسية الكاسدة
- ديكور فيلم هندي في بغداد
- يا لسعادة العراقيين بمقتل السعيدي
- عودة إلى مجزرة أنشودة المطر اللحنية
- أرقد بسلام أيها المدافع الشرس عن الحقيقة
- عرض السوداني الأخرق على ضفة الكاظمية
- بلاد العصابات
- أبحث عن تونس في تونس!
- قفازات إيران البيضاء بوجه إسرائيل
- علي جودة يكسر قلب الأغنية العراقية
- بوتين في بيتنا، أي أمل سيتركه؟
- متى يلحن كاظم الساهر لنانسي؟
- عن أخلاقية الحرب مرة أخرى!
- واشنطن تخسر وإسرائيل لن تربح
- حرية التعبير ضحية أيضا
- امرأة تعلمنا أن نكون على قيد الحياة
- لا نحتاج حلا لمعادلة الحلبوسي
- كم عبدالحليم في مصر اليوم؟
- لابد من درويش عندما يُفقد الأمل
- يفكرون نيابة عنا!


المزيد.....




- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - محدّث التراث في لحن أحمد الخليل