أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - كم عبدالحليم في مصر اليوم؟














المزيد.....

كم عبدالحليم في مصر اليوم؟


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7797 - 2023 / 11 / 16 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


إذا كان غيري يمكن أن يدرج خمسة أسماء معادلة لعبدالحليم حافظ موجودة في الغناء المصري اليوم، فإن أي دارس لعلوم الغناء يمكن أن يضيف إليها عشرة أسماء أو أكثر منذ وفاة عبدالحليم إلى اليوم.
لكن لماذا لم يحظوا بالقدر نفسه من الأهمية والشهرة التي نالها عبدالحليم في عصره؟
بوسعي أن أقول إن الإجابة أسهل بكثير مما يمكن أن تحدث جدلا خلافيا، لكن قبل ذلك فإن هذا السؤال لا ينطبق على عبدالحليم وحده، الفنان الذي أحبه الملايين في العالم العربي وتولع العشاق بغنائه وأرخت الفتيات لذكرياتهن مع أغانيه وقمصانه الملونة، بل إنه يمكن أن ينطبق على أي فنان مصري في وقت سادت به ثقافة المركز، وغابت عنه ثقافة الأطراف بإجحاف تاريخي.
نعم يوجد العديد من عبدالحليم في مصر اليوم ويمتلكون خامة صوتية لا تقل تعبيرية عما كان يمثله عبدالحليم وأم كلثوم وبقية القائمة الطويلة. فالبلاد التي يفوق سكانها مئة مليون قادرة على الإنجاب وجغرافيتها المتنوعة والمتأسية على مرارة واقعها، بوسعها أن تعبر عن نفسها بأصوات غنائية جميلة ومؤثرة في الذائقة السمعية. لكن لماذا لم تحظ بنفس القدر الذي حظي به عبدالحليم وبقية الفنانين المصريين؟
الإجابة كما ذكرت أسهل مما ينبغي، وبوسعي الدفاع عنها في هذا المقال القصير، ويمكن أن يعزوها أي منصف إلى انتهاء سيادة ثقافة المركز على الأطراف. ولو وجد عبدالحليم اليوم في عصر الفضاء المفتوح بين العالم العربي بعد مقتل حارس البوابة، لحظي بنفس القدر الذي يحظى به أي مطرب مصري اليوم، يقيم حفلاته في دول الخليج أو المغرب العربي من دون أن يحاط بالهالة التي أغدقها عليه التدفق الإعلامي القسري آنذاك، وفي واقع الحال هذا لا يقلل من قيمة غنائه والجمالية الكامنة في عُربه الصوتية.
مقابل ذلك التدفق القسري للغناء المصري الذي كانت تمارسه الإذاعات العربية ومن ثم التلفزيونات على الجمهور، كانت تمارس الإجحاف في الوقت نفسه بحق الفن العربي في المشرق والمغرب بشكل غير عادل، ولو تسنّى للهادي الجويني التونسي ورابح درياسة الجزائري وعبدالوهاب الدوكالي المغربي ومحمد حسن الليبي وأبوبكر سالم اليمني وعبدالكريم عبدالقادر الكويتي وفاضل عواد العراقي أن حظوا بربع القدر الذي كانت تخصصه الإذاعات والتلفزيونات العربية للغناء المصري، لكان التاريخ يسجل لنا قائمة تعبيرية متنوعة وبارعة. لكن سوء التقدير في ذلك كان ظالما من دون وعي بقيمة الغناء العربي غير المصري.
ما يحظى به اليوم سعد لمجرد المغربي أو صابر الرباعي التونسي مثلا في المشرق العربي، ما كان ليكون بنفس القدر لو ظهرا إبان سيادة ثقافة المركز والأطراف منذ خمسينيات حتى ثمانينيات القرن الماضي، ولم يحتج هذان الفنانان المغاربيان أن يكون لزاما عليهما، كما كان سائدا آنذاك، إلى المرور من القاهرة بوابة الفن العربي، بل أن الفضاء التكنولوجي المفتوح وحرية التداول بين الدول جعلا الغناء العربي محظوظا أكثر مما كان عليه في عقود وجود حارس البوابة! لكن هذا الفضاء، في الوقت نفسه، لا يمارس الظلم بحق الغناء المصري الذي يحظى بعدالة وبالقدر نفسه الذي يمنحه لأي فنان عربي آخر، ولم يعد بمقدور التلفزيونات العربية أن تُقسر مشاهديها عندما تخصص أسبوعيا ساعات طويلة لأغاني أم كلثوم، وكأن الغناء مقتصر عليها فحسب.
مرة أخرى، لا أقلل من قيمة فن ذلك الجيل المصري المبدع، لكن جيل اليوم من الفنانين المصريين فيهم ما يوازي القيمة الفنية لجيل “الزمن الجميل”! بيد أنهم يعيشون تحت وطأة عدالة إعلامية لم تكن قائمة في العقود السابقة.
ألا تبدو بعد ذلك الإجابة على عنوان هذا المقال أسهل مما ينبغي على المصريين والعرب معا؟



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لابد من درويش عندما يُفقد الأمل
- يفكرون نيابة عنا!
- العراق المزيف لا يشكل خطرا على إسرائيل
- قطيعة فائزة أحمد مع عراقيتها!
- نادي كبار الكذابين بصلافة
- غاستون باشلار في بيتنا
- إسرائيل تعيش تحت وطأة الحطام الوجودي
- همايون ناظم الغزالي
- انكسار “الغطرسة الإسرائيلية”
- معادلة شاذة لعدد الصحافيين في العراق
- احتفاء غير مسبوق بالفشل
- نجاح سلام العراقية
- لا دروس نتعلمها على طاولة الديمقراطية
- الغناء الليبي كان وظل مشرقيًّا
- تعريف عراقي للذيول
- المعضلة الوجودية في العراق المزيف
- كيف مرَّ آب اللهاب؟
- الجانب الأروع من كريم العراقي
- نسختان من إيران ومن خامنئي
- المعضلة المعرفية أكبر من شارع المتنبي


المزيد.....




- رحيل روبرت بينتون.. السينمائي الذي أعاد تعريف الطلاق ومعاناة ...
- روبيرت دي نيرو -المناضل- وأسطورة السينما العالمية: -في بلدي ...
- مصر.. جدل في البرلمان بسبب إغلاق بيوت الثقافة.. ومسؤول: -مسا ...
- السويد الى نهائي مسابقة الاغنية الاوروبية يوروفيجن
- -المعجم الأدبي- يرى النور في طهران بثنائية فارسية - عربية
- المؤرخ الأميركي يوجين روغان: الاستعمار سلّح الاستشراق والعثم ...
- اللغة العربية والذكاء الاصطناعي.. معركة للبقاء في المشهد الر ...
- في مهرجان كان السينمائي.. لا يجوز الصمت أمام رعب غزة
- صورة محمد بن سلمان -الأيقونية- تثير تفاعلا في سوريا بعد رفع ...
- تألق عربي لافت في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي 2025


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - كم عبدالحليم في مصر اليوم؟