أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - همايون ناظم الغزالي














المزيد.....

همايون ناظم الغزالي


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7766 - 2023 / 10 / 16 - 14:17
المحور: الادب والفن
    


لا توجد أغنية مفقودة لناظم الغزالي، صحيح أن كل ما غناه لم يُصور تلفزيونيا، فعمره الفني والإنساني القصير -ماذا لو عاش أكثر!- من سوء حظنا وحظ الأغنية العراقية سهّل تسجيل كل الأغاني، لكن من يحتفظ بها ومن وثقها بطريقة بحثية دقيقة، هذا هو السؤال؟
اليوم يُعيد لنا الفنان محمد حسين كمر واحدة من تلك الأغاني التي كانت مُحمّلة بالعتاب آنذاك عندما كتبها جبوري النجار لصوت الغزالي، لكنها تكاد تعبر اليوم عن انهيار مدونة القيم في الواقع العراقي والعربي!
“ردتك أنا تطلع عون/ تالي طلعت لي فرعون” أغنية غير معروف ملحّنها عندما غناها ناظم الغزالي آنذاك، والشكوك التي تذهب إلى الموسيقار ناظم نعيم في تلحينها لا تصمد كثيرا عند تحليل مقام الهمايون الذي لُحنت عليه الأغنية، وكان أكثر من برع فيه وانتشر بصوت مطرب المقام شلتاغ الذي تأثر به الغزالي، بعد أن عرّب الموسيقار محمد القبانجي مقام الهمايون وأدى عليه واحدة من أشهر القصائد “طهر فؤادك بالراحات تطهيرا”.
مهما يكن من أمر فإن محمد كمر وهو يؤدي هذه الأغنية على مقام عراقي يكاد يذوب ومن وَلَهٍ لا يذوب! فإنه لا يجازف في إعادة تقديم وتصوير هذه الأغنية الرائعة، ليس لأنه لا يحترف الغناء، بل لأنه دارس بدقة تفاصيل علوم الغناء، ويدرك مكامن الأداء في مقام الهمايون الصعب.
لذلك استرق الأسماع إليه كمطرب في هذه الأغنية وهو الملحن البارع منذ أن وصفه الناقد الراحل سعاد الهرمزي بأنه في لحن قصيدة أسعد الغريري “حبيب الأمس” لصوت فريدة دوّن اسمه عاليا مع كبار الملحنين العراقيين.
لم تكن أغنية “ردتك أنا تطلع عون” أولى أغنيات ناظم الغزالي على مقام الهمايون، فسبق وأن ارتقى بصوته في هذا المقام حد أن وصل فيه يغني من رأسه وليس حنجرته في قصيدة الملا عبود الكرخي “تيهي على أرج الورود عطورا” وبدت العُرب الصوتية للغزالي في جملة “لا تسألي عني الطيور فإنني أصبحت من نظر الطيور غيورا” تمثل ألذ طبقات التعبير عن كوامن هذا المقام الملتاع.
المدونة الغنائية العراقية تحفل بأغان رائعة على مقام الهمايون من بينها “من البير لو مي شربت” التي لحنها قارئ المقام حسن خيوكة لصوته وصارت لازمة بعدها لمطربي المقام العراقي، ثم الأغنية الشهيرة التي ترددت بأكثر من صوت “اليوم اله يومين ما مر عليّ” التي أعاد أداؤها فؤاد سالم، كما أن محمد كمر نفسه سبق أن لحّن قصيدة محمد المحاويلي “عليش تغيب عني وأنا حبيتك” لصوت فريدة على مقام الهمايون ونجحت الأغنية في نيل المرتبة الأولى في استفتاء نهاية عام 1986.
إذن نحن أمام مقام يحفر في المهج والذاكرة بعيدا، وأغنية مرتبطة بالغزالي الذي أرّخ للعراق في أغانيه، بينما وضع محمد كمر لمسته الموسيقية والأدائية على هذه الأغنية وبدا التوزيع الموسيقي للفنان عبدالكريم بنيان معبرا عن فهم عميق للتعبيرية الكامنة في مقاطع الأغنية، وهو جهد فني يقدم لنا أغنية قديمة بحس موسيقي معاصر لمقام الهمايون الذي يركز على الدرجة الحساسة قبل الأساس لمقام الحجاز المتشعب إلى أكثر من مقام.
عندما سألت كمر مشاكسا بأن أداءه لهذه الأغنية جعل منه مطربا على الأقل بالنسبة إلي؟ قال “لا تنسَ طالما أديت من قبل أصعب المقامات”.
وجد كمر شيئا من تجربته الحياتية في هذه الأغنية لذلك لم يفكر بمنحها لأي مطرب آخر، فنجح في التعبير عن نفسه على الأقل في غناء “عون احسبت تطلع إلي وباسمك همومي تنجلي/ عاديت صحابي وهلي لأجلك عجب بي تخون”، لذلك استرق الأسماع إليه وجعل من يحب غناء الغزالي يجده حيّا من جديد بلمسة لحنية معاصرة.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انكسار “الغطرسة الإسرائيلية”
- معادلة شاذة لعدد الصحافيين في العراق
- احتفاء غير مسبوق بالفشل
- نجاح سلام العراقية
- لا دروس نتعلمها على طاولة الديمقراطية
- الغناء الليبي كان وظل مشرقيًّا
- تعريف عراقي للذيول
- المعضلة الوجودية في العراق المزيف
- كيف مرَّ آب اللهاب؟
- الجانب الأروع من كريم العراقي
- نسختان من إيران ومن خامنئي
- المعضلة المعرفية أكبر من شارع المتنبي
- رسالة فاروق هلال بأصابع مرتعشة
- كن قذرا!
- صورة عتيقة لكنها معبرة عن السياسة البريطانية
- الحقيقة القبيحة تنمو وتتصاعد
- أطباء فائضون عن الحاجة
- أسهل وصفة لتدمير بلد
- الموت يفقد مواصفاته العراقية!
- هل حقا الديمقراطية تحقق النجاح؟


المزيد.....




- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - همايون ناظم الغزالي