أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - أطباء فائضون عن الحاجة














المزيد.....

أطباء فائضون عن الحاجة


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7703 - 2023 / 8 / 14 - 18:59
المحور: الادب والفن
    


طالما أقف سعيدا بكل ما يكتبه كاتبي المفضل جون ثورنهيل، لأنه ببساطة يصنع فكرته العميقة ويدافع عنها بثقة منذ أن جالس الروبوت قبل سنوات على دعوة إفطار أقامتها صحيفة فايننشيال تايمز على شرف الإنسان الآلي لاختبار أدائه الصحافي.
لم يتناول ذلك الروبوت حبة بازلاء واحدة وهو يشارك كبار كتّاب الصحيفة الوردية الإفطار، وفشل أيضا في مجاراة كتابها اللامعين. وبقي مع كل التطور الذي حصل على عقله التكنولوجي خلال السنوات الماضية وتغذيته بخوارزميات معقدة، لا يستطيع قبول تحدي مجاراة ما يكتبه ثورنهيل أو تيم هارفورد أو لوسي كيلاوي مثلا.
لم يتراجع ثورنهيل محرر الابتكار في فايننشيال تايمز وكاتب العمود وسبق أن شغل منصب نائب رئيس التحرير، عن تحدي الذكاء الاصطناعي إن كان قادرا على أن يصل إلى ما وصله في التحليل واستنباط الأفكار في الكتابة، بل يزداد ثقة مع الوقت بما ينتج من مقالات، مقابل زيادة ما يبهر الناس في هذه الثورة التكنولوجية الفظيعة.
وأنا أعيد سؤاله الأخير لنا كبشر، عما إذا كنا سنسمح لطبيب الذكاء الاصطناعي بالكشف علينا والقبول بما سيصف لنا من علاج؟ دعوني أعرض عليكم أفكاره التي أصفها باللامعة قبل أن أجد إجابته على سؤال طبيب الذكاء الاصطناعي. فهذا الكاتب يرى أننا ألحقنا بأنفسنا جرحا عميقا، وربما نصل في يوم ما إلى ما إذا كان ينبغي لنا أن نستمر في الحديث عن الإنسان العاقل باعتباره نوعا منفردا بعد مسيرة ناجحة إلى حدّ كبير على مدار 70 ألف عام.
فلو كان أفلاطون على قيد الحياة اليوم، قد يعتبر الكثير من العمل الذي نقوم به من قبيل وقت فراغ، والكثير من وقت الفراغ الذي نتمتع به على أنه عمل! لأننا ببساطة نعمل بجد من دون أجر لدى فيسبوك وأكس “تويتر”!
وتساءل مرة إذا ماتت الأوهام القديمة فأين نجد الخلاص؟ فهو من بين المَعْرفيين الذين يطالبون في كتاباتهم من البشر برفع مستوى أجهزتهم العصبية المهملة، ويحذرنا من كون تطور الذكاء الاصطناعي قد يجعلنا فائضين عن الحاجة على نحو متزايد. مثلما يجادل على الضفة الأخرى لإثبات أن الذكاء الاصطناعي يتفوق على الإنسان في الغباء، لذلك يعمل على تطوير ديناميكيته كي يفوق الذكاء الطبيعي.
لكن مقابل أن الذكاء الاصطناعي سيغير طبيعة الإنتاجية. فإن حاجة الإنسان إلى الرعاية الصحية لن تتراجع، بينما الإنفاق الحكومي يتراجع مع شيخوخة السكان، والطواقم الطبية المنهكة، حتى إن إحدى أشهر الطبيبات في بريطانيا، الدولة المتقدمة في خدمات الرعاية الصحية، ترى أن وظيفة الطبيب العام اليوم غير قابلة للتنفيذ بشكل أساسي، وهذا يعني بشكل لا مفر منه بأن يقبل الإنسان بقناعة أو على مضض، ويتعود على الذكاء الاصطناعي كطبيب شخصي له.
مهلا، يكتب ثورنهيل، علينا ألا ننسى أن التكنولوجيا الطبية قطاع مليء بالغطرسة والخداع والآمال الزائفة. ويُذكّر بالفشل المريع لشركة “أي.بي.أم” عندما زعمت أن كمبيوترها الخارق قادر على علاج السرطان!
في كل الأحوال، سواء وثق البشر أو لم يثقوا بالذكاء الاصطناعي كطبيب، سيعجزون مع المشرعين والحكماء عن إيجاد إجابات للمعضلة الأخلاقية التي تنتظرهم.
وثورنهيل كمعرفي مثل عالم اللغويات نعوم تشومسكي يرى أن مبعث القلق يكمن في أن يمتهن النوع الأكثر شهرة ورواجا من الذكاء الاصطناعي، وهو تعليم الآلة علمنا، وتشويه أخلاقنا من خلال دمج مفهوم معيب بشكل أساسي للغة والمعرفة في التكنولوجيا التي نستخدمها.
ويرون أن تلك الثورة غير قادرة على تحقيق التوازن بين الإبداع والتقييد، فهي إما تبالغ في تضمين حقائق أو أكاذيب، أو دعم قرارات أخلاقية ولا أخلاقية على حد سواء، من دون مبالاة بالعواقب.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسهل وصفة لتدمير بلد
- الموت يفقد مواصفاته العراقية!
- هل حقا الديمقراطية تحقق النجاح؟
- بورخس قارئ رقمي!
- العنصري في غربته يبيع الماضي
- إيلون ومارك كالحلوى بمذاق مر
- يكذبون علينا ونكذب عليهم!
- يا لوجع مي من دون رافع
- متى نستعيد أمل خضير
- لا أسعد من ذوي الياقات الزرقاء
- ساعة تسديد الحساب الوطني
- رومانسية اقتصادية بين واشنطن ولندن
- إيكاروس بغداد بمذاق تمر مر
- بايدن أم ترامب: ذعر الخفافيش العمياء
- فائق حسن وصدام حسين
- عمار الحكيم زعيم العروض الصوتية الزائفة
- عودة إلى سوينتون والصائغ
- ومتى كانت كرة القدم عادلة؟
- ما ينتظر الحكومات…
- مرة أخرى، الإعلام الغربي أطلق النار على قدميه!


المزيد.....




- نافذة جديدة على العالم.. مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة ا ...
- شون بين يتحدث في مراكش عن قناعاته وتجربته في السينما
- تكريم مؤثر للفنانة المغربية الراحلة نعيمة المشرقي في مهرجان ...
- بوتين يتذكر مناسبة مع شرودر ويعلق على رجل أعمال ألماني سأله ...
- على طريقة أفلام الأكشن.. فرار 9 سجناء من مركز اعتقال في نيس ...
- -الجائزة الكبرى للشعر الأجنبي- في فرنسا لنجوان درويش
- الخنجر.. فيلم من إنتاج RT يعرض في مسقط
- ملف -القندورة والملحفة- الجزائري بقائمة اليونسكو للتراث غير ...
- صور| طلبة المدارس يتوافدون على معرض العراق الدولي للكتاب: خط ...
- عيد البربارة: من هي القديسة التي ولدت في بعلبك و-هربت مع بنا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - أطباء فائضون عن الحاجة