أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - لا أسعد من ذوي الياقات الزرقاء














المزيد.....

لا أسعد من ذوي الياقات الزرقاء


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7656 - 2023 / 6 / 28 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


لم يكن الأمر مفاجئا، لكنه مثير للحماس وبقدر أكبر للتأمل وإعادة التفكير في وظائفنا التي تنمق بذوي الياقات البيضاء، بينما هي تعد مصدرا للتوتر والقلق وأفضل الطرق للعمر القصير!
فالحطابون ذوو الياقات الزرقاء يتبوؤون المراتب العليا في أسعد الأعمال. أو على الأقل يعتقدون أنهم يفعلون ذلك كما المزارعين.
ووفقا لتحليل شمل الآلاف من المشاركين في الولايات المتحدة تدر الزراعة وعمليات قطع الأشجار بأعلى مستويات السعادة على الإنسان وأدنى مستويات الإجهاد الذاتي، ولا ينافسها في سعادة الأعمال سوى اللعب مع الأحفاد باعتباره مصدرا لإبعاد الحزن والتوتر والألم والتعب.
ثمة قوة غريبة تحدد طبيعة عالمنا المعاصر بمجرد أن نكتشف أن التحطيب هو العمل الأكثر أهمية بالنسبة إلى القلوب عندما يرفع منسوب السعادة لدى الإنسان، بينما الأعمال الإدارية المتعلقة بالبنوك والتعليم والصناعات وكل ما يتعلق بالأعمال المكتبية التي يصنف أصحابها بذوي الياقات البيضاء، تعد الأكثر إرهاقا مقابل أعمال ذوي الياقات الزرقاء من الحطابين الذين يتأملون يوميا الأفق البعيد وكرم السماء عليهم.
تتمحور فكرة السعادة هنا حول أن الجميع، بغض النظر عن مدى تقدمهم أو خبرتهم، ينبغي أن يحاولوا التعاطي مع الأمور بالانفتاح والفضول والمرونة والرغبة نفسها في التعلم، التي تميز نهج المبتدئين.
لذلك لم يكن الكاتب الإنجليزي كريستوفر بوتر مفرطا في المغالاة عندما رفض اعتبار البشر جزءاً من الطبيعة وهو يعيد قراءة رؤية الإنسان لنفسه “بل كان البشر دوماً جزءاً من التكنولوجيا”.
فقد وجد الباحثون في العلوم الاجتماعية والطبية صلة قوية بين الصحة العقلية والمساحات الخضراء أو التواجد في الهواء الطلق. حتى رؤية شجرة من نافذتك يمكن أن تساعدك على التعافي من المرض بشكل أسرع. لذا تخيّل المسرة التي تحصل عليها من التواجد بجوار الشجرة عندما تكون مزارعا أو حطابا!
يشكل هذا التقارب مع الطبيعة جوهر جاذبية الحقول والغابات بوصفها علاجا في الروائح التي تنفذها والمساحات المفتوحة أمام الأقدام والعيون.
ذلك وفق فلسفة المهام التي تحرك الناس عندما يشعرون أن أمرا مهما عليهم فعله حتى بصرف النظر عن المكافأة المالية المرتجاة منه.
يكاد يكون مثال الكاتب مارك بويل، النباتي المهتم بالبيئة والتواصل الطبيعي بين البشر، أفضل الأمثلة عن صحة نتائج التحليل التي توصلت إلى أن الحطابين أسعد من غيرهم. فهو حريص على أن يقضي حياة حرة في الطبيعة لا تقيدها التكنولوجيا. يرفض التكنولوجيا لأنها حسب رأيه تدمر الناس والأماكن.
ويقول هذا النباتي السعيد بعزلته الطبيعية “نحن بحاجة إلى عدد أقل من الناس يصرخون على بعضهم البعض، والمزيد من الناس الذين يستمعون إلى بعضهم البعض. نحن بحاجة إلى البدء في التحدث إلى جيراننا مرة أخرى، لمعرفة كل الأشياء الجيدة والسيئة التي تحدث لهم”.
طبيعة الحياة التي يتوق إليها النباتي مارك بويل تتقاطع مع طريقة التفكير المتغطرسة عن السعادة التي يعبر عنها تشارلي مانغير الملياردير الذي يبلغ من العمر 99 عاما والشريك التجاري لوارن بافيت، بأسفه المزيف لأن “الناس أقل سعادة حول الوضع الحالي مما كانوا عليه عندما كانت الأمور أكثر صعوبة”. في مثل هذا الكلام الذي يحمل غطرسة الأثرياء بشأن مفهوم السعادة والأعمال، لا يصعب التوصل إلى سهولة التأكد أن يكون الشخص منحازا بشكل غير عادل، لكن بعد فوات الأوان.
لكن هذا التفسير الذي يثيره الأثرياء ومالكو الشركات الكبرى مثير للانقسام والتساؤل معا وكيف سينتهي بنا الحال. هل ستطغى السعادة في أدنى مستوياتها على الكآبة الكلية في النهاية؟
بالطبع أنا لا أدعو هنا إلى ترك أعمالنا والتوجه لتحطيب الأشجار من أجل السعادة وحدها!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة تسديد الحساب الوطني
- رومانسية اقتصادية بين واشنطن ولندن
- إيكاروس بغداد بمذاق تمر مر
- بايدن أم ترامب: ذعر الخفافيش العمياء
- فائق حسن وصدام حسين
- عمار الحكيم زعيم العروض الصوتية الزائفة
- عودة إلى سوينتون والصائغ
- ومتى كانت كرة القدم عادلة؟
- ما ينتظر الحكومات…
- مرة أخرى، الإعلام الغربي أطلق النار على قدميه!
- تويتر مشتاق لدورسي
- سعادة السوداني بغياب الدرس الصحفي عن عرّاف وقرداحي
- الموت حائر أمام أغاني عبدالكريم عبدالقادر
- رئيسي يربت على كتف الأسد “انتصرنا”!
- العالم يمتلك ما يكفي من الشجاعة للابتعاد عن واشنطن
- جوانا تقربنا من الوعد الزائف
- أنا أصدّق ماسك، ومتى كذب!
- التكرلي فضّل وينترسون على بالدوين
- وزيرة تهوي إلى الحضيض
- الصرافية سيد الجسور


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - لا أسعد من ذوي الياقات الزرقاء