أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - التكرلي فضّل وينترسون على بالدوين














المزيد.....

التكرلي فضّل وينترسون على بالدوين


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7597 - 2023 / 4 / 30 - 22:49
المحور: الادب والفن
    


في السنة الجامعية الأولى تم تخييرنا كطلاب بين روايتين في مادة تحليل النص، الأولى للبريطانية جانيت وينترسون "البرتقال ليس الفاكهة الوحيدة" والثانية للأميركي جيمس بالدوين "غرفة جيوفاني". لكن لا أحد من الطلاب الذين يتجاوز عددهم 300 "وأنا من بينهم"، يدرسون الصحافة والإعلام والقانون والسياسة والاقتصاد، اختار رواية بالدوين. ربما لأن الحوافز التي قدمت لنا عن رواية وينترسون أكثر تشجيعا لأنها إنجليزية أولا وروايتها حولت إلى فيلم عرض علينا جميعا، بينما لا يوجد الكثير من الطلاب الذين اهتموا بالروائي الأميركي لأسباب ليس بينها أنه كان أسود! لأن هناك العديد من الطلاب السود بيننا.
استشرت وقتها صديقي الروائي الراحل فؤاد التكرلي عن الخيار الأفضل بين الروايتين، فنصحني بالكاتبة الإنجليزية التي لم يقرأ لها شيئا! وقال التكرلي إن بالدوين أحد أكثر الذين ظلموا في الاهتمام والترجمة إلى العربية مع أنه أفضل من يشترك بهمه مع المجتمع العراقي.
مع ذلك بقي بالدوين الذي رحل عن عالمنا عام 1987 يثير اهتمامي، بيد أنني كتبت الكثير عن وينترسون واحتفيت بها في كتابين صدرا لي من قبل.
واليوم كلما أرى الاحتفاء الصحفي والنقدي بهذا الروائي الأسود الذي عاش حياة قاسية في حي هارلم الفقير بنيويورك وأفضل من جسد واقع العنصرية والانقسام داخل المجتمع الأميركي، أرى أنه يماثل الكثير من التجارب القصصية في العراق، ومن المتعة بمكان أن يقارن سرد بالدوين بما تركه فهد الأسدي أو جمعة اللامي ومحمد خضير.
في روايته “غرفة جيوفاني”، التي لم أخترها في كتابة بحثي بمادة تحليل النص، يتولد عند قارئها نوع من الشعور بالخلاص من أنه كان مخدرا قبل قراءتها، وعليه تفجير فقاعة الراحة تلك. مع أن بالدوين كتبها أثناء إقامته في باريس مع سنوات أخرى قضاها في تركيا، لكنه كان يعالج وضعا أميركيا شاذا وقاسيا في أفقر أحياء نيويورك، في محاولة للتصالح مع علاقته المضطربة مع أميركا والبحث عن فترة راحة من العنصرية والتمييز الجنسي، وهي مهمة ليس من السهل إنجازها في الأربعينات والخمسينات. ذلك الذي لم يخبرني به الروائي الراحل فؤاد التكرلي لأنه تأثر به واستفاد من بعض أفكاره لإيجاد المعادل لها في المجتمع العراقي. ويمكن أن نجد شيئا من ذلك عندما يتعلق الأمر بالموضوع الجنسي في "الرجع البعيد" و "المسرات والأوجاع" وإلى حد ما "اللاسؤال واللاجواب".
المدهش في الأمر أن الصحف الأميركية لم تتوقف عن مسعى اكتشاف المزيد من التناقضات والتمرد والاحتجاج في حياة ذلك الكاتب الأسود الذي عاش زمنا عنصريا بامتياز.
لذلك يثير اهتمامي كل ما يكتب عن جيمس بالدوين اليوم ويعيدني إلى عشرين سنة مرت، آخرها المسرحية التي تقدم حاليا في الولايات المتحدة وتحول بيني وبينها المسافات! عن مقطع عرضي من حياة بالدوين في ستينات القرن الماضي وعلاقة صداقة مع امرأة لم تدم طويلا لأن الموت اختطفها في العقد الثالث من عمرها!
فهذه المسرحية “A Raisin in the Sun”، تدور حول كفاح عائلة سوداء لتحقيق أحلامها في ظل قيود المجتمع الأميركي المنعزل آنذاك، وأحداثها -وفق العروض النقدية التي تحفل بها الصحف- تمثل نقطة اتصال تاريخية لحاضرنا السياسي المنقسم، مثيرة السؤال الأهم في عالم يعيش تواصلا رقميا مسموما بشأن ماهية وعرق ودين الآخر، وكان من المفيد استعادة مقطع تاريخي من حياة جيمس بالدوين من أجل القبول بالاستماع إلى أولئك الذين لا نتفق معهم، فخطورة ذرائع الخلاف لا تلغي احتمال أن يكون لدى الآخر ما يستحق القول وما يستحق أيضا الاستماع إليه.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزيرة تهوي إلى الحضيض
- الصرافية سيد الجسور
- هل الغرب نظيف أخلاقياً بما يكفي بشأن العراق
- إجحاف بحق الأغنية الوطنية العراقية
- كرسي مخزي للسوداني في قمة الديمقراطية
- التبضع من سوق الغبار السياسي في العراق
- الأغاني كلها تخذل كاظم السعدي
- استرضاء من أُرغم على تجرع السم
- عن أيام ابتسام وغادة
- المدونة العمياء عن المحتوى الهابط في العراق
- دروس الكراهية من بن غفير إلى المالكي
- الوقت يقيس جودة حياتنا
- حرب الحمقى على الموتى
- ومتى كان غير حديث التصدع في العراق؟
- قبو شاهق للفساد في بغداد
- من يشعر بوجع زكية جورج؟
- الهادي الجويني في المشرق العربي
- السوداني لا يظهر ذيله إلا خنوعا


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - التكرلي فضّل وينترسون على بالدوين