أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - إجحاف بحق الأغنية الوطنية العراقية














المزيد.....

إجحاف بحق الأغنية الوطنية العراقية


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7579 - 2023 / 4 / 12 - 09:20
المحور: الادب والفن
    


اقتبس زميل عزيز أغنية ماجدة الرومي عن بيروت بوصفها أنشودة وطنية لا يكتفي اللبنانيون وحدهم بالترنم بها، متسائلا عن الأغنية الوطنية العراقية التي يمكن أن نضعها هنا كمعادل فني.
ومع شرعية السؤال وأهميته، إلا أنه لا يخلو من الاجحاف بحق الأغنية الوطنية العراقية كنتاج تعبيري، لسوء الحظ يتم التعامل مع قيمتها الموسيقية بدوافع سياسية أكثر من فنية. تلك المغالاة النقدية بقيت ترافق الأغنية الوطنية منذ خمسينات القرن الماضي، بحيث لا يتم التعامل مع ألحان الموسيقار صالح الكويتي في الأغاني الوطنية مثلا بنفس القدر مع ألحانه العاطفية “واحدة من أشهر ألحانه كانت بعد وفاة الملك غازي أدتها سليمة مراد”، نفس الحال غيب أغاني ناظم الغزالي الوطنية لأنها مرتبطة بحقبة سياسية.
هذا الإجحاف، خصوصا لما قدم منذ بداية عقد السبعينات، لا يعدو كونه مجرد نظرة سياسية قاصرة عن القيمة الفنية، أو عدم فهم دلالة الأغنية عندما لا يتم مثلا معاملة أغنية “يا عشقنا” التي كتبها كاظم الرويعي ولحنها حميد البصري لصوتي فؤاد سالم وشوقية، أو “نحب لو ما نحب” التي كتبها كاظم السعدي ولحنها جعفر الخفاف لصوتي سعدون جابر وسيتا هوكبيان كأغان وطنية! مع أنهما مثال وطني وعاطفي يستحيل ألا يضعهما صاغة عقد الأغنية في أثمن مجوهراتها، إلى درجة أن فؤاد سالم عبر عن استيائه آنذاك بعدم اختيارهما في مهرجان الأغنية العربية الأول الذي أقيم في دمشق عام 1972 وفازت فيه أغنية “سومري” للفنان فاضل عواد بالجائزة الذهبية.
خذ مثلا أنشودة “ماهو منك يا شعبنا” النص الذي كتبه زامل سعيد فتاح ولحنه طالب القره غولي، لفرط وطنيتها بقيت هذه الأنشودة حية وملائمة لكل الأزمان السياسية، مع أنها نتاج مرحلة تأميم النفط 1972. من بمقدوره اليوم الاستماع لهذه الأنشودة دون أن يذوب ولها معها ويتجاوز أي مزاج سياسي يسيطر عليه.
بل إن لحن الفنان محمد جواد أموري لقصيدة زهير الدجيلي “سنبل الديرة” التي برع في أدائها أيما براعة صوتا مائدة نزهت وفاضل عواد، يكاد يكون الدرس الموسيقي الوطني الباهر عندما يصدح صوت فاضل عواد وكأنه قادما من أعماق التاريخ “راسم الثورة على زندي/ غنت الموصل عتابة ورددت ميسان نايل”. لو أعادت القنوات الفضائية اليوم هذه الأنشودة فمن بإمكانه أن يزعم بأنها نتاج مرحلة سياسية معينة؟ لا أحد! لأنها أغنية وطنية عراقية بامتياز خارج حدود الزمن السياسي الضيق.
عندما تقتصر القراءة النقدية للأناشيد الوطنية التي قدمت أثناء الحرب العراقية - الإيرانية، على الجانب السياسي المنحاز، فإنها تظلم اللحن العراقي أكثر من أن تبدي ازدراءها للنظام السياسي، مع أن هناك أناشيد لحنت على مدار ثماني سنوات كانت بمثابة دروس تاريخية في الموسيقى، فلحن الفنان الشهيد محمد عبدالمحسن لنص عبدالجبار الدراجي “عرس الكاع” ولحن الفنان طالب القره غولي لقصيدة كاظم الركابي “مشينا للحرب” ولحن الفنان جعفر الخفاف لقصيدة كاظم الرويعي “على ظهور الشقر شدو الخيالة” دروس لحنية في غاية التعبير لا يمكن أن يمسحها النقد المأزوم سياسيا، لأننا بالأساس نتعامل هنا مع إبداع موسيقي خارج من شغاف القلوب.
لدينا مثال لا يمكن أن نعبّر عنه عند الحديث عن الأغنية الوطنية، ولو تسنى للزميل الذي اقتبس أغنية “بيروت” مقارنته معها لقدر قيمة الأغنية الوطنية العراقية. “فرحانة ديرة هلي” التي كتبها جاسم السيف ولحنها عميد الغناء العراقي عباس جميل لصوت مائدة نزهت، تكاد تكون درسا أوبراليا، إلى درجة أن نوتتها كتبت وعلقت أمام بيانو كان موضوعا في القصر الجمهوري ببغداد، وعند زيارة رئيس وزراء دولة أوروبية شاهد النوتة فلم يستأذن من المضيفين وجلس يعزف اللحن، وسط ذهول وإعجاب المسؤولين العراقيين الذين كانوا يرافقونه!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرسي مخزي للسوداني في قمة الديمقراطية
- التبضع من سوق الغبار السياسي في العراق
- الأغاني كلها تخذل كاظم السعدي
- استرضاء من أُرغم على تجرع السم
- عن أيام ابتسام وغادة
- المدونة العمياء عن المحتوى الهابط في العراق
- دروس الكراهية من بن غفير إلى المالكي
- الوقت يقيس جودة حياتنا
- حرب الحمقى على الموتى
- ومتى كان غير حديث التصدع في العراق؟
- قبو شاهق للفساد في بغداد
- من يشعر بوجع زكية جورج؟
- الهادي الجويني في المشرق العربي
- السوداني لا يظهر ذيله إلا خنوعا


المزيد.....




- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- إطلاق الإعلان الترويجي الأول للفيلم المرتقب عن سيرة حياة -مل ...
- رئيس فلسطين: ملتزمون بالإصلاح والانتخابات وتعزيز ثقافة السلا ...
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - إجحاف بحق الأغنية الوطنية العراقية