أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - كرم نعمة - وزيرة تهوي إلى الحضيض














المزيد.....

وزيرة تهوي إلى الحضيض


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7593 - 2023 / 4 / 26 - 16:21
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


هناك “نصف حقيقة” في الكلام المنتشر بوسائل الإعلام العربية عن التنوع السياسي في بريطانيا بعد صعود رؤساء حكومات ووزراء من أصول اسيوية ومسلمين في بريطانيا وأسكتلندا وإيرلندا، بعضه ينم عن جهل في قراءة ما يجري والاكتفاء بتكرار أخبار وكالات الأنباء المجردة من الحقيقة العميقة، فيما يمثل الغالبية من هذا الكلام استعراضًا بعيدًا عن الحدود الصارمة المسموح بها للديمقراطية البريطانية عندما يكون الآخر من أعراق أخرى “…”.
انتشار هذا الكلام محاولة لتبرير الفشل السياسي في عالمنا العربي بعد أن سادت المفاهيم الطائفية والقبلية التقسيمية وتراجع مفهوم الوطنية، فكل هؤلاء يريدون الوصول إلى فكرة جاهزة باتت تثير الملل لفرط تكرارها في القول “لأنهم ديمقراطيون في بريطانيا اختاروا رئيس حكومة مسلم ووزيرة داخلية ووزير مالية أسود ومن خلفية إفريقية أو آسيوية أو عربية، لا تنسوا أن عمدة لندن مسلم ورئيس الحكومة الأسكتلندية مسلم”!
لكن حقيقة الأمر تكمن في أن هؤلاء المسلمين أو الآسيويين يقدمون أنفسهم إلى الرأي العام البريطاني بطريقة “نحن منكم وليس منهم”!
ذلك ينطبق على ريشي سوناك الهندي الأصل عندما أصبح أول رئيس غير أبيض للحكومة البريطانية، إلا أنه رفع من منسوب الازدراء للمهاجرين بما فيهم الهنود أبناء جلدته.
أول انطباع خلّفه انتخاب حمزة يوسف على رأس الحزب الوطني الأسكتلندي هو أنه مسلم، بينما موقفه من تمرير القوانين المتعلقة بزواج مثيلي الجنس سبقته إلى رئاسة الحكومة!
خذ الاحتفاء “عن جهل” في الصحافة العراقية الذي رافق صعود ناظم الزهاوي إلى رئيس حزب المحافظين وتقلده منصب وزير الخزانة السابق في حكومة بوريس جونسون، بينما هو في حقيقة الأمر من بين كبار الفاسدين وجمع ما يقارب 1.6 مليون دولار من علاقات سمسرة وخدمات سياسية قدمها إلى رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني ورئيس العراق السابق برهم صالح.
الأشد من ذلك موقف وزيرة الداخلية البريطانية سويلا بريفرمان عندما أطلقت تصريحات مروعة بشأن المسلمين المهاجرين، دون أي استثناء أو محاذير، بأنهم معتادون على ممارسة الجنس مع الأطفال، ولديهم قيم ثقافية تتعارض تمامًا مع القيم البريطانية! بينما في حقيقة الأمر مثل هذه الجرائم ترتكب داخل كل المجتمعات ولا ينبغي أن يكون العرق والدين عائقًا للتحقيق في مثل هذا النوع من الجرائم. كما تريد أن توحي بذلك سويلا من دون أي محاذير أخلاقية. فقد خلص تقرير لوزارة الداخلية البريطانية في عام 2020 إلى أن معظم عصابات الاعتداء الجنسي على الأطفال تتكون من رجال بيض تقل أعمارهم عن ثلاثين عامًا.
مهما يكن من أمر فإن الصورة ليست كما يتم رسمها في صحافة عربية وكتابات تكرر المكرر الممل، عن السياسيين البريطانيين من أصول آسيوية أو مشرقية، بمجرد معرفة المواقف المروعة في لا أخلاقية بريفرمان حيال المسلمين، بنشر المزاعم الفارغة ولتقول “أنا من الغرب وليس من هناك”.
سويلا هي ابنة مهاجرين هنود كانوا يعيشون في أوغندا وتركوا إفريقيا في الستينات ليستقروا في بريطانيا. ولدت في لندن واندمجت في المجتمع البريطاني. لكنها لا يمكن في موقفها المروع هذا أن تبيّض بشرتها وهي تدخل المكان الخطأ في الحروب الثقافية السامة التي تفسد العلاقات بين المجتمعات والأديان.
تعتقد سويلا أن عرقها الهندي وهي تزدري المسلمين من دون استثناء يمكن أن يوفر لها الحماية لفترة طويلة، أو يجعل البريطانيين ينظرون إليها بعين الرضى. لكنها واجهت حملة قوية رافضة لطريقة التفكير العنصرية التي تشدقت بها، عندما طالب أعضاء في حزب المحافظين بمحاسبة نواب الأقليات العرقية في البرلمان البريطاني بنفس الطريقة التي يحاسبون فيها البرلماني الأبيض. بما يتعلق الأمر بالعنصرية وازدراء المعتقدات والنظر بدونية إلى الآخر. فيمكن أن يكون السود والآسيويون عنصريين أيضًا.
رفض أعضاء في حزب المحافظين تصريحات وزيرة الداخلية، مؤكدين أن لغة بريفرمان ليست جزءًا من استراتيجية انتخابية مدروسة لإذكاء الخوف والغضب لدى المجتمع المسلم في بريطانيا. ونحن كمتابعين نريد أن نصدق هذا الكلام، ونترقب أن يكون صحيحًا وفق سعيدة وارسي أول مسلمة عملت في مجلس الوزراء البريطاني. ومع ذلك، لا يهم ما إذا كان هذا الاستخدام المتسق للخطاب العنصري الذي تفوهت به وزيرة الداخلية البريطانية، هو إستراتيجية أو عدم كفاءة من قبلها. لكنه في النهاية يظهر أنها ليست جديرة لشغل منصب رفيع في الحكومة البريطانية.
فأولئك الذين يتذرعون بالدفاع عن “حرية التعبير” التي يحق لهم أن يقولوا ما يشاءون، يفتقدون إلى الهدف الحقيقي الكامن في حرية التعبير، فالتعليق مجاني، لكن الحقائق مقدسة. وذلك ما افتقدت له الوزيرة البريطانية.
فانتقاد لغة بريفرمان العنصرية حيال المسلمين لا يتعلق بإغلاق نقاش مهم حول السياسة، أو تباين الحساسيات الثقافية في المجتمعات، لكن الأمر متعلق بكلام وزيرة داخلية مطالبة بأن يكون كلامها من الدقة بمكان على أن يستند إلى الحقائق والأدلة، وهو ما فشلت بريفرمان في القيام به عندما هوت إلى الحضيض.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصرافية سيد الجسور
- هل الغرب نظيف أخلاقياً بما يكفي بشأن العراق
- إجحاف بحق الأغنية الوطنية العراقية
- كرسي مخزي للسوداني في قمة الديمقراطية
- التبضع من سوق الغبار السياسي في العراق
- الأغاني كلها تخذل كاظم السعدي
- استرضاء من أُرغم على تجرع السم
- عن أيام ابتسام وغادة
- المدونة العمياء عن المحتوى الهابط في العراق
- دروس الكراهية من بن غفير إلى المالكي
- الوقت يقيس جودة حياتنا
- حرب الحمقى على الموتى
- ومتى كان غير حديث التصدع في العراق؟
- قبو شاهق للفساد في بغداد
- من يشعر بوجع زكية جورج؟
- الهادي الجويني في المشرق العربي
- السوداني لا يظهر ذيله إلا خنوعا


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - كرم نعمة - وزيرة تهوي إلى الحضيض