أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كرم نعمة - إيلون ومارك كالحلوى بمذاق مر














المزيد.....

إيلون ومارك كالحلوى بمذاق مر


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7676 - 2023 / 7 / 18 - 12:21
المحور: الصحافة والاعلام
    


يبدو أن علينا أن نكمل الجملة عن اتقاء شرور مواقع التواصل الاجتماعي وإضافة معها شرور الأثرياء التي يحكمونها في إمبراطورية إعلامية ومالية يسكنها أكثر من خمسة مليارات مستخدم، دع عنك الأموال هنا، فهي أكثر من مجرد عدّها!
عندما أدرك تريستان هاريس، المصمم السابق في شركة غوغل، أنه يريد تحذير العالم من المخاطر التي تشكلها وسائل التواصل الاجتماعي مرعوبا مما تفعله ثقافة التطبيقات بأدمغتنا، أنشأ “مركز التكنولوجيا الإنسانية”. لكن عن أي نوع من المراكز يمكن أن نتحدث في اتقاء شرور إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، وهما يعرضان طرق التحدي إلى درجة وصلت إلى المنازلة في حلبة صغيرة.
الأمر لم يبدأ من إنشاء شركة ميتا لمنصة ثريدز في انتهازية تجارية وعاطفية للاستياء العام من سلوك ماسك الغريب على تويتر، الذي تسبب في كثير من الأحيان في إفساد نظرة المستخدمين تجاهه. بل إن التوعد بالنزال سبق ذلك.
فقد تبادل الثريان الدعوة إلى المبارزة جسديا في قفص بأسلوب معارك فنون الدفاع عن النفس. ووصلت الأمور إلى الذروة عندما نشر ماسك رسالة عبّر فيها عن جاهزيته للقتال في صراع الأنا التكنولوجي.
تجدد هذا النوع من النزاع بعد إطلاق ميتا، الشركة الأم لخدمتي إنستغرام وفيسبوك، لمنصة ثريدز، بين رجلين يديران إمبراطوريتين رقميتين لا تكتفيان بربط العالم بقدر السعي إلى حكمه، رغما عن كل القوانين والحكومات والجيوش والأسلحة.
فزوكربيرغ عبر عن اعتقاده على ثريدز بالحاجة إلى تطبيق معني بالمحادثات العامة به أكثر من مليار شخص. قائلا “لقد حظي تويتر بفرصة للقيام بذلك، ولكنه لم ينجح. آمل أن ننجح نحن”. فرد ماسك متحديا “من الأفضل بدون حدود أن يهاجمك الغرباء على تويتر، بدلا من الانغماس في سعادة زائفة على إنستغرام الذي يخبئ الألم”.
حسنا، إذا كان العالم يترقب نزالا بين الرجلين، فإن ذلك سيظهر السخافة المطلقة للثروة الفاحشة، وفق تعبير زوي ويليام الكاتبة في صحيفة الغارديان البريطانية.
من الواضح أن لا أحد سيموت منهما، لكن إذا حدث النزال فموت من نوع آخر سيحدث يحكمه كسر الغرور لدى كليهما.
بالنسبة للمستخدمين لا يترقبون موت أحدهما، ففي مثل هذه النزالات تتدخل الأموال باسترخاء لتحمي المتصارعين!
مع ذلك يبقى هؤلاء المليارديرات موضع إثارة للاهتمام، وعندما أقول مثيرين للاهتمام، أعني ذلك بالطريقة التي يكون فيها الذئب مثيرا للاهتمام لأنه يندفع نحوك. هل يجب أن تتجمد أو تهرب؟ هل لديك المقدرة لربطه وتقييده؟
فنزاع من هذا النوع بين ماسك وزوكربيرغ يريدان فيه أن نتحدث عنهما، ولكن ليس عن تأثيرهما الحقيقي على العالم. يطلبان من مليارات المستخدمين إعلان المنتصر، فهذا نوع من ديمقراطية الشركات التكنولوجية التي تحكم العالم اليوم، بيد أنه من الخطر الذي يتطلب استيقاظ المجتمع المدني وتوحيد جهوده، فماسك وزوكربيرغ يعتقدان أنهما رجلان خارقان بالمال وعدد السكان الرقميين المنضوين تحت رحمة قوانين تويتر وفيسبوك، وقد اشتريا طريقهما للخروج من أي مجتمع متوازن يخبرهما أنهما ليسا كذلك.
لا يمكن أن نتوقع الكثير من ثريدز، لأنها في النهاية لا أكثر من رقم يضاف للمنصات المتعددة، صحيح أن هناك ما يشبه الاتفاق على أنه لا يمكن لأي شبكة جديدة أن تنجح بمجرد نسخ ما قبلها. لكن هذه المنصة الجديدة هي في حقيقة الأمر تكشف عن الصراع بين ثريين لا يكفان عن التحكم بمصائر العالم، في صراع سخيف.
كان مارك زوكربيرغ قد باع من قبل معلوماتنا الشخصية على فيسبوك، واليوم يعاملنا إيلون ماسك في تويتر وكأننا مجرد مؤجري غرفة صغيرة ملحقة بمطبخه المالي! إنهما، إيلون ومارك، كالحلوى التي تترك طعما مرا في اللسان.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش حول تداعايات العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة وموقف اليسار، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتب الفلسطيني ناجح شاهين حول ارهاب الدولة الاسرائيلية والاوضاع في غزة قبل وبعد 7 اكتوبر، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يكذبون علينا ونكذب عليهم!
- يا لوجع مي من دون رافع
- متى نستعيد أمل خضير
- لا أسعد من ذوي الياقات الزرقاء
- ساعة تسديد الحساب الوطني
- رومانسية اقتصادية بين واشنطن ولندن
- إيكاروس بغداد بمذاق تمر مر
- بايدن أم ترامب: ذعر الخفافيش العمياء
- فائق حسن وصدام حسين
- عمار الحكيم زعيم العروض الصوتية الزائفة
- عودة إلى سوينتون والصائغ
- ومتى كانت كرة القدم عادلة؟
- ما ينتظر الحكومات…
- مرة أخرى، الإعلام الغربي أطلق النار على قدميه!
- تويتر مشتاق لدورسي
- سعادة السوداني بغياب الدرس الصحفي عن عرّاف وقرداحي
- الموت حائر أمام أغاني عبدالكريم عبدالقادر
- رئيسي يربت على كتف الأسد “انتصرنا”!
- العالم يمتلك ما يكفي من الشجاعة للابتعاد عن واشنطن
- جوانا تقربنا من الوعد الزائف


المزيد.....




- على الهواء مباشرة.. تفاعل على فيديو إيلون ماسك -يشتم- الشركا ...
- قطر توضح الشروط باتفاق تمديد الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحما ...
- لحظة بلحظة.. الهدنة في غزة في يومها السابع
- بعد وصوله إلى قطر.. الرئيس الألماني ينتظر نصف ساعة في الطائر ...
- 6 جرحى بإطلاق نار وسماع دوي انفجار بالقرب من حي راموت بالقدس ...
- شي جين بينغ يدعو إلى تطبيق حق الشعب الفلسطيني في الحياة
- الفلبين: سنبحث مع إيران إطلاق سراح 17 بحارا من سفينة استولى ...
- ألا تشعر بالخجل؟ مسنة إسرائيلية تواجه السنوار
- مسؤولان: أميركا تطالب إسرائيل بتقليص منطقة القتال بأي هجوم ع ...
- كيف عززت حرب غزة الشرخ بين موسكو وتل أبيب؟


المزيد.....

- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن
- -الإعلام العربي الجديد- أخلاقيات المهنة و تحديات الواقع الجز ... / زياد بوزيان
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....الجزء الأ ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كرم نعمة - إيلون ومارك كالحلوى بمذاق مر