أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - الغناء الليبي كان وظل مشرقيًّا














المزيد.....

الغناء الليبي كان وظل مشرقيًّا


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7745 - 2023 / 9 / 25 - 15:40
المحور: الادب والفن
    


مر خبر لقاء المطربة التونسية نوال غشام مع الفنان الليبي سيف النصر قبل أيام، عابرا إلا لمن أرّخ هذا الصوت الليبي في وجدانه ما لا يمكن أن يُنسى.
كان مثيرا للاهتمام إعلان نوال عن إعادة أداء أغاني سيف النصر القديمة، ليس لها فحسب، بل للأجيال التي أرخت لحقب من الوله والاشتياق في أغاني ذلك الفنان الليبي، فهذا الصوت مثل غيره ضحية معادلة “المركز والأطراف” المجحفة عندما حُرم المستمع العربي من فنه أسوة بجيل من المطربين الليبيين.
ولو تسنى للذائقة السمعية في المشرق العربي الاستماع إلى أغاني سيف النصر منذ نهاية سبعينات القرن الماضي، لتنازع العراقيون والخليجيون واليمنيون والسوريون واللبنانيون، وكل منهم يقول هذا المطرب منّا!
وتلك فضيلة السيد العظيم “يوتيوب” وهو يوفر لنا اليوم جميع أغاني هذا الفنان الليبي، على الأقل لرد الاعتبار لصوته المفعم بأنين الصحراء ورائحة البحر وألحانه التي تُشكل لوحدها مدرسة مثالية في غناء بلاده، فهو لحن أغلب أغانيه. كما أن خياراته الانتقائية للنصوص الشعرية، بما فيها قصائد محمد الفيتوري وأمل دنقل، جعلت منه امتدادا لجيل موسيقي ليبي منذ حسن عريبي ومحمد كريم وكاظم نديم وحتى محمد حسن.
ليس وحده الغناء الليبي الذي تعرض لإجحاف ظاهرة “المركز والأطراف” التي كانت سائدة وتحول دون تبادل أغاني المشرق والمغرب العربي، بينما على جيل العقود الثلاثة الأخيرة من مطربي الدول العربية أن يشعروا بالامتنان للفضاء الرقمي المفتوح الذي جعل أغانيهم متداولة بين البلدان العربية وانتهى الخيار الوحيد الذي كانت فيه الأغاني قادمة من القاهرة وحدها!
أغاني وألحان سيف النصر (المولود عام 1958 في مدينة زويتينة شرق ليبيا) تعد مثالا لمعرفة التعبيرية الكامنة في الأغنية الليبية، فالبلاد وإن كانت مغاربية الجغرافيا فإن غناءها مشرقي بامتياز وبكل ما تعنيه تلك الكلمة.
وبوسعي أن أضع أغنية “كيف الحال” التي كتبها بتوق شعري باهر عياد نجم ولحنها سيف النصر لصوته على مقام الصبا مثالا للدراسات النقدية.
لقد أعاد سيف النصر في هذا اللحن الذي غناه بتساؤل مبهر ومفعم بالحزن الشفيف للفراق الطويل والابتعاد عن الحبيب، اكتشاف العُربْ العميقة في صوته على هذا المقام الذي لا ينتهي الوله الكامن فيه.
فهو يمهد في هذه الأغنية التي يمكن وضعها مع جواهر الأغاني الليبية والعربية الخالدة، للقاء بعد سنوات من غياب الحبيب (قبل تخالفيني كنتي شوف عيني) إلى أن يصل إلى السؤال المعتاد بعد الغياب، غير أنه في هذا اللحن يمتلك مواصفات موسيقية عميقة (كيف الحال/ ويش الأحوال/ ما تذكريني).
نتعرف بعدها على قصة هذا الفراق الطويل في تلك الأغنية وكيف كانت الحبيبة حلم العاشق في صحوه وغفوته، إلى أن يأتيها ملهوفا بعد غياب طويل.
لقد برع سيف النصر في استخراج أعمق كوامن مقام الصبا في مقطع “جيت ملهوف/ جيت نطوف”، كما أن أداءه لهذا المقطع يكاد يشق شغاف القلوب، حتى يُهدأْ بعدها من وقع الشوق في جملة موسيقية لا تدع هذا المقام يمر من دون أن تترك ندوبا على ضفاف الروح “جيت هايم طريق سراع/ ما تعرف أخبايّ الخوف/ جيت ملهوف/ جيت نطوف”.
عودوا إلى تلك الأغنية لتعرفوا ما معنى أن يكون الغناء ليبياً ومشرقياً في آن واحد، ولندرك بعدها أي إجحاف ألّا تعرف أجيال عربية كانت ولهى بالغناء، أن هناك في ليبيا مثلما هو في تونس والمغرب واليمن غناء تعرض للاغتيال الإعلامي حد الظلم منذ منتصف القرن الماضي، عندما غاب عن الإذاعات العربية ومن بعدها التلفزيونات. وذلك ما يجعل الذائقة السمعية العربية تشعر بالامتنان اليوم للفنانة نوال غشام وهي تعدها من جديد بأغاني سيف النصر.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريف عراقي للذيول
- المعضلة الوجودية في العراق المزيف
- كيف مرَّ آب اللهاب؟
- الجانب الأروع من كريم العراقي
- نسختان من إيران ومن خامنئي
- المعضلة المعرفية أكبر من شارع المتنبي
- رسالة فاروق هلال بأصابع مرتعشة
- كن قذرا!
- صورة عتيقة لكنها معبرة عن السياسة البريطانية
- الحقيقة القبيحة تنمو وتتصاعد
- أطباء فائضون عن الحاجة
- أسهل وصفة لتدمير بلد
- الموت يفقد مواصفاته العراقية!
- هل حقا الديمقراطية تحقق النجاح؟
- بورخس قارئ رقمي!
- العنصري في غربته يبيع الماضي
- إيلون ومارك كالحلوى بمذاق مر
- يكذبون علينا ونكذب عليهم!
- يا لوجع مي من دون رافع
- متى نستعيد أمل خضير


المزيد.....




- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - الغناء الليبي كان وظل مشرقيًّا