أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - رسالة فاروق هلال بأصابع مرتعشة














المزيد.....

رسالة فاروق هلال بأصابع مرتعشة


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7717 - 2023 / 8 / 28 - 16:11
المحور: الادب والفن
    


بينما كانت البلاد تنفض عن نفسها غبار الحرب والأناشيد عام 1991، كان فاروق هلال مشغولا بالقصيدة لإضفاء لمسة موسيقية عراقية عليها، لم يجد بين أصوات أبناء جيله من يعول عليه، فانفتح على جيل شاب خرج من تحت يديه. سألته لماذا، ألم يكن الأجدر أن تعيد المجد لتلك الأصوات التي أرخت لذائقتنا؟ قال عليك أن تترقب ما يعيد الأمل للأغنية العراقية.
وبالفعل غنى قصيدة "بلدي" و "هكذا يلعب المحاصرون" بصوته، بينما توج صوت الفنان الشاب جمعة العربي بقصيدة "الهاتف" وكل تلك النصوص كانت للشاعر رعد بندر.
كان على الجميع أن يعيدوا اكتشاف موسيقى فاروق هلال وقتها، بيد أن ملحنا عراقيا بارعا استاء من مقال لي قبل أشهر في هذه الزاوية، عندما كتب لي مستنكرا أطلاق لقب الموسيقار على فاروق هلال بذريعة أن كل نتاجه المؤثر على مدار عقود لم يتعد الأغاني العشرة. وهذا صحيح وفق مدونة الأرقام لكنه غير عادل وفق تعبيرية هلال وأثرها على الذائقة السمعية.
لماذا أعود لفاروق هلال اليوم، لأن هذا الموسيقار الثمانيني وهو يعود أدراجه إلى بغداد بعد سنوات من الاغتراب المرير، كتب قبل أيام ما يشبه رسالته الأخيرة بأصابع مرتعشة يخاطب تلميذه المايسترو علاء مجيد الذي تكفل برعايته بالقول "سأذكر علاء في الحياة الأخرى كأروع نموذج مر بحياتي".
بوسعي أن أقول إن هذا الفنان من كبار مدوني التعبيرية اللحنية، لأن أثره الموسيقي لم يقتصر على أبناء جيله بعد أن فتح الطريق أمام أصوات وملحني جيل الثمانينيات في برنامجه التلفزيوني الشهير "أصوات شابة".
لا يغيب لحنه الباهر لصوت مائدة نزهت "سألت عنك" كلما أُستُذكر هلال، تلك الأغنية التي كتبها عبدالكريم مكي تأبى أن تغادر جوهرة قلادة الغناء العراقي، لكن على حساب الألحان الأخرى، لأنه كان قد أختار نصا للشاعر نفسه في أغنية "خطار" وقدم حسين نعمة بصورة مفعمة بالحب عن ذاك الملتاع المتسائل في ألحان محمد جواد أموري ومحسن فرحان. قدم أيضا ياس خضر بلحن مهذب بعيدا عن أغانيه المفرطة بالأنين آنذاك، فعرفنا ياس مختلفا في "راح ومشى" بينما تحوّل لحنّا "ردت أنساك" و "كلمن يحن الى هله" لصوت صلاح عبدالغفور أشبه بترنيمة سائدة على الشفاه العراقية وزاد من أثر الأغنية الأولى عندما صورت في شط العرب حيث السفن الذاهبة والراسية تحمل إشارة اللانسيان.
ومن يعود إلى أغنية "أحسب ليالي" التي كتبها غازي ثجيل وقدم فيها فاروق هلال صوت سيتا هوكبيان بمسحته الحداثية، يشعر بقدرته في التعبير عن روح المفردة العراقية مع آلات غربية.
وتكاد تكون تجربته مع الفنان الكويتي عبدالله الرويشد في أغنية "علمني عليك" التي كتبها أسعد الغريري. علامة فارقة في الأغنية العراقية.
فاروق هلال الذي يعد من جيل ستيني فني والمتخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1957، أحد أهم مؤرخي الأغنية العراقية والمخلصين لها، كان يعمل من أجلها لذلك بقي أثره التاريخي، منذ أغنية "ياصياد السمك" التي قدمته منتصف الستينيات، ثم الأغنية المفعمة بالتوق الكامن التي كتبها كاظم عبدالجبار "تعاليلي".
فيما تحولت أغنيته الشهيرة "البنت" إلى فاصلة لحنية متكيّفة مع نصوص على منوالها، فأعادت تقديمها لاحقا الفنانة سيتا هوكبيان بعد أن تحولت مفردة "البنت" إلى "الولد" ثم عندما أراد الفنان فؤاد سالم أن يناجي ابنته "نغم" البعيدة عنه بعد سنوات من الفراق أعاد نفس اللحن بأغنية معبرة عن أوجاعه التي لم تتوقف حتى رحيله.
فإذا كان فاروق هلال موضع رعاية اليوم من قبل تلميذه المايسترو علاء مجيد، فأن وحدته الشخصية أقسى بكثير من أن تختصرها ذكرى أغان!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كن قذرا!
- صورة عتيقة لكنها معبرة عن السياسة البريطانية
- الحقيقة القبيحة تنمو وتتصاعد
- أطباء فائضون عن الحاجة
- أسهل وصفة لتدمير بلد
- الموت يفقد مواصفاته العراقية!
- هل حقا الديمقراطية تحقق النجاح؟
- بورخس قارئ رقمي!
- العنصري في غربته يبيع الماضي
- إيلون ومارك كالحلوى بمذاق مر
- يكذبون علينا ونكذب عليهم!
- يا لوجع مي من دون رافع
- متى نستعيد أمل خضير
- لا أسعد من ذوي الياقات الزرقاء
- ساعة تسديد الحساب الوطني
- رومانسية اقتصادية بين واشنطن ولندن
- إيكاروس بغداد بمذاق تمر مر
- بايدن أم ترامب: ذعر الخفافيش العمياء
- فائق حسن وصدام حسين
- عمار الحكيم زعيم العروض الصوتية الزائفة


المزيد.....




- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - رسالة فاروق هلال بأصابع مرتعشة