أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - حرية التعبير ضحية أيضا














المزيد.....

حرية التعبير ضحية أيضا


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7808 - 2023 / 11 / 27 - 18:49
المحور: الادب والفن
    


مع حرب الإبادة في غزة تزداد كثافة النقاش الإعلامي بشأن الحقيقة وما بعدها وحرية التعبير بوصفها الضحية الأحدث في ما يجري بعالم ارتفع فيه منسوب الخلافات السامة.
فلا يمكن لحرية التعبير أن تزدهر في وسائل تواصل اجتماعي أصبحت آلة لإنتاج الغضب، وليست منتدى لتبادل الأفكار والوصول إلى الحقيقة، ذلك ما كشفته لنا الحكومات أيضا بعد أن عرّف المواطن الصحافي عن نفسه بطريقة ما يكره، بينما تعبّر الحكومات اليوم عن نفسها بما تكذب.
كثر الحديث عن أهمية حرية التعبير، ولأسباب مفهومة، فالتمتع بحرية التعبير دون خوف من العقاب أو الرقابة يتم اختباره في أوقات الأزمات. لكن في عالم بات المرء فيه لصيقا بمنصته أو ما صار يسمّى بـ"مواقع الجحيم"، هل يمكن لحرية التعبير أن تقوم بنفس العمل الذي اعتدنا عليه في المقاهي والملتقيات؟ ماذا لو أصبح المدافعون يتعاملون مع حرية التعبير كغاية في حد ذاتها، ويفوّتون فرصة ما يجعلها قيمة إنسانية وسياسية وإعلامية كبيرة؟ بيد أن خطابنا لا يجري اليوم في المقاهي كما كان سابقا، ولو كان الأمر كذلك، فقد يساعدنا ذلك على رؤية الجانب الإنساني في الآخرين وفهم وجهات نظرهم بشكل أفضل، من الجدل العاصف على المنصات.
وفي غياب البنية الأساسية المناسبة، فإن سوق الأفكار الذي يتمّ التّباهي به كثيرا لا يساعدنا في الوصول إلى الحقيقة والأرضية المشتركة، بل أصبح بدلا من ذلك مكبّر صوت لضجيج فارغ. ووسط هذا النشاز، يمكن استغلال مبدأ حرية التعبير في ترويج الأكاذيب بشكل مخز كما يحدث اليوم في تبرير قتل المدنيين في غزة واقتحام المستشفيات.
يمكن أن نتخذ من إيلون ماسك مثالا عالميا وهو لا يتوقف عن الحديث وتصنيف حرية التعبير عبر السماح أو كتم الأصوات على منصته الأثيرة لدى الملايين، بما يتعلق بالخلافات التاريخية والدينية والحرب الثقافية المستعرة، الأمر الذي دفع البيت الأبيض للرد عليه بطريقة تعبّر عن الاستياء والتحذير معا، وهو أمر يكشف بوضوح أن الخلاف على مفهوم حرية التعبير قائم حتى في الدولة التي تزعم بأنها الفضاء الأرحب لممارسة حرية التعبير!
"الهدف الأساسي من حرية التعبير هو أنه، حتى الأشخاص الذين تكرههم، يقولون أشياء تكرهها" هذا ما قاله ماسك مؤخرا "لأنه إذا كان الأشخاص الذين تكرههم يمكنهم أن يقولوا أشياء تكرهها، فهذا يعني أنهم لا يستطيعون منعك من قول الأشياء التي تريد أن تقولها، وهو أمر مهم للغاية".
لكن هذا الفهم المحدود والذي لا يتفق حوله خبراء وسائل الإعلام مع ماسك، يكمن في أن مجرد القدرة على قول الأشياء التي تريد قولها مع الإفلات من العقاب ليس، في الواقع، الهدف الأساسي من حرية التعبير.
الهدف الأساسي من حرية التعبير وفق الكاتبة جيميما كيلي المهتمة بالحروب الثقافية هو السماح لنا نحن البشر، المخلوقات المحدودة التي لن تكون قادرة تماما على فهم الحقيقة أو الوصول إليها بشكل كامل، بالتحرك في اتجاهها على الأقل. ومن خلال إعطاء صوت لمن لا صوت لهم، وبالسماح ببث وجهات النظر غير المتداولة، فقد نتمكن بطريقة أو بأخرى من شق الطريق صوب نوع من التفاهم المشترك.
ولكن علينا إن كنا نرغب في التوصل إلى هذا الفهم المشترك، أن نجعل من حرية التعبير فعّالة، وإلا فإننا نخاطر بعدم التحرك نحو الحقيقة، بل الابتعاد عنها أكثر من أيّ وقت مضى.
فحرية التعبير ليست نوعا من البنية السلبية التي تتدفق منها الحقيقة تلقائيا، بل هي نوع من الطاقة. ومثل أيّ شكل من أشكال الطاقة، يجب استغلالها بشكل صحيح حتى تكون مفيدة وإلا أصبحت حارقة وقاتلة كما في الطاقة الكهربائية.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة تعلمنا أن نكون على قيد الحياة
- لا نحتاج حلا لمعادلة الحلبوسي
- كم عبدالحليم في مصر اليوم؟
- لابد من درويش عندما يُفقد الأمل
- يفكرون نيابة عنا!
- العراق المزيف لا يشكل خطرا على إسرائيل
- قطيعة فائزة أحمد مع عراقيتها!
- نادي كبار الكذابين بصلافة
- غاستون باشلار في بيتنا
- إسرائيل تعيش تحت وطأة الحطام الوجودي
- همايون ناظم الغزالي
- انكسار “الغطرسة الإسرائيلية”
- معادلة شاذة لعدد الصحافيين في العراق
- احتفاء غير مسبوق بالفشل
- نجاح سلام العراقية
- لا دروس نتعلمها على طاولة الديمقراطية
- الغناء الليبي كان وظل مشرقيًّا
- تعريف عراقي للذيول
- المعضلة الوجودية في العراق المزيف
- كيف مرَّ آب اللهاب؟


المزيد.....




- روسيا.. تصوير مسلسل تلفزيوني يتناول المرحلة الأخيرة من حياة ...
- اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون والتخصصات المطلوبة 2024 با ...
- هل تبكي عندما تشاهد الأفلام؟.. قد تكون معرضا بشكل كبير للموت ...
- مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي يطلق دورته الثانية
- “نزل Wanasah الجديد” تش تش ???? وقت الدش.. تردد قناة وناسة ن ...
- فنان غزة الذي لا يتكلم بصوته بل بريشته.. بلال أبو نحل يرسم ح ...
- هاريس فرحت بدعم مغنية لها أكثر من دعم أوباما وكلينتون.. ما ا ...
- -الغرفة المجاورة- لبيدرو ألمودوفار يظفر بجائزة الأسد الذهبي ...
- النيابة تواجه صعوبة في استدعاء الفنان المصري محمد رمضان للتح ...
- فيلم اليكترا: تجربة بصرية وحسية لأربع ممثلات وكاتبة في بيروت ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - حرية التعبير ضحية أيضا