أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - بوتين في بيتنا، أي أمل سيتركه؟














المزيد.....

بوتين في بيتنا، أي أمل سيتركه؟


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7821 - 2023 / 12 / 10 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أسابيع من اندلاع الثورة السورية تحدثت مع مسؤول مقرب من الرئيس بشار الأسد في لندن، كان لا يتوقف عن ترديد كلمة “الانتصار” بإصرار وثقة مفرطة وقمع الثورة السورية المتصاعدة آنذاك، وعندما سألته لمن يعزو ذلك، أجاب بثقة مفرطة أيضًا أن روسيا ومن خلفها إيران لن تتركنا وحدنا! وأستدرك منبهًا من الاعتقاد بتكرار خذلان التاريخ، وقال “روسيا لن تترك سوريا كما تركت العراق للاحتلال الأمريكي، فهناك فرق بين بشار الأسد وصدام حسين” بلا أدنى شك ثمة فرق، ولكن ليس الذي يعنيه محدثي!
بطبيعة الحال لم يتحدث المسؤول السوري عن الثمن الذي ستدفعه بلاده جراء الحماية الروسية لنظام الأسد، ولم يتطرق إلى التفاهم الروسي الإسرائيلي في الأجواء السورية. هناك قواعد حرب ما بين موسكو وتل أبيب على الأراضي السورية، لا تعير اهتمامًا لما يسمى السيادة السورية، كما أن موسكو لن ترد على “إسرائيل” مهما عبثت صواريخها في سوريا. لم يكن ذلك وحده الثمن المطلوب من نظام الرئيس بشار الأسد تسديده إلى بوتين، هناك ما هو أكثر إذلالاً حدث لاحقًا، وكان بودي أن يعرفه المسؤول السوري الذي التقيته لمرة واحدة قبل سنوات، ولم تتكرر.
فعندما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قاعدة حميميم في سوريا في كانون الأول عام 2017، كان الثمن الذي دفعته سوريا عبر رئيسها أشد بكثير، عندما أمسك ضابط روسي يد الأسد ومنعه من مرافقة بوتين في السلام على صف الجنود الروس! لم يستطع الأسد فعل أكثر من أن يُهدأ من روع الضابط وهو رئيس دولة يتحرك على أرض بلاده!
لماذا أعود للأمس، بينما الترقب الاستراتيجي ينتظر ما تسفر عنه جولة بوتين الجديدة في بيوتنا العربية بعد زيارة الإمارات والسعودية ترافق طائرته الرئاسية طائرات مقاتلة روسية من طراز SU-35S؟
فعندما يكون بوتين في بيتنا، يصبح السؤال الأكثر طلبًا، هل يمكن أن يترك الرئيس الروسي أملًا؟
وفقًا للعقيدة الروسية الجديدة من الصعوبة بمكان أن يعول الفلسطينيون على شيء مما ستفعله موسكو من أجلهم، ومع كل الإشارات التي تجمع اليوم بأن روسيا ستلعب دورًا في مستقبل المنطقة، فإن الإشارة التي بعثها بوتين إلى الولايات المتحدة عبر السعودية، تقول غير ذلك، عندما خاطب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومن خلاله في رسالة أكثر وضوحًا إلى الولايات المتحدة بقوله “لا شيء يمكنه منع تطور علاقة روسيا والسعودية ومن المهم جدا لنا جميعا الآن أن نتبادل المعلومات والتقييمات فيما يحدث بالمنطقة”!
حسنًا مثل هذا الأمر يحدث ومنذ سنوات وتعرفه السعودية، لكن أي ردة فعل عند الولايات المتحدة سيترك هذا الكلام؟
نجد بعض الإجابة عن ذلك بما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بأن بوتين يسعى من خلال تلك الزيارة إلى إرسال رسالة، مفادها أن روسيا لا تزال قادرة على ممارسة النفوذ وحشد الدعم حتى من حلفاء واشنطن، بل ربما “دق إسفين بين الإمارات والسعودية وبين الولايات المتحدة”.
واختصرت الصحيفة نتائج زيارة بوتين إلى “انتزاع أكبر فائدة ممكنة من جميع شركائها الأجانب” لكن ما الفائدة التي سيجنيها أهل غزة وهم يعيشون تحت وطأة الإبادة الإسرائيلية. لأن الكلام الكثير عن دور روسيا “دع عنك حديث النفط وإنتاج أوبك +” في الضغط على إسرائيل من أجل حل لمحنة الفلسطينيين في تلك الزيارة إلى الإمارات والسعودية، لا يبدو لي يحمل أهميته، فليس بمقدور جامعي المؤشرات الحصول على النزر اليسير للبناء عليها. بقدر ترقب ردة الفعل الأمريكية على نتائج الزيارة مع وجود حالة الإحباط بشأن رد فعل واشطن على الوضع المتفاقم في غزة.
فإذا كانت موسكو تصف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنها انفصلت عن الواقع، بمجرد الحديث عن احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين القوات الروسية والأمريكية، بوصفهما قوتين نوويتين. فإن أي مراقب سياسي سينفصل عن الواقع أيضًا ويصبح مثل الذي يريد إطفاء كرة نار في الفضاء، عندما يعول على دور روسي مرتقب لإنقاذ الفلسطينيين في غزة، لأنه مهما أظهر بوتين من الود لشيوخ وأمراء أبوظبي والرياض فإن علاقته السياسية مع بنيامين نتنياهو أقوى بكثير، ذلك ما يفسره لنا البيان الواهن بعد انتهاء زيارة بوتين إلى الرياض، فقد أكتفى الطرفان بالمناشدة على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية وحماية المدنيين.
مهما يكن من أمر فإن الأبهة والظروف التي اتسمت بها زيارة بوتين لأبوظبي والرياض، عندما تم استقباله باحتفال متقن، كان بمثابة انقلاب دعائي للرئيس الروسي. لكنه غادر من دون أن يترك أي أمل لعجوز فلسطينية تضم أطفال ابنها في خيمة متهرئة في العراء بعد أن قصف منزلهم في غزة، بينما بقيت جثة ولدها تحت الأنقاض هناك.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يلحن كاظم الساهر لنانسي؟
- عن أخلاقية الحرب مرة أخرى!
- واشنطن تخسر وإسرائيل لن تربح
- حرية التعبير ضحية أيضا
- امرأة تعلمنا أن نكون على قيد الحياة
- لا نحتاج حلا لمعادلة الحلبوسي
- كم عبدالحليم في مصر اليوم؟
- لابد من درويش عندما يُفقد الأمل
- يفكرون نيابة عنا!
- العراق المزيف لا يشكل خطرا على إسرائيل
- قطيعة فائزة أحمد مع عراقيتها!
- نادي كبار الكذابين بصلافة
- غاستون باشلار في بيتنا
- إسرائيل تعيش تحت وطأة الحطام الوجودي
- همايون ناظم الغزالي
- انكسار “الغطرسة الإسرائيلية”
- معادلة شاذة لعدد الصحافيين في العراق
- احتفاء غير مسبوق بالفشل
- نجاح سلام العراقية
- لا دروس نتعلمها على طاولة الديمقراطية


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - بوتين في بيتنا، أي أمل سيتركه؟