أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بنعيسى احسينات - في الدين والقيم والإنسان.. (28) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب















المزيد.....

في الدين والقيم والإنسان.. (28) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 11:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).


لقد تطورت الديانات السماوية، وتطورت المعارف عبر العصور، وتطور الإنسان في كل المجالات. فكيف لا يتطور فهم القرآن، حسب كل عصر؟

لقد اهتم رجال الدين، بالبعد العقائدي والبعد ألحقائقي في القرآن الكريم، في علاقتهم مع غير المسلمين، وتجاهلوا البعد الإنساني فيه.

إن رجال الدين كحكام كرة القدم، لهم الحق وحدهم، في إشهار ورقة الكفر أو ورقة جهنم، في وجه المؤمنين، كلما عارضهم أحدهم أو اختلف معهم.

يشترط بعض الفقهاء على الله الشيء الكثير. فعندما يقولون مثلا، أن المرأة إذا تعطرت وخرجت، عليها أن تغتسل، حتى يتقبل الله صلاتها.

الإسلام كما يراه السلف الأول، ليس هو الإسلام، كما يراه سلف العهد الأموي والعباسي. فالإسلام الأخير كان بوحيين، حيث تم هجر القرآن.

من الرواة والمشايخ في الإسلام، من وضع نفسه مكان الله، وأصدر أحكاما في التحليل والحريم، بفرضها على الناس، ما أنزل الله به من سلطان.

لم يعد لرجال الدين سندا سياسيا قويا، كما هو في الماضي القريب. بل أصبحوا أكثر مما مضى، ضعافا وخائفين من تدبر القرآن، لأنه سيفضحهم.

لقد زاغ المحدثون عن جادة الصواب، عندما سمحوا لأنفسهم، التدخل في الشئون الداخلية والحميمة للرسول (ص). هذا ليس من الإسلام.

ابتعد المحدثون عن الرسول (ص)، حولي قرنين من الزمن، ثم بدئوا يجمعون أحاديثه، إن قالها حقا أو لم يقلها، رغم أنه حرم الخوض فيها.

لم يقف الأمر عند محاربة تدبر القرآن، عند تجويده وتجزيئه وقراءته في المناسبات.. بل تعداه إلى محاربة كل من اتخذه منهج الدين القيم.

لقد ابتدع رجال الدين، للحكام ورجال السلطة وذوي المال، طرق التخلص من الذنوب والسيئات والكبائر، بالتحايل على ما جاء في كتاب الله.

عندما يصف السلف والمتشددون، المشتغلين بالقرآن بالقرآنيين قدحا، فهي الشهادة أنهم هاجروا تدبر القرآن، واختاروا الحديث بدل كتاب الله.

إن رجال الدين نصبوا أنفسهم قضاة، لهم الحق وحدهم، في إشهار ورقة الكفر أو ورقة جهنم، في وجه الناس، كلما عارضهم أحدهم أو اختلف معهم.

تحول الدين إلى إيديولوجيا، لتبرير سلوكيات ومواقف واتجاهات، لتحقيق أهداف مرسومة سلفا، لخدمة مصالح خاصة. فالدين الحق لا مصالح وراءه.

لقد مكث فينا وبيننا القرآن الكريم، قرابة 15 قرنا، ونحن لا زلنا لم نفهمه جيدا. فما السبب في ذلك؟ لأن السلف فهموه وفسروه حسب عصرهم.

مع نزول القرآن، لم يكن العرب يحتاجون إلى تفسيره. لكن مع الفتوحات وانضمام أقوام أخرى، تم تفسيره إذ ذاك، ولم يتطور في ما بعد.

لفهم القرآن وتفسيره، باعتباره صالح لكل زمان ومكان، يجب أن يفهم ويفسر حسب كل عصر. فكلما تقدمت المعرفة، كلما تقدم الفهم والتفسير له.

القرآن كتاب الله الأزلي، لا يمكن فهمه وتفسيره مرة واحدة. بل سيخضع لمنطق العصر، حسب تطور المعارف، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

لقد اهتم رجال الدين في العالم العربي الإسلامي، بالقراءات والتجويد والتفاسير، ثم الحديث والفقه والتشريع. لكن اشتغلوا فقط بالتفاصيل.

لقد تحول القرآن من هدف الفهم والتدبر إلى استعمالات أخرى؛ كالقراءة في المناسبات، والسماع والتداوي والرقية، وتزيين الحيطان وغيرها.

يتخرج في كل سنة، في العالم العربي الإسلامي، عدد كبير من خريجي المعاهد والجامعات الدينية، يفوق بكثير خريجي كليات العلوم الحقة.

يرجع تخلف العالم العربية الإسلامي إلى العقلية السائدة فيه، باحتقار العلوم والانفتاح عليها، وتمجيد التراث والعمل على المحافظة عليه.

ما يصنع مكانة رجال الدين ويحافظ عليها، هو غباء الناس وسذاجتهم والثقة العمياء فيهم. لأنهم يدعون أنهم ورثة الدين وحاملو لكتاب الله.

كلمة "القرآنيين" أصبحت قدحية من طرف جل رجال الدين، في حق المتشبثين بالقرآن؛ دراسة وبحثا وتدبرا. فالأسبقية عندهم تكون للحديث.

لقد أصبحت عامة الناس، في خدمة رجال الدين، باعتبارهم ورثة له والناطقين باسمه. أما المتنورون، في رأيهم قرآنيون فقط،
لا دين لهم.

هل تبليغ الرسول (ص)، لرسالة الإسلام، هو من داخل القرآن كوحي، أم من خارجه؟ إذا كان من داخله فقط، فما الحاجة إلى الحديث كوحي ثاني؟

كيف تم جمع الحديث بعد حوالي قرنين من الزمن، من وفاة الرسول محمد (ص)، واتخاذه كوحي ثاني؟ أليس هذا مناف للوحي الإلهي ذاته وللتاريخ؟

إن جمع الحديث أو صناعته، بعد قرنين من وفاة الرسول (ص)، هو تآمر ونصب على الإسلام كله، لإفراغه من روحه القرآن، الذي "اتخذوه مهجورا".

إن الدولة الإسلامية، في العصر الأموي العباسي بالخصوص، هي التي قوت شوكت الدين، وزودته بطبقة من رجال الدين، لتحقيق مصلحة الدولة.

مصلحة الدول الإسلامية الناشئة، منذ الأمويين إلى اليوم، هي التي وجهت دفة الدين، إلى تحقيق مصالحها، باعتمادها على الحديث؛ الوحي الثاني.

اللجوء إلى خلق وحي ثاني، لإيقاف المد الإسلامي القرآني، مع الخلفاء الراشدين، جاء مع قيام الدولة العباسية، لتحقيق مصالح سياسية صرفة.

مع انتقال الحكم من دولة الخلافة إلى حكم وراثي، تم تحريف الدين عن مساره القرآني، إلى دين موازي، تشكل مع العباسيين، بفرض وحي ثاني.

عندما نزلت الديانات السماوية، من السماء إلى الأرض، لم يلتزم أهلها بقوانين السماء. بل أخضعوها بمساعدة السياسة، لقانون المصلحة.

ما يربط الإنسان بالسماء قبل الدين، هو القيم الإنسانية، التي تراكمت عبر التاريخ. والدين زكاها وعززها بأنبياء ومرسلين، بكتب سماوية.

القرآن الكريم قوة ربانية، يعمل على تغيير العالم إلى الأحسن، إذا ما استطعنا أن نفهمه ونتدبره، ونحوله إلى معرفة وقيم وأعمال صالحة.

كيف لمن عاصر الأمويين والعباسيين، أن يكون نزيها متقيا صادقا؟ لأن هؤلاء هم من ساهموا في جمع الحديث وتدوينه، لتبرير حكمهما معا.

إن احتكار الدين والقرآن، من طرف رجال الدين، يعود إلى تصرفهم السلفي، إلى التدخل في شئون الله ورسوله. ولا يريدون أن يعلم أحد ذلك.

يعيش رجال الدين في البلاد العربية الإسلامية حياة رغدة، لهم حرية في التعدد ورفه العيش، لكن يحرمون على الناس، مظاهر الفرح والبهجة.



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الدين والقيم والإنسان.. (27) /
- في الدين والقيم والإنسان.. (26) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (25) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (24)
- في الدين والقيم والإنسان.. (23) /
- في الدين والقيم والإنسان.. (22) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- -أسعد الشرعي- اليمني البريطاني والفتنة بين المغرب والجزائر 2 ...
- -أسعد الشرعي- الناشط اليمني البريطاني، والفتنة بين المغرب وا ...
- رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعل ...
- ما يمكن قوله عن القضية الفلسطينية.. 3 / أذ. بنعيسى احسينات - ...
- مختلفات خاصة منها وعامة 31..
- مختلفات خاصة منها وعامة 30.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- ولم يُسمحْ بمناقشته من أي كان.
- مختلفات خاصة منها وعامة 29.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 28.. / أذ . نعيسى احسينات - المغرب
- رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعل ...
- رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعل ...
- رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعل ...
- ما يمكن قوله عن الرقية والسحر والشعوذة 2.. / أذ. بنعيسى احس ...
- ما يمكن قوله عن الرقية والسحر والشعوذة 1.. / أذ. بنعيسى احسي ...


المزيد.....




- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بنعيسى احسينات - في الدين والقيم والإنسان.. (28) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب