أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بنعيسى احسينات - رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعليم العمومي 2..















المزيد.....

رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعليم العمومي 2..


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 7811 - 2023 / 11 / 30 - 11:08
المحور: المجتمع المدني
    


رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعليم العمومي 2..

(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة حول الموضوع أعلاه، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام في موقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


إن مستوى التعليم في البلاد تراجع كثيرا، إلى درجة الانحطاط. لقد تحول بالنسبة للأستاذ، إلى البحث عن وظيفة بمرتب، من دون استعداد ومعرفة. أما التلميذ فهو ضحية بين سوء المناهج ومستوى المتدني للأستاذ ولامبالاة الآباء والأولياء. الكل اليوم منغمس في سلبيات عالم الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح قبلة وحيدة يتجه إليها كل الناس.

أغلبية أطفال العالم القروي ذكورا وإناثا، محكوم عليهم بالتوقف عند التعليم الابتدائي، إن وجد فعلا. فما مصير هؤلاء في المستقبل؟ فالإناث للزواج أو خادِمات البيوت في المدن في أحسن الأحوال. أما الذكور، فأغلبهم يتوجهون إلى الأعمال الهامشية الشاقة، في القرية أو المدن. هكذا يساهمون في ترييف المدن، وتهميش البادية وقتلها.

إن أعضاء حكومتنا الموقرة، تفتقد إلى تجربة سياسية أصيلة، تجعلها قادرة على اتخاذ قرارات حكيمة، في تدبير وتسيير الشأن العام للبلاد، في كل الظروف كيف ما كانت. في الحقيقة هي حكومة تيكنوقراط بامتياز. إلا أنها تصلح فقط لتصريف الأعمال، لا للتدبير الشأن السياسي المعقلن، يستحضر مصلحة الوطن والمصلحة العامة قبل كل شيء.

يشتكي جل الآباء والأولياء، من ارتفاع مهول لتكاليف التعليم، ومن تدني مستوى فلذات أكبادهم، وميولهم ورغباتهم الملحة أحيانا في العزوف. فما العمل؟ أمامهم فراغ التعليم العمومي وموته البطيء، وجشع التعليم الخصوصي الشكلي، حيث لا يقايض النجاح بالعمل والاجتهاد، بقدر ما يعتمد على الدفع المبكر، دون تقديم أي مجهود يذكر.

في البدء، كان التعليم العمومي سائدا في المغرب، تقصده كل الفئات الاجتماعية. ثم بدأ يأخذ مكانه التعليم الخصوصي؛ في الابتدائي، فالإعدادي والثانوي، فالجامعي.. هكذا انطلق التعليم الطبقي في البلاد، وأخذ يتوسع شيئا فشيئا. يتكون من البرجوازية والطبقة المتوسطة العليا من جهة، والمتوسطة السفلى والكادحة من جهة أخرى.

يتحدث الناس اليوم، عن عزوف مدرسي للتلاميذ. فكيف حصل هذا؟ طبعا مع: موت التعليم العمومي وانتعاش التعليم الخصوصي، وسوء تدبيرهما معا. تراجع المستوى لدى الأستاذ والتلميذ، وانسحاب الآباء والأمهات من أدوارهم التربوية. انتشار مهول، للانحراف مع الهواتف الذكية. كل هذا وغيره، ساهم في هذا العزوف. فاقد الشيء لا يعطيه.

ما يهدد البلاد هو الريع والفساد، وما يترتب عنهما. فهما معا أصل كل المصائب، وكل واحد منهما يؤدي إلى الآخر. فالقضاء عليهما، يحتاج إلى قرار سياسي شجاع ، وموقف سيادي حازم. لكن تفعيل هذا القرار وهذا الموقف، يتطلب بالأساس ربط المسئولية بالمحاسبة، مع تحرير القضاء واستقلاله، لأداء مهامه بكل صدق وإخلاص ونزاهة.

ليس المهم أن نتخلص من قبضة التخلف، الذي عشش في أمتنا ولا زال، ربما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. بل المهم هو كيف يمكن أن يتخلص التخلف من قبضتنا؟ لأننا تمسكنا وتشبثنا به، حتى أصبح جزء لا يتجزأ منا، إلى درجة أننا قد نشك في قدراتنا، إن خطونا خطوات إلى الأمام، في مجال التفكير العقلي النير والبحث العلمي الرصين.

نعيش اليوم في عصر، انتقل كل شيء فيه، من الغاية إلى الوسيلة، والعكس صحيح كذلك. فبدأت الغاية والوسيلة، يتبادلان التأثير والسيطرة والنفوذ. فالإنسان هو الآخر، تحول من غاية إلى وسيلة، يمكن أن يباع ويشترى كسلعة. ناهيك عن المال والجاه والسلطة وغيرها. لقد انقلبت المفاهيم، وتبدلت المواقع، وتغيرت الغايات لتحل محلها الوسائل وهكذا.

في البلاد، أين ما وليت وجهك يلقاك الغش والفساد، بجميع الأشكال والأصناف؟ في الإدارة، في المؤسسات، في القطاع المهيكل، في القطاع الغير المهيكل، في السياسة، في الاقتصاد، في المال، في المجتمع.. فكيف يمكن التغلب على هاتين الآفتين؟ نحتاج في الحقيقة إلى إرادة سياسية حازمة، وقرار سيادي مُلْزِم، ووعي اجتماعي ملتزم.

لا يمكن الحديث عن المواطن والمواطنة، في مجتمع الحداثة، إن لم يكن هناك عقد اجتماعي، بين الشعب والدولة بجميع مكوناته، الذي يضمن مجموعة من الحقوق الأساسية: حق المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وضمان الحقوق الاجتماعية؛ كالتعليم والصحة والعمل. وتحقيق الحقوق الثقافية والمشاركة فيها.

إن عملية التعليم والتربية تقوم على ثلاثة عناصر أساسية لا غنى عنها: المتعلم والعلم والمعلم. المهم في هذا الثلاثي هو طبيعة العلاقة بين هذه العناصر في تفاعلها ونتائجها، على مستوى المناهج، واختيارها الدقيق المسئول، وكيفية التدريس، التي يجب أن تكون فعالة، تجعل المتعلم مركزا في أي مستوى كان.

إن الحديث عن العقل العربي الإسلامي، يجعلنا نبحث عن تراثه وثقافته، في علاقته مع أصوله وكتابه القرآن الكريم. هذا الأمر يتمحور حول ما أنتجه من فكر، متسم بالتزمت والجمود والتخلف، الذي يدور في حلقة مفرغة، لا يمكن الخروج منه، حيث يضل سجين الماضي بتاريخه وشخصياته. هكذا يمكن الحديث عن جهل مقدس، الذي تحول إلى جهل مؤسس يستمر عبر الأجيال.

كل المغاربة اليوم، يرجون من ملكهم أمير المؤمنين، أن يعمل على تعديل جذري للحكومة، في أقرب فرصة ممكنة. لأن الشعب ضاق ذرعا بهذه الحكومة، التي لا تفكر إلا في مصالحها الخاصة. زد على ذلك، عجرفتها وغيابها وبعدها عن شؤون البلاد. في الحقيقة قد أخطأ الشعب في تزكيتها انتخابيا. الرجاء من الملك المفدى تصحيح هذا الأمر.

تُقاس نجاحات وتقدم بلدان العالم، بمدى ترقية منظومتي التعليم والصحة فيها. إنهما أساس كل تنمية وازدهار، لأنهما دعامتان لا يمكن الاستغناء عنهما، في بناء العقل والمهارات، والحفاظ على الصحة ورعايتها كأولوية الأولويات. فالدول التي لا تهتم بهاتين المنظومتين، تبقى مجتمعاتها جاهلة ومريضة.

على المؤسسة الملكية، أن تتكلف بتسيير منظومتي التعليم والصحة، باعتبارهما سياديتين أساسيتين، إن أُريد بهما أن يتحسنا والدفع بهما إلى الأمام. لأن إخضاعهما لبرامج الحكومات المتعاقبة، لا يعمل على ثباتهما واستقرارهما، بحكم التحولات السياسية، وتدافعها المصْلَحِ والإيديولوجي.

لا يمكن الدفع بالتنمية المستدامة إلى الأمام، بقيم ماضوية قديمة يتحكم فيها الريع والزبونية والرشوة، بل يتم الدفع بها بقيم حديثة معاصرة، تساير الواقع ومتطلباته، بكل موضوعية ونزاهة. هنا يمكن القول أننا في طريق التنمية الصحيحة.

النظام الديمقراطي الوطني شكلي متحكم فيه عن بعد، يخضع للدولة العميقة تسييرا وتدبيرا، حيث تكاد تغيب فيه الحريات الفردية والجماعية، ويسود فيه الفساد بأنواعه، ويغيب فيه ربط المسئولية بالمحاسبة. فإلى متى سيستمر هذا الوضع المقلق جدا.



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعل ...
- ما يمكن قوله عن الرقية والسحر والشعوذة 2.. / أذ. بنعيسى احس ...
- ما يمكن قوله عن الرقية والسحر والشعوذة 1.. / أذ. بنعيسى احسي ...
- مختلفات خاصة منها وعامة 27.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 26.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- ما يمكن قوله عن القضية الفلسطينية 2.. / أذ. احسينات بنعيسى - ...
- ما يمكن قوله عن القضية الفلسطينية 1.. / أذ. بنعيسى احسينات - ...
- مختلفات خاصة منها وعامة 25.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 24..
- مختلفات خاصة منها وعامة 23
- مختلفات خاصة منها وعامة 22..
- مختلفات خاصة منها وعامة 21.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 20.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 19..
- مختلفات خاصة منها وعامة 18.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- في الدين والقيم والإنسان.. (21) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (20)
- في الدين والقيم والإنسان.. (19) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- حول زلزال المغرب 2023، بالأطلس الكبير.. (بحوز مراكش وما جاور ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (18)


المزيد.....




- مصر.. إعدام فتاة ارتكبت جريمة هزت البلاد
- عمدة كييف: عودة اللاجئين الأوكرانيين من ألمانيا ستمثّل تحديا ...
- الاتحاد الأوروبي يدين تشريع البرلمان العراقي قانونًا يجرم -ا ...
- مسئول إسرائيلي يدعو بايدن لمنع مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وجال ...
- هيئة الأسرى الفلسطينيين: سياسة الاحتلال بحق الأسرى لم تشهدها ...
- أيرلندا تهدد بإعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة
- مصدر: المملكة المتحدة لن تستعيد طالبي اللجوء من أيرلندا حتى ...
- القوات الإسرائيلية تقتحم عدة مناطق في الضفة الغربية وتنفذ حم ...
- الأمم المتحدة توقف أعمالها في مدينة دير الزور حتى إشعار آخر ...
- في غضون 3 أشهر.. الأمم المتحدة تكشف أعداد اللاجئين السوريين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بنعيسى احسينات - رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعليم العمومي 2..