أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بنعيسى احسينات - في الدين والقيم والإنسان.. (21) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب















المزيد.....

في الدين والقيم والإنسان.. (21) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 7755 - 2023 / 10 / 5 - 22:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الدين والقيم والإنسان.. (21)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

في البدء، حرم الرسول (ص) الاشتغال بالحديث. واستمر الأمر مع الخلفاء الراشدين. وبعد حوالي قرنين، بدأ جمعه وتدوينه. فكيف يمكن جمعه بكل تفاصيله، حتى الحميمة منها، بتلك الدقة المتناهية، دون جمع خطبه للجمعة، المفترض أن تكون قد ألقاها فعلا في حياته، أمام الصحابة وكل الحضور؟ فأين اختفت؟ وهل أكلتها عنزة هي الأخرى؟

بعض قضايا العقيدة في الدين الإسلامي، كالناسخ والمنسوخ والإسراء والمعراج وعذاب القبر، تشكل جدلا كبيرا بين من يثبت ذلك ومن ينفيه. فما هي الجهة التي يجب أن تستدل على ما تقول؟ المثبتون أم النافون؟ بطبيعة الحال، الذين يجب إثبات وجودها، هم المطالبون بالدليل والحجة. لكن كيف يمكن الاستدلال على الأمور الغيبية؟

جل العرب المسلمين لا يقرئون، بقدر ما يسمعون ويرددون ما سمعوه، دون فهم في الغالب. أما بالنسبة للقرآن على الخصوص، فهم مثل ما يدخل في أذني الببغاء فيرددها لا غير. فالفقهاء والشيوخ اليوم، يرددون ما كتبه وقاله السلف، وباقي الناس يسمعون ما يقوله هؤلاء. لكن العارفين منا، لا أحد يهتم بما يكتبون ويقولون.

لقد تم تحريم الخوض في كتابة الحديث، في عهد الرسول (ص)، وعهد الخلفاء الراشدين، ثم تم السكوت عنه حوالي قرنين من الزمن. ولم يبدأ الاشتغال به، إلا في العصر العباسي مع التدوين. حتى الإسناد المعتمد، لم يكن منطقيا بعد تعاقب حوالي عشرات الأجيال. هنا يبقى قياس واحد مقبول، هو أنه إذا ما توافق الحديث مع القرآن أُخِذ به.

إن كثيرا من البشر في الوجود يعيشون فقط، بعيدين كل البعد عن الحياة. لأن هناك فرْق كبير بين أن تعيش وأن تحيى. ففي العيش، نشترك فيه مع الحيوان وباقي الكائنات الحية، كونها خلقت لتحيى من أجل أن تعيش. لكن العكس صحيح بالنسبة للإنسان، هو خُلِقَ لأن يعيش من أجل أن يحيى. فشتان بين العيش والحياة، عند الحيوان وعند الإنسان.

خَلق الله عالميْن: عالم الشهادة الذي نشاهده ونتعامل معه، وعالم الغيب الذي هو في علم الله، لا يعلمه إلا هو. وقد أمرنا أن نؤمن به، ونقر بوجوده بدون نقاش. فإذا كان الأمر كذلك، فمن أخبر فقهاءنا وشيوخنا بتفاصيل كثيرة، لما يجري في القبر عند الممات، وما يحصل في الآخرة يوم القيامة؟ إن ما يحدثوننا به، هو من نسج الخيال لا من القرآن.

كيف اختفت خُطَبُ الجمعة للرسول (ص)؟ هل هي غير موجودة في عهده؟ لماذا لم يظهر لها أثر، في ما جُمِع من أحاديث ضمن السنة النبوية، على يد البخاري وغيره في العصر العباسي؟ يُرْوى تاريخيا، أن خُطب الجمعة بدأها الحجاج بن يوسف بعد صلاة الجمعة، ثم سنها الخليفة عبد الملك بن مروان قبل الصلاة. فإلى أي حد هذا الأمر صحيح؟

جل رجال الدين، في العالم العربي الإسلامي مُشْركون، من حيث يدرون ومن حيث لا يدرون. فعندما يتدخلون في علم الله، فيضيفون وينقصون ويحذفون منه كما يشاءون، ثم ينطقون على لسانه، بما ليس لهم به علم في كثير من الأحيان. أليس هذا شرك في حد ذاته؟ زد على ذلك أفكارهم المخالفة أساسا، لروح الإسلام وقيمه القرآنية العظيمة.

إن الإنسان كان متدينا أو غير ذلك، لا بد أن يكون معتدلا في كل أنماط حياته، أي تحقيق خير الأمور أوسطها، بلا إفراط ولا تفريط. فكل إفراط ومبالغة أصلا، قد يؤدي إلى خلل وخروج من المعتاد وانحراف عن الصواب. لذا يجب الاعتدال في كل شيء؛ في الدين وفي غيره من أمور الحياة، شريطة عدم الإساءة للغير عمدا مع سابق الإصرار.

لقد كان دور رجال الدين في كل ديانات العالم، هو التجسس ومراقبة المؤمنين، حتى لا يخرجوا على الصراط المستقيم، الذي رسموه هم، لا خالق الدين وصاحب النصوص الأصلية المقدسة. تلك كانت وظيفتهم أيضا، في العصر الأموي والعصر العباسي، وما بعدهما إلى يومنا هذا. إنهم حراس الفقه والحديث وهجروا تدبر القرآن.

إن أي فكرة كيف ما كانت، تحاول حصانة نفسها من النقد، تتحول إلى فاشية. فبالنقد تتقدم الأفكار وتتطور باستمرار. لأن ما يتعرض للنقد، هي الأفكار المجردة الموضوعية، وليس الأشخاص الذاتيين، بعواطفهم وانفعالاتهم الشخصية أو الجماعية. إن ما نقوله عن الأفكار، ينسحب على باقي المجالات الفكرية والعقائدية والفنية وغيرها.

لقد كان دور رجال الدين في كل ديانات العالم، هو التجسس ومراقبة المؤمنين، حتى لا يخرجوا على الصراط المستقيم، الذي رسموه هم، لا خالق الدين وصاحب النصوص المقدسة. تلك كانت وظيفتهم أيضا، في العصر الأموي والعصر العباسي، وما بعدهما إلى يومنا هذا. إنهم حراس الفقه والحديث مع كونهم: "اتخذوا هذا القرآن مهجورا".

جل حكام العرب يؤدون اليوم الجزية للغرب وللأميريكان ولإسرائيل، من أجل حمايتهم للبقاء في السلطة. لقد كان أجداد هؤلاء يؤدون الجزية سابقا للمسلمين، عندما كان لهم شأنا وصولة في العالم. واليوم جاء دور حكامهم، ليؤدوا الجزية صاغرين للغرب، للحفاظ على كراسيهم، مقابل خيرات بلدانهم والسكوت عن تجاوزاتهم مع شعوبهم.

جل العرب والمسلمين، يركبون على فكرة لحمة العروبة والإسلام، في أي خلاف كان، بين شعوب ما يسمى بالوطن العربي الإسلامي، وفي العالم الإسلامي برمته. لكن الأصل في الأمر عندهم، هو تجدر الاختلاف والصراع والعداء بينهم، مع جرعة الحقد والكراهية والحسد. لقد قيل: اتفق العرب والمسلمون على ألا يتفقون.

دور الدين والرسل هو تنظيم الحلال وتقييد الحرام. فالحرام قد حدده الله في القرآن في 14 حالة قطعية باعتبارها شمولية أبدية. وما عداها يدخل في باب الممنوع كالتدخين مثلا. إذ تتحكم فيه المجتمعات، عن طريق مؤسساتها التشريعية، إذا لزم الأمر ذلك، حسب طبيعة الأمور المطروحة، ودرجة ضررها على أخلاق وصحة المجتمع.

إن الإيمان بالسحر وممارسته، لا يختلف عن الإيمان بالشيطان والعمل بوسوسته. فالممارس للسحر، اختار طريق الشيطان بكل موبقاته. فكيف يعتقد المرء بالسحر ويعمل به، وهو يؤمن بالله وملائكته ورسله وكتبه وباليوم الآخر، ومطالب أن يعمل صالحا ليكتمل إيمانه؟ وكيف يمكن الجمع بين الكفر والإيمان وبين الضلالة واليقين؟ أمر مستحيل طبعا.

إن الدين في القرآن الكريم، واحد ووحيد هو الإسلام. قد حدثنا عنه بتفصيل كبير. لقد قطع مراحل ثلاث؛ لكل مرحلة كتاب، ولكل كتاب رسول. فهناك إسلام يهودي موساوي كتابه التوراة، وهناك إسلام مسيحي كتابه الإنجيل؛ ويدعون معا بأهل الكتاب، وهناك إسلام محمدي الخاتم كتابه القرآن؛ آخر كتاب أنزل من رب العالمين، الذي يكمل الكتابين السابقين.



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الدين والقيم والإنسان.. (20)
- في الدين والقيم والإنسان.. (19) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- حول زلزال المغرب 2023، بالأطلس الكبير.. (بحوز مراكش وما جاور ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (18)
- في الدين والقيم والإنسان.. (17) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (16) /
- في الدين والقيم والإنسان.. (15)
- مختلفات خاصة منها وعامة 17..
- مختلفات خاصة منها وعامة 16..
- مختلفات خاصة منها وعامة 15.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 14..
- مختلفات خاصة منها وعامة 13.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 12.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- حول المغرب والصحراء والجزائر 6.. (من منظور مغربي) / أذ. بنعي ...
- حول المغرب والصحراء والجزائر 5.. (من منظور مغربي)
- مختلفات خاصة منها وعامة 11.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 10.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 9.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 8..
- مختلفات خاصة منها وعامة 7..


المزيد.....




- سوناك يدعو لحماية الطلاب اليهود بالجامعات ووقف معاداة السامي ...
- هل يتسبّب -الإسلاميون- الأتراك في إنهاء حقبة أردوغان؟!
- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بنعيسى احسينات - في الدين والقيم والإنسان.. (21) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب