أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بنعيسى احسينات - رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعليم العمومي 4.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب















المزيد.....

رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعليم العمومي 4.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 7836 - 2023 / 12 / 25 - 12:21
المحور: المجتمع المدني
    


رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعليم العمومي 4..

(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة حول الموضوع أعلاه، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام في موقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


التعليم في المغرب منذ وجوده، لم يخلو من نواقص. لكن في الحقيقة، لم يعرف إصلاحا شاملا متكاملا في يوم من الأيام. بل لم يعرف وزارة ثابتة، عبر حكومات متعاقبة. كان يخضع لعملية الترقيع باستمرار، دون اتخاذ قرار سياسي حازم في شأنه. أما اختيار رجال التعليم وتكوينهم، لم ينل أي اهتمام يذكر على الإطلاق، منذ الاستقلال إلى اليوم.

إن رجال التعليم الناجحون في عملهم، واكتسبوا خبرة كبيرة في مجال التربية والتعليم، معروفين على رؤوس الأصابع في المغرب. إنهم عصاميون، كونوا أنفسهم بأنفسهم، إلى جانب الطبيعة الإنسانية الطيبة، التي يمتازون بها بين الناس، وحبهم للتدريس وتعليم الآخر، واستمرارهم في البحث، عن ما ينير طريقهم، إلى مزيد من العلم والمعرفة.

كان في الأصل، يلج وظيفة التربية والتعليم، أشخاصٌ لهم ميول واهتمام ورغبة واختيار، يحبون أن يكونوا رجال التعليم دون غيرهم، رغم أنها مهنة صعبة وشاقة من جهة، وغير مربحة وفقيرة من جهة أخرى. لكن غنية برسالتها النبيلة الشريفة، التي تسعى إلى تربية وتعليم الأجيال الصاعدة. قال محمد (ص): "إنما بعثت معلما".

عندما بدأت مهنة التعليم في القطاع العام تتراجع، وبدأ التعليم الخصوصي يقتحمها، بكل قوة واندفاع وجسارة، من ذوي المال والأعمال والسلطة والنفوذ، بدأ يدخلها كل من هب ودب، من الباحثين عن وظيفة كيف ما كانت، تقيهم من شر البطالة والحاجة، دون التفكير في قيمتها الشريفة النبيلة، وأثرها الإيجابي على الجيل والأمة والوطن.

إن أغلب مستويات تلامذتنا ضعيف، إن لم نقل هزيل بالمرة. فإلى أي جهة نحمل مسئولية هذا الوضع الكارثي؟ هل إلى الأسرة؟ أم ترى إلى المنظومة التعليمية برمتها؟ أم إلى التلاميذ أنفسهم؟ لنضع أصبع الاتهام بكل تجرد وشجاعة، على الجهة المسئولة بالدرجة الأولى. فضعف التلاميذ حقا، من ضعف الأساتذة أساسا، بالتخلي عن واجبهم المقدس.

المجتمع مع رجال التعليم في نضالهم من أجل حقوقهم المشروعة. لكن أن يكونوا يستحقونها بالفعل، دون مزايدات من هنا وهناك. لا نريد أن تتحول قضيتهم إلى وسيلة لتبخيس عملهم وتشويه رسالتهم النبيلة. نريد حقوق مشروعة من دون المساس بحق التلميذ، في التعليم والتكوين، وفي اكتساب المعارف الجادة الضرورية.

الجميع يدافع عن حقوق رجال التعليم، من نقابات وهيئات وجمعيات مدنية ذات الصلة. لكن لم نجد من يدافع على التلميذ وحقوقه، وعن المدرسة والنظم التربية التعليمية الجادة. فالتربية والتعليم كل لا يتجزأ، غايته التلميذ والطالب، ووسيلته طلب العلم والمعرفة، وأدواته الأساسية رجال التعليم، ومقاصده بناء مجتمع راقي متفوق.

مدارس ومراكز تكوين رجال التعليم في البلاد، في تراجع مهول، يهدد مستقبل التعليم وناشئة المجتمع برمتها. لم يعد هناك اهتمام يذكر، لقيمة رجال التعليم؛ ميولا واختيارا وتكوينا. لقد أصبح رجل التعليم مجرد وسيلة، لسد فراغ ما في غالب الأحيان. والتلميذ هو الآخر، تحول إلى عجين نصنع به ما نريد، دون الاهتمام بمواهبه الخاصة.

عند اختيار رجال التعليم وتكوينهم، لم تكن هناك صرامة لازمة. فالأساتذة المكوِنين والمؤطرين، يخبروننا أن أغلبهم جد ضعيف، ونسبة مهمة منهم لا تليق لمهنة التعليم. زد على ذلك ما تروجه هيئة التفتيش في زيارتهم للأقسام، وفي اجتياز امتحانات الكفاءة التربوية من أجل الترسيم، حيث يؤكدون على ضعف المستوى وغياب الاهتمام بالتدريس.

كانت قديما، منافسة كبيرة بين رجال التعليم، حول من سيبدع طرق ووسائل تحقق أهدافه التربوية التعليمية. كما كانت هناك أيضا منافسة في تطوير المستوى العلمي والمعرفي. واليوم أصبحت المنافسة على الانخراط في التعليم الخصوصي، وجلب زبناء للدروس التقوية والإضافية خارج المدرسة، وكذا المنافسة على الغش وأساليبه.

لم تكن مدارس التكوين ومراكزها كافية بالمغرب، لتكوين رجال التعليم وتدريبهم، منذ الاستقلال إلى اليوم. لذا كان اللجوء إلى التوظيف المباشر، لسد الفراغ بعد الحصول على شهادة تعليمية محددة. هكذا تم السماح: "لتعلم الحلاقة في رؤوس اليتامى" كما يقال. ففي غالب الأحيان، يتم الاعتماد على التكوين السريع، لا يتعدى أسابيع أو أشهر محددة.

بدأْتُ مهنة التعليم من دون تكوين؛ من قسم الدراسة، الرابعة ثانوي سابقا، إلى قاعة التدريس، القسم الثالث ابتدائي 1965، كمعلم مؤقت مزدوج، بمجموعة مدارس، ببادية الخميسات. تكونت لساعات مع أحد المعلمين القدامى. وبعد ذلك بفضل تكوين ذاتي وجامعي عصامي، ارتقيت أستاذا بالإعدادي فالثانوي، فمركز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي.

كان أحب الناس إلي، تلامذتي وطلابي. وكانت السبورة ميداني؛ أجول في فضائها، وأغوص في أعماقها. إنها كانت متعة لا توصف، خصوصا عندما ترى في أعين التلاميذ، بريق الانتباه والاهتمام والمتعة اللامتناهية. فعندما أكون أمامهم، وأمام السبورة السوداء، أجد نفسي أطير بلا حدود، في سماء عالم الأفكار والمعارف الخالدة.

مهنة التعليم سابقا، كان يمارسها كل من له قسط من المعرفة؛ كحفظة القرآن، الذين كانوا يتكلفون بتعليم الصبيان، وحفظ القرآن في الكتاتيب القرآنية. ثم أن كل من له شهادة تعليمية؛ ابتدائية ثانوية باكالوريا شهادة جامعية، خريج معهد ديني معين.. كان باستطاعته ممارسة مهنة التعليم. لم يكن هناك تكوين خاص، إلا بعد الاستقلال، وبشكل محدود جدا.

كان التعليم أساسا، يمارسه المتمكنون من علوم الدين. يعتمد على حفظ القرآن والحديث والمتون، عن طريق التلقين والحفظ عن ظهر قلب. هكذا تكون فقهاؤنا وعلماؤنا، وامتهنوا نفس المهنة فيما بعد. لم يكن هناك تكوين خاص معين، لتخصص من التخصصات. يقولون مثلا، فلان أخذ عن الشيخ الفلاني، بمعنى أنه نقل إليه كل ما يعرفه من معارف.

التعليم في العالم اليوم، عرف تطورا ملحوظا، في جميع مجالات الكون والحياة. والإنسان أصبح يتعلم من المهد إلى اللحد؛ فلا عمر للتعلم اليوم. والعقل الإنساني قابل لاستيعاب كل معارف عصره، إذا ما تهيأت له الأسباب والشروط والظروف لذلك. بل هناك تيكنولوجيا، تسهل الحصول على أصعب المعارف وأعقدها. فالمستحيل لم يعد موجودا.

التربية والتعليم ليس مجرد مهنة، كما يعتقد الكثيرون، بل هي أكثر من ذلك بكثير. فالمهنة هي آخر مراحل التربية والتعليم، المجسدة في تنفيذ المناهج والبرامج والمقررات على أرض الواقع، بعد تصورها وتدبرها بكيفية شمولية، تحت إمرة إرادة سياسية واضحة دقيقة، يراعى فيها مستقبل أبناء الوطن والأمة، والمساهمة في بناء وتقدم البلاد.

إن الدول التي تحترم نفسها، تعمل على بناء الإنسان فيها، أولا وقبل كل شيء. والبناء الحقيقي للإنسان، يخرج من رحم التربية والتعليم أساسا. فمقياس الدول أو الأمم الناجحة في العالم، هي تلك التي تعطي الأولوية للتربية والتعليم، ويكرم فيها رجل التعليم والطبيب والعالم، لأنهم أساس التكوين العقلي، والصحة البدنية والنفسية، وتقدم الأوطان والأمم.

تلاميذ التعليم العمومي، بين إضراب رجال التعليم، وتعنت الحكومة. فما مصير التلاميذ في هذا الصاع المفتعل؟ إنهم ضحايا الجانبين معا. وهناك تآمر مكشوف، على التعليم العمومي ورجال التعليم فيه، لصالح لوبيات التعليم الخصوصي، الذي يتلقى الدعم من الدولة والحكومة معا.



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يمكن قوله عن القضية الفلسطينية.. 3 / أذ. بنعيسى احسينات - ...
- مختلفات خاصة منها وعامة 31..
- مختلفات خاصة منها وعامة 30.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- ولم يُسمحْ بمناقشته من أي كان.
- مختلفات خاصة منها وعامة 29.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 28.. / أذ . نعيسى احسينات - المغرب
- رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعل ...
- رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعل ...
- رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعل ...
- ما يمكن قوله عن الرقية والسحر والشعوذة 2.. / أذ. بنعيسى احس ...
- ما يمكن قوله عن الرقية والسحر والشعوذة 1.. / أذ. بنعيسى احسي ...
- مختلفات خاصة منها وعامة 27.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 26.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- ما يمكن قوله عن القضية الفلسطينية 2.. / أذ. احسينات بنعيسى - ...
- ما يمكن قوله عن القضية الفلسطينية 1.. / أذ. بنعيسى احسينات - ...
- مختلفات خاصة منها وعامة 25.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 24..
- مختلفات خاصة منها وعامة 23
- مختلفات خاصة منها وعامة 22..
- مختلفات خاصة منها وعامة 21.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يدين تشريع البرلمان العراقي قانونًا يجرم -ا ...
- مسئول إسرائيلي يدعو بايدن لمنع مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وجال ...
- هيئة الأسرى الفلسطينيين: سياسة الاحتلال بحق الأسرى لم تشهدها ...
- أيرلندا تهدد بإعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة
- مصدر: المملكة المتحدة لن تستعيد طالبي اللجوء من أيرلندا حتى ...
- القوات الإسرائيلية تقتحم عدة مناطق في الضفة الغربية وتنفذ حم ...
- الأمم المتحدة توقف أعمالها في مدينة دير الزور حتى إشعار آخر ...
- في غضون 3 أشهر.. الأمم المتحدة تكشف أعداد اللاجئين السوريين ...
- حميدتي: قواتنا ستواصل الدفاع عن نفسها في كافة الجبهات ومستعد ...
- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بنعيسى احسينات - رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعليم العمومي 4.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب