أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - الناقد العراقي ثامر جاسم يكتب عن قصيدة الرحيل إلى بهاء المكان














المزيد.....

الناقد العراقي ثامر جاسم يكتب عن قصيدة الرحيل إلى بهاء المكان


البشير عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7857 - 2024 / 1 / 16 - 00:12
المحور: الادب والفن
    


الشاعر التونسي البشير عبيد و مخاتلة اللغة

ا. ثامر جاسم/ شاعر و ناقد عراقي مقيم في تركيا

البشير عبيد شاعر تونسي مكتنز اللغة والادوات، صاحب قضية سخّر لها قلمه الرشيق- لما هو يراه حقا وعدلا وانصافا وانتصاف-
شعرا محلقا او تنظيرا ومقالات.
كاتب تطاوعه المفردة والايقاع، ناشط غزير حرفه متدفق لا يهدأ
باكثر من نص بث او كرر (بقصدية) اشارات عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر ؛ الهروب، العاصفة، الرحيل، الزقاق ، المدن والقرى، السلف والخلف وغيرها ليؤكد تثبيت وتأطير رسائله كونه يخاطب متلقين من شريحة تعنيه باهتمام
ومن تكنيكه ان جعل شاهدا كليماً في اكثر من نص ك(الرجل الضرير) في نص/وحدهم يعبرون الجسر/ وهو من النصوص الهادفة التي تكتنز بالسرد وتضج بروح الشعر مباشرة او مجاز..
وهو نص يحتاج لاكثر من قراءة للكتابة عنه نقدا او قراءة كونه يُفصح عن ثقافة الشاعر البشير ورؤيته ومعالجاته الفكرية
و(الولد الكسيح)
في نصه الاخر/الرحيل الى بهاء المكان/
وهو نص يحتاج لوقفة ايضا لتفكيك شيفراته والوصول الى مراميه، الشاعر فيه إتكأ على ذاكرة جمعية- مكانية تاريخية او انية لايصال فكرة ما يطرح فيها اكثر من قضية .. كان تعليقي عليه مختصرا
،
ياللنهاية الرائعة.. في القراءة دائما الآحق النهاية واعتبرها في النص الناجح موئله وأعول عليها كثيرا في استنطاق المستبطن وان رآها البعض على انها تحررا من خيوطه المتشابكة كحسن تخلص فقط
وافعل ذلك اكثر لو كان النص يتأبط رسائلا تبدي او تخاتل امرا ملحّاً.. صديقي العزيز محبة لقلبك وقلمك الرائع الذي لا يترجل او يحايد عند حد عاصفة او ضباب.. يقظا تسامر وحشته البوصلة
،
،
الرحيل إلى بهاء المكان

لا تخف من ذاكرة البلاد الغارقة في نفق
الانكسار
بل كن قريباً من دفاتر الرعاة
و صياح الباعة المتجولين
و صراخ أطفال الشوارع...
كن بعيدا عن صمت الحياد
و اخضرار العشب قبل الغروب..
لست وحدك هنا
الكل يسال عن ورقات الرحيل
و انفتاح المرء على فضاءات
الدهشة....
انت الآن هنا
وحيد مثل زقاق قديم
يبحث عن رفاق ضاعوا في الطريق.....

ربما كانوا فرادى أو جماعات
ذاهلين
و سابحين بابصارهم في الفيافي
ليس لهم في ورقات الزمان
ما تقوله الاهات
وما تبطنه الروح
بالامس صباحا باغتني الولد الكسيح
بالسؤال:
لماذا كل هذا الهروب من صمت الحياد؟
و ارتباك ألاصابع حين تلمس جمرات
النهوض...
ليس بامكانك ان تنام وحيداً
قرب الزقاق المتاخم للضباب
ها هنا نساء شاحبات
و أولاد يبحثون عن اسماءهم
في الخراب

كل صباح يباغتني بالعناق و زهرة اللوتس
على طاولة الذكريات
الآن تكتب الايادي ورقات الاحتجاج
لا تخف من ذاكرة البلاد الغارقة في نفق
الانكسار
كن قريبا من دفاتر الرعاة
و صياح أطفال الشوارع
كن بعيدا عن صمت الحياد
و باحثا عن غروب الزمان
ها هنا جدار الاجداد و متاهة
الاحفاد
كاني بهم يستعجلون الرحيل
و تاخذهم خطاهم إلى البيادر
بلا مدد أو سند
فجأة يصيح الفتى في الجموع:
خراب هذا أم بلد؟!
لست ادري..يجيب شيخ هارب من ضباب
المرحلة
ربما قطعة من عاصفة الجنوب...

ماسكا باحلامه قبل الغروب
تراه النساء الشاحبات
لا تهمه اخبار الفنادق
و ما تكتبه تقارير الحرس القديم...
هو العاشق دوما للفيافي و الروابي
هو الهارب من ضجيج العواصم
و احتماء الثكالى بالصقيع
ليس في الاقاليم البعيدة ما تترقبه الروح
و ليس في المسافات القريبة عشاق
الغنيمة...!
هنا أولاد و أحفاد و موسيقى
هنا ذاكرة الاجداد و متاهة الاحفاد
على الطرف الآخر من المكان البهي
ورقات يتيمة
و أصوات خارج الاسوار

قبل غروب الشمس٫يصيح الفتى في الجموع:
لابد لي من حبر و جمر و نساء ذاهلات
لابد لي من ذاكرة عصية عن النسيان
ترسخ آخر ما تبقى من الحصون....
ليس لي ما ادعي ما ليس لي
سوى ان الكلام المسافر إلى الاقاصي
هو دربي و بوصلة الهاربين من ضباب
المرحلة.....

شاعر و كاتب تونسي
جانفي/يناير/2022



#البشير_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصوم الإنسان و المعركة المصيرية
- افق التغيبر المتجذر في التاريخ
- مازن جميل مناف يكتب عن قصيدة وحدهم يعبرون الجسر
- التغيبر الراديكالي و البوصلة الغائبة
- ناجي العلي و حنظلة البشير عبيد غريبا
- ابراهيم نصر الله...رجل المهمات الشعرية الصعبة
- الرحيل الأبدي للفنان التشكيلي التونسي نصر الدين العسالي
- الناقد العراقي نبيل جميل يكتب عن الشاعر التونسي البشير عبيد
- الكتابة الإبداعية..و التحليق خارج السرب!
- الجدار القديم
- إتحاد ادباء ميسان العراقية يرد على مؤتمر طنجة المغربية
- الواهمون و السفهاء و الحلقة المفقودة !
- البلاغة و كثافة المعنى في قصيدة ورقات الغيم للشاعر التونسي ا ...
- الواهمون و الحالمون بالتغيير الراديكالي
- جنين و اللحظة الفارقة
- محمود القرني و الرحيل الأبدي
- التشكيلي التونسي الطيب زيود و جدارية فسيفساء محمود درويش
- الدريبة بالقلعة الكبرى .. بحث علمي دقيق حول الهوية المحلية
- تونس المثخنة بالجراح و إدارة الأزمة
- ذاكرة الرؤى


المزيد.....




- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - الناقد العراقي ثامر جاسم يكتب عن قصيدة الرحيل إلى بهاء المكان