أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - ناجي العلي و حنظلة البشير عبيد غريبا














المزيد.....

ناجي العلي و حنظلة البشير عبيد غريبا


البشير عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7748 - 2023 / 9 / 28 - 14:24
المحور: الادب والفن
    


القراءة النقدية لقصيدتي الغرباء بقلم الناقد العراقي المميز أستاذ صابر المعارج و قد نشرها في صحيفة اوروك الصادرة عن وزارة الثقافة العراقية.......

بين ناجي العلي وحنظلة
البشير عبيد غريبا

في الوقت الذي كانت فيه أذن المتلقي واسطة بينه وبين النص الشعري العمودي الحافل بمسيقاه الصاخبة، تجده الآن أمام نصٍ مُخاتل تعجز المقاربة السمعية عن إدراك مكوناته الإيقاعية، حيث تتوارى الأوزان العروضية، وتختفي أو تكاد القافية ويخفت الرنين الخارجي "الموسيقى" بيد إن ثمة موسيقى داخلية وإيقاع هادئ تعزفه المفردة المشحونة بالمعنى، المنثالة بالانزياحات البلاغية، الضاجة بالادهاش المقرونة باتساع الأفق التأويلي الناجم عن ضغط الجملة الشعرية وتكثيفها إلى أبعد الحدود:
"على خاصرة الدهشة قابعون...
يستلذون بقتل أحلامهم على ضفاف
الصمت "
"حين ارتوى الطقس بماء الانتباه
و الفتاة التي خفية غازلتك
تمتد جسرا لعبور الظلال"
"والفتى المسكون بالصحوة النادرة... "
وفضلا عن ذاك يجد القارئ نفسه مدفوعا وبحبور إلى التأمل والتخيل لاستكمال الصورة الشعرية التي خط الشاعر التونسي البشير عبيد ملامحها وترك له نحت التفاصيل ورش الألوان في مخيلته...
ولأنني لست في صدد الأسهاب في سرد تفاصيل النص، لذا سأعرج على السمة الأبرز التي شغلت الكثير من مساحات مخيلة الشاعر واستحوذت على جل مفرداته إن ظاهرا أو ضمنا في سياق المعنى ألا وهي الانهمام بمفرة" فتى، فتاة، فتيان ولد اولاد..." فقد وردت إحدى عشرة مرة
بما فيها"حنظلة" حنظلة الفتى ذو العاشرة.
وأحسب إن كل الفتيان في نص شاعرنا البشير عبيد هم حنظلة
"كأنك لم تكن تودع قبل حينٍ حنظلة..."
"فتيان الحي العتيق هنا..."
"والفتاة التي خفية غازلتك..."
"والفتى المسكون بالصحوة... "
"يجيء الولد مجهشا بالارق... "
"هذا الطريق الطويل يسلكه الأولاد... " إلى... آخره.
ولا عجب فنحن كمتلقين قراء أو دارسين ومعنا الشاعر ذاته، لا يرد إلى أذهاننا اسم ناجي العلي إلا وهو مقترن بحنظلة العاقد ذراعيه خلف ظهره وذخيرته حجارة! وهو رمز لكل فتى وفتاة فلسطينية، وما تحمله صورته من ألم الأبعاد القسري وشجن الوقوف وحيدا يخوض غمار محنته وحنين العودة التي طال انتظارها.
كما أنه علامة فارقة في مسيرة ناجي العلي الفنية والنفسية معا!
:"ولد حنظلة في العاشرة من عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره! ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود لها سيكون بعدُ في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء..." ناجي العلي.

وفي الوقت الذي سادت فيه حالة الاحباط والوهن التي أصابت الأمة كنتيجة حتمية لفرقتها وتشتتها:
" الصحف أعلنت موت العناقيد"
" على خاصرة الدهشة قابعون
يدخنون سيجارة تلو أخرى
يستلذون يقتل أحلامهم على ضفاف
الصمت"
والغصة التي يمور بها النص، بموازاة ذاك برع الشاعر في رسم إفق واسع للأمل والتفاؤل بالأجيال الناهضة والتي لاتستكين:
"كأني بأحفادهم لا يعرفون الهوان..."
"هذا الطريق الطويل يسلكه الأولاد"
"لن تعبث الأغصان بالغد
الاتي"
"و القرى المقطوعة الحناجر لم تضيع
أسراها
و لا قتلاها...."
هذه القصيدة إنموذج على حياة قصيدة النثر ومقارعتها للقصيدة العمودية، واثباتها لذاتها وكيانها بعيدا عن قيود الأطر والقولبة.
النص:

الغرباء البشير عبيد/تونس
إلى روح ناجي العلي
فتيان الحي العتيق هنا
على خاصرة الدهشة قابعون
يدخنون سيجارة تلو أخرى
بستلذون يقتل احلامهم على ضفاف
الصمت
كاني باحفادهم لا يعرفون الهوان
اتهرب عن يدك عنقود السقوط ؟
حين ارتوى الطقس بماء الانتباه
و الفتاة التي خفية غازلتك
تمتد جسرا لعبور الظلال
و الفتى المسكون بالصحوة النادرة
يستضيء بشمع الكلام الأنيق
يكتب شهادته الأخيرة
يحتسي قهوته على عشب المدى
هل يمنحني ضلعه المستميت
لاشهر صمتي في وجوه الذين لم بعلنوا
عشقهم
لصدى الأمنيات

هل بامكان الفتى ان يكحل عيون النساء
قبل الغروب
حين تلامس ضحكتي ورق العنب
يجيء الولد مجهشا بالارق
فتيان الضواحي جاؤوا هذا الصباح
ذاهلين لانكسار العواصم...
و الجسد المهشم في جهة ما
يومىء الجنبن القابع في خلاياي:
صبايا الحي ارتحلن
و لم لا أحد يمعن النظر في وجوه
الآتين من هناك...
ليس الحرير على مقاس الجسد
و لا أثر لاقدام الفاتحين
على أرض "الخليل"
هذا الطريق الطويل يسلكه الأولاد
مثلما سلكته الشاحنات
دفاعا عن الموت المغاير
وحده يباغتهم بالكبرياء
كان اندهاش الورد ممزقا بين الضلوع
و خلف خيوط النهوض
اعتلى الهمس زوايا الامكنة
أين أصدقاء الطفولة؟
ذهبوا ةالى حانة بلا قوارير...
هو ذا الولد الذي ادهشته الأغاني
و الثالث من يناير
لم يرتبك حين رأى عطش الاقاليم
كم شردته الكلمات
و اغمضت جفنيها على ركبتيه فتاة
الضاحية

الصحف اعلنت عن موت العناقيد
بالامس قال لي: لن تعبث الاغصان بالغد
الآتي
الماء دليل الطيور
الضوء نقيض المقصلة
هنا كانوا قاب قوسين من الزهر
و الجثث القادمة
أين اختفى صوت ناجي؟
و تلك الرسوم التي كادت تصيح:
غداً تاتي أم المعارك
و جاءت سريعا
كانك لم تكن تودع قبل حين حنظلة
إلى أين الرحيل؟
إلى حيفا٫حيث تمددت على خصرها قبعات
الجنود الاتين من خيام
الظلال
دمها مسكوب على صدرها
و صمتها ذهبي الملامح
للنوارس دموع مثل تيه المحارب
و القرى. المقطوعة الحناجر لم تضيع
اسراها
و لا قتلاها...
صابر المعارج /العراق



#البشير_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابراهيم نصر الله...رجل المهمات الشعرية الصعبة
- الرحيل الأبدي للفنان التشكيلي التونسي نصر الدين العسالي
- الناقد العراقي نبيل جميل يكتب عن الشاعر التونسي البشير عبيد
- الكتابة الإبداعية..و التحليق خارج السرب!
- الجدار القديم
- إتحاد ادباء ميسان العراقية يرد على مؤتمر طنجة المغربية
- الواهمون و السفهاء و الحلقة المفقودة !
- البلاغة و كثافة المعنى في قصيدة ورقات الغيم للشاعر التونسي ا ...
- الواهمون و الحالمون بالتغيير الراديكالي
- جنين و اللحظة الفارقة
- محمود القرني و الرحيل الأبدي
- التشكيلي التونسي الطيب زيود و جدارية فسيفساء محمود درويش
- الدريبة بالقلعة الكبرى .. بحث علمي دقيق حول الهوية المحلية
- تونس المثخنة بالجراح و إدارة الأزمة
- ذاكرة الرؤى
- اقاليم الدهشة
- الكتابة و بهاء التخييل و التاويل
- لا مكان هنا لاصوات الأنين
- الكتابة الإبداعية بين الخيال و التاويل
- نصر الدين العسالي أو اللوحة في مواجهة الواقع


المزيد.....




- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - ناجي العلي و حنظلة البشير عبيد غريبا