أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - ابراهيم نصر الله...رجل المهمات الشعرية الصعبة














المزيد.....

ابراهيم نصر الله...رجل المهمات الشعرية الصعبة


البشير عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7724 - 2023 / 9 / 4 - 20:03
المحور: الادب والفن
    


هل يستطيع المتابع لآخر إفرازات الحركة الشعرية العربية المعاصرة أن يتغاضى
عن اسم كبير ظلت إسهاماته الأدبية تلقي بظلالها و تمنح الحرف قيمة عليا
نتيجة اشتغاله المكثف على اللغة وتقنيات الكتابة و أبعادها الجمالية.. هذا
الاسم اللامع و المحرك للسواكن و المشاكس للمشهد الثقافي العربي، و هو بلا
منازع الشاعر و الروائي و الفنان التشكيلي الأردني المولد و الفلسطيني
الوالدين إبراهيم نصر الله صاحب الرواية السداسية( ستة أجزاء) زمن الخيول
البيضاء. هذا الرجل الآتي من مأساة و ملهاة القدس و الذاهب كل صباح إلى
ينابيع التساؤلات الوجودية الكبرى، لم يستطع أن ينزوي عن الدنيا أو يكتب
نصا " شعريا " بعيدا عن صخب الحياة و مفارقاتها، وهذا المسار يعتبر أمرا
طبيعا و بديهيا، ذلك أن الكتابة التي تروم الوصول إلى عتبات الإبداع، لا
يمكن أن تتحقق بمجرد امتلاك مفردات اللغة و تقنياتها الدلالية و البلاغية
فقط، إنما تتحقق بتوفر الشروط السالفة الذكر و استحضار قضايا الراهن محليا و
عربيا و كونيا، و هذا ما خطته أصابع كبار الشعراء على مدار التاريخ
الإنساني القديم و الوسيط و الحديث. إبراهيم نصر الله الذي ليس له من شغل
منذ نعومة أضفاره سوى الكتابة، لم يجد من مسارات الحياة المتشعبة عدا مسار
مسك القلم و الريشة و الترحال بين القصيدة و الرواية و اللوحة. في المدة
الأخيرة، نشرت له إحدى الجرائد العربية الصادرة في لندن قصيدة مطولة، يزعم
كاتب هذه السطور أنها أرقى ما وصلت إليه المدونة الشعرية العربية الى حد
اللحظة الراهنة. حملت القصيدة عنوان" آخر الأرض ".. و لم ينسى هنا نصر الله
أن يشتغل بشكل مكثف و عميق على التراجيديا الدامية و المربكة التي يحياها
الإنسان العربي الفلسطيني و الإنسان " الكوني " بشكل عام:


" يتأمل غيم بلادا على حافة الهذيان
تتأمل عاشقة نافذة
لم تجد أفقا منذ عامين في عتمات المكان
يتأمل طفل أباه الذي لم يزل واقفا تحت شجرة توت منذ
سنين يراه يموت
كأن الزمان هنا واقف شبحا في الزمان
يتأمل حقل ذبول خطى النهر فجرا
وينشد مرثية الروح، صمتا، بلا شفة أو لسان
يتأمل زرع هبوب الخماسين
في أعين الناس و الحيوان
تتأمل هذي الدمى طفلة
فوق ذاك الرصيف تشير بجبهتها نحوها
و اليدان مقطعتان"
هكذا، و بلغة مكثفة دلاليا و بلاغيا، يأخذنا الشاعر العربي الكبير إبراهيم
نصر الله إلى ضفة الإبداع، ممتطيا صهوة اللغة المخاطبة للروح المنكسرة
الباحثة عن مستقر لأحلام مهدورة و أجساد معذبة و أقاليم أتعبتها ذاكرة
الحروب و تداعيات العزف و الحيف. إن اللافت في كل مقاطع القصيدة / النموذج
هو تركيز نصر الله بدقة بالغة على صور و أحاسيس و تفاصيل تحدث الرجة في
الجسد، ممعنا في سرد آهات الكائن الإنساني المراوح بين اليأس و الأمل،
العائد من طقوس الجنازات و الدموع و العويل و الصياح، الذاهب بأجنحة الخيال
الى حدائق النور و البهجة و الانتشاء.. و لعل النقطة المفصلية التي زادت
القصيدة أبعادا جمالية و فكرية دون السقوط في فخ المباشرة و الوضوح الفج،
هو المراوحة بين المكان و الزمان و تأثير الواحد على الآخر، مما أثرى
القصيدة بزخم كبير من الدلالات و المجازات الأمر الذي أعطى بشكل آلي النص
الشعري تأويلات شتى لا حدود لها، علما بأن قصيدة محبكة فنية كهذه، بإمكانها
أن تعطي دروسا لا تنسى لبعض " شعراء " هذه البلاد، الذين لاعمل لهم سوى
كتابة" نصوص " باهتة و التفكير في كل لحظة في بعض الامتيازات.. و الحال أن
الكثير منهم لازال متعثر في خطواته، ولا يعرف من أجواء الشعر و الأدب و
الفكر و الفن سوى السطح، أما العمق و التفاصيل و الاشتغال الفني و التقنيات
و الجماليات، فحدث و لا حرج.. فهؤلاء
" الفطاحلة " لا يعرفون هذه القواميس و من نظر لها شرقا و غربا، بل بإمكان
أحدهم أن يقدم لنا في إحدى الفضاءات الثقافية مداخلة " قيمة" عن الحداثة في
الخطاب الشعري العربي المعاصر ولكن بمنظور سطحي شريطة أن نحظر له مكافئة
رمزية تليق بمكانته الرفيعة في سماء الوهم!!. هل بإمكان هؤلاء " الشعراء "
المتسمرين في أماكنهم الفخمة و المسافرين إلى مدن و عواصم العالم للتحدث
باسم الشعر التونسي..أن يعطونا أجوبة ضافية وشافية عن أسئلة
حارقة تهم المدونة الشعرية التونسية و إضافاتها إلى المشهد الشعري العربي
الراهن؟

- كانت مهتم بقضايا التنمية و المواطنة و الفكر التنويري و إشكاليات النزاعات و الصراعات الإقليمية و الدولية....
- هذا المقال قبل 13 سنة في الفايسبوك فقط ..لذلك انشره من جديد و في عديد المنابر الإعلامية العربية.



#البشير_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحيل الأبدي للفنان التشكيلي التونسي نصر الدين العسالي
- الناقد العراقي نبيل جميل يكتب عن الشاعر التونسي البشير عبيد
- الكتابة الإبداعية..و التحليق خارج السرب!
- الجدار القديم
- إتحاد ادباء ميسان العراقية يرد على مؤتمر طنجة المغربية
- الواهمون و السفهاء و الحلقة المفقودة !
- البلاغة و كثافة المعنى في قصيدة ورقات الغيم للشاعر التونسي ا ...
- الواهمون و الحالمون بالتغيير الراديكالي
- جنين و اللحظة الفارقة
- محمود القرني و الرحيل الأبدي
- التشكيلي التونسي الطيب زيود و جدارية فسيفساء محمود درويش
- الدريبة بالقلعة الكبرى .. بحث علمي دقيق حول الهوية المحلية
- تونس المثخنة بالجراح و إدارة الأزمة
- ذاكرة الرؤى
- اقاليم الدهشة
- الكتابة و بهاء التخييل و التاويل
- لا مكان هنا لاصوات الأنين
- الكتابة الإبداعية بين الخيال و التاويل
- نصر الدين العسالي أو اللوحة في مواجهة الواقع
- الرحيل إلى بهاء المكان


المزيد.....




- انطلاق مهرجان أفلام السعودية في مدينة الظهران
- “شاهد الحقيقة كامله hd”موعد عرض مسلسل المتوحش الحلقة 32 مترج ...
- -سترة العترة-.. مصادر إعلامية تكشف أسباب إنهاء دور الفنانة ا ...
- قصيدة (مصاصين الدم)الاهداء الى الشعب الفلسطينى .الشاعر مدحت ...
- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - ابراهيم نصر الله...رجل المهمات الشعرية الصعبة