أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البشير عبيد - تونس المثخنة بالجراح و إدارة الأزمة














المزيد.....

تونس المثخنة بالجراح و إدارة الأزمة


البشير عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7636 - 2023 / 6 / 8 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البشير عبيد / تونس

قلت منذ زمان و كتبت قبل ايام انهم سيبقون يتباكون على ضياع الفريسة..كاتب هذه السطور يعرفهم جيدا و من كان يستند في تحركاته و نشاطه السياسي على قوة السلطة القاهرة حين كان يحكم مستعملا كل الاساليب المتناقضة جوهرا و موضوعا مع منظومة قيم الأخلاق لا تستغرب منه في أي لحظة الخروج عن سباق المنطق و الذهاب سريعا إلى قانون الغاب..هذا الاسلوب تعرفه جيداً الضباع التي تمزج في خططها للانقضاض على الفريسة في الزمن و المكان المناسبين…لا تستطيع الضباع الذهاب بخطتها الممنهجة و تحقيق هدفها ألا بالمزج بين التكتيك و الاستراتيجا مستلهمة هذا النهج الافتراسي من طبيعة الحياة و العقيدة السياسية للاحزاب الفاشية….

للأسف٫ضاعت البوصلة و صار الاخوان يبحثون عن الحجج الواهية لتبرير عشرية حكمهم السوداء…لكن حركة التاريخ لها احكامها…..

ما يحدث الآن في تونس المثخنة بالجراحات و الانكسارات يجعل المتايع للاوضاع السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية وما تتخللها من تداعيات و صراعات بين اطراف متنازعة و مختلفة و احيانا متناقضة فكرا و نهجا و رؤيا….هذه الاطراف الحاملة لمشاريع سياسية و اجتماعية متناقضة لا تستطيع ان

تتقاطع في أي مسالة لأن التناقض و الصراع جوهري و يمس الآسس الفكرية و الايديولوجية المحددة لطبيعة أي مشروع سياسي و احتماعي لهذا الطرف أو ذلك..يمينا أو يسارا…لا يخفى لا أحد ان الصراع المحتدم بين الأطراف السياسية و الاجتماعية و الحقوقية و النقابية في تونس الراهنة مرده كما اسلفنا سابقا هو الإختلاف الجوهري بين اطراف الصراع ..الحكم من جهة و المعارضة من الجهة المقابلة…و الملفت في هذه المسالة ان كل طرف له مبرراته و مشروعيته الفكرية و السياسية مثلما يقول قادة هذا المعسكر أو ذلك…..

ما ينتظره التونسيون الآن و ليس غداً هو الخروج من ظلام المرحلة باخف الاضرار و الذهاب بالبلاد إلى بر الامان بعيدا عن شعبوية الخطاب السياسي لكل الاطراف و الجلوس إلى طاولة الحوار العميق حول كل القضايا العالقة و التاسيس الفعلي للدولة الديمقراطية بافقها الاجتماعي و دستورها المكرس للحقوق و الحريات و علوية القانون و السيادة الوطنية بعيدا عن المحاصصات الحزبية…….
إن المخاض في دلالاته الرمزية في اللغة و الثقافة و الفنون على اختلاف الشعوب و الحضارات و الأديان٫
هو المعبر الحقيقي عن الولادة و عسر خروج الوليد من رحم الأم الى الدنبا و العالم...في عالم السياسة يكون المخاض هو الجسر الذي الحشود ٫فرادى و جماعات للخروج من ضفة الياس الى ضفة الأمل و تأسيس مرحلة جديدة قوامها التحرر و الإنعتاق و تركيز دولة الحقوق و الحريات و العدالة الاجتماعية و علوية القانون و السيادة الوطنية و القطع مع أي مشروع سياسي يدعو الى الشمولية و الاستبداد و الإستغلال..
تونس الراهنة. المكتوية بالجراحات و الانتكاسات و الخيبات و الخيانات ٫ ليس لها من سبيل للخروج من مسار الانحدار الكبير سوى التوحد حول مشروع سياسي و اجتماعي و اقتصادي يلتف حوله الشعب
بكل اطيافه السياسية و المدنية و تعبيراته الفكرية و الفنية و الاكاديمية لفرض هذا المشروع الديمقراطي الحقوقي و الاجتماعي و الثقافي التنويري.......
هذا المشروع لا مكان فيه لخصوم الحرية و المساواة
و العدالة الاجتماعية و التقدم و التنوير الثقافي........

- كاتب صحفي مهتم بقضايا التنمية و المواطنة
و النزاعات و الصراعات الإقليمية و الدولية.



#البشير_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة الرؤى
- اقاليم الدهشة
- الكتابة و بهاء التخييل و التاويل
- لا مكان هنا لاصوات الأنين
- الكتابة الإبداعية بين الخيال و التاويل
- نصر الدين العسالي أو اللوحة في مواجهة الواقع
- الرحيل إلى بهاء المكان
- مرايا الحكواتي الأخير
- حفريات في جسد المدى
- الغرباء
- سورياو كسر الحصار الدولي: الأفق و الرهانات
- سوريا الأوجاع و مظلمة العقوبات الدولية
- الأيادي المرتعشة و إستحالة تغيير مسارات التاريخ
- بيوت للذاكرة..دفاتر للنسيان
- تونس الجريحة و المخاض العسير
- ورقات الغيم
- العراق العريق... نوارة الروح و بهاء الإبداع
- متى يخرج التونسيون من ظلام النفق ؟
- من بيروت المنكسرة يباغتنا النور
- ضوء خافت في ظلام النفق


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البشير عبيد - تونس المثخنة بالجراح و إدارة الأزمة