أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - حفريات في جسد المدى














المزيد.....

حفريات في جسد المدى


البشير عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7536 - 2023 / 2 / 28 - 22:20
المحور: الادب والفن
    


البشير عبيد/تونس

قبل هطول مطر يناير
كانوا يمدحون الظلال
اخذتهم خطاهم إلى مدن الثلج
و الرماد
ليس في دفاترهم حكايا الرحيل المباغت
إلى الملكوت
اصواتهم تجاوزت الشرفات
قبل مجيء الغروب ٫ يأتي الغرباء
ذاهلين تراهم عيون العسس
حالمين بالافق و التلال البعيدة
كانها منارة امراء الحرب قبل ضياع
الفريسة
هنا وصايا الولد العنيد تكتبها سواعد
فتيان الرصيف
لم نر في وجوه العابرين
دهشة الأجداد حين غابت عنهم حكايا
الولد الأسير
كثير من نبيذ الشرق على طاولة الذكرى
قليل من بياض الروح حذو النهر المتاخم
للحنين

قيل لاولاد الروابي انهم جاؤوا من ضفاف
المدى
ليس لهم في المدينة ذاكرة و أحفاد
لا يخافون من الأنواء
لا يهابون الضجيج الطالع من افواه
السفهاء
لا مكان لهم في مشهد الغيم المتناثر
في الزوايا
ربما خذلتهم الأجساد
و تبعثرت ألأوراق
بامكان القوافل الآتية من بعيد
أن تحفر في دهاليز الزمان
للمدى ذاكرة و انوار
للصدى انفتاح المسافات على بهاء
الصياح
للريح الآتية من جنوب الأقاليم
ولد جسور و صبايا ذاهلات
هنا حبري و غضبي و ذاكرتي و دعاء الأمهات
إحداهن إسمها آمنة
كانت تقول لي فجر كل يوم:
أكتب يا ولدي
و لا تلتفت إلى الوراء
حبرك محلق في سماء الينابيع
أكتب أيها الآتي من الزمن البعيد
و لا تخف من سفهاء المرحلة
في البدء كانت الكلمة و نوارة الروح

ربما نسي الأحفاد ذاكرة الأجداد
و صار المكان القصي ملاذا للعابرين
هنا قريباً من الصدى ينام الفتى
بلا حقيبة باذخة
ولا مدد يأتي من الأنصار
لا خوف في الجسد النحيل
لا افق تراه العيون
لا أمل في القادمين من الأنفاق
كانهم جاؤوا من زمن بعيد
يحملون على الأكتاف بهاء اللغة
المشتهاة
هنا حبري و دمع الرجل الشريد
لم نكن وحدنا في لهيب العاصفة
كانت معنا الرياح اللواقح
ذاكر الأيام
إنفتاح الكلام على ورقات الحنين
إخضرار الشجر الحزين
قبل هبوب العاصفة
رحيل الخطى إلى الملكوت

للجسد الغارق في المتاهة
آهات و صيحات الآتين من الأقاصي
قبل مرور الشاحنات تباغتني امراة
النور بالسؤال اليتيم:
كيف صار المشهد قريباً من الغيم
و البلاد صارت سرابا....؟!
ستبقى أصوات الرعاة ملاذا للعابرين
هنا سرب من حمام الشرق
يعبر الأقاليم
على الأجنحة ذاكرة الفيافي
و إرتمام الجسد في النهر المتاخم
للرخام القديم

28 فيفري / فبراير 2023



#البشير_عبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرباء
- سورياو كسر الحصار الدولي: الأفق و الرهانات
- سوريا الأوجاع و مظلمة العقوبات الدولية
- الأيادي المرتعشة و إستحالة تغيير مسارات التاريخ
- بيوت للذاكرة..دفاتر للنسيان
- تونس الجريحة و المخاض العسير
- ورقات الغيم
- العراق العريق... نوارة الروح و بهاء الإبداع
- متى يخرج التونسيون من ظلام النفق ؟
- من بيروت المنكسرة يباغتنا النور
- ضوء خافت في ظلام النفق
- بعيدا عن سراب المدينة
- قيم المواطنة و صنع التاريخ
- كتابة الرؤيا..رؤى و مقاربات
- النعجم الشعري و كثافة المعنى في قصيدة الضفة الأخرى من يافا ل ...
- وحدهم يعبرون الجسر
- الضفة الأخرى من يافا
- تونس ةبين راهنية اللحظة و الأفق و الأفق الغامض
- قوى رأس المال و اوهام الهيمنة


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - حفريات في جسد المدى