أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - الكتابة الإبداعية..و التحليق خارج السرب!














المزيد.....

الكتابة الإبداعية..و التحليق خارج السرب!


البشير عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7711 - 2023 / 8 / 22 - 04:47
المحور: الادب والفن
    


الكتابة الإبداعية ..و التحليق خارج السرب!

البشير عبيد / تونس

البعض من "كتبة"هذا الزمن اللعين يمعن في تحبير بعض الصفحات اليتيمة الفاقدة للشروط الضرورية تقنيا و جماليا لتصير هذه "النصوص"قريبة من بهاء الكيان الأدبي -شعرا و سردا- هؤلاء يتملكهم عشق أسطوري للهذيان و تبعاً لهذا المسار تصير عملية مسك القلم و تحبير بعض الكلمات في غياب تام لخلفية فكرية و جمالية للكتابة كالذي يزرع الورد في المياه الآسنة....الكاتبة بهذا المعنى ٫ ليست في متناول الجميع ٫ و نقصد هنا العقول التي تنتج افكارا و مقاربات لافته نتيجة الجدل مع الواقع و إرهاصات المرحلة و ما تتطلبه من تفكير عقلاني عميق و منهج جدلي يدور رحاه في لفت الإنتباه للقضايا المصيرية و الدالة للمواجع و الإنكسارات و الخيبات و ما ينتظره المرء هنا و هناك ٫ للخروج من النفق المسدود وصولا إلى بر الأمان. في هذا السباق٫ لا و لن تستطيع أي انامل تتدعي انها تكتب " نصوصا إبداعية" التحليق في سماء الخلق الفني ٫طالما انها لم تستوعب الشروط الموضوعية لبناء الكيان اللغوي و الأبعاد الجمالية و الآفلق المعرفية لنص ادبي ٫شعري أو سردي ٫ لافت و مبهر و متجاوز للمالوف....

ما لم تفهمه العقول البسيطة الغير المكتوية بجمرات الواقع و لم تدخل إلى حد اللحظة المناطق الموجعة في مسارات الفكر و المعرفة و الفلسفة و الإجتماع الإنساني ٫ انها خارج السيرورة التاريخية و ما تتطلبه حركتها الدؤوبة من سفر و ترحال بين ضفاف الوعي و الجدل الخلاق بين الواقع المادي بكل تخومه و تعبيراته و عقلانية التفكير المناهض للوثوقية و اليقينية و الباحث من الجهة الأخرى عن بوصلة لعشاق التنوير و إعطاء الفكر العاشق للمعنى و بهاء الأقاليم الحالمة بالتحرر و الإنعتاق و الوقوف على أرض صلبة بعيدا عن اوهام اصنام الفكر الوثوقي الشمولي الرافض للحوار و الجدل مع مخالفيه و معارضيه على مستويات العقيدة و الايديولوجيا و علاقة النقل بالعقل و التراث بالحداثة و الأصالة بالمعاصرة و تكسبر الأنساق من أجل الوصول إلى خطاب فكري عقلاني لا يتصادم تماما مع الهوية في ابعادها المفصلية و يتماهى في الصفة الأخرى مع التنوير و الحداثة في سياقاتها الفكرية و المعرفية المتصلة بالقيم الكونية الكبرى..الحرية و العدالة و المواطنة. كل هذه الأبعاد و المرتكزات التي الأسس الطبيعية لعملية الخلق و الإبداع الأدبي ٫ هل تستوعبها العقول التي تتدعي ان لها دورا محوريا في الكتابة و إنتاج نصوص لافتة ٫ و الحال ان انساق التفكير لدى هؤلاء لم تخرج من دائرة تفكير القطيع

إن الكتابة الإبداعية على مدار عصور التاريخ ٫ لم تصل الى هذه المرتبة المبهرة بالادعاء و التطاوس و الغرق في مياه الأوهام ٫ بل كانت نتيجة طبيعية لعمل دؤوب قامت به عقول مستنيرة مناهضة للظلام بكل تعبيراته و تجلياته المتصلة بالفكر الوثوقي و اليقيني الرافض للحوار و الجدل.
ما ينتظره الآن ٫ المشهد الثقافي العربي في علاقة بثقافات امم أخرى من العالم الفسبح ٫ هو العمل بشكل جدي و نوعي لانتاج إبداع ادبي يوازي ما انتجته العقول المبدعة لهذه الأمم ٫شرقا و غربا ٫جنوبا و شمالا... إن الأفكار المتسمة بالعمق المعرفي و الفلسفي "ليست في متناول انصاف المواهب و مثقفي العشق الخرافي للمال و للغنيمة و الجنس ٫ بل هي نتاج طبيعي لعقول مؤمنة بقضايا الإنسان في كل مكان على إختلاف الأديان و الحضارات و الأعراق.

كاتب مهتم بقضايا التنمية و المواطنة و الفكر التنويري و إشكاليات النزاعات و الصراعات الإقليمية و الدولية...



#البشير_عبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجدار القديم
- إتحاد ادباء ميسان العراقية يرد على مؤتمر طنجة المغربية
- الواهمون و السفهاء و الحلقة المفقودة !
- البلاغة و كثافة المعنى في قصيدة ورقات الغيم للشاعر التونسي ا ...
- الواهمون و الحالمون بالتغيير الراديكالي
- جنين و اللحظة الفارقة
- محمود القرني و الرحيل الأبدي
- التشكيلي التونسي الطيب زيود و جدارية فسيفساء محمود درويش
- الدريبة بالقلعة الكبرى .. بحث علمي دقيق حول الهوية المحلية
- تونس المثخنة بالجراح و إدارة الأزمة
- ذاكرة الرؤى
- اقاليم الدهشة
- الكتابة و بهاء التخييل و التاويل
- لا مكان هنا لاصوات الأنين
- الكتابة الإبداعية بين الخيال و التاويل
- نصر الدين العسالي أو اللوحة في مواجهة الواقع
- الرحيل إلى بهاء المكان
- مرايا الحكواتي الأخير
- حفريات في جسد المدى
- الغرباء


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - الكتابة الإبداعية..و التحليق خارج السرب!