الحبيب حميدي
استاذ
(Hmidi Hbib)
الحوار المتمدن-العدد: 7857 - 2024 / 1 / 15 - 10:16
المحور:
الادب والفن
...ثم قلت لي : انه ليعجب فيقول أهذا رأيك. فكيف بالله تجمع كل جميل الشعر وحسيسه من تالده وطريفه في قصيدتين من شعر العامة. والعامة لا ترقى رقي الخاصة ولا العامية ببالغة شاو الفصيح قلت نعم ذاك رأيي وليس لك الا ان تقبله او ترفضه واحتسبه علي هوى في ان شئت وخطئني ولا تبتئس فقد لا يوافق ذوقك ذوقي ولا هواك هواي وقد لا يعنيني رأيك ما تتبعت اقوال الرواة وارباب الشعر واستنجدت بجهابذة نقاد الادب فلا ترهق نفسك بالتقليب والتنقيب والمقارنة لقد حسمت رايي واقتنعت بما ابتهجت.
نعم لي هاتان ولكم كل شعر الغزل هما درتان معدنهما البساطة والصدق وقليل الكلام فيهما يعني عن كثيره فان زادا واطربا فتلك نعمة افدي بها روحي وانما رايي على السجية ومبعث وجدي بما انطبع و ما استجاب لي من الحس السليم بلذيذ الكلام رقيق العبارة ودقيق المعنى وغنى العاطفة في ظريف صورة لمحب واجد صاحباه الليل القارس والقمر موعود للوحشة وحيدا يعاني برد الليل القارس بعدا وو جدا واشتياقا ورجفة عانيت صقع الليل وانت وينك مطلوب للصبر والتحمل تجشم العناء والسهر في خلاء من بادية او ريف على نحول جسم او هزال بدن يترقب رطب الحبيب الجافي المتجافي كنخل جميل متعال بعد لم يطب ثمره ولا سنحت عراجينه ينتظر اطلالته وقدومه على ضوء قمر يخاله مؤانسا عاشقا مثله في رجفانه و شحوب لونه قمر يواسي واجدا عابدا ينتظر المعبود سجل حضوره وبسط نوره في ليل متحهم تدثر بالبرد والقلق والخوف على الحبيب واستعد بلا شك تماما مثله خافتا خجولا اصفر باهتا لموعد كاذب باطل من مواعيد عرقوب استهان بالعهد والميثاق سلا وبان فأورث عتبا ليس يبقى و غيظا لا يبيت . اثنان هما قاما ههنا تراعيا و تشاكيا وتباكيا في صمت المقرور من اجل بهي الطلعة عله يبرز نورا على نور كغرة الفجر صبوحا يذهب بصقيع الجفاء ووحشة الوحدة يدفئ الجوانح ويذهب بالخوف والرهبة وانقطاع الرجاء فيملا الكون دفئا ويمنح للعاشق الناظر الغاضب الثائر ساعة من ساعات الدفء الحميم بين يدي الحبيب ولو شاءت ما غضب وما ثار وما رأى الموت منها وهو بين نعم ولا يذبح كالطائر في مجيئه وذهابه يزداد ولوعه كل ليلة وكلما ازداد ولوعه ازداد وجعه يستشعر الجوى ويضطجع الاسى في البرد القارس: ممروج يعطك مرجة
ثم انظر ماذا ترى في ما هو الخص واغوص من قول الشاعر محمد العريبي
اشنية الدنيا / بلاش انت. الدنيا وين / وين ثم انت. الدنيا وين / وين انا وانت
اليس يغني هذا القليل عن الكثير افيعجب اذن ان انا اكتفيت وانقطعت عن اشعار الغزل. ا رأيت بالله عليك كم اختزل الشاعر صنوف القول فما وقف واستوقف وما بكى واستبكى وما تعلق بأستار وما مر على ديار. لم يأت على ذكرى بعيدة او قريبة ولا على عهد او ميثاق لعرقوب ولا على قلى ا وهجر او زمان وصل فاشتكى العذال واللوم والزمان والدهر حبيبا متيما معنى اضناه الوجد وابلاه الألم او عاشقا برح به الشوق نحيلا لو توكأ عليه المحبوب لانهدم ولا رقيبا تجشم السري في ليلة من ليالي انسه.
ثم ا لا تراه ما مدح بما ينبغي له الكلام في الغزل وما غالى بما ينبغي لشان المحبوب وما شبه وما استعار. لقد جاء بالمفيد المباشر في الخص عبارة وابسط صورة واو ضح معنى فما قيمة الدنيا بربك كلها دون وجود الحبيب اليس كل شيء عداه باطلا اليس لذة الدنيا الا حيث يكونان حبيبا لحبيب. فاين فصيحه
قلت نعم ذاك لك ونعم طيب الإحساس ورقة الشعور وجميل الراي وانما البلاغة الايجاز ثم مالي اذ رأيت ان ترسل الي هاتين لاستمتع فوالله لقد استمتعت وقررت ان أرسل ذلك لمن أحب عساه يدرك بالعامي مالم أقدر عليه بالفصيح فهو لسان الام عليه ربينا وبه تخاطبنا حتى صار أقرب الى الوجدان وامسك بنبض القلوب واشد تأثيرا في النفوس
اماما عابك من الرجل في اعتراضه عليك واعراضه عن اختيارك فذاك من انتصار بعضهم للعربية. ثمة من لا يرى رأيك ويعد الكتابة بالعامية ضعفا وانحرافا وربما استهجن كتابها واحتقر مكتوبها فهي المتداول الشائع والمتداول الشائع ضعيف التصنيف قليل القيمة هو السنة أخرى او لهجات مختلفة شفهية منحرفة عن الأصل اما العربية فهي اللغة الرسمية لغة منظمة معربة مكتوبة ومحفوظة في ما تواتر من التراث الديني والادبي والفكري قل لغة التنزيل فهي لذلك عالية التصنيف مقدسة مكرمة
هو لم يخرج عن هذا الصراع القديم الحديث حول الازدواجية وهي ظاهرة قديمة من ظواهر اللغة اعتبرها ابن خلدون فسادا لما جبل عليه العرب من صفة راسخة او ملكة او طبع بسبب مخالطتهم الاعاجم. وقد كان اللحن قبله لعهد ابن منظور لحنا مردودا والنطق بالعربية من المعايب معدودا قال تنافس الناس في تصانيف الترجمات في اللغة الاعجمية وتخاصموا في غير العربية. فجمعت هذا الكتاب في زمن اهله بغير لغته يفخرون وصنعته كما صنع نوح الفلك وقومه منه يسخرون وسميته: لسان العرب.
فلا تهتم اذن ولاتغتم ولا ترع فلا العربية تهديد للعامية ولا العامية تهديد للعربية فهذا التراث الشفهي جزء منا وان قاطعناه واستسهلناه فهو أيضا يقيم روابط الاتصال بين الافراد والشعوب والحضارات هو مخزن للثقافة يذخر بكنوز من الوجدان والفكر ويحفظ الهوية
ثم تقول لي اعزك الله إني لمرسلهما اليك نصا وصوتا عسى ترى الراي في ما هزني وسرني و في ما نقلته لك عن مخالفي
فرأيت وفقك الله الى الصواب اذ اخترتني في من اخترت فدعوت الله ان يمنحني مثلك الحس السليم لادرك بليغ ما قصدت وجمال ما وصفت على ما اثنيت وتعطفت وابليت عسى أجلي على منوالك صريح اللفظ في بديع الشعر ورقة الشعور وذكاء بدر البدور ان اقبلت نعانق في الخص عبارة والطف إشارة: اشنية الدنيا
نعم ذاك لم يهتم بوصف الليل ولا بتطاوله وما رعى النجوم الثابتة وما انتظر ضوء الصباح يتوضح كعهدنا بالشعر العربي عامة حين جعل الشعراء الليل مجالا فسيحا للتعبير عن الاحزان والهموم في ثقله وتطاوله حتى كأنه الدهر لا يتزحزح لم يهتم بالليل وما يوحي به بقدر اهتمامه بالألم الذي برح به في نفسه وبدنه فتعجب واستغرب واستنكر اذ باح وشكا وناح منذ البداية وهذا بديع وجميل
وهذا حصر وعصر وشدا واختصر: الدنيا وين / وين انا وانت. أي نعم والله لا يرى الحبيب الا ذاك وقد صدق أيضا فقرب الحبيب جنة المشتاق وترياق العاشق ان يمس التراب الذي مسته حبيبته وبيتا وظلا حيث باتت وظلت ولولاه ما شدا شاعر بسهر اوهام في أثر وناجى الطير والشجر والرياح والبروق والسحاب والمطر ولولاه ما جاء في شعر الحب لفظ القرب والتداني والوصل والهجر والارق والعاذل والرقيب.
ولكن بالله عليك اليس الشعر أكبر من هذا وأكثر أكبر من البساطة وأكثر من الصدق فهل ترى الشعراء جميعا صادقين ام تكلفوا الدهر كذبا وتقليدا ام ترى ان شعر الغزل .............يتبع
#الحبيب_حميدي (هاشتاغ)
Hmidi_Hbib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟