أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحبيب حميدي - من الشرفة 2














المزيد.....

من الشرفة 2


الحبيب حميدي
استاذ

(Hmidi Hbib)


الحوار المتمدن-العدد: 7171 - 2022 / 2 / 23 - 21:51
المحور: الادب والفن
    


هو في الشرفة لا يكاد يغيب عن بصره من الشارع شيء لولا تمايل سعف النخيل الكثيف تداعبه الانسام حين تشاء ان تداعبه او تقلب صفحاته إذا اشتد ت حين تشاء ان تشتد وتقلب.
فاذا ما حول بصره الى يمينه وتراءى له الطرف الاخر من المدينة حيث الاسواق العامرة والشوارع المزدحمة وحركة السير المحمومة ونظر دونه من على رؤوس النخيل تدانى اليه الشارع الواسع المنفتح بين يديه حتى المفترق خطا اسود نضيدا يدفع باتجاه هذا الوجه الاخر من حياة الدبيب وشبكة الأيام.
هناك المدينة بقثائها وثومها وبصلها بلحمها وشحمها بروادها وتجارها بمقاهيها وارصفتها واكداس العباد كأكداس البلاستيك واكوام الروب فيكيا جثم واوراق أفكار وزنابيل هموم ودرابيل تسعى. اورام احلامها شتى
كلما فكر فيها وتأملها ازداد ارتباكه وتذمره وريبه. الناس فيها عالقون يتخبطون في سائر الشؤون والاعمال تتجاذب اطرافهم وابدانهم أصابع الاخاطيط وتمسك برقابهم قوانين والتزامات وضوابط ومراجعات لا فكاك لهم منها ارق وغرق صخب ودخان وصراخ يطرق أبواب السماء
وحين تدعوه المدينة بأسبابها او تدعو ه الحاجة الى أبوابها وطرقها ولإيكاد يلبي حتى تأخذ بعينيه زحمة العباد مسرعين نافرين وواقفين مصطفين ناظرين والشارع مزدحم يعج عجيجا ويمرج مرجا. النار ذات الوقود.
هنا المدرسة والأولاد وتعب العمر وهنا البنك والمال واتعاب التحصيل وهنا القباضة المالية والديوانة وإدارة الجباية حسابات مثقلة وضرائب وغرامات وجوه مشحونة وعرق. هنا مركز الامن وهاهنا المحكمة. وها هنا خلق الله بين دافع ومدفوع وقابض ومقبوض يتحاجون.
اما السوق فيوم القيامة وماقل ما تشتري وما أكثر ما تدخل يدك الى جيبك فتخرج بيضاء وصفراء صحف مطهرة وأخرى غير مطهرة. قل من تقف امامه دون ان تتقدم عنده للحساب ومالك من عملك وجهدك وما ملكت الا الصمت والصبر.
في المفترق عند باب المدينة ووسط الساحة بين المدرسة واقليم الامن راس بلا جسد راس معلقة ثابتة هي كل ما في سماء العين ما ألقى أحدهم بالبصر راس مقطوعة منتصبة على عمود رخامي بعمامة عربية ولحية كثة نصب لذاكرة بلا جسد. ذكرى من بلاد بعيدة.
لا شيء في جلد النحاس ما يشير الى ارتخاء او ابتسام. فلا شعور ولا إحساس ولا التفاتة هنا او هناك. لقد استمكن النوم من موضع الفتيل وسرت الجميلة الهيفاء بغير سرادق.
.. كانت هنا الهة الشمس والقمر جاءت يوما تستريح في ظله شجرة زكية بعد طول رحلة جابت خلالها السماوات فاستباحها حتى اتى عليه المرض والتعب والتلف ....
هي كل الحكاية من زمان سحيق موعودة للشمس للريح لغبار الأرض واخطار السماء تشهد للغادي والرائح انه كان. كائن ظلم وضل ثم ظل مذ ووريت سوءة أخيه شقيا بائسا تلاحقه الغربة ويستفه التراب كلما فاز من تربة فجعته تربة أخرى عاصفة رادفة مدفوع لمغامرة وجودية مبهمة يسعى في شعابها باليأس والخوف والحيلة والتدبر لنفسه وبكثير من الصبر والقلق يحلم ان يستأثر بالغاية الكبرى يسال هل الى خروج من سبيل.



#الحبيب_حميدي (هاشتاغ)       Hmidi_Hbib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتخرج من لظى جنتك
- ياتونس الخضراء
- مقتطف من رحلة في الذاكرة
- مقتطف من كتابي فلسفة الخلاص في اليوم الاخير
- جلجامش الجديد
- البابلي القديم
- رسالة في الادب النظيف
- من شرفتي


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحبيب حميدي - من الشرفة 2