أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحبيب حميدي - جلجامش الجديد














المزيد.....

جلجامش الجديد


الحبيب حميدي
استاذ

(Hmidi Hbib)


الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 23:08
المحور: الادب والفن
    


مسح براسه والقى مابه يعلو عن التراب ويجنبه لوث الرمل واخلاط الدبيب استذكر الكلمات واستذكر التوبة كمن ظلم ومابه من فعل البحر ونصائح الطبيب الا كدوار خفيف او مايشبه السكروحين طلب الجلوس بدا له كما لو عاد توا من التيه وانه كان سبح و غاص في الاعماق وانه كان قد عبا من نفس الحياة رئتيه حد الملء مذ صرخ حين هبط الى الارض وقد القي فيها مغضوبا عليه مدفوعا يلهث.متروكا لبراءته ورجسه محفوفا بملائكته وشياطينه.
....... وذكر انه خاض الدنيا بعد ذلك و شرى وباع. حسب ان لم يره احد وانه تسلل وانه ابتعد مسافة كبيرة مقدارها سبعون سنة بل سبعون الف عام مما يعد فاندفع بالحزن والخوف من الالم والموت يتوارى كما لو توارى عن خنزير بري يبحث عن ملاح الآلهة في ماء السماء في الوهاد والغابات والاحراش ومتلاطم الظلمة والظروف الكئيبة واهوال المحن وانه حين بلغ القاع واستقر وحيدا برزت بين يديه في بزوغها واشتباك غصونها بهجة دقت ورقت وسرت فيه لحينها حتى فاضت عنه كالشعاع كالضوء كالسرور. و اذنت له . انبثقت كالدهشة في نفسه رغبة جموحا تنهش لحمه وانشقت في وسواسه لؤلؤة شجرت واخضرت وازهرت وتدانت قطوفها وافترت حتى شدت عليه وهو بين ان يمسك او لايمسك
وحين تملكته الرغبة ولبسته الشهوة وطلب الفيض قال ماذا لو قبضت قبضة وامتلكت من روحها عشبا عجبا ان الحياة لمن رغب وانما جئت برغبتي وماظلمت نفسي فيكون لي منها قبس لعله ورق الخلد يحميني ويصيرني الى ما كنت يعود بي من حيث اتيت فما يدريني بما يصيبني من الجوع والخوف والمرض والموت ويغنيني عن الحاجة فلا اعطش بعدها ولا اشقى .
وماكاد يقطف من اطرافها نتفا حتى انجذبت اليه وتملكتنه وطفت به تركبه ويركبها وهو مغرى مفتون تتعرى له لسانا من الرمل والماء موجة انسية هائجة مرنحة الاعطاف ممشوقة القد خمرة ولا كراح .لذة لا يضاهيها عسل ماء ولا كصداء فهو فيها بالنظر والشم والطعم واللمس والسمع..جذوة لافناء لها ابتاع بها السبعين .
ثم اذا هو ملقى مطروح على الشاطىء كما لونجا من طوفان عظيم او كان على عرش من الماء فنزل الشاطىء يتجسس ويتحسس يختار العذارى وتباركه الشمس يرفعهن اليه نجوما مصابيح على المراجيح يقطفن الثمر
كان يرى في ما يرى النائم او يذكر في مايذكر الساهي انه انبثق له من تلك الشجرة فردوس عظيم زهور وانوار واحجار كريمة وانهار من عسل و لبن ونبيذ اطيار واشجار قطوفها دانية وانه عمر في ذلك الفردوس زمنا لا يعرف له فيه مدى فلا هو اين ولا هو متى روحا منعما آمنا لا خوف ولا ظمأ لا يضحى ولا يجوع ولا يعرى و يذكر انه كان به مثل الملل والقلق والفراغ وانه أمل الحياة الكئيبة حتى تاق به الأمر الى التفكير في التماس الخلاص من وحدته في مكنونه وسكونه في سره فما له في تلك الارض المقطوعة الا الصمت والصبر وليس له فيها سعي ا و مشغل فاشتاق الى ماوراء العرض الى ماهو خير واحيى و مايزال يشتد به الشوق في طلبه وتمرده وتدبر الحيلة لنفسه حتى انبت له من جواهر الحجارة والمعادن والتراب ما يبين خلقا وحركة إحساسا ورغبة طينا جسدا وواقعا حيا انبثق انسانا هو بين الماء والحجر يقوم ويقع قليل الصبر منجذب كثير اللهاث صار بعد ذلك الى اللهو والعبث واتى على كل نبات وزهر حتى لم يعد يقع الا على ممنوع ولا يمتنع عن محرم وابتلي من ذلك بافات واخلاط وخطل في الراي واكتشف عبر نهمه عورته في عبوديته وضعفه واقرار بمحدوديته وما يعنيه ان كان بعد ذلك هوى او خرج او اسقط من طائر في البحر نفيا منفيا فقد استحالت كل الشهوة والرغبة انثى يخفيها بين اضلعه فلا تخفى تتثنى بين يديه حبابا في العينين ولهفة في الجوانح وشوقا لاينقضي وبحرا مداده الحب والالم هي فيه ومنه وحيث حل وارتحل وكل مايشبهها اليها.



#الحبيب_حميدي (هاشتاغ)       Hmidi_Hbib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البابلي القديم
- رسالة في الادب النظيف
- من شرفتي


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحبيب حميدي - جلجامش الجديد