أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحبيب حميدي - حليمة














المزيد.....

حليمة


الحبيب حميدي
استاذ

(Hmidi Hbib)


الحوار المتمدن-العدد: 7186 - 2022 / 3 / 10 - 18:15
المحور: الادب والفن
    


كان شاهده من بعيد يتلوى. يسوق دراجته العتيدة على غير العادة في مشقة وعسر. يدفعها فتتلوى بين يديه عصية عسيرة غير مبالية بجهده. كان يقيمها ذات اليمين وذات اليسار فلا تستقيم ولا تستقر على حال فما ثبتت له وما أمكن له أن يثبت عليها.
كان كلما حادت به عن الطريق وخطرت هنا أو هناك وخشي ارتطامها بالطوار ومن الله عليه بالجهد الذي بقي فيه من تعب هذا الصباح في رحي القهوة دافع لسلامته فتباعد وتوسط حتى إذا استوت على المعبد او كادت عادت عليه من جديد تتأبى وتتعنت. تتعوج وتنثني حتى تكاد تهوي به.
تحسبها في سلوكها منحرفة تكره الاستقامة او تتعمد إيذاءه ولعلها لا تحتمله او تكره أن يضمها ويعتليها. هي تناور وتداور تتمنع وتستعصي وهو يعالج. يحاور ويجاهد بالثبات والعزم. يراودها باللين والعطف تارة وربما استمالها بالغضب والسخط تارة أخرى. يسب الوالد والمولود يلعن الصانع والتاجر والشاري والنهار الذي عرفها فيه. أما هي فغير مبالية بسخطه فلا تفعل غير أن تجنح وتعرض. هي لا تسمعه ولا تراه ولا تشعر به. هي لا تكاد ترضخ وهو لا يكاد يمل. يدفع ويدفع ويدفع.
وربما غفل أثناء صراعه وحماسه وسبابه عن أخطار الطريق، عن تلك العربات المسرعة وهي تقف وراءه شدا وزحفا فيفزع ويرتاع ويتدكدك ويتبعثر حتى ينال منه التراب وربما صاح به سائق غاضب يستبعده ويشتمه بما اعتاد عليه العامة من الشتم بقبيح الكلام وبذيئه فلا يسلم له عرض ولا شرف ثم يدعو عليه بالهلاك وينصرف حتى إذا ما انتفض بعد الفزعة والهلعة وراح يتثبت ويتلفت ويقلب كفيه وأطراف ثوبه صاح يردد بالمثل ويقذع أيما إقذاع ثم يلتفت إلى الدراجة يستكمل حنقه بكلام فسوق. ينحني يهزها هزا ويرفعها رفعا ويرجها رجا وقد اشتد به الغضب فإذا استقوى واستمسك وأمسك بالمقود وضغط على الدواسة
انصاعت واستسلمت وقرت عينا واستوت ساكنة فإذا ما استقر عليها هادئا واستأنس بسكونها وسالت بهما الطريق خفق عندئذ كالطائر باسطا جناحيه يشق العباب بقدر الجهد والريح وهو يردد في غمرة البهجة بالنصر بصوت عال: يا اسم السماء ويا اسم الأرض. قد كان لابد لها من وقفة حازمة. لعنة الله عليها إنها لا تعرف إلا القوة هكذا حليمة كم قلت لها إنك امرأة عنود جموح لا تثبت على حال هكذا النساء هكذا الدنيا ثم يصمت ولا يعود إلى التسخط ثم يطلق وجهه بابتسامة عريضة يبسمل ويحوقل باسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله. ليتها تعرف معنى الحلم.



#الحبيب_حميدي (هاشتاغ)       Hmidi_Hbib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطف من روايتي رحلة في الذاكرة في ليبيا
- مقتطف من كتابي رحلة في الذاكرة
- من الشرفة 2
- لاتخرج من لظى جنتك
- ياتونس الخضراء
- مقتطف من رحلة في الذاكرة
- مقتطف من كتابي فلسفة الخلاص في اليوم الاخير
- جلجامش الجديد
- البابلي القديم
- رسالة في الادب النظيف
- من شرفتي


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحبيب حميدي - حليمة