أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - رواية بين الحقيقةوالسراب ج5














المزيد.....

رواية بين الحقيقةوالسراب ج5


ليلى جمل الليل

الحوار المتمدن-العدد: 7854 - 2024 / 1 / 12 - 02:13
المحور: الادب والفن
    


وأخذ يلمس فستان الزفاف الذي لم يلمسه قط... سقطت دمعتان على خديه فاشتعل لهيب الحزن، وهو يتنهد قائلا.
(( تظلين أنتِ فراشة قلبي الوحيدة، يا حبة الفستق)) ابتسم لها أعاد الصورة مكانها تأملها من مكانه حتى بدأ النعاس يغشاه.
في هذه الأثناء كانت عبير تتأمل انعكاسها في المِرأة، فلقد أنهت قراءة الكتاب توًا، حدجت عينيها باستغراب إلى متى ستصمدين، يا لكِ من عنيدة، ثم غطت نفسها بالبطانية في رغبة منها في الاختباء من تأنيب الضمير الذي يشتد حدته كلما انفرد الليل بها جاثما على صدرها. فغرست رأسها في الوسادة كالنعامة في الصعيد.

وبينما سليم يغط في سباته، تسلل نور الصباح ليمد شعاعه عبر النافذة المفتوحة في غرفته، فتسلط الضوء الذي داعب جفنيه بشقاوة، استيقظ سليم، وقد كان جبينه يتندى عرقا، تناول علبة المناديل يسحب منها، ويجفف جبينه تارة، ويتنهد تارة أخرى، كان المنبه لا يزال يشير إلى الساعة السادسة، وقد أيقظه كابوس حادثة ليلة الزفاف المشؤومة، على غرار الجميع، لم تكن ليلة العمر، ولا حتى أجمل لياليه، بل كانت أتعسها على الإطلاق.

في الجهة الأخرى، كانت عبير تغط أيضا في سبات عميق، استيقظت مفزوعة من صراخ والدتها التي أخذت تقلب رأسها يمينا يسار بحركة هستيرية، أشاحت به بعيدا، وحدقت باستغراب إلى والدتها، وصرخت في استعطاف لها أن تتوقف قائلة:
(( ما بكِ اهدئي يا أمي أرعبتني آه... رأسي يؤلمني)).
حدجتها قائلة بحنق شديد: لم فعلتِ هذا؟ هل جننتِ؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا عبير؟)).

فيما رمقتها عبير بنظرة ناعسة بلهاء تتساءل ما لذي فعلته، وجعل والدتها تشتط غضبا هذا النحو...
كبحت أسماء جموح الغضب، وتمالكت نفسها قائلة: ((شعركِ... أنظري إليه، تتمنى بنات البلد قاطبة شعر حريري أصهب كشعركِ! لما قصصته بهذا الشكل، أهكذا تُنفسين عن غضبكِ، من غصبك على الخطبة أصلا؟)).

لم تنه أسماء جملتها حتى انتبهت عبير لكل تلك الخصال المتناثرة في السرير، وثبت مسرعة صوب المِرآة... وأخذت تلمس رأسها، وتقلب رأسها يمينا يسار في ذهول، تنبهت أسماء أن عبير ليست الفاعلة، نهضت وقد عاودها شيطان الغضب قائلة: (( مؤكد أن الوقحة ابنة إلهام من فعلتها، وإذا بها تتناول غطاء لرأسها وصوب الباب اتجهت إلى بيت عائشة أم عامر، راقبت عبير والدتها في صمت، ولا تزال تحت تأثير الصدمة، ما أن دخلتا إلى بيت إلهام حتى علت أصوات النسوة، توترت عبير فلحقتهما بعد دقائق، حتى وصلت فتوقفت عند عتبة الباب. تجمدت رجلاها عند المدخل، وهي تراقب إيمان تناول والدتها المقص، وتجثو على ركبتيها مستسلمة للأمر، وفي اللحظة التي هبت فيها أسماء تنفذ حكم القصاص، على نحو مفاجئ جاء...



#ليلى_جمل_الليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا/ برد قارس
- قصة قصيرة بعنوان ظل حربمة
- قصة قصيرة بعنوان ظل جريمة
- الجزء الأول من قصة بين الحقيقة والسراب
- قصةقصيرة بعنوان نقطة تحول
- قصة . محور :علاقات عنوان بين الحقيقة والسراب/ الجزء الرابع
- قصة قصيرة/ محور خرافة/ العنوان ليلة في المجهول
- قصة قصيرة/ محور أدب رعب/ صدى الماضي
- سلسلة (بين هو وهي) ج2
- قصة قصيرة العنوان: استراتيجية
- مقال / عيدك ياعدن
- عيد الاعياد ياعدن
- قصة قصيرة / محور صحافة/ العنوان: سبق صحفي
- سلسلة هي وهو(ج١)
- عدن مدينة تلحب
- قصة قصيرة/أدب سجون بعنوان: صرصار الليل
- قصة قصيرة / عناق البتلات
- قصيدة الحميراء
- قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة: صدمة


المزيد.....




- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - رواية بين الحقيقةوالسراب ج5