أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة قصيرة: صدمة














المزيد.....

قصة قصيرة: صدمة


ليلى جمل الليل

الحوار المتمدن-العدد: 7633 - 2023 / 6 / 5 - 09:02
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة.
صدمة

تركض بخفة ريشة… تدوس على حشائش السافانا الكثيفة، تنشر شذى عطر الورد التي كانت تصنعه ببراعة، وذاع صيتها به، تتلفت خائفة من المباغتة، هو خلفها يقتفي الرائحة …لم تراه كان يواري ظله وراء الشجر…غير أنه عجز من إخفاء وقع حافر حصانه الذي سابقه اللهفة في لقائها، وكيف لا يشتاق وهو الذي ترعرع على أيديها تطعمه وتلهو معه في إسطبل مع والدها الطيب، تذكرت كيف إجتروه ولم تعفو عنه طيبته وحُسن خلقه، لم يرحموا وَهَن جسده ولا ابيضاض عينيه، أقتادو الكهل العليل لينفذوا حكم متسرع لقاضٍ متآمر يمحو حياتين بقرار جائر، فتلبيس تهمة دينية أمر يسير لا يتجاوز دس كتب وأوراق، لا شيء أسهل من تحريف فكر أو تدنيس معتقد، ليهجم العميان بعد خطبةٍ مؤثرةٍ مقتحمين باب منزل الشيخ البريء بغضب غير مكترثين لحرمة البيوت، حين صرخت ابنته تستنجد، لم يكن بجوارها خطيبها، وما عساه أن يفعل فوالداه من أشعلا فتيل الفتنة حقدًا عليها وكرهًا أن تصبح ابنة عامل الإسطبل كنةٍ لهم، رغم أن والدها من علم أغلب فتيان القرية القراءة في كتاتيب المسجد، ليرشقوه بتهمة الهرطقة.. ويتكالبوا على شرف اِبنته... واصلت الركض سيلًا من الدمع يتدفق، حتى أحست به توجست زادت تهرول سبقها، أوقفها تعاتبه لا ينطق طقطق برأسه، وهي تشدُ على عروة القميص تصرخ من هول ما حدث حتى أُغشي عليها... ما أن فتحت عينيها إلا لمحت ظل يتوارى منها باستحياء، لم ترغب بمناداته... أرادت أن تستجمع نفسها تلفتت... لم تعرف المكان لا ينتمي لبنايات قريتهم... هدأت حاولت النهوض لتكمل هروبها لبلاد أخولها، بلا عدة ولا عتاد... محملة بصدمات... ما أن همت بفتح الباب همت يده توقفها... رأته بكت بادرها ببكاء أيضًا علا صوت الجهيش على صدره.. ثم لمت نفسها… بسببك أنظر ما ذا حل بي.. ويحي...؟؟.. حبك لم يجلب لي إلا نقمة ليت أبي رفض خطبتك... وأبتاه... عاودها الألم بحرقة،لكنه مسح دموعها، لا تقلقي أصدقائي سيقومون بالواجب لا بد أنهم أنقذوه لن ينفذ القاضي قرار الإعدام، بهذه السرعة، ثقي بي وإهدائي وطمئني أُخبئك، حتى نجد مهربًا آمن لنا جميعًا، سامحيني.. كان يجب على التريثط، القاضي أحمق ووالداي ساخطان علي لكني أعدك سنتزوج بعد النجاة من هذه المحنة، أَخبرتَه إنها الآن لن تصدق تلك الوعود الواهنة، إلا إذا جلب والدها قبل الفجر، وإلا لن يرها البتة، خرج يقتفي مخرج آمن، وهي تراقب طلوع الغسق لعله يفي بالوعد، غلبها الإجهاد صحت على صوت غنچ ويد تشد على ساعدها، أنهضي يا حلوة مضى على مكوثكِ ثلاث لَيَالٍ هنا، بيتي ليس ملجئٔ هذا بيت بائعة هوى عليك أن تعملي لتأكلي... أحترم الفارس الذي أحضرك لكن الأدب لا يطعم خبزًا !، فاتت مدة اِستضافتك…لذا ستقررين إما البقاء والطاعة أو أُخرجي الساعة… بجزعًا شديدًا أفلتت يدها وتوجهت صوب الباب فتحته وهي ترتعش... ماذا حل بي ياﷲ.!!.هنالك اصطدمت بجسد ِارتمت أرضًا... صحت على جرس المنبه... بلعت ريقها بصعوبة مشطت المكان تتأكد أنه بيتها وفي القرن العشرين، ركضت لغرفة والدها تقبله بحرارة... الحمد لله أبي.. أبي ..لكن جسده كان باردًا ولم يُحرك ساكنًا…

تمت.



#ليلى_جمل_الليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضات بعنوان علاقات فاشلة
- قصة/ سبق صحفي
- نثر/مدينة الحب
- قصيدة : لا تبكيني يا غلام
- قصيدة سيد الغرام
- سفينة


المزيد.....




- إسبانيا: اعتقال الراهبة لورا غارسيا بتهمة تهريب الأعمال الفن ...
- الأمير مولاي رشيد: مهرجان الفيلم بمراكش منصة للحوار وإبراز ا ...
- كهوف الحرب وذاكرة الظلمات اليابانية الغارقة -تحت الأرض- في ق ...
- وفاة الممثلة الجزائرية بيونة عن 73 عاما
- إيران تحظر دخول غابات مدرجة على قائمة التراث العالمي بعد أن ...
- اكتشافات بجنوب شرق تركيا تشرح حياة البشر في العصر الحجري الح ...
- عمليات جراحية على نغمات الموسيقى: اكتشاف علمي يغير قواعد الت ...
- متاحف قطر تحصد جوائز مرموقة في النسخة الثالثة من جوائز قطر ل ...
- الألكسو تكرم ستيفاني دوجول عن ترجمة -حكاية جدار- وتختار -كتا ...
- تشييع الممثلة الراحلة -بيونة- إلى مثواها الأخير في مقبرة الع ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة قصيرة: صدمة