أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - نثر/مدينة الحب














المزيد.....

نثر/مدينة الحب


ليلى جمل الليل

الحوار المتمدن-العدد: 7632 - 2023 / 6 / 4 - 02:20
المحور: الادب والفن
    


هي مدينة من الصباح حتى المساء تزهو بوقع أقدام ناسها وزوارها تحتفي بالجميع، مشرقة وإن خبت الأضواء فيها، رغم الظروف العاتية للحرب ومخلفاتها ، والأزمات وآثارها، تظل تحتفظ بسرها الذي ما أن تزور شوارعها إلا وتشاركه معك، السر هو الحب ، كيف لمدينة أن تحب ، سأخبرك عزيزي القارئ ، فإن كنت تظن المدن شوارع وأسواقًا، أبنية وحدائق فأنت حتما مخطئ، وإن كنت تظن أيضا أن الحب مشاعر بين البشر، فأنت لاشك واهم ، الحب فلسفة تترجمها سياسة القبول، أجل تلك هي عدني، تتقبلك مهما كانت بشرتك أو هويتك أو دينك، هي تطلق عليك لقب عدني، هكذا ستجد نسيمها قد تغلغل على لسانك فينطق باللهجة العدنية، وستحب الشاي_بالحليب العدني ، وستعشق خبز المقلاة العدني، وناهيك عن البخور العدني الغني عن التعريف فهو الذي يحمل عبق التاريخ القديم الذي سيعانق أنفك إلى الأبد، أو ليس أغوى الغزاة عبر العصور لاحتلال هذه المدينة الأبية، وستضحى عزيزي القارئ مغرما بها، كما فعل قبلك الهنود والأكراد والباكستانيين ، وكل يمني من أي محافظة، يمتزجون معها لينسجموا مع بعضهم ويشكلون نسيجا اِجتماعيا جديدًا يدعى المجتمع العدني بالغ التمدن، فلا يشعر أحد أنه مختلف أو غريب، في هذه المدينة عانقوا روحها وصاروا عدنيين ، وهنا يكمن سحرها!! بربك أي مدينة تعطيك منحة الإنتماء ! ، فدعني ياصديقي أتجول بك في أرجائها لعلك ستخطط لزيارتها وزيارتي أيضا!!، لها ثلاث منافذ، بحرية وتقبع هي بين الحور عروسا للبحر، ثم سيلفت نظرك فيها قلعة شامخة على جبل نسميه جبل حديد، تقبع فوقه قلعة صيرة كرمز الأصالة وهي تنظر مستقبلة البحر ، من خلفها تتوارى مدينة الحب، أسطورة الجمال الرباني، لابد أنك تسأل.. لماذا أصفها هذا الوصف وهل أبالغ؟، دعني أفسر لك ياصديقي!؛ لأن كل مدن الدنيا تتباهى بالعمران، وجمال الطبيعة فيها ، والآثار العملاقة ولكن عدن تتباهى بحلاوة ناسها الطيبين، بنسيم البحر البكر في سواحلها ، بهواء نقي من تلوث المصانع، هي تحتفي بك تعانق روحك بشكلٍ لايوصف، كلما دخلت تلك المدينة يتسلل إحساس بطمأنينة ، تضحى طرقها رفيقة لك فلا تضع فيها ، ولا تشعر بالوحشة أو الوحدة فناسها أهلك!، هنا يقبع سرها، ستتجول في شوارعها وترى الناس سواسية ...راكب السيارة الفارهة أو القديمة، ابتسامة رضا تعلو شفاه الجميع ، لأن التواضع سمة سائدة بل معلم من معالمها ، لك مالك و نسبك اِفتخر به كما شئت خارج ربوع هذه المدينة، لكن في الداخل كلنا أولاد آدم، ستتعلم التواضع لأنه ثقافة الجميع هنا، ثم ستذهب إلى حارات، لتجدها تزهر بصبية لايزالون يلعبون بالكرة، ونط الحبل، وما شابه، رغم أن الهواتف المحمولة، عزلتهم عن الكثير من اللعب معا، لكن تجمع الكرة مافرقه غيرها!، ستحب المقاهي القديمة ورائحة الفل، فموسم الصيف يعبق بأكاليل يرصها البائع ليغري السيدات والسادة للشراء، ستجد أيضا ساعة بج بانج عدن رغم صغرها لكن لطيفة ، يقبع من الأثار قصر البراق في مدينة كريتر رغم أنه متهالك إلا انه يحتفظ بطرازه المعماري الرائع من الخارج وهو لعائلة العبادل آخر عائلة حكمت المحافظة وما حولها. وتذكرت أيضًا ، صهاريج عدن الطويلة أكبر خزانات مياه على مستوى العالم قديمًا ، والتي بنيت لتجميع مياه الأمطار لشحتها وقلة موارد الماء العذب في مدينة ، هناك أيضًا متاهة الشوارع والمدن متداخلة جدا في المحافظة، لكن مع سائق بارع ستحب الجولة السياحية، إذا مررت اُطلب منه أن تحتسي القهوة بالبن اليمني لدينا نوعان منه..... أبنيتها ليس لها طراز قديم فطرازها الحداثة ، وأنا في الحافلة أحب منظر الناس .. سعي الرزق ، خطوط الزمن على الكبار الذين لم يتوقفوا عن العمل.. وعرق الولدان وهم يحذون حذو ذويهم في العمل، سيمفونية ضجيج الشارع بسياراته، وأصوات المارة، ودرجات، أفاجأ ببقرة على رصيف أحيانا!!، وأتعجب ! لذا مسموح لك أيها الزائر أن تتعجب كما شئت، أو ليست مدينة الحب هي أيضا مدينة العجائب. سأتركك الآن على مدخل النفق عندما أدخله أشعر أني في نفق زمني، لا عجب فلدي هوس بنظرية الأكوان المتوازية ، دعك.مني .. الآن وقت الغداء ..لا تفوت وجبة رائعة اِشتهرت بها المدينة.. "الزربيان" أرز باللحم ويا سلام، ستشكرني حتما على هذا اِقتراحي لك تناولها !، و بعد تنتظرك أيضًا وجبات لذيذة أخرى ، نحن قوم نحب البهارات والحار منها ألذ عندنا... حسنا شارفت الرحلة على الانتهاء، فبعد وجبة دسمة تحتاج لقيلولة. إلى اللقاء.



#ليلى_جمل_الليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة : لا تبكيني يا غلام
- قصيدة سيد الغرام
- سفينة


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - نثر/مدينة الحب