أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة/ سبق صحفي














المزيد.....

قصة/ سبق صحفي


ليلى جمل الليل

الحوار المتمدن-العدد: 7632 - 2023 / 6 / 4 - 02:20
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة.

كابوس


تركض بخفة ريشة… تدوس على حشائش السافانا الكثيفة، تنشر شذا عطر الورد التي كانت تصنعه ببراعة، وذاع صيتها به، تتلفت خائفة من المباغتة، هو خلفها يقتفي الرائحة …لم تراه كان يواري ظله وراء الشجر…غير أنه عجز من إخفاء وقع حافر حصانه الذي سابقه اللهفة في لقائها، وكيف لا يشتاق وهو الذي ترعرع على أيديها تطعمه وتلهو معه في إسطبل مع والدها المرحوم، تذكرت كيف اجتروه ولم تعفو عنه طيبته وحُسن خلقه، لم يرحموا وَهَن جسده ولا بيضاض عينيه، أقتادو الكهل العليل لينفذوا حكم متسرع لقاضٍ متآمر يمحو حياتين بقرار جائر، فتلبيس تهمة دينية أمر يسير لا يتجاوز دس كتب وأوراق، لا شيء أسهل من تحريف فكر أو تدنيس معتقد، ليهجم العميان بعد خطبة مؤثرة مقتحمين باب منزل الشيخ البريء بغضب غير مكترثين لحرمة البيوت، حين صرخت ابنته تستنجد، لم يكن بجوارها خطيبها، وما عساه أن يفعل فوالداه من أشعلا فتيل الفتنة حقدًا عليها وكرهًا أن تصبح ابنة عامل الإسطبل كنة لهم، رغم أن والدها من علم أغلب فتيان القرية القراءة في كتاتيب المسجد، ليرشقوه بتهمة الهرطقة.. ويتكالبوا على شرف ابنته... واصلت الركض سيل من الدمع يتدفق، حتى أحست به توجست زادت تهرول سبقها، أوقفها تعاتبه لا ينطق طقطق برأسه، وهي تشد على عروة القميص تصرخ من هول ما حدث حتى أغشي عليها... ما أن فتحت عينيها إلا لمحت ظل يتوارى منها باستحياء، لم ترغب بمناداته... أرادت أن تستجمع نفسها تلفتت... لم تعرف المكان لا ينتمي لبنايات قريتهم... هدأت حاولت النهوض لتكمل هروبها لبلاد أخولها، بلا عدة ولا عتاد... محملة بصدمات... ما أن همت بفتح الباب همت يده توقفها... رأته بكت بادرها ببكاء أيضا علا صوت الجهيش على صدره... ثم لمت نفسها… بسببك أنظر ما ذا حل بي... ويحي...؟؟... حبك لم يجلب لي إلا نقمة ليت أبي رفض خطبتك... وأبتاه... عاودها الألم بحرقة... لكنه مسح دموعها... لا تقلقي أصدقائي سيقومون بالواجب لا بد أنهم أنقذوه لن ينفذ القاضي قرار الإعدام... بهذه السرعة... ثقي بي وإهدائي وطمئني أُخبئك، حتى نجد مهربًا آمن لنا جميعًا... سامحيني... كان يجب على التريث… القاضي أحمق ووالداي ساخطان علي لكني أعدك سنتزوج بعد النجاة من هذه المحنة... أخبرته أنها الآن لن تصدق تلك الوعود الواهنة…إلا إذا جلب والدها قبل الفجر…وإلا لن يرها البتة... خرج يقتفي مخرج آمن... وهي تراقب طلوع الغسق لعله يفي بالوعد، غلبها الإجهاد صحت على صوت غنچ ويد تشد على ساعدها، أنهضي يا حلوة مضى على مكوثكِ ثلاث لَيَالٍ هنا… بيتي ليس ملجئٔ هذا بيت بائعة هوى عليك أن تعملي لتأكلي... أحترم الفارس الذي أحضرك لكن الأدب لا يطعم خبزًا فاتت مدة استضافتك…لذا ستقررين أما بقاء والطاعة أو اخرجي الساعة… بجزع شديد أفلتت يدها وصوب الباب فتحته وهي ترتعش... ماذا حل بي ياﷲ...!!... هنالك اصطدمت بجثة ارتمت أرضًا... صحت على جرس المنبه... بلعت ريقها بصعوبة مشطت المكان تتأكد أنه بيتها وفي القرن العشرين ركضت لغرفة والدها تقبله بحرارة... الحمد لله أبي أبي…لكن جسده كان باردًا ولم يحرك ساكنًا…



#ليلى_جمل_الليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نثر/مدينة الحب
- قصيدة : لا تبكيني يا غلام
- قصيدة سيد الغرام
- سفينة


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة/ سبق صحفي