أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة قصيرة بعنوان ظل حربمة














المزيد.....

قصة قصيرة بعنوان ظل حربمة


ليلى جمل الليل

الحوار المتمدن-العدد: 7788 - 2023 / 11 / 7 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


تأملت انعكاسها في المرآة، تمتمت،
حينما كنت غريباً ..كنت أنا بخير!.
ثم أجهشت بالبكاء وتذكرت كيف أفنت حياتها لأجله، وكيف هي الآن وحيدة، على كرسي متحرك، بعد عشرون عام من زواجها منه، تذكرت ليلة العرس وقد احتفل معهم العالم بأسره في ليلة رأس سنة الألفية الجديدة، وهي تنظر من شرفة الفندق لسماء مدينة القاهرة، تكاد تضيء كالنهار من الألعاب النارية التي زينتها..

ثم نظرت إلى كرسيها الذي أصبحت أسيرة فيه، كيف لم يحتمل قلبها الجلطة ذلك اليوم، حملتها عجلاته إلى الوراء..

وراء الأبواب المغلقة، صرخات أنثى وأطفال تلعثمت أفواههم عن البوح بها، لأنهم لا يدركون لما لا يصدقهم أحدا،
لأن الجاني يرتدي وجها جميلا، ويتحلى بابتسامة جذابة، نعم هكذا قضت "نسمة" عقدين... ربت أولادها في جو من التوتر، إذا ما كسر كأس، أو نسي أحدهم وضع حذاءه في عتبة الباب، إذا أخطأ أحدهم، فهي اول من يوجه له اللوم والعقاب ووابل من أقذع الشتائم، وإذا أمتعضت وجادلت ظالمها فسيضرون جميعا، مع ذلك كان يحرص أن لا يترك أثر يدينه أمام الناس، ولا حتى عائلتها، الذين باتوا يخجلون منها فقد استطاع "مختار" من تشويه ملامحها الجميلة، بوصفها المجنونة الغيورة، الغاضبة وكثيرة الشكاية، نعم تحولت نسمة الراقية إلى كتلة غضب تحاول الانتفاض من ركام احتراقها وإطفاء جمرات استفزازاته، لكنها تفشل مرارا وتكرارا، باتت مشوشة، لا تعرف هل يحبها بشكل مرضي أم أنها هي المريضة في محبته!؟..

في إحدى الليالي تتكشف محادثات له وهو يمطر إحداهن غزلا، لم تدرك حينها إن كان غضبها حجة ليفيض ما بداخلها من حنق مستعر بالرهبة من زوجها، أما هي غيرة على نفسها، وهي المتعطشة لحنانه!!، والراجية وده، تساءلت أين ذهب بريق ذاك الحب، وهي تنظر له وهو يسارع بحذف الرسائل، وإذ به يصر أنها توهمت الأمر وأنها تظلمه كالعادة بسوء الظن، فيحنوا عليها تارة برحمة ظاهرة وخبث دفين، فتستسلم لحركاته الخبيثة، عن وعي بأنها لا تصدم عادة أمامة جداله المحتم ووأسلوبه في قلب الطاولة، ثم ما كان يلبث إلا إخفاء الأشياء من الملابس وأواني المطبخ، لتقضي وقتا طويلا في البحث عنها ثم ما يلبث يخرجها من حيث بحثت، ويثبت لها أنها تعاني من مشكلة ذهنية، توالت الأيام وبدأت تصدق أنها مهملة، وكثيرة النسيان بل أنها ربما تعاني من مشكلة ذهنية حتما ، وفي ليلة استيقظت وهو يختلس مصوغاتها فعاتبته، فصرخ بها إن بئس المرأة التي لا تمد العون لزوجها، وطلى عليها حيلة أخرى، واستسلمت وكيف لا تفعل وهي التي اعتادت ذلك، ثم غاب شهران متتاليان، دون ترد منه كلمة تطمنأن عائلته، أو تهتديهم إلى مكانه، مر الشهران كالعامان، لم تكن تفهم أن حالة التيه، التي عانت منها، فزاد شعورها بأنها لا تصلح إلا لخدمته وبأنها عاجزة عن إدارة نفسها لا شؤون بيتها فحسب..
اعتصرت قلقا تارة وشوقا لليد التي تحنو وتلطم في آن واحد، واشتعل غضب على إهماله لبيته وعائلته، أقسمت أن ترفع دعوى طلاق إن لم تقتنع، بحجته...هذه المرة.
كانت تكابد مع أولادها المراهقين شجارات وتعاني من عنادهم المفرط، وتشعر بأنهم باتوا يشبهون والدهم في أنانيته..
وإذ به يطرق الباب فجأة، وتفتح ابنته له، وهي تصرخ فرحا، قد عاد والدي يا أماه!!.
فتركض تحتضنه، وهو يدفعها من صدره بيده اليسار وإذ يده اليمنى تحمل حقيبة كبيرة، وهو يقول أدخلي حبيبتي البيت بيتك...
يجف الدم من عروق نسمة، التي تابعت التحديق ، لكن بدون نبض..


لملمت جراحها، ومزقت الأوراق المتبقية من مذكرتها، وهي تمتم لن يحاسبه أحد..



#ليلى_جمل_الليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة بعنوان ظل جريمة
- الجزء الأول من قصة بين الحقيقة والسراب
- قصةقصيرة بعنوان نقطة تحول
- قصة . محور :علاقات عنوان بين الحقيقة والسراب/ الجزء الرابع
- قصة قصيرة/ محور خرافة/ العنوان ليلة في المجهول
- قصة قصيرة/ محور أدب رعب/ صدى الماضي
- سلسلة (بين هو وهي) ج2
- قصة قصيرة العنوان: استراتيجية
- مقال / عيدك ياعدن
- عيد الاعياد ياعدن
- قصة قصيرة / محور صحافة/ العنوان: سبق صحفي
- سلسلة هي وهو(ج١)
- عدن مدينة تلحب
- قصة قصيرة/أدب سجون بعنوان: صرصار الليل
- قصة قصيرة / عناق البتلات
- قصيدة الحميراء
- قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة: صدمة
- ومضات بعنوان علاقات فاشلة
- قصة/ سبق صحفي


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة قصيرة بعنوان ظل حربمة