أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة قصيرة / محور صحافة/ العنوان: سبق صحفي














المزيد.....

قصة قصيرة / محور صحافة/ العنوان: سبق صحفي


ليلى جمل الليل

الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


دخلت مكتبة متبخترة كأنها ماضية لحفل تتويجها على عرش الجمال. يسبقها عطرها الأخاذ، تتعشقها نظرات المتواجدين، بخفة ريشة منصوبة الظهر كمنحوتة نادرة، رشقته بابتسامة عذبة بعد تحية رقيقة. وليستوعب حضورها المارق، مد يده يسلم عليها، لتغمرة نوعومة الحرير، مع نظرة حالمة، كرقرقة الماء، أبتلع ريقة بصعوبة. تسائل من تكون عشتار زمانها هذه! :(( ماسمك يافاتنة؟)).
جلست وهي تنظر إلى مقلتيه، غارت عيناه تنبش ذكرى:((تبدين مألوفة؟)).
قاطعته، شتّتت انتباهه بجاذبيتها، بصوت كتغريدة البلبل: ((اسمي هيام))، وسألته عن حاله، رد عليها بغزل شديد:(( كيف يبدو مزاج خمسيني، أمام عشرينية بهية ندية عسل في شهده ممزوج!)). ضحكت بخجل مصطنع، وبنبرة مبطنة لؤم ساخر، لتخبره أنها ليست ذات الرداء الاحمر قائلة(( لابأس عليك ياعم!))، دقت عنه كلمة "عم"، رد بحنق: ((
وهل أبدو كبيرا لهذه الدرجة!!))، أردف عموما لما أنت في مكتبي، بعد أن نصب كتفاه وتكأ على كرسيه، ردت عليه وهي تناوله ملفها وقد دهنت أظافرها بلون الأرجواني البراق المفضل لديه:((قدمت حسب الإعلان عن وظيفة شاغرة ، قد لاتبدو شهادتي عالية، بقدر فطنتي التي ستبهرك!)).
قهقه بمكر،(( إذاً !! تعجبني الثقة بنفس!!)).
استرخى وأردف ((إذا كان ذكاؤك بقدر جمالك،فأنت الأفضل!!، أسمعي يا حلوة، الوظيفة كانت في قسم الحسابات، لكن لا، أريدك عندي بمكتب كسكرتيرة خاصة!!، طبعا إذا لم يكن عندك مانع!، لكن حذاري من كلمة" عم!!" ،لا أحبها مطلقا)).
ابتسمت ، وإيماءً بالموافقة هزت رأسها، ثم قالت(( ألن تلقي نظرة على الملف حتى ؟!))، ضحك ثانيةً : (( وهل نوظف الجميلات بشهاداتهن!! شهادتك العالية هي قوامك الشاهق!))، بادرت بالنهوض وهي تنظر إلى الساعة، قائلة:((متى أباشر العمل!!))، رد عليها: (( أصبحتِ موظفة من الآن، باشري غدا صباحا، أراك مستعجلة على مغادرة!!))، أردفت : ((غدا القاك يا.. بما اناديك؟؟))، رد عليها : (( قولي مختار ، مختاري . أنا أحب الدلال)) رمقته بنظرة استعتاب، قطفتها قبل أن يلاحظها، ودعته مغادرة، ما أن أوصدت الباب ، حتى تنهدت بصعوبة، وهي ترمق تلك اللوحة على رواق المؤسسة، هديتها له لذكرى مولده، قبل عشر سنوات، مبتدئة مفتونة بمديرها الآسر، وقد غمرها بالوعود، نسخة من ليلة مطيرة، أشفقت على سذاجتها أنذاك، أنتابها إعياء، دخلت دورة المياة تمتمت وهي تنزع حشوات الصدر والأرداف، والعدسات الزرقاء، أزالت مشد الخصر، وأخيراً الشعر الأشقر المستعار، قائلة:(( هذا الوغد خدعني، والآن حان وقت تلقينه درسا!!)).ثم تناولت هاتفها المحمول، ((سيدي مفوض، لقد نفذت المهمة، أظنك سمعت كل شيء، والآن هل
تنتظرون أن يرتكب جرائم فساد واستغلال للمنصب أخرى، أم أن هذه المهزلة ستنتهي اليوم!!)).
أجابها المفوض، أن التسجيل كافٍ للقبض عليه، وتفتيش مكتبه، ترد عليه، إذاً أنتظركم بفارغ الصبر .
تنهي المكالمة، لتجري آخرى((_ ألو_ كل شيء تم حسب التخطيط، جهز المعدات ووافيني عند المدخل، اليوم سنحصل على خبر الموسم!)).



#ليلى_جمل_الليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة هي وهو(ج١)
- عدن مدينة تلحب
- قصة قصيرة/أدب سجون بعنوان: صرصار الليل
- قصة قصيرة / عناق البتلات
- قصيدة الحميراء
- قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة: صدمة
- ومضات بعنوان علاقات فاشلة
- قصة/ سبق صحفي
- نثر/مدينة الحب
- قصيدة : لا تبكيني يا غلام
- قصيدة سيد الغرام
- سفينة


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة قصيرة / محور صحافة/ العنوان: سبق صحفي