أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة قصيرة العنوان: استراتيجية















المزيد.....

قصة قصيرة العنوان: استراتيجية


ليلى جمل الليل

الحوار المتمدن-العدد: 7662 - 2023 / 7 / 4 - 17:27
المحور: الادب والفن
    


لمحت فتاة تبكي بحرقة تجلس في زاوية المطعم، استفزني المنظر، كل ذلك الجمال وتبكي، وضعت القائمة على جنب. رأيت عامل استقبال الطلبات، أومأت له بحركة إصبعي، أن يأتي بترحيب وآفاني سألته على الشابة التي تنحب حظها هناك، أخبرني أنه منذ لحظات كان رجل يجلس بجوارها ما أن غادر، إلا ونهارت، لم تلاحظ حتى كل تلك العيون المحيطة بها تراقبها وترشقها بشفقة هشة، شكرته، وأعتذرت له قائلة:
_ اليوم ليس لدي شهية لطعام بقدر الاقتراب من الغزالة الجريحة تلك!
تقدمت بخطوات بطيئة نحوها وشريط من الصور والذكريات يظهر أمامي كل ما حاولت التركيز،
حملت منديلا، جلست ألتفتت الشابة لي رمقتني بنظرة فيها استنكار شديد..
ابتسمت لها تحدثت إليها:
_ على طاولتك هذه قبل عشر سنوات كنت هنا أبكي مثلك.. ذكرني منظرك بنفسي، في هذا المطم، هل أكمل حديثي أم أغادر عزيزتي كانت الشابة قد كفكفت دموعها، ورُسم على وجهها ملامح الاهتمام..ردت علي:
_ من أنت..؟.. وماذا تريدين مني بالضبط..؟..هيا أكملي حديثك من فضلك..؟..
ابتسمت لها اسمي أروى، ماجستير علاقات عامة،
أعمل في شركة استيراد وتصدير..مدت يدها تصافحني.. أردفت تقول:
_ منى، سنة رابعة كلية هندسة
_لن أطيل عليك.. كان أول موعد لي مع حسام، زميلي في الجامعة شاب، تتهافت عليه الفتيات، كل واحدة تتمنا أن تحضى بقلب الوسيم الجاسر، لكن وقع الإختيار علي، لما لا ألست ذات القلب الأبيض كما عتاد الزملاء مناتي، الرشيقة، الصهباء، الشغوفة..لم ألفت نظرة فقط كان العديد من يحوم حولي ويتمنى قربي، ولكن ما أن وضع عينيه علي إلا اقتنصني ببراعة الدنجوان قطف قلبي فأصبحت أولى محضياته، لم أعلم بالأخريات.. أن الذي جعلني أتأمل نفسي كلوحة الموناليزا.. ماكنت، أدري أنه يمارس نفس الأعيب مع غيري.. يسقطن في وهم حبه.. يحمن حوله كالفراشات حول النار ثم يحترقن.. هذا الذي يكافئ به كل من جعلته مركز حياتها، تسقط في قاع النسيان، لم أنسى الطاولة التي قاومت فيها نحيب روحي، وأنا أترجى إهتمامه أنشد قربة فيصدمني ببهتان مشاعره ويتجاهلني، وإتهامات بأني بغباوتي خسرت قلبه المآسي.. لأني صدقت فقط إدعائه..فقدت ثقتي بنفسي، وكل الشغف، تطلب الأمر دهرًا لترقيع الفجوة التي حفرها عميقًا بداخلي، ولكن لم أجد شيء أداوي به جرحي منه وأعجل من سرعان شفائي من إدمانه..
، ثم قاطعتني:
_ هل كان يتحكم في تصرفاتك..هل طلب منك أموال بذكاوة؟..هل كان يعزلك عن الأصدقاء..ابتسمت ..بل كان يكذب علي ويفتري على أعز صديقاتي أنها تلاحقه..كان مغرورا للغاية..
قاطعتها إذا هو يشبه خالد كثيرا..تصوري
يتحدث عن أسرتي بسوء!، وأكتشف أنه يراسل أختي ويشكو مني، عندها يسألها إذا ماكنت أعاني من أحد الأمراض النفسية، وكانت تجادلني بخصوصة كثيرا.. اليوم فهمت سبب شفقتها علي..انظري لقد طلقني اليوم ببساطة!!
لذا أكملي
أود سماع قصتك إلىي نهايتها.
رديت عليها:
_كنت هنا أرتدي فستان أصفر اللون الذي يحبه
جلست بنتظاره ثلاث ساعات، ثم يأتي ويخبرني بأنه يتعذب من وجودي بحياته فأنا لا أفهمه ولا أحتويه فهو رجل لديه رغبات أنا بختصار أنانية..أضع حواجز ..فيما كنت أعتقد أني أحب ذاك الحب الطاهر البريء الذي رسمة لي بدرر كلامه وحديثه عن إلتقاء أرواحنا لهفته المصطنعة.. كنت أشعر أحيانا بأني دمية، أشعر بخبثه لكن أعجز عن تركه يجذبني ولا أعرف سبب أشتياقي له، وعندما
يضعني في خانة الإنتظار وتجاهل أشعر بظمأ شديد، ناديت النادل.. طلبت بعض الماء وبعض العصائر والسندويشات، أكملت حديثي:
عزيزتي، بعد كل الذي مر من الزمن كل مرة أتي هنا أنظر الى هذه الطاولة أستغرق في تأملها، هذه الطاولة التي نحبت فيها حبي العذري الأول، أقسمت لأحرق قلبه ولو بعد حين، لاشيء أقوى من كي رجل في كرامته
دعوت الجميع بعد أيام إلى خطبتي المزيفة لا شيء أسهل من خطيب بمواصفات عارض أزياء، كانت الخطوبة أكبر درس يأخذه حسام لم يشاهد دمعتي بعد ذاك اليوم ولن يشعر باِنكسار الأنثى في عيني جددت ثقتي وشتريت بعض الملابس، بهرجة جرحته، كان يظن أن القلوب التي يهجرها تضمر، حتى جعلته يركض ورائي كالمسعور يسألني:(( متى عرفت خطيبك بهذه السرعة؟))، وإتهامات بأني قمت بخيانته تلاحقني. لم أعره أي اهتماما لقد ثأرت لكرامتي فقط نهشته من حيث نهشني ألهبت قلبه من شرر قلبي، لأني الخلاصة، ، لان أصدق رجلًا بعد اليوم سأجعلهم فقط يصدقونني.
زفرت، استجمعت قواي، ترقرقت عينها وهي تتابعني بنصات شديد، أردفت.
_ أصبحت لدي حصانة من أكاذيبهم لم أعد أومن بالحب مطلقا، هذه قصتي، ماذا عنك؟؟
_ أنت سيدة قوية، أصيلة!..
طأطأة برأسها.
أنا تورطت كثيرا بقدر عشقي له، صدقت أن قداسة الحب هي زواج في الأصل. صدقت حديثه أن ورقة عقد القرآن أشبه بورقة صك عبودية، بعد أن تلى لي آيات العشق حتى استجبت له وقبلت بعقد عرفي، رغم أن أسرتي ترفض القبول به من عامين، استغفلتهم ، والآن تغير خطابة معي يعاملني كرخيصة ماذا أفعل.. يهددني بالفضائح يريد مال بستمرار أنا تركت الجامعة وأعمل فقط لاسكاته، ما أن ألبي طلبه يعود أميري الحنون، لا فهمه، أمقت نفسي.. الشهر الفائت حملت منه الأن أتوسل منه أن يطلبني من أهلي مرة أخرى، وصل به أن يسألني إذا ماكنت حامل منه أصلا..أنا منهارة ..لا أريد غير موت كيف يفعل هذا وهو الذي يتلحف تراب قدمي إذا وطأت الأرض كيف تغير هكذا!!.
ثم، لم تمسك دموعها ونهارات وشاركتها بمسح الدموع، إذ ناولتها بنديلا؛ كففت دمعها، أخبرتها إن كل شيء قابل لتصليح، إلا أن تخسر نفسها ، سالتها أذا ماكان لديها مالا كافا لدفع تكلفة عملية اجهاض وعملية إعادة عذرية؟
أو تقبل بالزواج من شخص ما، لغرض الستر!! استهجنت الأمر، لذا تركت لها الخيار ، ورقم هاتفي، وانصرفت..
٢١/٥/٢٠٠٦.


_ أغلقت ابنتها دفتر المذكرات، الخاص بوالدتها المرحومة، أشعلت الولاعة لترتشف من دخان سيجارتها، أبتسمت بتشدق شديد، قائلة:
_ اذن، هكذا جمعتي فريق غاية في الأخلاص طوال العشرون عاما مع ثروة من التبرعات يا رئيسة الإتحادات والمنظمات النسوية، وأنا التي تنعتينها بنرجسية تبًا ..
من مننا تعمل بنظام جي أر سي!.يا أمي!!



#ليلى_جمل_الليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال / عيدك ياعدن
- عيد الاعياد ياعدن
- قصة قصيرة / محور صحافة/ العنوان: سبق صحفي
- سلسلة هي وهو(ج١)
- عدن مدينة تلحب
- قصة قصيرة/أدب سجون بعنوان: صرصار الليل
- قصة قصيرة / عناق البتلات
- قصيدة الحميراء
- قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة: صدمة
- ومضات بعنوان علاقات فاشلة
- قصة/ سبق صحفي
- نثر/مدينة الحب
- قصيدة : لا تبكيني يا غلام
- قصيدة سيد الغرام
- سفينة


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة قصيرة العنوان: استراتيجية