أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة قصيرة/ محور خرافة/ العنوان ليلة في المجهول














المزيد.....

قصة قصيرة/ محور خرافة/ العنوان ليلة في المجهول


ليلى جمل الليل

الحوار المتمدن-العدد: 7689 - 2023 / 7 / 31 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


في العاشرة صباحًا، وأنا أعمل بمكتبي، داخل المنزل، أمسكت المحمول أواصل دراسة مشروع يتعلق بعملي على الإنترنت، لفت نظري إعلاناً عن كتاب عنوانه بدا غريبا ومثيرا " أغارثا"، تجاهلته لكن العنوان ظل عالقًا في رأسي طوال اليوم، فإذا بي أعود لفتح الموقع الذي رأيت إعلان الكتاب عليه مساءً، فوجدت أنه لا يسمح بتنزيله، لذا قررت قراءة بعض الصفحات فيزول فضولي، تناولت الصفحة الأولى، وإذا بي في منتصف الكتاب، كانت السردية فيه ماتعة لا بل خلابة مدنا في سبع أرضين، عوالم فيها لم أسمع لها قبل مخلوقات وبشرًا لا يشبهوننا، حتى إذا وصلت إلى الفصل الأخير، انتابني نعاس، وإذا السطور تتحول طلاسم، رغم محاولتي لفهمها لكني عجزت، حتى شعرت بإعياء شديد وإغماء و..

ثم نهضت فإذا الكتاب بين يدي، ومنه تفوح رائحة غريبة، ثم فاض منه ضباب كثيف يجري كالكلب؛ اتبعته حتى إذا توقف أحاط بي وابتلعني؛ صرخت به؛ فزع تلاشى رويدًا، وإذا برجلا عجوزا يظهر فجأة، رمقني بمكرٍ شديدٍ، وبوثبة واحدة صار معلقًا على رقبتي يشدُ شعري، ورجلاه تتدليان كغصنين يابسين، على كتفيّ، لم أبد بردة فعل كنت مستسلمًا على نحو لم أعهده؛ اختفى فجأة، حتى وجدت نفسي في مكان لا أرَ أرضا كأرضه، على يميني قطعان من البهائم يتسيد عليهم تيس هائل مقرن بلحية كثيفة يتلو تعاويذ كأنها آيات، اقتربت منه مندهش لأنظر، وإذا بيده قرآنًا مقلوبًا يقذف رذاذًا كالشرر من فمه لا يصيب أحدهم منه شيئًا إلا وغطاه كالقطران، ويختم بختم أسود عليه اسم الله ورسوله، استغربت حينما هاجوا على بعضهم سالت دماء عظيمة. ثم تراجعت ببطء من الهول، ألتمس مخرجا، ركضت هاربا؛ تلقيت ركلة على بطني من المسن الذي ظهر فجأةً تمتم :
(( هذه الأرض الأولى، اسمها أرض الإرهاب الديني، وقد هالك الأمر يا غبي، أليس فيكم مِن مَن يتبع هؤلاء، لا بل قد عاثوا فيكم فسادًا عظيمًا، ثم تلاشي مرة أخرى!، وواصلت الطريق وحدي، حتى رأيت مخرجاً إلى باحة، لأسمع صوت أهازيج وأغاني غربية، استأنست شيئا ما ونزلت واديهم إذا بجنيات غوان لا يشبه جمالهن إلا وصفهن بالحور، يتراقصن حولي بأيديهن يحملن حبوبًا ظننتها سكاكرًا، ناولتني أكثرهن جمالًا خذ أمنيتك، أتناولها وصارت في لساني كالجمرة، صرخت إحداهن، ما أنا إلا سبية والحبة خدعة، فرميتها فإذا بها تهتز ليخرج منها شجرة كالسلم صعدت دون تفكير كلما صعدت درجة ينقشع الضباب شيئًا فشيئًا لأرى الناس كالزومبي( الأموات الأحياء)، يتناولون كل ما جاعوا تلك الحبوب، هلعت وأكملت الصعود، وإذا بالمسن يظهر ثانيةً، يضحك بشدة، قائلًا:
(( أليست هذه الأرض تشبه ما تسمونه بالنوادي الليلية، أ لستم تنتشون هناك بالكحول ومخدرات وسبايا! فعلام كل هذا الهلع الذي تبديه يا أحمق، هذه أرض الغواية!)) وعاد إلى لعبة الاختفاء من جديد!، وإذا بي في مكان آخر، أناسا آخرون مقيدين بسلاسل يصرخون من شدة الألم، فاهتزت السلسلة فإذا هي أفعى بعدة رؤوس تلتهم الأخضر واليابس ثم تختبئ في بئر مائها أسود، وتشرب فيزيد حجمها، بصعوبة هربت دون أن تلاحظني، وإذا بالمسن يعترض طريقي، صاح بي : مهلًا !! إلى أين تهرب؟.. أليست هذه السلاسل الديون التي تكبلون أنفسكم بها، هل عرفت الحية التي تبتلعكم كلما زادت مطالبكم، أليست المصرف الدولي واللذين يديرونه هم رؤوس الشر في عالمكم، عرفت كيف يغذيهم البترول، أنها الأرض الثالثة الديون والاقساط، واصلت ركضي عندما أختفى، عدت أبحث عن المخرج لم أجد السلم، ولا أي منفذ أغمضت عينيي، هُنيهة أقتادني صوت رضيع، ملقى في ركن مهجور حملته إذا به يحدق بي مكتوب على جبينه خطيئة، حملته وإذا بنفسه ينقطع، مُمتقِع لون وجهه مزرق، حتى إذا أردت دفنه خرجت لي ديدان من الأرض أرهبني عددها المهول اختطفته من بين يدي، وذاب بين جمعها كفص الملح في الماء، فأسرعت بركض قبل أن يلتهموني أيضًا، شعرت برجليه تلتف حول رقبتي أخذ يعصرها، وأنا أختنق رويدا، وهو يزمجر بصوت كرعد، (( أهلكتم الرذائل. يا فجرة !!، هل خفت حقا من دود أليستم تشبهونها تلتهمون بعضكم بعضا،
بالإساءة، والخداع، والسخرية، والإبادة. والله لأنتم أسواء من الدود نفسه، أنها الأرض الرابعة، أرض الخطيئة!!))، أشرفت على موت هذه المرة!، حتى إذ اختفى، عادت أنفاسي مرة واحدة روحت أركض هنا، وهنا لا أريد إلا أن أخرج من هذه الأرض أو أصحو إن كنت نائمًا، جثوت على ركبتي أنهكني الركض وبدأت أبكي كالطفل. لا طاقة لي بالمواصلة تكفيني ما رأيته في الأربع الأرضين هذه سجدت حينما انعدم الرجاء إلا بالله؛ فنقشع الضباب، وإذ بي في حرب شعواء، كانت السيوف تصطك كأسنان ماردٍ من فوقي، تلتها مدافع هاون، جماعات شتى بثياب من كل بلدًا وعصر ..ولاح في الأفق ضوء كالبرق مر تبعته هزة رجفت لها الأرض، وشعرت أني أطير، وإذ به يظهر على بساط طائرا يلتقطني أهلا بك في أرض المعارك والفتن، حلقنا معا، وكنت أنظر إلى الأسفل أنهارًا من الدماء وأناس يستغيثون دخلها وآخرون طفت جيفهم فيها، ثم خاطبني باستهزاء، حسنا بقيت فقط أرضين، واختفى وتابعت التحليق وحدي، دخلت بوابة فتحت تلقائيا مرت خلالها، وكانت عدسات الكاميرات تحلق في أرجاء المكان بشكل آلي ترصد كل كبيرة وصغيرة، وأناس كلهم آليو أطفال كبار نساء، وجال !..وعرفت أنها أرض التكنولوجيا التي أنهت على تبقى من الإنسانية، تذكرت الساعات التي أقضيها خلف الهاتف المحمول والحاسب الآلي!، ولا ألتفت لا أحد!، وإذا بالبساط يهبط للأرض، تجولت وقد صرت للأرض السابعة، زنانات لها أبواب ونوافذ مغلقة بإحكام، وصراخ وعراك ديكة وأصوات أطفال يبكون ألقيت على فعرفت أن هذه أرض التفكك الأسري. فإذا ببرودة في ساقٍ وصوت جرس على أذني فتحت عينيي كان هاتفي يرن وزوجتي تتصل.
- آلو، كيف تسوّغ لي غيابك الليلة الماضية وعدم الرد على هاتفك،
_ لكن متى غادرت المنزل أصلًا..وكيف حدث ذلك؟!



#ليلى_جمل_الليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة/ محور أدب رعب/ صدى الماضي
- سلسلة (بين هو وهي) ج2
- قصة قصيرة العنوان: استراتيجية
- مقال / عيدك ياعدن
- عيد الاعياد ياعدن
- قصة قصيرة / محور صحافة/ العنوان: سبق صحفي
- سلسلة هي وهو(ج١)
- عدن مدينة تلحب
- قصة قصيرة/أدب سجون بعنوان: صرصار الليل
- قصة قصيرة / عناق البتلات
- قصيدة الحميراء
- قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة: صدمة
- ومضات بعنوان علاقات فاشلة
- قصة/ سبق صحفي
- نثر/مدينة الحب
- قصيدة : لا تبكيني يا غلام
- قصيدة سيد الغرام
- سفينة


المزيد.....




- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى جمل الليل - قصة قصيرة/ محور خرافة/ العنوان ليلة في المجهول