ليلى جمل الليل
الحوار المتمدن-العدد: 7854 - 2024 / 1 / 12 - 00:04
المحور:
الادب والفن
تصاعدت الأدخنة تحمل معها صرخات الفجيعة، توترت الجدران وهي ترى مثيلاتها تتهاوى فتتحول المباني إلى أكوام من الركام الذي يبتلع البشر، وتشتوي أبدانهم لهيبها،
فزعت الطيور وغادرت المدينة تجر وراءها سيل دموع الثكلى؛ ودوى عويل الكلاب في الشاشات، تسلطت الأضواء على مواطن الخراب، باتوا يلعنون مسببي الحرائق، فيما بات ضمير الإنسانية يلعن مروجين التطبيع، تصاعدت دعوات المستضعفين:
_ للبيت ربا يحميه!، لا يذل من يعزه الله!.
تفجرت المجاري؛ فاح منها دنس النفوس، غوغاء مستمرة ، فيما لا يظل الوضع الراهن
مبني على سكون المواقف، وتخاذل الأشقاء، انتشرت بكتريا مرض الجُبن؛ قَست القلوب؛ فزاد الجفاء والسخط، أكلوا بعضهم تعييرا، فيما لا يزال الوضع الراهن، كما هو ،تزف الدماء الطاهرة ملائكة الرحمة، فيحسد الأموات بعضهم ،لكن أم جاد الله، بقيت تحت شجرة الزيتون تشبثت بساقها، لاحت صورتها وهي طفلة عندما كانت الشجرة تحتضنها وتحميها من زمجرة الرعد،.
سرعان ما هوت الشجرة تتلوى من أثر صاروخ آخر أمطروه على سماء غزة..
امتزجت دماء أم جاد الله على ورق شحرة الزيتون، كتبت، وصية لجاد الله، أن لا تهادن!،..
تناقلت الهواتف صوتها وهي تحتضن صغيرها، شبهوها بالعذراء..
توارت الشمس خلف ستائر الغيوم، معلنة فصل شتاء طويل..
تتجمد فيه الورود، وتبقى الفوهات ساخنة.
#ليلى_جمل_الليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟