في طبيعة ديداكتيك الاشتغال.

المهدي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 7850 - 2024 / 1 / 8 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التعبئة الثقافية و السياسية في الأوساط الشعبية غير المتعلمة من فئة الكبار تقتضي وقتا و صبرا و طول النفس هذا على المستوى الذاتي اما الجانب الآخر فبالموازات مع الجهد المبذول لابد من تطبيق دروس محاربة الأمية على مستوى البيت او خارجه في مؤسسة مختصة.
لابد من قطع أشواط التعليم الأساسي حتى تصبح مادة التداول سارية المفعول و ان تساعد على التخفيف من حدة ما صعب.


لا تضع في مقدمة الاشتغال التوجيهي للوهلة الأولى تغيير عقلية الناس بل أن يستوعبوا أولا طريقة الحوار و تفكيك المعقدات من الكلام طبعا حسب قدرتهم على فهم الأشياء الجديدة و التي تبدو لهم حسب مستوى الفهم الغامضة و قد تدخل كذلك من ضمن صدمة المعرفة.

تم بعد المرحلة الأولى يبدا أسلوب النقد مع الممارسة العملية في إطار الديناميكية التكوينية التي من خلالها يسهل تعلم الجديد و استيعابه تلقائيا من دون الاحساس بالنقص او ان هناك سلطة من فوق تأمر الشخص بفعل ذلك او غير ذلك.
يكفي أن يكون المعني بالشيء يقظا و متشبعا بأن الفكرة ستؤدي اكلها أكثر في حقل الممارسة.

و ان المرونة في توضيح الغموض تجعل الديداكتيك أسلوبا و طريقة مقبولة.

الفآت الشعبية المحرومة من التعلم تكون بحكم وضعها المهمش مشبعة بالخرافات و الكلام المجاني و الاعتباطية و التداول السطحي للمعطيات و الأشياء أنه الوعاء الوحيد الذي يغدي ثقافتهم.
و ان الثقافة السائدة ليست من مصلحتها أن يظهر وعي حقيقي عند عامة الناس لأن بهذا الحافز ستزيد مطالبهم و تزيد كذلك الأسئلة المحرجة للأجهزة الرسمية كيفما تكون اختصاصاتها.

وعي الشعب هو اللبنة الاساسية في بناء صرح التغيير.
فمن واجب المهتمين بالشأن العام للناس البسطاء ان يتابعوا بالنقد و التوجيه زئبق التحول السلوكي و الفكري لذى هذه الشريحة المقهورة المغلوبة على امرها من حيث تدري و لا تدري.
و المتابعة لا تعني بالمرة المراقبة بل تعني العمل الميداني المبرمج على مستوى البيوت و الازقة و حتى المجامع المجانية حتى و لو لن تكن مبرمجة بمعنى حتى و لو تكون مفاجئة المهم هو الحضور المتميز لما سيتم تداوله.
ان تلقائية الناس و الطابع الاستئناسي الغالب في سلوكها يملي أحيانا هو كذلك أشكالا كثيرة للتواصل الجيد و المعقلن و الاكثر معاينة و برمجة من طرف الشخص المناضل العضوي على حد تعبير كرامشي هذا المعني بالاشتغال و التواصل الشعبي و هذا يتوقف على حنكة و قدرة هذا الأخير في التحكم في السير العام للعملية برمتها حتى لا يحدث الانفلات و الخروج عن السيطرة
و نظل نحصد الفرص الضائعة بالجملة و مسلسل الخيبات.

الجهل طاقة استنزاف خطيرة.
لابد من حرق الأعصاب اذا كان حقل الاشتغال يسوده المشكل من هذا النوع.
المهم هو اعتماد المرونة في تصريف المعطيات و الشرح و التفسير الممل حتى يصل المعنى و الاستفادة بشكل يرضي الجميع و يجعل الاستيعاب في مستوى تفعيل الذات إيجابيا كي تبادر ميدانيا و لا تكتفي بالانبهار و التعاطي الحسي العاطفي الصرف مع القضية التي تكون مادة النقاش و التداول و كيف ما تكون نوعيتها سواء سياسية أو ثقافية او دينية او اجتماعية.
لأن من خلال أسلوب التباكي او التعجب الاجوف لا يمكن ان تتحقق الطفرة المعرفية بعلمية الشيء.
و لا يكمن ان يتم طرح التناقض في إطاره الصحيح الذي من خلاله و بعد اكتمال الفهم
الا بالقدرة على تفجير الأسئلة و القدرة على توسيع دائرة الضوء كي تشمل كل الزوايا المظلمة او على الاقل في المرحلة الأولى جزء منها فقط
و هذا من ذاك إلى أن تنضج كليا عملية تهييء الطريق إلى الأهداف الكبرى الأكثر وضوحا و تعميما في نسق تنظيمي جماعي يوفي بالالتزام و يحفز على إرادة الفهم و التغيير.

#المهدي_المغربي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات