أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - السَّعادةُ الأَبدِيَّة(10 و 11)














المزيد.....

السَّعادةُ الأَبدِيَّة(10 و 11)


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7844 - 2024 / 1 / 2 - 10:22
المحور: الادب والفن
    


المشهد العاشر ...

كانت القوارير تأتينا من مدينة قريبة .. نعب منها ليلة كل سبت حتى تحمر أجوافنا .. ننام لَمَّا يقبل الصباح ولا نستيقظ إلا في الليلة الموالية. تأخذ شالا تحيط به خصرها، وعلى نغمات (آوِيدْ آمَانْ آوِيدْ آمَانْ آدَسْوْغْ) (١) تبدأ تلف تدور تهز وسطها العاري في رقصات لولبية حلزونية .. تنوس يسارا يمينا وفي كل آتجاه كعقربان ساعة يفقد صوابه .. يلف الرأس تتشنج الحركات .. أسيخ في عوالم من الأرجوان بلا قرار .. يغدو بدني فوقها كحدوة حصان كحدبة خادم الأعتاب غير الشريفة .. أتقوس .. تتوجع بين إليتي ...

_لماذا تصرخين ؟

تستمر تنتفض لا ترد ..

_تتألمين ؟

لا ترد ..

_ما بك ؟

لا ترد .. جعلنا نغرق في عتمتنا .. لا نرى إلا ما نسمع ولا نسمع إلا لهاثنا المتواثر الملتهب .. يتعب أنكيدو .. يتوقف .. تتذمر .. تسخط عشتارُ ...

_مجرد ثور شاذ أنتَ حيوان بلا كرامة

قالت .

_بل أنا قمامة روث بالية ملقاة على قارعة طريق لا يسلكها العابرون

قلتُ، فهقبَتَ ..

_لمَ تُهِينُ نفسكَ ؟

_لأن نفسي تهينني

_عْلاشْ نتَا معقد ؟ (٢)

_تلك تركيبتنا مثلي مثلكِ صَدّقيني إنها الحقيقة لا شيء آخر غيرها يوجد في الوجود ..

تذرع الغرفة عارية .. تعب من القارورة مراااات متكررااات .. تعد لفافة محشوة .. تدخن .. نتناوب ما حشي في بطن لفافتها .. تهم بي كَرة أخرى .. لا أهم بها .. كامد البدن متصلب لا خوار لي متيبس جاف ثقيل الحركات متخشب ..

_أنتَ بلا فائدة

تقول متبرمة .. ثم تردف ...

_إنك تقرفني

_أحبكِ

_إنكَ تخونني

_ليس ثمة أغلى عندي منكِ في هذه اللحظات

_هذه اللحظات فقط ؟!

_هذه اللحظاااات كلها

_اغمضْ عينيْكَ

_مغمضتان هما مذ أتيتُ الى هذي الحياة

_اشششت كفى ثرثرة دعني أتصرف

_أنا عبدكِ مْشَرَّطْ لَحْنَاكْ (٣)

تنتصب فوق صدري .. يضرب كشحُها فخذيَّ ضربات تُسَيرها إيقاعات تنبعث من داخلها _ هكذا خمنت _ كنت لا أرى حركاتها المصوبة من أعلا إلى أسفل بشكل مائل مستقيم متموج .. أحسها أسمعُها ويداي تعبثان برمانتيها الطليقتين في العراء أمامي .. تتقلص كقطة على صفيح غير ساخن تتكمش تتمدد تتشنج أوووه تتأوه تعلو تنحني تتلوى كأفعى أحراش تنساب خفيفة تتصدع كذرات رذاذ عرقها المالح لينة شفيفة كدوائر دخان سيجارة ملفوفة تطير في الهواء كسحاب كبرق خلب تبرق آآه ه ترعد تذرف دمعا تئن تطلق سُما في مسامي تعضني في كتفي في رقبتي تمتص شهقتي شهوتُها تصعد الجبل تتعب تصل ذروة ما تتعلق بقمتها تتنفس ما يشبه الصعداء أهنئها تحدجني لاهثة تأخذ وجهيَ المقطبَ بين راحتيْها تتفرس عينيَّ للحظات خلتُها دهرا كمَن تبحث عن .. لست أدري .. ثم تطلق قذيفتَها الأخيرة ..

_ حبيبي أنتَ سافل ...


المشهد الحادي عشر ...

في صباح ذلك اليوم، توجستُ الشر لما رأيتهم قادمين يَغْشَوْنَ الفصل على غير العادة .. وقف الصغار .. وبدون مقدمات أو كلمات، تقدم أحد الرماديين سلم لي ورقة ثم آنصرفوا ...

( عااااجل ... بناء على المسطرة المتبعة، بناء على ... من ... هذا أمر من ... الى المدعو ... رقم ... بالمثول أمام ... فور توصله بهذا الاستدعاء ... والسلام ... )

ثم في ورقة أخرى ...

( المرجو الاتصال بالإدارة المشرفة في أقرب وقت قصد إنهاء الإجراءات ... )

وضعتُ اللفافتَيْن في مؤخرة جيب بنطالي .. تنفستُ بعمق .. ابتسمتُ ثم أومأت الى الصغيرة ذات الضفيرتين المعقوصتين الجالسة على المكتب قبالة التلاميذ بإتمام عرضها الذي وَسَمَته بعنوان ... (السعادة الأبدية) ...


تمت

☆إشارات :
١_ آمَانْ آوِيدْ آمَانْ آدَسْوْغْ : لازمة أغنية أمازيغية تعني (هاتِ ماء هاتني كي أشرب) ..
٢_عْلاشْ نتَا معقد : لمَ أنت معقد
٣_أنا عبدكِ مْشَرَّطْ لَحْنَاكْ : عبدك المطيع .. كان العبيد المملوكون يوسمون في أحناكهم بميسم يحيل على ملكيتهم لأسيادهم ..



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السَّعَادَةُ الأَبَدِيَّة(9)
- السَّعَادَةُ الأَبَدِيَّة(7 و 8)
- السَّعَادَة آلأَبَدِيَّة(5 و 6)
- السَّعَادَة الأَبَدِيَّة (3 و 4 )
- السَّعَادَة الأبَدِيّة(2)
- السعادة الأبدية (1)
- المُدَرّسُ، تلكَ الذاتُ التي لا تعِي قوتَها
- نَحْنُ هُنَا فِي آلأَعَالِي
- مَتْنٌ، إِشَارَاتٌ، وَ حَوَاشٍ
- ضَادُ عِياض
- آلَااالِي آلَاااالِي
- .. فَ .. رَ .. أَ .. يْ .. تُ ..
- أَزَلِّيفْ نْسِيزِيفْ / رَأْسُ سِيزِيفْ
- إِنَّنِي أَنَا : الْأُمُّ .. أُمُّكُمْ جَمِيعًا
- أَخِيرًا جِئْتَ .. آآآهْ .. مَا أَقْسَاكَ مَا أَبْطَأَكَ
- رَيْثَ يَأْتِي رَبِيع
- كَأنِّي أَفَقْتُ مِنْ غَشْيٍ كَادَ يُصِيبُنِي
- حَتَّى إِذَا أَتينا عَلَى وَادِي النَّمْلِ
- فخاخ آلحياة ( بخصوص شخصية عَدْجُو مُوحْ نَايَتْ خُويَا عْلِي ...
- حكاية البدن المكدود آلمُعَفَّرُ في آلعراء، عن الأديب الشاعر ...


المزيد.....




- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - السَّعادةُ الأَبدِيَّة(10 و 11)