أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - .. فَ .. رَ .. أَ .. يْ .. تُ ..














المزيد.....

.. فَ .. رَ .. أَ .. يْ .. تُ ..


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7826 - 2023 / 12 / 15 - 16:42
المحور: الادب والفن
    


أخرج الحَلزونُ الهش الساكن في قلبي هامتَه المترددةَ من بين كتفيَّ .. استعانَتْ يُمناي بإحدى سيقان رَتم (ألُوكي) وزحفتِ اليسرى إلى الأعلى جارَّةً وراءَها فرائصي الخائفة .. رميتُ بصري حيث يشير إبهامُه .. فَــ .. رَ .. أَ .. يْ .. تُ .. لم أصدق .. أغمضتُ عينيّ أذْهِبُ عن مداهما ما خِلتُه غشاوةً أو صُورا كاذبةً يرسمُها خيالي المضطرب .. فلم يتغير شيء .. كانت هناك .. بمحاذاتنا على مرمى حجر وسط المقابر (دكاماس نْ إيمطلان) .. نظرتُ إلى صاحبي .. نظر إلي يحك رأسَه مؤمنا على واقعية ما يُـرَى .. وصمتنا تاركِين المشهد يفعل فعله في رؤوسنا وقلوبنا .. وتوغلنا أكثر في رُؤانا ناسينَ الهواجس كلها مصدقين _ ربما _ أننا لم نعد نُرى حتى من طرف تلك الظواهر العجيبة التي لا تشبه ما عهدناه من مخلوقات الحيوان ومسوخات البشر .. كانت صورا شفافة تتحرك بسلاسة في المكان، كُتل من نور تعلو تهبط تتخلل شُجيرات البلوط الأدهم بسرعة غير عادية تطير كخفافيش برعونة شفيفة تخالها ستصطدم ببعضها أو بالأرض أو بجذوع الشجر .. لا آصطدام .. كل عنصر يسبح في فضاه كيف يشاء أو يتحرك فيما يشبه خببًا فُوَيْقَ الرموس، وكثير منها يدخل يخرج بآنسيابة وطلاقة بين تجاويف وثنايا ومسام التُّـرَب .. نعم .. تخترق لحود وحصوات وخشاش وأتربة الأرض، بل إن جُسيمات بعضها بدَتْ ضئيلة مقارنة مع غيرها، فخفتُ في سريرتي .. لا بد انها أرواح موتى البلدة الصغيرة والكبيرة تكشف عن نفسها في فضائها الأزلي الأخير .. لقد سمعتُ الكثير من الحكايااات يقسم رُواتها بالأيمان المغلظة على أن ما يقع في القرية في المقابر وقيعان الأودية ومجامع المياه والخرابات و ... يفوق كل تصور أو خيال، أغلبها لا يُرفع عنه الحجاب لتظل مستورة في عوالمها الخاصة .. وهـااا أنذا أعاينُ ما لن يصدقه أحدٌ إذا هممتُ يوما لروايته ....

_نِيتْينِي نِيتْني ولَّغَاسْ نيتني . والله هُم إنهم هُم ...
_ماكْمَاس ؟ شْكُون .. مَايَنْ تِينيتْ شكوون ؟؟؟ / مَنْ هُمْ .. ماذا تقصد ماذا تقول ؟؟

_هوما هوووما .. السلاما السلاما يا مولاناااا ...

_شكون هومااا؟؟؟

كنا نتناجى نتهامس نتلصص نخلس لحظات بحجم الجبال في ثقلها ووقعها على النفوس .. فكرت في الهرب، لكن شيئا ما كالسر كاللغز الخفي كالدم الساري في العروق كَبلني بطوق ثقيل لذيذ .. أحسست بسكينة وغبطة غير عاديتين تشبه خدر الوسن .. وإذا بآلمقابر كلها دُرَرٌ ولآلئُ لُمَّعٌ تفتح أبوابها لمن يروم الدخول والخروج .. سياااان .. وإذا بالقمر يبزغ أحمر أصفر أرجوانيا مشرقا ريانا يدنو يقترب يلوح واضحا جليا قريبا جدا من الأفق الأخضر المُحَلّـى بذبذبات مشعة تنزل من السماء بهدوء وفتور .. لكن، أين كان هذا القمر العملاق قبل هذا الوقت ؟ لِمَ آحتجابه مادام جُرْمه بمثل هذه الضخامة وهذا القرب في مداره على الأرض ؟ ما عدتُ أفهم شيئا .. ما عدت أدرك ما يقع ... وظللت مدثرا بهذا البهاء المنور في مخبئي في حُفْرتي بهيئة جنين تلامس صدره ركبتاه مستسلما للصور تريني أشياءها السحرية الرائقة .. كانوا ينزلون يصعدون يتسللون يتحركون يعلنون حضورهم مثل لآلئ النجوم (آمْ إيترانْ) نراهم ولا نُرَى .. غدونا مثلهم لا يُكشَفُ سرنا .. صرنا أرواحا طافية شفافة يصفو وَجيبُ بدنها يغدو خفيفا كثيفا يسوح يطير .. وإذا بمرافقي يمسك ما يشبه تلابيبي يهمس في عينيَّ .. حان الوقت .. انهضِ الآن .. إنهم ينتظرون .. سنلحق بهم .. ماذا .. ؟؟ .. قلت مستغربا .. ستعرف كل شيء الآن هيا آنهضْ .. وأمام توجسي المتردد أنهضني وجعل يجر بدنا عاريا اكتشفتُ دون مقدمات أنه بدني .. لَمْ أسألْ لَمْ أستفسرْ .. استسلمتُ .. اِبتعدَ الخوف .. تراجع الترقب الأهوكُ وآنحسرتِ الوساوس العمياء وإذا بي منتشيا .. أبصرُ أبصرُ أبصـــــرُ ..



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَزَلِّيفْ نْسِيزِيفْ / رَأْسُ سِيزِيفْ
- إِنَّنِي أَنَا : الْأُمُّ .. أُمُّكُمْ جَمِيعًا
- أَخِيرًا جِئْتَ .. آآآهْ .. مَا أَقْسَاكَ مَا أَبْطَأَكَ
- رَيْثَ يَأْتِي رَبِيع
- كَأنِّي أَفَقْتُ مِنْ غَشْيٍ كَادَ يُصِيبُنِي
- حَتَّى إِذَا أَتينا عَلَى وَادِي النَّمْلِ
- فخاخ آلحياة ( بخصوص شخصية عَدْجُو مُوحْ نَايَتْ خُويَا عْلِي ...
- حكاية البدن المكدود آلمُعَفَّرُ في آلعراء، عن الأديب الشاعر ...
- فٍي خَلَاءٍ يُفْنِي وَلَا يَفْنَى
- ذَلِكَ الشَّيْءُ الذِي ...
- وَاجِمًا تُكَلِّمُ آلِعِنَاااازَ عَيْنَااهُ
- حَبيبَتَاانِ
- لَيْلَةَ بَكَتْ فِيهَا أخْتُ أبِي آلْوَحِيدَة
- يَاااا شَيْخَ آلْجِبَالِ
- أَحْدَاتٌ بِلَا دَلَالَة
- أَمَّا أَنَا، فَالْأَتَانُ أَفْضَلُ مِنِّي
- آغْرُومْ
- كَدَمَاتُ آلْحَرِيق
- أَلْفُ يَدٍ وَيَد
- اَلْغَزَالَةُ وَآلثَّوْرُ


المزيد.....




- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - .. فَ .. رَ .. أَ .. يْ .. تُ ..