أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - يَاااا شَيْخَ آلْجِبَالِ














المزيد.....

يَاااا شَيْخَ آلْجِبَالِ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7806 - 2023 / 11 / 25 - 20:33
المحور: الادب والفن
    


اِنتفضَ آلعصفورُ بَلّلَهُ آلْجَمْرُ .. لم يكُ عصفورًا ذلك الذي آنتفضَ في وهدة من وهداتك قبيل آلأصيل يا شيخ آلجبال .. لم يك جمرًا ذاكَ الذي لاحت ملامحُه منذ البدء قويةً صاخبةً غير حادبةٍ في تلك العشية التي غابت فيها عمتي .. بغتة اِسودتِ دناك يا شيخ الجبال نهارا غابت أسراب شواهن (اِيسْغِي) في أفق بلا أفق آنمحت بياض أجنحتها العملاقة تحت وطيس غرابين من يحموم تشهق بالبروق تزفر بالرعود .. غق غق غق ..

_ إيطَا دِيطَا .. أزّتشَا كْثَاارْ ... ( اليوم عصيب وغدًا كوارث )

صاح الراعي عبدالسلام وهو يهرول صارخا ...

_ يا لطيف يا لطيف ..!!..

_ مالك؟

استفسرْتُ متعجبا ..

_ وَجِّي تَـقَّلْتْ ؟ أَمَنْدِي دَكُّنْرَارْ أدْيَضَّاعْ .. آتْدْزِيـدَكْ تَاجْنُوفْتْ قْبَلَ أدْيَرُّوفْطْ ... ( ألا تلاحظ ما يحدث ؟ قمح الحصاد في بيدر الدرس مُعَرّض للضياع .. هي العاصفة تروم إفساد كل شيء .. )

أمسك يدي اليُمنى وأسرع بي الى الدار ...

_ أزَّلْ دَغْيَا أتَفْ غَرْوَخَّامْ غَرَاشْ أنْزارْ ... ( اسرعْ الى الدار اِحْتَمِ من العاصفة )

.. دُّووو .. شرعت تنفثُ السماء زئيرا يتلو زئيرا .. تتنفس رعود أجَّاجَنْ بكومات لزجة تتخللها رُكم حبات رذاذ يتطاير بكتل بأحجام الشراغيف ترجم برُزَمِ من أحجار صقيع صلبة تابْرُوري يخلف وقعُها صَليلا حادا في الآذان يحفر أديم الأرض يفلق مسام أسقف التراب .. و .. دُّووو .. يا شيخ آلجبال، يشتعل الحميم في حنايا زيتونات يانعات وأخرى يابسات في جذوع آلسنديان في بطون أصلاب السرو تلابيب الداليات ( دي تفكا نزتشون ذكُـودْرَنْ دْلَبْشَمْ دَكُشْتَالْ دَكْدِلْسَاوَنْ ... ) وفي مسام الأفنان يتقد السعار .. طق .. طق .. طق ... تفيض حواف العيون والأحواض والبرك والسواقي الجاريات يتزلزل خريرها يرتعد يتلوث تنساب الأمواه هادرة منحدرة غير طافية تأخد في طريقها الأخضر واليابس ... لِمَ كل ذاك الغضب يا شيخ آلجبال، لِمَ كل ذاك آلسعار .. ألم تأخذك رأفة بها .. تلك الأعمار آلرجيفة هوت من حالق لا تعي لا تدرك ما حصل يحصل لها حتى ... يا شيخ آلجبال، ما بال مواشينا الهاجعة فينا تموت في غَمْرٍ كعهن منفوش فرادى تهيم بلا شموس في الشموس زرافات يتلاشى رَعْيُها بين خَشاش الأحراش بلا بُدور تُنَور حلكتها الغابشة بلا معنى يُسَوِِّدُ ما خلا من أعمارها، في أودية لا معين في أغوارها الغائرة تُدْعَسُ تُنْهَشُ تلقط أحشاءَها المبقورة بلا رحمة مناقيرُ سُود لغرابين الليل والنهار لا تبقي أقدارها لا تذر .. ما بال جثتها تذوي بلا قرار ما بال فَناؤها الخسيف يُمسي مُكَدَّسًا بلا أجداث يستر مُشَاشَها الهشَّ الرهيف يُدثرُ ما تبقى في عيونها من فزع في روعها الأخير، ما بال زفرتها الكدماء لا تتأفف لا تتألم لا تشهق، ما بها لا تفر لا تناور لا تسرع لا تُحلق لا تتصارع .. ما لها هَوَتْ تلاحقت في حوافي أجراف بلا قيعان ما بالها تجمعت تكومت تراكمت آزدحمت تناثرت في عراء كالفراغ لا يُدْركُ لا يُحِسُّ لا يأبه بخفقاتها الحسيرة مارون عابرون أو مقيمون رابضون .. ويلها، يا شيخ الجبال، كيف عاشت لا تشبه باقي الوحيش كيف ساخت كيف شاخت كيف غابت قبل أفول المشيب، ويحها كيف آلت كيف تؤوول بُعيد حلول الغروب ... وأظل، رغم عواصفك المحدقة الجبارة يا شيخ الجبال، أُنَاوِرُهَا آلْحَيَاةَ أُعَاكِسُ تَكْتَكَاتِهَا آلسَّخِيفَةَ أَقْتَحِمُ مَهَامِه أفول آلأعمارِ .. هاااا .. رأيتُني صَاخِبًا لاغِبًا لاغِيًا أُقَهْقِهُ عَابِثًا غَيْرَ مُبَالٍ بِشَفِيرِ آلسَّأَمِ بِزُؤامِ دِمَنِ آلْهَرَمِ لا أخشى شيئا الآن بعد تواتر عتي الأعمار .. هارب أنا منك إليك فار من ذكراك إلى رحابك المطلقة يا شيخ آلجبال فهلا أمهلتَ هواجسي هنيهات ألملم فيها أشيائي الصغيرة المشتتة أتكوم على نفسي أنعزل في حِضنك بعيدا عن العالمين أموت إذا رضيتَ بي على مهل أمسي رُذَيْذَةً من قصفات آلعواصف قاسمات آلدهور التي تسكن شموخك آلمنيف أبدَ آلآبدين إلى أزل لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَحْدَاتٌ بِلَا دَلَالَة
- أَمَّا أَنَا، فَالْأَتَانُ أَفْضَلُ مِنِّي
- آغْرُومْ
- كَدَمَاتُ آلْحَرِيق
- أَلْفُ يَدٍ وَيَد
- اَلْغَزَالَةُ وَآلثَّوْرُ
- فصاحَ الجَميعُ ... هَااااااا...
- صَوْتُ آلْخَفَاء
- اَلسِّرُّ آلدَّفِينُ
- ثُقْبٌ أَسْوَدُ أَوْ شَيْءٌ مِثْلُ ذَلِكَ
- أَبْصَرْتُ هَضَباتِ آلْأَحْلَامِ فَعَاوَدْتُ آلْمَنَام
- مَا وَرَاءَ أَجَمَةِ آبُّوكَالِيبْسْ أَمِيرِكَا
- هَذا حَبْ الرَّمَّانْ وَتْسَاسْ فْ لَخْرِيفْ
- اقْتُلُوا آلْمُعَلِّمَ وَفَرِّقُوا دَمَهُ بَيْنَ آلْمَدَارِس
- عَنَاقِيدُ مَفْقُوءَة
- اَلْمُفَقَّرُون
- بخصوص(جحيم بارد) لخليل حاوي
- غَبَشٌ
- الخطاطة السردية حسب المقاربة المدرسية
- ذَاكَ آلدَّمُ آلْفَائِرُ الَّذِي يَسْرِي فِي آلْعُرُوقِ


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - يَاااا شَيْخَ آلْجِبَالِ