أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - بخصوص(جحيم بارد) لخليل حاوي















المزيد.....

بخصوص(جحيم بارد) لخليل حاوي


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7783 - 2023 / 11 / 2 - 15:51
المحور: الادب والفن
    


_ أولا : مقاربة مدرسية ..
•ألف / رأي خاص ..
تظل المقاربة المدرسية للنصوص الشعرية مقاربة تصنيفية نمطية تدرج الظواهر الخاصة ضمن قوالب عامة تتشابه أو تتباين على ضوئها يتم توصيف التجارب الإبداعية بأنماط جاهزة مسبقا تجعل الشعر والشعراء نسخا تجتر تعيد إنتاج المعاد دون خصوصية أو بصمة تخرق هذا التنميط الذي تسلكه الديداكتيك نهجا لتبرير مقاصدها وغاياتها المضمنة والمصرحة ... ولن تشذ عن هذا المسلك مقاربة نص شعري تفعيلي أو غيره من الأنواع تظل معاينة ثابتة ستيريوتيب تتكرر دون تغيير كما عهدها المتمدرسون في مقارباتهم لنصوص البعث والإحياء والتيار الذاتي الرومانسي يراعون فيها خطوات محددة موجودة سلفا بالقوة، وعلى ضوئها يختبر المتعلم في مهارات كتابة موضوع متكامل يوظف فيها مكتسابته التقنية والمعرفية والتعبيرية والتنظيمية .. لا فرق هنا بين خصوصية فردية وأخرى، لا مجال للحديث عن نص ينزاح عن اتجاه صاحبه، فالرومانسي يظل رومانسيا طيلة مساره الشعري بقوة سلطة المدرسة، والتفعيلي والتقليدي يظلان كذلك ب"فضل" القول النافذ للسلطة نفسها .. وسواء تعلّق الأمر بقصيدةٍ إحيائيّةٍ أو قصيدةٍ وجدانيّة أو قصيدة من الشعر (الحر) الذي عمل على تكسير البنية الشعرية القديمة وتعميق البعد الرُّؤْيَوي الرمزي للوجود للكون للكائنات تظل مستويات معالجة النصوص الإبداعية مفروضة على المتمدرسين هي هي .. لا مجال لممارسة الانزياحات والخروج عن الأنماط المألوفة المعتادة .. وبقدر تمكن المتعلمين من ضبط واحترام هذه المراحل بقدر ما يتمكنون من آرتقاء سلم مراقي التقويم ب"قنص" أكبر عدد ممكن من النقط، وعلى ضوء ذلك يخضعون بدورهم لتصنيف آخر من نوع آخر يجز بهم وبمنجزاتهم ضمن خانات تختزل جهد مواسم عديدة في لحظة واحدة...

•باء / المقاربة المدرسية للنص:
تبدأ بتقديم عامّ يتطرّق فيه المتعلم للآتي : وضع القصيدة في سياقها العام والإشارة إلى أهمّ خصائص التيّار المنتمية إليه، وأهم الرواد الذين يمثّلونه، مع تخصيص الحديث عن صاحب النّص ومكانتهِ ودوره في الاتجاه وبعض مؤلّفاته، ثم نقارب عتبات النص الخارجية والداخلية الدالة ومدى إشارتها إلى هذا الاتجاه؛وندرس عنوان النّص (إِنْ وُجد) معجميا تركيبيّا ودلاليّا؛ ثم نصوغ الفرضية بناءً على هذه المؤشِّرات، وفي الفرضية نطرَحُ أمرين هما : نوعيّة النّص المدروس (قصيدة بعث وإحياء أو رومانسية قائمة على نظام الشطرين المتناظرين أو تكسير بنية قديمة أساسها أسطر متفاوتة في طولها، أو تجديد رؤيا
بأبعاد رمزية ايحائية ومواضيع أساسها الفكرة التي يدور حولها النص : شعر وطني، اجتماعي، رثاء، تغني بالذات، نقدٌ للواقع ...)...
ثم تأتي مرحلة ما يسمى عرضا تفرض آحترام التسلسل التالي :
*فهم القصيدة : عن طريق قراءتها قراءة متمعّنة، ثم تكثِيف مضامينها في فقرة مركَّزة، والخروج بآستنتاج يتناول الموضوع المتطرّق إليه ومدَى جِدّتهِ
أو قدَمهِ.
*تحليل يُتطرَّقُ فيه إلى العناصر التّالية:
- دراسة المعجم : باستخراج حقوله الدلاليّة المهيمنة وأيّها له الغلبة ورصد العلاقة بينها، مع توصيف مناسب يتناول طبيعة اللغة الموظفة ومدى محافظتها أو جِدّتِها.
- دراسة الصور الشِّعريّة : سواء منها الاستعارة أو الكناية أو التشبيه أو المجاز المرسل أو الانزياح ( غالبا ما يتم التركيز على الاستعارة والتشبيه كمثال على سبيل الانتقاء لا الاستقصاء) أو الرّمز أو الأسطورة (في شعر تجديد الرؤيا)، ومراعاة طبيعتها في كل مدرسة شعريّّة، مع بيان وظائفها الدلالية والجمالية والإمتاعية والتشخيصية والتعبيريّة، ويُسْتَفْتى السّياق في طبيعة الوظيفةِ ... ثم يتم الوقوف عند تجديد الشاعر في صوره هل آستقاها من الذّاكرة أم نبَعَتْ من عُمْقِ تجربته الذّاتية والحياتيّة.
- دراسة البنية الإيقاعيّة سواء ما نعت منها ب(الخارجية) يُقصد بها البحر الشعريّ ودواعي اختياره، والقافية نوعها ودورها في إغناء الفاعليّة الإيقاعية للقصيدة ووظائفها النَّفسيَّة والصَّوتيّة والمعنويّة،وحرف الرويّ ووظيفته الصوتية والنفسيّة، أو ما وُصف ب(الداخليّة) يتغيون بها التَّركيز على أشكال التّوازي ودوره الإيقاعيّ النّغمي، والتّكرارات بأنواعها المعروفة جناس سجع ترصيع اشتقاقات تواتر حروف الهمس أو الجهر وما شاكل ذلك ... ليصل الممتحن الى استنتاج يبيِّن فيه مدى تجديد الشاعر في هذه البنية أو محافظَته.
- دراسة الأسلوب الموظّف : يبيّن فيه مدى آستعمال الشّاعر الأسلوب الخبريّ والإنشائيّ ووظيفة ذلك، إضافة إلى طبيعة الضمائر الموظّفة وغايتها...

بعد ذلك، تأتي مرحلة الخاتمة تتكون مما يلي ...
- تركيب نتائج تحليل النّص : باستخلاص النتائج بشكل مختصر بعيدا عن التّلخيص، وبيانُ مقصديّة الشّاعر من قصيدته، والأساليب التي وظّفهامن لغة وصور وإيقاع، مع التثبّت من الفرضية التي صيغت في مرحلة المقدمة؛ وهنا يتم تضييق مساحة الإبداع لدى الممتحنين الذين عليهم أن يتفقوا بقدرة سلطة هذا الديداكتيك على انتماء النص المحلل إلى التيار المدروس ليكون جواب الفرضية دائما بصيغة (نعم) التي تقصي بطرق ملتوية غير تربوية إمكانية الوصول إلى تحقق ختامي بصيغة (لا) .. لِمَ لااااا ..

_جيم / الجانب المعرفي:
المقاربة المدرسية لنص شعري تفعيلي، تُلْزِم المتمدرسَ آكتاسبه زادا معرفيا يخص شعر تجديد الرؤيا ك :
_ قيامه على الثورة على التقليد والتمرد على الأشكال الموروثة.
_تعبيره عن واقع غير مألوف بلغة غير مألوفة.
_سعيه إلى تجاوز واقع كائن إلى واقع ممكن.
_شاعر الرؤيا دائم التجريب، لا يطمئن لشكل ثابت.
_اعتماد شاعر الرؤيا على الخلق والتوليد والكشف، وابتعاده عن السرد والنقل المباشر للواقع.
_تجاوز شعر الرؤيا اللغة الجاهزة والقوالب المألوفة الى بحث دائم على التجريب والتجريد .. (نرجو أن يتأثر متعلمونا ايجابا بهذا المنحى ويتمثلونه في حيواتهم الخاصة) ..
_توظيف الرمز و الأسطورة والانزياحات للتعبير عن الواقع.

_ دال / قصيدة خليل حاوي (جحيم بارد) (١) :

ليتَني ما زلتُ في الشارع أصطادُ الذُّبابْ
أنا والأعمى المُغَنِّي والكِلابْ
وطَوافي بزوايا الليلِ,
بالحاناتِ مِن بابٍ لِبابْ
أتَصدَّى لذئاب الدربِ..!
ماذا ؟ ليتَني ما زِلتُ دربًا للذئابْ
وعلى حشرجة الأنقاض في صدري,
على الكَهْف الخَرابْ
يلهثُ الوغدُ بحمَّى رئتَيهِ
بدعابات السكارى, بالسِّبابْ
أنا والدربُ نعاني الليل وَطْئًا وسِبابْ
ليتَه ما لَمَّني من وحلة الشارعِ
ما عوَّدني دفءَ البيوتْ
ويدًا تمسحُ عاري وشحوبي
ليت ما سلَّفَني ثوبًا وقوتْ..
وَنَعِمْنا بعضَ ليْلاتٍ.. تَلاها:
هذيانٌ, سأَمٌ, رعْبٌ, سكوتْ
اَلرؤى السوداءُ, ربِّي, صَرَعتْهُ
خَلَّفَتْهُ باردًا مرًّا مقيتْ
ليت هذا البارِدَ المشلولَ
يحيا أو يموتْ
رثَّ فيه حسُّه,
أعصابُه انحلَّت شِباكًا
مِن خيوط العنكبوتْ
شاعَ في البيت مُناخُ القبرِ: دلفٌ,
عَتْمةٌ, ريحٌ حبيسٌ, وسكوتْ
بِرْكةٌ سوداءُ يطفو في أَساها
وَجْهُه المُرُّ الترابيُّ الصَّموتْ,
ليْتَ هذا البارِدَ المشلولَ
يَحْيَا أو يموتْ
ليته!
يا ليت ما سلَّفني دفئًا وقوتْ

●بنود شعر الحر، مقاربة شكلية :
•ليتَني ما زلتُ في الشارع أصطادُ الذُّبابْ
ليتني ما / زِلْتُفِشْشَا /رِعِأَصْطَا/دُذْذُبابْ
فاعلاتن / فاعلاتن / فعلاتن /فاعلاتْ
صحيحة /صحيحة/ مخبونة/ ضرب مقصور

•أنا والأعمى المُغَنِّي والكِلابْ
أنَوَلْأَعْ / مَلْمُغَنْنِي/ ولكلابْ
فعلاتن / فاعلاتن / فاعلاتْ
مخبونة / صحيحة /ضرب مقصور

تفاعيل الرمل واضحة مع تمثل لباقي خصائص الشعر التفعيلي التي درج المتعلمون على ضبطها كالتالي:
١_نظام الأسطر المتفاوتة الطول عوض نظام الشطرين المتناظرين.السطر الشعري هنا ذو قياسات وزنية متباينة تنتهي بضرب ولا عروضة له، يكون متفاوت الطول يتكون من تفعيلة واحدة الى اثنتي عشرة تفعيلة وما زاد عن ذلك جملة شعرية .. هنا تتراوح الأسطر بين تفعيلة واحدة وأربع تفعيلات ...
مثال الواحدة قوله في السطر ما قبل الأخير :(لَيْتَهُو فاعلن) بضرب محذوف، والحذف علة بموجبها يسقط سبب خفيف (لُنْ) من آخر تفعيلة (فاعلاتن) وهي علة تتواثر بكثرة في أعاريض وأضرب أبيات الرمل التقليدية
ومثال حضور تفاعيل أربعة قوله في السطر الاول :

ليتَني ما زلتُ في الشارع أصطادُ الذُّبابْ

▪︎( ليتني ما ) فاعلاتن تفعيلة أولى صحيحة
▪︎( زلْتُ في الشا ) فاعلاتن تفعيلة ثانية صحيحة
▪︎( رِعِ أَصْطا ) فعلاتن تفعيلة ثالثة مخبونة، والخبن زحاف بموجبه نسقط الثاني الساكن من التفعيلة
▪︎( دُ الذّبابْ ) فاعلانْ لقد أوقف الشاعر سطره بتسكينه الباء متجنبا حدوث تدوير محتمل أو رغبة في قنص تقفية مرتقبة تُجانس أصوات تكرار الباء رويا مقيدا، وعلى ضوء ذلك وردت الكلمات التالية مقيدة فيما بعد (الكلابْ / الذئابْ / الخرابْ / الشبابْ / السبابْ ) .. وكان يمكن أن يرد الضرب غير منزاح نحويا ولا ضير في ذلك لو قال (أصطا / دُ الذبابا) ويغدو الضرب (فاعلاتن) سالما معافى من كل علة، وهو الأصل في تفاعيل الرمل، لكنها الضرائر هي التي تدفع الى مثل هذا الارتكان الى ما يعرف بعلة التسبيغ أو الإسباغ عندما يزاد ساكن على ما آخره سبب خفيف .. فاعلاتن + نْ = فاعلاتنْنْ = فاعلاتانْ، ومعلوم أن مثل هذا النزوع يكون عادة في مجزوءات البحور التقليدية، لا في تمامها؛ الشيء الذي لا يتقيد به (حاوي) في قصيدته هذه ولا في غيرها على غرار الكثير من قصائد الشعر التفعيلي (الحر) ...
٢_تفاوت الأسطر نتيجة اختلاف عدد التفاعيل فيها
٣_غياب الأعاريض وحضور الأضرب فقط
٤_اختلاف الأضرب نتيجة الزحافات والعلل وتنوع القوافي
٥_في تنوع القوافي يمكن ملاحظة ما يلي:•القوافي المتتابعة
•القوافي المتناوبة
•القوافي المركبة
•القوافي المرسلة
٦_وحدة التفعيلة في البحور الصافية وثنائيتها في البحور المركبة،في قصيدة التفعيلة لا نتحدث عن بحر شعري وانما تفاعيل هذا البحر،لا نقول"نظم الشاعر قصيدته ببحر كذا..."،بل نقول:"نظم الشاعر قصيدته بتفعيلة بحر كذا..."...
٧_المزج بين تفاعيل بحور مختلفة
٨_ظاهرة التدوير العروضي والدلالي
٩_الوقفة العروضية والوقفة الدلالية حسب الدفقات الشعورية للشعراء
١٠_نظام المقاطع
١١_عدم الاقتصار على البعد السمعي للقصيدة وتعزيزه ببعد آخر مهم هو البعد البصري الغرافي ينتج عن طريق تجديد توزيع السواد على البياض او الخطوط على المساحة التي تشغلها الكتابة الخطية الى درجة اصبحنا نتحدث عن القصيدة الكونكريتية
١٢_الجمل الشعرية:
•الجملة الشعرية القصيرة من ثلاث عشرة تفعيلة الى ست عشرة تفعيلة
•الجملة الشعرية الكبرى ما فوق ذلك
•الجملة الاستغراقية تشمل القصيدة كلها عن طريق التدوير وتسمى حينئذ القصيدة المدورة

ثانيا / رأي (أحمد المعداوي) في شعر المعاناة (خليل حاوي) في الفصل الثالث الخاص ب (تجربة الحياة والموت) من كتابه (ظاهرة الشعر الحديث) (٢) :

على عكس علي أحمد سعيد أدونيس، أقام خليل حاوي مبدأ المعاناة بدل مبدإ التحول، فخلال معاناته تفسخ الأشياء والقيم في ذات الشاعر وفي ذات الواقع الحضاري بدأت ملامح الذات الجديدة والحضارة الجديدة تتراءى للشاعر،غير أن إحساسه برخاوة الحاضر وتفسخه ظل حاجزا يعوق عملية الاحتراق والتطهر التي تسبق الولادة الجديدة وتبشر بها .. وحين تتأخر عملية الاحتراق وتتعذر الولادة تبدأ رحلة معاناة الموت وتستمر في كل قصائد ديوانه ’’نهر الرماد‘‘ كما في قصيدة ’’ليالي بيروت‘‘ و ’’دعوى قديمة ‘‘ .
خلال المعاناة يتمكن الشاعر من الكشف عن الطاقات الحية الكامنة وراء مظاهر الموت فيختار جانب العلاقة الجنسية التي ترمز بتدهورها على انهيار كيان الفرد وكيان الأسرة وانهيار المجتمع في نهاية الأمر انهيارا حضاريا شاملا، وهذا ما جعله يركز على العلاقة الجنسية في أربع قصائد هي: ’’نعش السكارى‘‘، ’’جحيم بارد‘‘، ’’بلا عنوان‘‘، ’’الجروح السود‘‘، وفي القصائد الثلاث التي تليها وهي: ’’في جوف الحوت ‘‘، ’’السجين‘‘، "’سدوم ‘‘ ... ويقر الناقد المعداوي بأن خليلا عانى ’’الموت وحده في هذه القصائد الثلاث عن طريق معاناة الموت في الحياة، ليعود في القصائد الخمس الأخيرة من الديوان إلى معاناة الحياة والموت مجتمعيْن‘‘؛ وهذا ما تدل عليه قصائد : ’’بعد الجليد‘‘، ’’حب وجلجلة‘‘، ’’المجوس في أروروبا‘‘، ’’عودة إلى سدوم‘‘، ’’الجسر"...
وفي ديوانه الثاني ’’الناي والريح’’ تتحدد مسؤولية الشاعر في القدرة على التخلص من ذاته القديمة ومواكبة البعث العظيم بشعر عظيم في مستوى عظمته ‘‘ففي قصيدة’’ عند البصارة‘‘ تأكيد على أن ذات الشاعر لم تتحرر بعد، وفي’’جنية الشاطئ‘‘ يتنتهي على نتيجة منطقية هي :

- التطهر شرط البعث .
- الذات العربية لن تتطهر.
- البعث لن يتحقق .

وفي قصيدة (العازر عام 1962) ينتهي إلى ’’اليأس من البعث عبر معاناة فريدة للموت في نهر الرماد وللتحول في الناي والريح وللخيبة في بيادر الجوع ‘‘ .

يتساءل المعداوي عما إذا كان الشاعر قد فاز بالبعث العظيم وواكبه بشعر عظيم .. الجواب في نظره يوجد في ديوان
’’بيادر الجوع ‘‘: ’’فإذا كنا في نهر الرماد قد بدأنا من اليأس وانتهينا إلى الأمل ، فإن تجربة بيادر الجوع تبدأ من الأمل لتنتهي إلى الخيبة ‘‘ .
يختم المعداوي الحديث عن تجربة معاناة الحياة والموت في شعر خليل حاوي بالإشارة إلى أن هناك توافقا ’’بين إيقاع الأمل واليأس الذي يسود كل مجموعة من هذه المجموعات وبين طبيعة الحقبة التاريخية التي كتبت فيها"؛ مما يعني تحكم الواقع الحضاري في سيادة هذا الإيقاع أو ذاك .. ف(نهر الرماد) ساده إيقاع اليأس لأنه كتب ما بين 1953 و 1956 وهي فترة مظلمة، وديوان (الناي والريح) ساده إيقاع الأمل لأنه كتب ما بين 1956 و 1958 وهي فترة مشرقة؛ أما ديوان (بيادر الجوع) فقد ساده إيقاع اليأس لأنه كتب بعد 1958 ...

☆إشارات :
١_ جحيم بارد (خليل حاوي) من ديوان (نهر الرماد) وتفعيلة الرمل( فاعلاتن )
٢_الفصل الثالث الموسوم تجربة الحياة والموت في الشعر الحديث، المعاناة في شعر خليل حاوي .. وتجدر الإشارة أن كلا الموضوعين مقررين يدرسهما التلميذ للأسف بشكل منفصل، الشيء الذي يستوجب لفت النظر الى ضرورة ربط جسور بين المعارف ربطا تحليليا لفهم أشمل وأوضح وأعمق بعيدا عن الاكتفاء بمجرد لهاث وراء دراسة الظواهر دراسة كمية منقطعة الأوصال عن بعضها البعض



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غَبَشٌ
- الخطاطة السردية حسب المقاربة المدرسية
- ذَاكَ آلدَّمُ آلْفَائِرُ الَّذِي يَسْرِي فِي آلْعُرُوقِ
- صيغ التفضيل غير الرافعة
- ثآليلُ آلغَضَبِ
- تمردُ فرانكنشتاينْ شِيلِي
- رَضاع
- طَائِرُ آلْوَقْوَاقِ يَبْنِي عُشَّهُ مِنْ جَدِيدٍ
- قصيدة(من وحي واقعة وادي المخازن) للشاعر أحمد المعداوي
- قصيدة(القدس)للشاعر أحمد المعداوي
- اِغْتِيَالُ آلْقِرَاءَة
- تَاهْلَا Complexe plein air.. (قصة)
- بْلُوتُونْ peloton
- فِطَام
- ذِئْبُ آلْوِهَاد
- زَحِيييير
- لِيغَارَا لِيغَارَا
- يَمَّا .. مَمِّي .. مَاااايْمِي
- صَرْعَةُ قَتْلِ آلْأَبِ
- إِغْوَاء


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - بخصوص(جحيم بارد) لخليل حاوي