|
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (16)
نورالدين علاك الاسفي
الحوار المتمدن-العدد: 7839 - 2023 / 12 / 28 - 04:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نورالدين علاك الأسفي [1]
من المأساة والاضطرابات الكبيرة، يمكن أن يتحقق تقدم هائل.جو بايدن.
كلما زادت الحروب، زادت الأعمال بطبيعة الحال. جيفري ساكس . جامعة كولومبيا
ما كان مستبعدا غدا ماثلا للحقيقة و لها يباري؛ و لا أحد فيه يماري. ففي استطلاع للرأي أجراه معهد هاريس ومركز الدراسات السياسية الأميركية بجامعة هارفارد وشمل ألفي ناخب أميركي من فئات عمرية مختلفة؛ خلص إلى أن أغلبية من الشباب الأميركي تؤيد "إنهاء إسرائيل". حيث أغلبية من الشباب الأميركي بين 18 و24 عاما تؤيد وقفا غير مشروط لإطلاق النار في غزة و تتبنى مواقف غير داعمة لإسرائيل بل ومناهضة لها أحيانا. الاستطلاع بيّن كذلك؛ أن 51% من الشباب من هذه الفئة العمرية يعتقدون أن الحل طويل المدى للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو "إنهاء إسرائيل وتسليمها لحماس والفلسطينيين". وردا على سؤال عما إذا كانوا يعتقدون أن حماس منظمة يمكن التفاوض معها لتحقيق السلام، قال 76% من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما إنهم يعتقدون أنه يمكن التفاوض معها. كما أظهرت النتائج أن غالبية الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما وبين 25 و34 عاما يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة. وبحسب نفس الاستطلاع، فإن 67% من المستجوبين من هذه الفئة العمرية يرون أن اليهود "ظالمون" ويجب أن تتم معاملتهم كذلك . حاكم واشنطن و بعد أن أدرك أن الجبهة الداخلية غدت متخارجة مع المرغوب؛ راح يذيب الممكن الكون في ربوع المعمور لعله يصدر خيبته؛ و قد بات هو و إدارته و أمريكا و من في مدارها طرا في عزلة لا قبل لهم بها.
"في لحظة الكثير من العنف والمعاناة- في أوكرانيا وإسرائيل وغزة والعديد من الأماكن الأخرى - قد يكون من الصعب تخيل أن هناك شيئا مختلفا ممكنا. لكن يجب ألا ننسى أبدا الدرس المستفاد مرارا وتكرارا عبر تاريخنا: من المأساة والاضطرابات الكبيرة، يمكن أن يتحقق تقدم هائل. المزيد من الأمل. المزيد من الحرية. غضب أقل. شكوى أقل. و حرب أقل. و يجب ألا نفقد عزمنا في السعي إلى تحقيق تلك الأهداف، لأن الحاجة ماسة الآن إلى رؤية واضحة وأفكار كبيرة وشجاعة سياسية. هذه هي الإستراتيجية التي ستواصل إدارتي قيادتها في الشرق الأوسط وأوروبا وحول العالم. وكل خطوة نتخذها نحو ذلك المستقبل هي تقدم يجعل العالم أكثر أمانا والولايات المتحدة الأمريكية أكثر أمنا."
المآسي/ الاضطرابات الكبيرة/تحقيق تقدم هائل". و مع ذلك؛ ففي نظر بايدن ”من الصعب تخيل أن هناك شيئا مختلفا ممكنا". هل هي بداية الحنين لعودة الفوضى الخلاقة؛ و هي تصارع أنفاسها الأخيرة أمام محاور استقطاب و نفوذ جديدة. أم ما بات ديدنا؛ يصير من الجبلة و يصعب التخلي عنه. فحسب جيفري ساكس/ JEFFREY D. SACHS ؛ البروفيسور الأمريكي المرموق من جامعة كولومبيا؛ السياسة الخارجية هي محض عمليات الاحتيال المستمرة في المجمع الصناعي العسكري الأمريكي. تدار من قبل زمرة صغيرة وسرية ومتماسكة، بما في ذلك كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية و البنتاغون ولجان الخدمات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ وكبرى الشركات. ربما يكون هناك ألف فرد رئيسي يشاركون في وضع السياسة، فيما لا تلعب المصلحة العامة سوى دورا ضئيل.ا [2] عود على بدء؛ و باستحضار مقال / تقرير جو بايدن؛الذي طلع علينا بتاريخ 18نوفمبر 2023 على صحيفة الواشنطن بوست؛ عنوانه جاء بصيغة الآمر؛ مدخولة بتحد واثق. جو بايدن: الولايات المتحدة لن تتراجع عن تحدي بوتين وحماس. إذا غابت عن اللبيب الإشارة على الصريح؛ فمن توه سينتبه إلى فهم القصدرأسا؛ بحصر المعنى على المطلوب بغير إعمال ضافي نظر. و هذا ما خلى غليب إيفانوف، يكتب بانتباه في "أرغومينتي إي فاكتي21/12/2023؛ أن فالإدارة الأمريكية تحاول، منذ فترة طويلة، مساواة روسيا بحماس. فواشنطن تروّج لفكرة أن إسرائيل لا تستهدف المدنيين في غزة، خلاف روسيا في أوكرانيا التي تتصرف مثل حماس. إدارة بايدن بهذا الطرح تحاول تسويغ مقتل المدنيين في قطاع غزة. فمنسق الاتصالات الإستراتيجية بالبيت الأبيض، جون كيربي، انتهى إلى أن واشنطن ترى فرقا بين مقتل المدنيين بسبب الضربات الإسرائيلية في غزة، وأثناء الصراع في أوكرانيا. وبرأيه، فإن إسرائيل لا تريد قتل المدنيين في غزة ولا تضع ذلك هدفاً لنفسها، بينما روسيا تحدد "هذا الهدف على وجه التحديد". وقال إن هذا يشبه تكتيكات حماس. أما بوريس دولغوف، الباحث البارز في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فقد أشار إلى أن "الإدارة الأمريكية تحاول، منذ فترة طويلة، مساواة روسيا بحماس". وأضاف: "هذا ضروري لهم، من بين أمور أخرى، للحصول على المساعدة من الكونغرس لأوكرانيا. يربط البيت الأبيض مشروع قانون المساعدة العسكرية لكييف بتمويل إسرائيل وتايوان، مشيرًا إلى تشابه روسيا وحماس في أساليبهما. وعليه، فلا بد من إقناع الجمهور الأميركي بأنهما يتصرفان بالطريقة نفسها. وهذا ما يحاولون القيام به في الولايات المتحدة". إنهم على الداخل يكذبون؛ و على الخارج بازدواج المعايير يناورون. الولايات المتحدة تحاول جاهدةً مقارنة روسيا بحماس. و في انتظار إنهاء المرحلة النشطة في الشرق الأوسط.حاكم البيت الأبيض أضحى يأخذ بأسباب الاندحار؛ بمنطق "لا أريكم إلا ما أرى" و صونا لزعامتنا؛ دعونا و لو إلى حين؛ نكابر أملا مخزيا؛ بتنا منه على بينة؛ أوكرانيا بالأمس؛ و اليوم غزة و غدا لناظره قريب.
و المهمة من الجلاء لا تسترعي ضافي نظر:فعلى أبواب منطقة المحيطين الهندي والهادئ و بحر الصين الجنوبي تسعى واشنطن لتقويض الاستقرار لتحقيق مصالح جيوسياسية. و بهاجس ملح لاحتواء الصين وحرفها عن تنفيذ مشروعها الاقتصادي الطموح "الحزام والطريق"، الولايات المتحدة تجهد خلف هذه المرام الذي يكرّس هيمنتها العالمية، ولو بجذب الحلفاء إلى ناديها المناهض للصين. حل للأزمات الدولية بالطرق السلمية لم يعد مطروحاً على أجندات الدول الكبرى، التي تسعى لصياغة نظام دولي جديد يعكس تموضع القوى الفعلية على الساحة الدولية. و وفقه ما عتمت أمريكا ترعى جذوة أخيرة من غطرستها؛ و بانطفائها؛ ستعلن القطبية الأحادية نهايتها. حديث البيدق؛ عندما يرنو إلى وميض من شرر هناك لاح؛ لن ينتظر الصباح ليسكت عن الكلام المباح. [3] ---------- [1] انظر حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (6) .. و ما يليها؛ جعلناها محط سبر مقارب لمقال/تقرير الرئيس الأمريكي جو بايدن. نورالدين الأسفي. [2] https://www.commondreams.org/opinion/corruption-of-us-foreign-policy [3] المصدر: https://www.washingtonpost.com/opinions/2023/11/18/joe-biden-gaza-hamas-putin/
#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (15)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (14)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (13)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (12)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (11)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (10)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (9)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (8)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (7)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (6)
-
الغرب جعل الإسلام عدوا له - الكسندر دوغين
-
جوهر الصهيونية - الكسندر دوغين
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (5)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (4)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (3)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (2)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (1)
-
موجة تعدد الأقطاب - الكسندر دوغين
-
الغرب ليس يهومسيحيا - الكسندر دوغين
-
الحرب والسلام - ألكسندر دوغين
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|