أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (3)















المزيد.....

حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (3)


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7791 - 2023 / 11 / 10 - 07:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إسرائيل ارتكبت جرائما؛ و لم تمارس حربا.. هي قتلت و لم تقاتل. العميد أمين حطيط.

" سنصنع التاريخ" تحت هذا العنوان؛ جاءت مادة إعلامية غربية.
تؤكد إقرارا متحققا بالفعل؛ و إن بدا مسوفا إلى حين؛ لكنه محمول على نتيجة متوقعة بالقوة يربكها ظرف عاثر.
جندي إسرائيلي من الاحتياط على أهبة الحرب في غزة. يعاكس حالا على وضع قائم؛ لا لينفيه. بل ليوقظ تحريضا سافرا. ايفياتار يودع والدته سارة في منزلهما بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وأمه تتوعد بقتل جميع الفلسطينيين فور استعادة الرهائن.
الكلام للمادة؛ بروح المهنية الكاشفة؛ و إن بطنت رقابة مراوغة.
"هذه هي اللحظة الحاسمة؛ في خدمتي في الجيش الإسرائيلي. فنحن اليوم سنصنع التاريخ و سوف نغير ما تبدو عليه الأمور سوف نقوم بذلك بشكل صحيح".
قال الجندي كلمته أمام أمه ؛ فانحنت عليه مشجعة و ربتت على كتفه مدلعة.ثم قالت و هي تناور مسحة حزن عمت محياها؛ و قد انطلت عليها كذبة مناورة:
" من نهر الأردن إلى الشرق الأوسط؛ هذا كله لنا و هو ما وعدنا به. لا توجد أمة فلسطينية. فلماذا نريدهم نحن؟ هل لأننا أخيار؟ لقد توقفنا عن كوننا أخيارا".
صرحت بكلمتها و غابت عن المشهد؛ و كأنا بالمادة الإعلامية ترعى لها وقتا حتى تسجل فاصلا؛ يزكي ما يعمل عليه آخرون.
تنقلنا لمادة الإعلامية إلى حيث يحتشد جنود احتياط؛ قال واحد منهم:
"اعتقد أن القصف جيد؛ و علينا القيام بالمزيد من القصف. أعتقد أنه يمكننا القيام بالكثير داخل غزة. إنها معركة بين الخير و الشر و بين الجيد و السيئ".
سرد كلماته برأس لا يساكن وجهة قارة؛ غير قانع نفسه بما نبس؛ و بجسده مال؛ يبغي تفادي ذعر يأخذ بتوازنه المهزوز.
يعود المشهد إلى الأم ليلتقطها؛ صرخت بخيلاء يعاند انكسارا؛ لم تضبط له وجهة على ما تفكر فيه حقيقة:
"الأبرياء الوحيدون في غزة الآن هم الرهائن .. الذين تم احتجازهم. و بمجرد عودتهم إلى إسرائيل سنقصف مستشفى الشفاء و جميع المستشفيات و جميع الأنفاق. سوف نقتلهم جميعا لقد حان الوقت. و العالم يدرك هذا؛ لا جدال؛ نحن مركز العالم اليوم".
كان لها ما أرادت و تم القصف بكل متفجرات العالم و المستشفيات تناثرت فيها الأشلاء. معها إسرائيل باتت خارج المظلومية التي رعتها ردحا.
الأم؛ ولا ريب ؛ سترى تلك الصور المسربة لأعضاء الكنيست الإسرائيلي و هم يبكون بعد خروجهم من جلسة سرية مغلقة؛ اطلعوا فيها على الأعداد الحقيقية للقتلى والجرحى من جنود جيش الاحتلال وحجم الخسائر التي يتكبدونها.
فالصور ستكون كافية لكشف حجم الكارثة والهزيمة التي يعيش فيها الاحتلال. مما يفسر جنون القصف والتدمير العشوائي لكل شيء في غزة العزة.
و ها إيدي كوهين يستجدي وزير الدفاع الإسرائيلي"أرجوكم لا تتحدثوا عن خسائرنا الفادحة وقتلانا"
و القضية الفلسطينية اليوم هي التي غدت مركز العالم، و المقاوم الجسور؛ المدافع عن تراب وطنه فلسطين بات نبراس الصمود.

على منصة؛ اعتلى ضابط إسرائيلي؛ و راح يخطب في حشد.
"أجلس و أتخيل أنه في هذه الأيام لا يوجد قتلى و لا جرحى و لا أسرى، لو لم يتواجدوا في المشهد ربما يكون هذا أسعد شهر في حياتي".
لكنك خبت؛ وما اعتقدته محصلة أطاحت بالمشاريع العراض للكيان المغتصب.
و ها هو يضيف وسط هتاف مستهجن:
".. سأفسر لكم لماذا سيكون أسعد شهر في حياتي، منذ أن ولدت أي قبل؛ اكرر من 40 عاما؛ لقد وصلنا إلى مرحلة و نقطة قد ارتقى فيها الشعب الإسرائيلي. لقد أدركنا أخيرا من نحن. لقد ولدنا مرة أخرى؛ قبل 75 عاما لقد أثبتنا أنفسنا و عملنا على بنيتنا و كبرنا و كبرنا.
أبيب شلومو أستاذ التاريخ في جامعة تل ساند، ابن جلدته؛ ينفي ما صادره الضابط كحقيقة لا ترتفع. فقد أكد " أنه تم اختراع فكرة الشعب اليهودي في نهاية القرن الـ19، ولولا الكارثة التي سببتها النازية لم يكن ليتم إنشاء دولة إسرائيل عام1948 ".
"و بعدها جاء السؤال حول هويتنا. من نحن؟ ماذا نحن؟ و ماذا نريد أن نفعل بأنفسنا؟ ما الجيد؟ ما السيئ؟ ما القبيح؟ شيء واحد نحتفل به هذه الأيام و هو شيء مهم؛ بلادنا كل البلاد بما في ذلك غزة و لبنان الأرض بأكملها لنا..سوف ندمر الشر سوف ندمر المقاومة و سوف ندمر الأعداء.و سوف ندمر الجميع.
من وقع رجة طوفان الأقصى بات الصهاينة يجرون وراء وعي مهزوز لعلهم يقرونه على ثبات غير مسوغ؛ و يبقونه على وتيرة ما أنسوا به و بات من ذواتهم جبلة.
و الحق. ما أكده جون روز المفكر اليهودي البريطاني البارز، إسرائيل على أبواب نهاية الحلم الصهيوني. كاشفا عن مدى ارتباطه بالمشروع الصهيوني منذ صغره، وحياته على خلفية الهولوكست، واعتقاده بحق إسرائيل في امتلاك وطن، إلا أن وجهة نظرة تغيرت، بعد أن تكشفت له الأساطير الصهيونية.
روز يرى أن الدين اليهودي مختطف من قِبل الصهيونية لأسباب سياسية، مؤكداً أن إسرائيل لا يمكن أن تبقى حال تآكل المشروع الصهيوني الداعم لها.
و بات جليا أن أمريكا والغرب والكيان الاسرائيلي راحت عليهم جميع مخططاتهم، بدءا من تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى ؛ مرورا بتوجيه ضربة موجعة لسياسة التطبيع التي كان هدفها الرئيس إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية. وانتهاء بخلق أزمات اجتمعت طرا داخل الكيان المحتل. ليأتي الرد الفيصل ملخصا ليجيب بواضح الكلام على تلك العنجهيات المحشوة بروباغندا؛ فهو صادر عن قلب منفطر شع منه اليقين بعد طول أمد؛ تجرع فيه يقينيات الصهيونية الماتحة من الأساطير المؤسسة.
فتحت شعار " راحلون من البلاد" جاهروا:
"كثير من الناس حولنا يرحلون، ضاعت الثقة و الأمن. لم يعد لهما وجود. و من يظن أنه من السهل إعادتهما فهو مخطئ. لا ثقة بالحكومة و لا بالجيش و لا بالشرطة. أين المستقبل هنا؟ لذا قررت الهجرة و عدم العودة إلى إسرائيل نهائيا".
و على وسم " نغادر البلد معا" صدعوا:
"من الصدمة أدركنا أنه يتعين علينا الرحيل من هنا. دهني مشغول دائما بالأحداث الأمنية و الخوف موجود في كل مكان.. لن أشعر بالأمان على ما يبدو إلى أن أهبط خارج حدود إسرائيل".



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (2)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (1)
- موجة تعدد الأقطاب - الكسندر دوغين
- الغرب ليس يهومسيحيا - الكسندر دوغين
- الحرب والسلام - ألكسندر دوغين
- الليبرالية العالمية في أزمة - الكسندر دوغين
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (18)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (17)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (16)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (15)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (14)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (13)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (12)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (11)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (10)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (9)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (8)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (7)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (6)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (5)


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (3)