أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (8)















المزيد.....

حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (8)


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7760 - 2023 / 10 / 10 - 04:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


8. السلام تخونه القواعد.

نورالدين علاك الأسفي.
[email protected]

الغرب الجماعي راحة عليه؛ و نعيم الاستعمار الجديد المتلبس غطرسة يفقد بريقه. العملية الخاصة الروسية، و التحدي المتنامي من الصين، حرماه منه.
قرار بوتين ببدء أكبر حرب في أوروبا منذ ما يقرب من 80 عاما، والخطر من الكرملين في المستقبل المنظور، أمامه الدول الغربية بلا خيار؛ عدا الارتقاء إلى مستوى من التفكير يواجه تحد جديد ينتظرها.
ففي منتدى بالعاصمة الهنغارية بودابست، سبقهم المذيع الأمريكي الشهير تاكر كارلسون إلى تحسس نبض المواعدة المنتظرة؛ حكى بيقين استشفه؛ إن النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية ينهار، ومن الواضح أن حلف "الناتو" بدوره سوف ينهار.
تفجير خط أنابيب "السيل الشمالي" بقرار إدارة بايدن؛ في نظره؛ ضرب الاقتصاد الألماني في مقتل، وألمانيا هي آخر حليف مهم للولايات المتحدة في أوروبا، ويوما ما سيستيقظ الألمان ضد واشنطن.
كارلسون يتابع نافيا الحرج: "من غير المرجح بعد ذلك أن يدور الحديث عن استمرار وجود (الناتو). أنا لا أعتقد ذلك، ربما أكون مخطئا، لكني لا أستطيع أن أتخيل نوع المستقبل الذي يمكن أن نتحدث عنه".
السعي الحثيث وراء الأحلاف الهجينة و مكابرة الناتو بتردد لما يستجد؛ و تآكل نفوذ انتعش على ارث استعماري بغيض. فإفريقيا لحقتها حمى الانقلابات. وساحات صراع عالمية تتفجر. و سلاسل توريد تتعثر. جلها و غيره كثير جعلت الغرب يسارع في البحث عن من يزود أوكرانيا بالسلاح في هجومها المضاد المتعثر.
يأتيها الخبر اليقين. بأن ما شرع به الروس في أوكرانيا؛ ليس في وارد ما تطالعنا به الأحداث؛ و مستبعد توقيفه قبل اشرافه على النهاية.
عراب الناتو ستولتنبرغ كان من موقعه قد خلص إليه رافعا العتب؛ لا أحدا يعرف متى سينتهي القتال في أوكرانيا، " فمعظم الحروب تستمر لفترة أطول مما كان متوقعا لها ولذلك يجب أن نكون جاهزين لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا..و إن كنا نريد سلاما سريعا".
أمام ارتباك حرج؛ لاذ بحنكته؛ إذا توقفت أوكرانيا عن القتال فإنها "ستختفي من الوجود، فيما لو توقفت روسيا عن القتال سيحل السلام".
مدفيديف بغير مواربة إزاء الأزمة الأوكرانية سبقه إلى الصراح البراح: هزيمة الغرب أمر لا مفر منه. و على روسيا أن لا تتوقف حتى تتم الإطاحة بنظام كييف الإرهابي الحالي تماما. و صدع ساخرا "دعوا قادتهم الذين نسوا أمر مواطنيهم، يصرخون بأعلى صوتهم بأنهم سيدعمون بقايا أوكرانيا بالأسلحة والمال طوال المدة التي يتطلبها الأمر، وسيقومون بتدريب الجنود لمصنع تعبئة اللحوم في كييف، وسيقومون بإعادة أنقاض الاقتصاد المحتضر لنظام بانديرا. وسيبقون على العقوبات المجنونة ضد روسيا".
عند الغرب، هذه حرب غريبة يموت فيها أناس غرباء. وبالرغم من أنهم لا يشعرون بالأسف حيالهم، إلا أن الغرب طرا لن يذهب أبدا إلى أبعد من الحد الذي سيبدأ بعده في الإضرار بمصالحه. بغض النظر عن مدى ارتفاع صوته بمنتدياته و قممه.
هذه حرب بالوكالة حدا؛ سيرعاها إلى أن ستصبح "مملة ومكلفة وغير فعالة". ثم يتحول إلى أخرى قيد الاندلاع.
أما رئيس مجلس الأمن الروسي فما انفك يشدد على أن هذه الأزمة "بالنسبة لنا مأساة لشعبنا. هذا صراع وجودي. حرب من أجل الحفاظ على الذات. إما هم أو نحن". عاملا حسابا إلى أنه "سيمر بعض الوقت وستتغير السلطات الغربية، وستتعب نخبها وتتوسل المفاوضات وتجميد النزاع، أي هجوم مضاد سوف يفشل، وسيدفنون موتاهم ؛ثم سيلعقون جراحهم".
ليس في جعبة الروس كثير خيارات؛"إما أن ندمر نظامهم السياسي المعادي، و الكلام لمدفيديف؛ أو أن الغرب الجماعي سيمزق روسيا في النهاية إلى أشلاء. وفي هذه الحالة سنموت معا. لا أحد يريد هذا".
لقد أرسل الروس إشارات تعدت الحصر إلى الغرب بأنهم مستعدون للمواجهة ولن يتخلوا عن أهدافهم مهما كلفتهم.
أما أنالينا بيربوك؛ وزيرة خارجية المانيا، فما زالت تعارك الوقت في صياغة السؤال المحروق؛ و قد لاحت دلالته جلية من المراد "يطرح الكثير من الناس في الولايات المتحدة هذا السؤال: "أوكرانيا بعيدة عنا تماما، فما سبب أهميتها بالنسبة لنا؟" وهذا صحيح ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن أيضا هنا في ألمانيا".
الجواب على التحقيق يمنع إقرارها المريب. فكيف الحال؛ و حلف الناتو يعترف بأنه لم يعد قادرًا على تلبية طلبات كييف العسكرية؛ بعد وصوله إلى قناعة تلزمه بفرملة دفق إمداداته لأوكرانيا.
فخلال عام ونصف من العملية العسكرية الروسية الخاصة، ضخ الناتو ما يقرب من مائة مليار دولار إلى أوكرانيا، وقام بتزويد كييف بانتظام بما تحتاجه الذخائر. لكن نظام كييف، الذي لا يقوم بحساب عدد الرؤوس الحربية ولا أرواح مواطنيه الذين رماهم في "هجومه باللحم"، يطالب بمزيد المساعدات من رعاته الغربيين. بروكسل كانت ستسعد لو تستطيع مواصلة تزويد الجيش الأوكراني بالأسلحة، لكن قوتها جفت. حلف شمال الأطلسي استنفد قواه. ففي المؤتمر السنوي لرؤساء أركان دول الناتو في النرويج، اعترف رئيس اللجنة العسكرية بالحلف، الأميرال روب باور، بأن الناتو لن يكون قادرًا بعد الآن على مساعدة كييف بالدرجة السابقة.
واضح أن الاستراتيجيين في حلف شمال الأطلسي أدركوا أخيرا أن الوقت قد حان للحصر على الحديدة. فأولا، يجري استخدام جبال الأسلحة المقدمة لكييف بشكل غير فعال، ويتعرض جزء لا بأس به منها للتدمير بسرعة؛ وثانياً، مع مثل هذا التبذير، تخاطر الدول الغربية بالبقاء دون حماية. كما أن زيادة ميزانيات الدفاع لن تساعد هنا أيضًا. فالأسعار آخذة في الارتفاع، بينما القدرة الإنتاجية العسكرية لا تزال على حالها.
ليخلص الأميرال إلى النتيجة المخيبة للآمال. الغرب ينفق أكثر فأكثر على الشيء نفسه، ما يعني أنه لا يستطيع التأكد من أن زيادة الإنفاق الدفاعي اليوم ستؤدي في الواقع إلى مزيد من الأمن. لذا، يبدو أن أوكرانيا سيتعين عليها أن تتصالح مع حقيقة أن المائدة العسكرية التي فرشها الناتو بسخاء أمام كييف قد شرع في طيها.
و هذا ما استحضره رئيس اللجنة العسكرية بداهة. فالهجوم المضاد الأوكراني ولج المربع الرمادي؛ و في مثل هذا الوضع قد لا تؤدي الرغبات في الواقع إلى تحسين الوضع الآمن.
الناتو يا ما خبر حذر الكرملين من استمرار تسليم الأسلحة إلى كييف، و روسيا ما عتمت ترفع مذكراتها إلى دول الحلف بشأن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا. بمفاد أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستكون هدفا مشروعا للقوات الروسية.
و تلك هي معضلة الاستنزاف التي ركبها الغرب على عهدة العناد؛ بلا أمل يلوح في الأفق. فالبيادق تركت تتحرك على هواها لعل الحظ يحالفها في النجاح. لكنها غدت محاصرة؛ و اللاعبون خانتهم القواعد.



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (7)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (6)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (5)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (4)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (3)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (2)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (1)
- حديث البيدق / المغرب.. زلزال.. و لكن.
- عالم سباعي الأقطاب - الكسندر دوغين (2)
- عالم سباعي الأقطاب - الكسندر دوغين (1)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (16)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (15)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (14)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (13)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (12)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (11)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (10)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (9)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (8)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (7)


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (8)