حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (2)

نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7754 - 2023 / 10 / 4 - 07:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نورالدين علاك الأسفي.

2. بايدن.. مخرجات لزوم التمانع.

في معتكف كامب ديفيد الرئاسي. كان بايدن على موعد ليعزز العلاقات مع اليابان وكوريا الجنوبية. أعلن عن اتفاق ثلاثي مع زعيمي البلدين لتعميق التزاماتهما الأمنية والاقتصادية بعد قمة تاريخية مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول للتركيز على مخاوف التعاون الأمني الإقليمي، وخاصة إدارة العداء الكوري الشمالي و مواجهة الصين. فللتاريخ نصيبه من ذكرى عداء لا ترتفع.
الرئيس الأمريكي يحتفي بالتاريخ لما ساوره شك بأنه سيكون له معنى " نجتمع في هذا المكان التاريخي لنجعل لحظة تاريخية، وأعتقد أن هذا صحيح". "هذه حقبة جديدة وشراكة بين اليابان وجمهورية كوريا والولايات المتحدة"، كجزء من العلاقات المتجددة ، المفصلة في بيان مشترك بعنوان "روح كامب ديفيد" ، التزمت الدول الثلاث بجهود تنسيق جديدة ، بما في ذلك خط ساخن عندما تكون هناك أزمة في المنطقة. و لم يكفهم هذا؛ فالنيات تتحصن خلف إعلان القادة عن "التزامهم بالتشاور" مع الآخرين "بطريقة سريعة لتنسيق استجاباتنا للتحديات والاستفزازات والتهديدات الإقليمية التي تؤثر على مصالحنا الجماعية وأمننا".
ليأتي التفصيل بعد لأي؛القادة الثلاثة اتفقوا على تعزيز تبادل المعلومات حول عمليات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية والأنشطة الإلكترونية ، وتعزيز التعاون في مجال الدفاع الصاروخي لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية من بيونغ يانغ ، و لم يسقط من بالهم جديد الالتزام "بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان". أما في الاقتصادي ، فعيون الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية ستعمل على إطلاق برامج تجريبية لنظام الإنذار المبكر لتوسيع تبادل المعلومات وتعزيز التنسيق بشأن الاضطرابات المحتملة في سلسلة التوريد.
و هذا ما كان متتظرا من البيان المشترك الصادر عن الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. فالزعيمان في ضيافة أمريكا. و كلاهما وقف على التقرير بعد التحبير.
الزعيم يون الكوري كان يراود خجلا طفوليا و يسر للصحفيين" سنعزز النظام الدولي القائم على القواعد ونلعب أدوارا رئيسية لتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين على أساس قيمنا المشتركة بشأن الحرية وحقوق الإنسان وسيادة القانون". أما بايدن فقد لاح انه حفي بانجازه؛ فالعلاقات المتجددة ، ستجعل القادة شخصيا يجتمعون سنويا، بينما سيجتمع المسؤولون على مستوى مجلس الوزراء بشكل منتظم.
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، كان واضحا في انتقاء كلماته و هو يفصح بالعجلى حتى لا يفضح؛ القمة تمثل "حقبة جديدة" من التعاون بين الثلاثة "لربط أنظمتنا معا" عبر مجموعة من المصالح لسنوات قادمة.ومع ذلك، أوضح بمواربة سافرة أن اتفاقية التعاون هذه ليست الناتو للمحيط الهادئ. في حين أن الاتفاقية تلزم كل دولة بالتعاون العسكري والتدريبات الدفاعية المشتركة، لا توجد مادة 5 معادلة من شأنها أن تعتبر الهجوم العسكري على عضو واحد هجوما على جميع الأعضاء. و هنا نتلقف أولى رائحة من الطبخ الهجين.
سوليفان على رغمه؛ لم يفوت إبداء امتعاضه؛ الولايات المتحدة قلقة بشأن التعاون العسكري لكوريا الشمالية مع روسيا لكنه لم يصل إلى حد اتهام روسيا بانتهاك عقوبات الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية. و هو ما تحقق لاحقا فالأيام دول. فقد زار كيم جونغ رسميا روسيا؛ و شكل الحقيقة عيانا؛"مثلثان متناظران": موسكو وبكين وبيونغ يانغ؛ وواشنطن وطوكيو وسيئول. و زكى ملموسا التعاون العسكري التقني. فقد وزار كيم خلال جولته في الشرق الأقصى الروسي عددا من المواقع الصناعية العسكرية الروسية وتعرف على سلاح الطيران الاستراتيجي الروسي وصواريخ "كينجال" وفرقاطة "المارشال شابوشنيكوف" التابعة لأسطول المحيط الهادئ الروسي.
الزيارة كانت من الثقل؛ ناء بحمله رئيس وزراء اليابان فعجل بتلقف صداها؛ فأعلن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن سياسة اليابان تجاه كوريا الشمالية لم تتغير. اليابان تريد تطبيع علاقاتها مع كوريا الشمالية.و بهدف فتح صفحة جديدة؛ أود أن أعرب عن تصميمي على مقابلة الرئيس كيم جونغ، من دون شروط مسبقة و أنه سيسعى لـ"تنظيم لقاءات رفيعة المستوى" تحت إشرافه من أجل أن تعقد هذه القمة في أسرع وقت ممكن.
تتبعثر أوراق البيت الأبيض من جديد. تأكد حدس سوليفان. فما لم يأمله. قد حصل له به ظن بمقتضى ما علم؛ تكافأت إرادتان فلزم التمانع. و كان قد نبه عليه قبلا قائلا:" هذه مشكلة كبيرة".

#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات