أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - جوهر الصهيونية - الكسندر دوغين















المزيد.....

جوهر الصهيونية - الكسندر دوغين


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7800 - 2023 / 11 / 19 - 02:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكسندر دوغين
Alexander Dugin

ترجمة : نورالدين علاك الأسفي [1]
[email protected]

الصهيونية أيديولوجية دولة إسرائيل. لماذا يعتقد اليهود أنهم الشعب المختار? ما هي أهمية الشتات اليهودي كتقليد يهودي? لماذا الصهيونية، من وجه؛ استمرار لليهودية، و من آخر، دحض لها ؟
مثل أي دين، لليهودية عدة أبعاد. الحديث بشكل مبسط عنها، سواء بالمديح أو الإدانة، أمر متجاوز.
اليهودية ترتبط بالاعتقاد بأن اليهود هم الشعب المختار (في المقام الأول بالمعنى الديني). هدفهم انتظار المسيح، الذي سيغدو ملك إسرائيل. و هكذا، يرتبط دينهم بترقب المسيح.
وفقا لليهودية، في بداية الألفية الأولى، ذهب اليهود إلى الشتات. و تم تدمير الهيكل الثاني إيذانا ببدء تاريخ يمتد إلى ألفي عام من تشتتهم. هذا العصر هو جزء من التقليد اليهودي. الغرض هو التكفير عن خطايا إسرائيل المتراكمة عبر أزمنة التاريخ السابقة. إذا كانت هذه الكفارة حقيقية والتوبة عميقة، فتبعا للتقاليد اليهودية، سيظهر المسيح، كدليل على مباركة الشعب المختار. في هذه الحالة، ستترتب على ذلك عودة اليهود إلى إسرائيل، و إقامة دولة مستقلة، وإنشاء الهيكل الثالث.
هذه هي بنية الثقافة اليهودية في الترقب. الممثلون الأكثر اتساقا مع هذا النهج هم الأصوليون من حركة نتوري كارتا/ Neturei Karta. يقولون إن الإله اليهودي أمر بتحمل متاعب المنفى، لذلك يجب على المرء انتظار النهاية و التكفير عن الخطايا. ولما يأتي المسيح، يمكن للمرء أن العود إلى أرض الميعاد.
كيف حدث أن الدولة قد تم تأسيسها بالفعل وانتهكت المحظورات? لفهم علة تناقض إسرائيل الحديثة تماما مع الديانة اليهودية، يحتاج المرء إلى العودة إلى القرن السابع عشر، إلى عصر المسيح الزائف شبتاي تسفي/ [2] Shabbtai Tzvi؛ بشير الصهيونية. لقد ادعى أنه كان المسيح، وبالتالي يمكن لليهود العودة إلى إسرائيل. مصير شبتاي تسفي كان محزنا. لما وصل إلى السلطان العثماني مطالبا بفلسطين، تم منحه خيارا: إما قطع رأسه أو اعتناق الإسلام. ثم حدث شيء غريب: شبتاي تسفي اعتنق الإسلام. في ذلك الوقت، كانت هذه خيبة أمل كبيرة للمجتمعات اليهودية.
ومع ذلك، ظهر أتباع شبتاي تسفي (السبتية/ Sabbateanism) ؛ خاصة أن تعاليمه انتشرت؛ بين يهود أشكنازي وأوروبا الشرقية.و بالتوازي تطورت الحركة الحسيدية/[3] Hasidic ، والتي لم يكن لها توجه أخروي أو تبشيري؛ ولكنها نشرت تعاليم الكبالاه /Kabbalistic بين الناس العاديين.
في بعض الطوائف السبتية (خاصة بين الفرانكيين/[4] Frankists في بولندا)، نشأ لاهوت؛ على افتراض أن شبتاي تسفي كان المسيح الحقيقي وانتقل إلى الإسلام عمدا؛ وهكذا، ارتكب خيانة مقدسة (خان اليهودية لتسريع مجيء المسيح).
بهذا المنطق، يمكن للمرء أن يتحول بسهولة إلى ديانات أخرى. فيعقوب فرانك/ Jacob Frank، على سبيل المثال، اعتنق الإسلام أولا؛ ثم الكاثوليكية، بحجة أن اليهود التهموا الأطفال المسيحيين. [5]
لقد انتهك تماما جميع أشكال التلمودية/ Talmudism وخان إيمانه. لكن عقيدة فرانك السرية اقترحت أنه بعد القرن السابع عشر، تغيرت فكرة المسيح ذاتها. الآن، أصبح اليهود أنفسهم المسيح. و ليست هناك حاجة لانتظاره، لذلك حتى لو خنت دينك، فأنت مقدس؛ أنت الرب.
و هكذا، تم للصهيونية إنشاء بيئة فكرية. الصهيونية هي شيطنة يهودية، شيطنة داخل اليهودية، بقلب كل أسسها. إذا كان على المرء في اليهودية أن ينتظر مجيء المسيح، فعندئذ في الصهيونية، اليهودي هو الرب بالفعل. ويتبع ذلك انتهاكات للوصايا التلمودية.
هذا يؤدي إلى علاقات محددة بين الصهيونية واليهودية. من جهة، الصهيونية استمرار لليهودية؛ و من ناحية أخرى، هي دحض لها. يقول الصهاينة إنه لم يتبق شيء للتوبة؛ لقد عانوا بما فيه الكفاية، لذا؛ غدوا هم الرب.
وهذا يفسر خصوصية الدولة الصهيونية الحديثة، التي لا تعتمد فقط على إسرائيل؛ ولكن أيضا على اليهود العلمانيين و اليهود الليبراليين و اليهود الشيوعيين و اليهود الرأسماليين و اليهود المسيحيين واليهود المسلمين و اليهود الهندوس ، إلخ. كلهم يمثلون شبكة الفرانكية، يمكن لكل منهم ارتكاب خيانة مقدسة بشكل مريح، وبناء دولة، وتأكيد الهيمنة العالمية، وفرض حظر على انتقاد الصهيونية (في بعض الدول الأمريكية، انتقاد دولة إسرائيل يعادل معاداة السامية).
الخطوة الوحيدة المتبقية لهم هي نسف المسجد الأقصى؛ والبدء في بناء الهيكل الثالث. بالمناسبة، فقد تم بالفعل تخصيص أموال من قبل الكنيست للتحقيق في جبل الهيكل، كل شيء يتحرك في هذا الاتجاه.
كيف يمكن للمرء أن يخمد صراعا بمثل هذه الجذور الميتافيزيقية العميقة؛ عبر مناشدات الأمم المتحدة بعبارات مثل «دعونا نتصالح» أو «لنراعي حقوق الإنسان» ؟. في الصراع الفلسطيني، تجاهلوا منذ فترة طويلة حقوق الإنسان هذه. علاوة على ذلك، نسمع بشكل متزايد تصريحات سخيفة منهم؛ على سبيل المثال، اتهام الناس بمعاداة السامية؛ و الذين هم بالفعل يدافعون عن الفلسطينيين الساميين.
إذا تجاوزنا التنويم المغناطيسي، وضباب الهراء، و إلغاء تشظي الوعي المابعدحداثي/ postmodernist ، فسنرى صورة مثيرة للاهتمام ومرعبة للغاية لما يحدث في الشرق الأوسط. [6]
----------------
[1] في البال: المقال المترجم رهن الإحاطة علما؛ لا تبني فحواه جملة أو تفصيلا. المترجم.
[2] أو سبطاي سوي ؛ ولد في إزمير 1626 بتركيا، ومات بمدينة اُلكُون 1675- wiki).
[3] أو الحاسيديم هي حركة روحانية اجتماعية يهودية. ق 17م. عمت شرق أوروبا.wiki)،
[4] الفرانكيين نسبة الى الفرانكية هي حركة دينية يهودية ظهرت في الفترة ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وتمحورت حول قيادة المدعي بأنه المسيح، يعقوب فرانك/ Jacob Frank، حاخام بولندي، ولد في أوكرانيا؛ عاش في الفترة ما بين 1726 و1791. وفي أوج ازدهار هذه الحركة، وصل عدد مريديها نحو 50,000 فرد، أغلبهم من اليهود الذين كانوا يعيشون في بولندا وغيرها من مناطق أوروبا الشرقية. وعلى عكس اليهودية التقليدية، التي تقدم مجموعة من التوجيهات المفصلة المعروفة باسم هالاخاه ويتبعها بدقة اليهود الأتقياء، وتنظم العديد من مناحي الحياة، ادعى فرانك أن «جميع القوانين والتعاليم سوف تسقط» وأكد على أن أهم التزام يجب على المرء التمسك به هو تجاوز كافة الحدود.
ويرتبط مصطلح الفرانكية عادةً بالحركة السبتية، وهي الحركة التي قامت على ادعاء الحاخام اليهودي شبتاي تسفي بأنه المسيح اليهودي. فشأنها شأن الفرانكية، آمنت الصور الأولى من الحركة السبتية بأنه - على الأقل في بعض الأحوال - يكون التحرر من القيود الدينية هو المسار السليم.
[5] اعتقاد في أوربا يذهب مناصروه إلى اتّهام اليهود باختطاف وقتل أطفال مسيحيين لاستخدام دِمائهم في طقوسهم الدينية. وقد ذاعَت هذه الأسطورة بداية في إنجلترا، ثم في فرنسا. وفي عام 1294، تم العثور على صَبي مَيت في بَرن أيضاً، أُطلِقَ عليه اسم "رودولف فون برن". وعلى الفور، توجهت أصابع الاتهام إلى مجموعة من اليهود. وبرغم عَدَم اقتناع السلطات باتهام فِرية الدم، إلّا أنَّ جميع اليهود طُرِدوا من المدينة.
اعتُبِر "رودولف فون بَرن" قدّيساً منذ ذلك اليوم، واستَقَرَّت رفاته في مَذبح كنيسة "غروسمونستَر" (Grossmünster) حتى حَركة الإصلاح البروتستانتي في أوروبا. عندها فقط أُعيدَ دَفنه في قَبر - مع عبارة تنص على قَتله من قِبَل اليهود. وظلَّ الأمر كذلك حتى القرن التاسع عشر، عندما شَكَّك أسقف بازل في مَكانة القداسة المَمنوحة لهذا الطفل.
تُطارد حادثة إقصاء اليهود من برن في عام 1294 المدينة حتى يومنا هذا. ولا يزال الجدَل دائراً حول ما إذا كانت النافورة التي يتوسطها تمثال "آكل الأطفال" (Kinderfresser) التي بُنِيَت في البلدة القديمة لبَرن في عام 1546 هي تَذكير بِمَقتل رودولف. ويعود السبب في ذلك إلى القُبَّعة الواضحة الشكل التي يرتديها التمثال، والتي تُذَكِّر بِحَسب الُنّقاد، بالقُبَّعات الصَفراء المٌدَبِّبة التي كان يَتَعين على اليهود ارتدائها للتعريف بأَنفُسِهم منذ القرن الثالث عشر.
في البداية، وَصَفَت الإشاعات مُعاناة الأطفال بطريقة تَستند بشكل وثيق على آلام المسيح. وكثيراً ما زُعم أن الاطفال إنَّما سُمِّروا على صليب، وأن اليهود كَرّروا خَطيئَتَهم مع طفل مسيحي. ومع انتشار الأسطورة في أوروبا، تم تَبرير التَعَطُّش اليهودي المَزعوم لِلقَتل بِشَكل مُتزايد بِشَهوة هؤلاء للدِماء. وقيل حينذاك أن اليهود بِحاجة إلى هذا الدَم لِصُنع خُبز ماتزوس [وهو خبز مُسَطَّح خالي من الخميرة يأكلونه خلال عيد الفصح] أو في طقوسهِم السرّية. وقد انعكست أسطورة الدَم هذه عند المسيحيين من خلال كراهيتهم للجماعات المُهمَّشة.
https://www.swissinfo.ch/ara/culture
/أوروبا-الم-سيحية-خ-ل-ق-ت-كراهية-اليهود-في-العصور-الوسطى/47778104
و إلى يوم؛ ما انفك هذا الطرح مثار جدل؛ و بحث علمي بين مفند و مقر في الأوساط الأكاديمية الغربية و بين الباحثين اليهود أنفسهم.
-Passovers of Blood: The Jews of Europe and Ritual Murder, Ariel Toaff . 2007
-Blood Libel: On The Trail of an Antisemitic Myth. Magda Teter. 2020
انظر بهذا الصدد:
https://www.timesofisrael.com/myth-of-jews-killing-christian-children-persists-says-new-book-on-
اللافت أن هذا التشهير ما يزال محط احتفاء على منصات التواصل الاجتماعي. و سيزيده زخما ما طال اطفال فلسطين أمام أنظار العالم من إبادة جماعية و تطهير عرقي بغزة؛ و الحرب سجال في طوفان الأقصى. (نورالدين الأسفي)
[6] رابط المصدر:
https://www.geopolitika.ru/en/article/essence-zionism



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (5)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (4)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (3)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (2)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (1)
- موجة تعدد الأقطاب - الكسندر دوغين
- الغرب ليس يهومسيحيا - الكسندر دوغين
- الحرب والسلام - ألكسندر دوغين
- الليبرالية العالمية في أزمة - الكسندر دوغين
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (18)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (17)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (16)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (15)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (14)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (13)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (12)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (11)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (10)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (9)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (8)


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - جوهر الصهيونية - الكسندر دوغين