أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين 5















المزيد.....



الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين 5


جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية

(Jadou Jibril)


الحوار المتمدن-العدد: 7816 - 2023 / 12 / 5 - 20:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السيرة الدينية والسياسية للنبي محمد (ص): الفلسفة والأخلاق والدروس
محمد مشكر الرحمن
مقدمة
إن جزء كبيرا جدا من الدراسات والأبحاث الحديثة المتعلقة بالإسلام والقرآن المستندة على مناهج وقواعد وآليات وأدوات البحث العلمي مصدره غربي وغير مسلم والكثير من عموم المسلمين قد لا تتوفر لهم الفرصة لاطلاع بيسر على فحواها لذا ارتأيت في هذه السلسلة ،بأسلوب مبسط قدر المستطاع عرض ملخصا لفحواها باللغة العربية راجيا أن يكون هذا المجهود المتواضع جدا نافعا للبعض
فالذي يحز في القلب حقا هو أن التساؤلات والإشكاليات الكبرى المتعلقة بديننا وكتابنا المقدس غالبا ما تتساقط علينا من الغرب
غاية ما تأمله هذه السلسلة هو إعادة إحياء ثقافة السؤال والتساؤل في عقلية العرب بعد أن تم حجبها ثم اغتيالها منذ قرون إلى أن أصبحت عقلية متكلسة تفقد التوان كلما برزت بعض الرغبة في وضع السردية والموروث الإسلاميين جانبا ولو برهة
السيرة الدينية والسياسية للنبي محمد (ص): الفلسفة والأخلاق والدروس
محمد مشكر الرحمن
فيما يلي فحوى ما ورد في مقالة محمد مشكر الرحمن

تهدف هذه المقالة إلى فهم طبيعة الحياة النبوية كنبي. ويناقش دور النبي في مناصب مختلفة لا يقتصر على نطاق المصلح الروحي أو الديني. وينظر إلى دور النبي بشكل أساسي على المستوى الديني والسياسي ويقيم الصلة بين الدين الإسلامي والسياسة مع تقديم معلومات مفصلة عن السمات الأساسية للإسلام السياسي. وتناقش أيضًا الطرق التي يمكن بها الاقتداء بالسيرة النبوية اليوم. وتنظر في كيفية قيام النبي بدعوة روحية مكملة لها في نموذج سياسي واجتماعي واقتصادي. يوضح الكاتب أن السيرة النبوية لم تكن إسلامًا شخصيًا فحسب، بل كانت أيضًا إسلامًا سياسيًا، أي أنه عندما يكون هناك ما يكفي من الإسلام الصادق القادر والملتزم بالمسلمين المناسبين لتشكيل نظام حكم، فإن الإسلام السياسي يجب أن يكون الإطار لهذا النظام السياسي الإسلامي. إن هذا البحث ذو طبيعة تاريخية واجتماعية تحليلية يشير إلى مراجع التاريخ الإسلامي الكلاسيكية حيث لا يوجد الكثير من البيانات حول السيرة الذاتية للنبي في القرآن. وهكذا، فإن غالبية سيرة النبي محمد التي يحتفظ بها التقليد الإسلامي وردت في مراجع غيرالقرآن في الأدب المشار إليه بالسيرة. ويمكن القول إن كتاب المغازي، أو "كتاب غزوات النبي العسكرية"، الذي كتبه محمد بن إسحاق هو العمل الأكثر تأثيرًا في هذا النوع من الأدب هو العمل الأكثر تأثيرًا في هذا النوع من الأدب هو العمل الأكثر تأثيرًا في هذا النوع من الأدب(*).
-----------------------------------------------------------------------------------------------
(*)- هامش لي لتوضيح الصورة ليس إلأ
علما أن هذا العمل هو في الحقيق مبني على عمليات إعادة صياغة ومختصرات لاحقة، أشهرها "حياة محمد رسول الله" لعبد الملك بن هشام (ت 833–834). كلفه المنصور العباسي، بتأليف كتاب لولي عهده، المهدي، فلما أنجزه وجده المنصور مطوّلاً، فقال له: اذهب فاختصره، فعاد وقدّم السيرة، وهو أول كتاب من كتب رواة التأليف التاريخي لم تصل إلينا إلأ قطعا منه وهو ثلاثة أقسام:
- المبتدأ: وهو تاريخ العصر الجاهلي منذ الخليقة.
- المبعث: وهو تاريخ النبي حتى السنة الأولى للهجرة،
- المغازي : الأولى للهجرة حتى وفاة النبي .
إلا أن النسخة الأصلية من سيرة ابن إسحاق لم تصلنا، وإنما وصل مختصرلها لابن هشام لها، وكان ابن هشام قد روى السيرة عن أحد تلامذة ابن إسحاق، وهو البكائي. وقد آخذ ابن هشام عليه اعتماده على التوراة ونقله عن اليهود والنصارى والمجوس نقلاً حرفياً، واصفاً إيّاهم بأنهم أهل العلم من أهل الكتاب الأُوَل. لذلك حذف ابن هشام ما أثبته ابن إسحاق من تاريخ الأنبياء بين آدم وإبراهيم، وأهمل كذلك من فروع إسماعيل الفروع التي لم تكن في أجداد النبي .وآخِذ عليه اتصاله بالعباسيين، حتى قيل عنه: حاباهم في العبّاس.
ويرى كثير من الباحثين العصريين أن مدى صحة الحقائق التأريخية في كتب ابن اسحاق وابن هشام قد يكون مشكوكا فيها لانقضاء مايقارب 120 سنة بين وفاة الرسول محمد وبداية جمع الروايات الشفهية وأيضا يشك البعض في حيادية بعض المواضيع التي قد تكون غير منصفة لبني أمية لكون تلك الكتب كتبت في عهد الخلفاء العباسيين والذين كان لهم خلافات مع من سبقهم من الأمويين. وبما أن الكتاب أقدم ما كتب عن سيرة محمد فقد أستند عليه كتاب السيرة الذين أتو بعده بالرغم من تحفظهم على بعض الروايات.
فأول سيرة للرسول تمت كتابتها بعد وفاته بــ 130 عامسنةا. واعتمدت على قناة شفويّة تمرّ من جيل إلى جيل، مما يعني إمكانية النسيان والتدليس والكذبأأحيانا، بل والتأليف فيهالتزكية هذا الطرف أو ذاك. وأن ما كان فيها قد لا يكون هو الحقيقة بأكملها، لاسيما عندما كتب ابن إسحاق سيرة الرسول قد فعل ذلك بأمر من الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، الذي هو من بني هاشم ويريد الخير لقومه أ، يستشف هذا مما ورد في مقدمة ابن هشام لسيرته بقلمه .
وقد رد الفقهاء على هذا بالقول إنه كلام لا وزن له في ميزان العلم والنقد المنهجي، سواء من الناحية التاريخية، أو من ناحية علوم الرواية بطبيعة الحال، فقد يؤثر على بعض أو حتى كثير مما كتب ابن إسحاق و لا يستبعد القيام بإزالة ما قد يشين أو وضع ما يزيد من القدر،ويمكن للقارئ والنقد الحديثي- نسبة للحديث- فليست كتب السِّيَر بصفة عامة هي المصدر الأول ، من مصادر السيرة النبوية. وليست سيرة ابن إسحاق هي أول ما أُلِّف في السيرة النبوية .. وليس كل ما روى ابن إسحاق مقبولا محتجا به، بل المعول على النظر في أسانيده، ثم مقارنة متون ما صح منها أو قارب الصحيح، بمرويات السنة النبوية الأخرى. وهذا يخضع لأصول علم الحديث والإسناد، ونقد الروايات، شأنه شأن الطريقة العلمية لقبول المرويات بصفة عامة. وهذا العلم من مفاخر الأمة الإسلاميةالتي انفردت بها، . وإذا اتضح ذلك، لم يبق أي معنى للطعن في كتاب مسند لكونه ألف بعد موت ا بزمن! لأن المعول عليه هو النظر في الأسانيد،لذا فأصح كتاب بعد القرآن عند الفقهاء السنة هو صحيح الإمام البخاريالذي ولد صحبه بعد وفاة ابن إسحاق بنصف قرن تقريبا (43 سنة) حيث ولد البخاري سنة 194هـ، ومات ابن إسحاق سنة 151 هـ. ومع ذلك فالطعن في صحيح البخاري بكونه ألِّف بعد موت النبي بقرنين: لا يصح، لأن البخاري لا ينسب شيئا للنبي من قِبل نفسه، وإنما يروي ذلك بأسانيد صحيحة، تسد الفجوة الزمنية بينه. وكذلك الحال في كل كتاب مسند، ومن ثمة القاعدة القائلة "من أسند فقد أحالك على إسناده، والنظر في أحوال رواته".
-----------------------------------

لقد ركزت معظم الدراسات في السيرة النبوية فقط على نسب محمد وشخصيته وحروبه بدلاً من أهميتها النفسية والسياسية والاجتماعية وسكتتت عن- أوربما فشلت في - الاعتراف بالعواقب الكبيرة في عالم اليوم. وهم يتجاهلون حقيقة أن السيرة النبوية تساهم في إعادة البناء الثوري للمجتمعات الإسلامية الحالية.
أثبت هذا البحث أن السيرة النبوية سياسية وتفرض على المسلمين هدفا سياسيا إسلاميا لتحقيقه وتطوره واستدامته. يهدف هذا المقال إلى فهم طبيعة الحياة النبوية كنبي. ويناقش دور النبي في مناح مختلفة ولا يقتصر على المصلح أو المفهوم الروحي أو الديني. وينظر إلى دور النبي بشكل أساسي على المستوى الديني والسياسي ويقيم الصلة بين الدين الإسلامي والسياسة مع تقديم معلومات مفصلة عن السمات الأساسية للإسلام السياسي. كما يناقش الطرق التي يمكن الاقتداء بها اليوم بالسيرة النبوية. وينظر في كيفية قيام النبي بدعوة روحية مكملة لها في نموذج سياسي واجتماعي واقتصادي. يوضح الكاتب أن السيرة النبوية لم تكن إسلامًا روحيا فحسب، بل كانت أيضًا إسلامًا سياسيًا، أي أنه عندما يكون هناك ما يكفي من الإسلام الصادق القادر والملتزم وعدد من المسلمين المناسب لتشكيل نظام حكم، فإن الإسلام السياسي يجب أن يكون الإطار لهذا النظام السياسي.
إن القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها هي طبيعة البعثات الإلهية، والغرض النبوي، والشخصية النبوية، والنشاط والحركة الإسلامية، والدولة الإسلامية الأولى، والقيود، والتسامح في الإسلام والحكم الإسلامي، والجهاد والحروب النبوية، والسياسة الخارجية النبوية.
فلسفة البعثات الإلهية
في شبه الجزيرة العربية الوثنية، كانت عبادة الأوثان وكل العبادة الحصرية لإله واحد حقيقي موجهة إلى الأصنام مثل الاعتكاف لطلب المساعدة والصلاة للأصنام، والطواف والحج للأصنام، والذبح والنذور للأصنام، وتخصيص الطعام والشراب للأصنام، والنذور. في الحرث والماشية للأصنام، وتصديق الكهنة والمنجمين والعرافين، والطواف بالكعب عراة. كما مكنت هذه الممارسات وكانت أساس الأنشطة الاقتصادية والسياسية الوثنية. وأنكروا العقل والعلم ولجأوا إلى الخرافات والأوهام. كما تم ممارسة الديانات المسيحية والمجوسية بسبب احتلال الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية. كان النسيج القانوني والاجتماعي متجذرًا في الظلم، واغتصاب الحقوق، و"القوة هي الحق"، والضرائب القمعية، والزواج الاستغلالي، والمحسوبية من خلال الثروة والسلطة والتواصل الاجتماعي. وكانت شخصية العرب متغطرسة ووحشية وعشائرية[1].
--------------------------------------------------
[1]صفي الرحمن المباركفوري. (2015). الرحيق المختوم: سيرة الرسول الكريم. دار السلام
---------------------------------------------------------
لقد جاء الأنبياء برسائل مثيرة للانقسام لأنهم طالبوا بتغييرات جذرية في مجتمعاتهم. لقد كانت مهمات الأنبياء الإلهية تتعارض دائمًا مع المؤسسات القائمة لأنها سعت إلى السلام من خلال تحقيق العدالة3.
--------------------------------
[3] هارت، م.ح. (2003). الـ 100: تصنيف لأكثر الأشخاص تأثيراً في التاريخ. مركز الكتب الذهبية.
----------------------------------
على سبيل المثال، قال يسوع "لأني جئت لأقلب الرجل على أبيه، والابنة على أمها، والكنة على حماتها".4 ولم تكن دعوة النبي محمد أحدثت الدعوة صراعاً اجتماعياً وعائلياً وهددت البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية العربية، وذلك لأن الإسلام - وهو دين سماوي - لم يكن دين سلام وتسامح خالصاً وحرفياً، لكن السلام الإسلامي مشروط بتحقيق العدالة.
---------------------------
[4] الامام جعفر الصادق. (2018). فانوس الدرب. منصة النشر المستقلة Createspace.
-------------------------------------
3. الشخصية النبوية

وقد أعدته طبيعته النبوية ليكون ناشطا في الإسلام. كان النبي بلا خطيئة روحيًا، وأميًا لا يعرف القراءة والكتابة، وكانت نشأته مليئة بالجهاد والمشقة، وكانت له أخلاق سامية مثل الصدق والأمانة والعفة والصوت السليم والعقل الرشيد البعيد عن الظلم. ولم يخلق في ليلة واحدة في غار حراء. كان النبي غير راضٍ عن شعبه وثقافته ومجتمعه لفترة طويلة. لقد كان النبي متقبلاً لبيئته (المجتمع، الناس، الثقافة) بشكل مختلف عن مدى تقبل الآخرين لمجتمعهم الوثني. وتدريجياً اتسع الخلاف النفسي بين النبي وقومه، فلجأ إلى غار حراء وتأمّل روحياً وفكرياً حتى نزول الوحي الأول ونبوته[1]. وكان النبي أيضا عاملا منتجا كما يتضح من الأحاديث المختلفة. اعتمدت إنتاجيته على استخدام الخوارزميات المناسبة والفعالة، والأهداف المحددة زمنياً إلى جانب التخصيص المناسب للنطاق الزمني، واستخدام الرجل المناسب للوظيفة بغض النظر عن العرق أو القبيلة أو اللون أو الارتباط الاجتماعي. واستخدام الموارد المناسبة بشكل صحيح [2].

---------------------
[1] صفي الرحمن المباركفوري. (2015). الرحيق المختوم: سيرة الرسول الكريم. دار السلام.
[2] أبو عيسى الترمذي. (2015). تعليق على صفة النبي محمد: الشمائل المحمدية. دار الأرقم
القرطبي، محمد، عقدية الرسول، دار الوعي، حلب، 1396هـ
-----------------------------


- " وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال الذين أوتوا الدنيا منهم والمترفات: ما نحن بالذي أرسلت به نؤمن" (القرآن 34: 34)
- "وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها: إنا! إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون". (القرآن 43:23)
- "لقد أرسلنا رسلنا من قبل بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط". (القرآن 57:25)
- "فانا جئت لافرق الانسان ضد ابيه و الابنة ضد امها و الكنة ضد حماتها"( متى 10:35)

المقصد النبوي
وكان هدف النبي الوحيد هو إقامة هيمنة الإسلام على الأرض انطلاقا من مجتمعه، . وقد حقق النبي ذلك من خلال الوعظ والولاية (الإسلام السياسي) والحرب. لقد جاء نبي الإسلام ليغير النظام السياسي والاجتماعي والأخلاقي للجزيرة العربية الوثنية. ولهذا السبب كان النبي في صراع مع المجتمع الوثني والمؤسسة السياسية منذ البداية. ولم يتنازل النبي أو يقترح التسامح والتعايش بين الإسلام والنظام الوثني، حيث كان الوثنيون يرغبون في وجود ديانتين جنبًا إلى جنب
أ‌) العبادة الإسلامية
ب‌) وب) عبادة الأوثان.
وذلك لأن بعض الأسس كانت أساس هداية الدعوة الإسلامية والحركة الإسلامية والعقلية الإسلامية:
- أ) الوجود هو مواجهة بين الإيمان والكفر، والعدل والظلم، والخير والشر
- ب) الإيمان والمؤمن هم أعلى منزلة عند الله من الكفر وأعداء الله
- ج) الحكم في الأرض لله وشرعه
- د) المؤمنون هم القائمون على هذا السلطان
- هـ) الإسلام له جانب تنظيمي فردي وجماعي [6]
الدولة الإسلامية الأولى
بدأت الحركة الإسلامية بقيادة النبي وجماعته في جذب أتباع بسبب عقلانيتها ، وعدالتها ، وجاذبية النخب والمجتمع الوثني، كما بدأت المقاومة ضد الفكر الوليد في شبه الجزيرة العربية. لقد عمل النبي على تمكين الإسلام من خلال ثلاث طرق:
- الدعوة،
- والحكم الإسلامي،
-والحرب.

لقد بدأ الأمر بالوعظ والجدل والحوار والنشاط المدعوم بالموارد. كانت هناك مراحل متعددة للمخطط الأولي. بسبب التغييرات الثورية التي طالب بها الدين الجديد والحركة، بدأ النبي محمد بالوعظ السري خوفًا من أن يتمرد الناس أو قد تكون هناك اضطرابات اجتماعية واسعة النطاق. ولكن الله أراد شيئاً آخر، فأمر النبي أن يبشر علناً(7) حتى يحصل المجتمع على فرصة ليقرر بإرادته الحرة وعقله ما يجب فعله برسالة الإسلام الجديدة، وكما كانت الدعوة موجهة للتطبيق الفردي والجماعي، تغيير تدريجي لأساس ونظام الشرك والمعاصي.
---------------------------------------
(7)- https://doi.org/10.4103/0974-7796.152926
--------------------------------------
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه". (القرآن 2:213)
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون". (القرآن 5:44)
" فاصدر بما تؤمر وأعرض عن المشركين" (القرآن 15:94)
وتزايد الاضطهاد ولم يكن للنبي وحركته أي قوة أو آلية دفاع للمقاومة، ناهيك عن التغلب على الطغيان الوثني والرقابة. ووقعت أشكال مختلفة ومستمرة من الاضطهاد: عقبة بن أبي معيط خنق النبي ولكن أبو بكر دافع عنه، وأبو جهل تعدى على النبي، وكانت هناك بعض المواجهات الجسدية بين الكفار والمسلمين، وأول إراقة دماء في الإسلام كانت دفاعاً عن النفس. لسعد بن أبي وقاص، ودفاعاً عن حق الصلاة والمقاطعة العامة وحصار التجارة والزواج والموارد. لم يكن لدى النبي سوى القليل من الموارد من حيث القوى البشرية والمالية والموارد. ومع اشتداد الاضطهاد وتعرض أول جماعة إسلامية صغيرة للإبادة، أمر النبي بالهجرة، ولكن لم يتخل عن الحركة والإسلام. وطالما ظلت الخيارات قائمة، فلا يُسمح للمسلمين بالتخلي (ظاهريًا) عن دينهم أو التخلي عن الأوامر الإسلامية. اكتملت الهجرة إلى أرض حيث توجد حرية الدين في إثيوبيا. وقد عادت حفنة من الصحابة من الهجرة عندما انتهى الاضطهاد.
محدودية التسامح الإسلامي والتعددية الثقافية
هل كان هناك تسامح وتعدد ثقافي في الدولة الإسلامية؟ تعترف التعددية الثقافية بتعددية الثقافات داخل المجتمع وتقدرها. والتسامح يشجع فكرة أن العديد من المجموعات العرقية والإثنية والدينية والثقافية يمكن أن تتعايش بسلام داخل مجتمع واحد أكثر شمولاً. لكن حقيقة الأمر اليوم مختلفة. التعددية الثقافية لم تكن موجودة قط. إن التعددية الثقافية اليوم هي بمثابة ثقافة ليبرالية واحدة تهيمن على ثقافات الأقليات الأخرى التي تشارك بشكل انتقائي. على سبيل المثال، الثقافة الإسلامية المتمثلة في ختان الإناث، أو زواج الأطفال، أو النظام الأبوي مرفوضة في ما يسمى بالمجتمعات الليبرالية متعددة الثقافات. يتم التعبير عن التعددية الثقافية اليوم من خلال ثقافة مهيمنة موجودة مع ثقافات هامشية أخرى تحيط بها. إن الثقافة السائدة اليوم هي الليبرالية الغربية، وهي نتيجة للاستعمار، وبشكل أكثر دقة الليبرالية الإمبريالية الأمريكية مع التركيز على الفردية، والمنافسة، والجشع المالي.
في المجتمع المدني الإسلامي، كانت الثقافة الإسلامية هي المهيمنة مع وجود ثقافات أخرى مثل اليهودية والمسيحية والوثنية كثقافات مهمشة لأنه تاريخيًا، وعلى أساس الثقافة المهيمنة، كان المجتمع موجودًا باعتباره "هوية لمجموعة" كانت إسلامية بالنسبة للمدينة المنورة. وهذا يعني أن الشريعة الإسلامية سوف تقوم بتصفية جميع الثقافات الأخرى وتضع معايير الشمول. وهذا يعني على سبيل المثال أن بيع الكحول أو شربه كان محظورًا على المسلمين وغير المسلمين. وكانت الكتلة اليهودية هي الأقوى مالياً. وقد أباح النبي لليهود أن يتبعوا دينهم بكل ما يشبه الإسلام أو يوافقه، لكنه أوجب اتباع الإسلام فيما يخالف دين اليهود أو ما يناسب مصلحة الدولة الإسلامية. وهذا يدعم السياسة القائلة بأن غير المسلمين الخاضعين للولاية الإسلامية يجب أن يتبعوا القوانين الإسلامية في المسائل غير الدينية. إذا سمح لليهود باستخدام القروض الربوية.
وفي ظل الحكم النبوي كان ذلك مخصصًا فقط لحالات خاصة مؤقتة حتى لا يتم تشجيع اليهود على تمويل الأعمال العدائية لقريش الأجنبية حتى يكتسب الحكم الإسلامي القوة والموارد. لم تكن بالتأكيد حالة التسامح مع الأقليات.
كما لعن النبي أعداء الإسلام العقائديين. وبذلك يثبت تصرف النبي صحة ودينية بغض أعداء الإسلام ولعنهم، سواء أكان هؤلاء الأعداء جماعة أم أفرادًا. بعض الأمثلة ستكون كافية. دعاء النبي على جماعة أبو جهل، وأمية بن خلف، وشيبة بن ربيعة، وعتيبة بن أبي لهب، وغيرهم. كما لعن القرآن رجالاً محددين من قريش بناء على الخصائص العامة. دعاء النبي على رعل ذكوان ولحيان الذي قتل ثلاثين من أصحابه من أهل نجد. فلعنهم في صلاة الفجر (غزوة بئر معونة). ويمكن أيضًا اتهام شخص ما بأنه مذنب بعد قيام الدليل،
كما طرد النبي اليهود الذين كانوا يعارضون الإسلام والمسلمين فكريا وعمليا. وكانت نفس الكراهية تجاه الأوس والخزرج كما كان من قبل، وأعربوا عن قلقهم الشديد وعدائهم تجاه التحالف المتوسع بين المسلمين والقوة الإسلامية. ومع مرور الوقت، بدأوا يسخرون من المسلمين ويهينونهم، ويتجادلون معهم بانتظام، وينتهكون دستور المدينة المنورة من خلال الخيانة والفتنة. وقد ساعدهم المنافقون، وهم بعض الفاترين من قبائل الأوس والخزرج. وكان يقودهم عبد الله بن أبي الذي أراد أن يحكم المدينة المنورة بشروطه الخاصة. لقد شكلوا، جنبًا إلى جنب مع اليهود، تهديدًا دائمًا للدين الوليد وأعضائه. انضم اليهود الذين لديهم علاقات تجارية مع دولة مكة الأجنبية في النهاية إلى الوثنيين المكيين للتآمر ضد الدولة الإسلامية الجديدة. بدأ المكيون في تعذيب المسلمين لأنهم كانوا يتآمرون مع اليهود والمنافقين (المسلمين على الأرجح). بدأوا في شن غارات حتى أطراف المدينة المنورة تحت قيادة كرز بن جابر الفهري، واقتلاع الأشجار المثمرة وسرقة الماشية. أصبح تحالف المكيين مع القبائل الأخرى لمهاجمة المسلمين بأعداد كبيرة معروفًا في جميع أنحاء المدينة المنورة.
وكانت هذه الجماعات المناهضة للإسلام مخصصة لشن حرب اقتصادية وتشكيل تحالف ضد الدولة الإسلامية الوليدة. وكان مطلوبًا منهم نصرة المسلمين في حالة حدوث عدوان خارجي وفقًا لشروط المعاهدة التي وقعها بنو قريظة (اليهود) مع المسلمين. لكنهم اتحدوا مع المكيين وانضموا إلى العدو المحاصر، ناهيك عن مساعدة المسلمين أو حتى البقاء على الحياد. والأسوأ من ذلك أنهم حاولوا مهاجمة القلعة التي لجأ إليها النساء والأطفال المسلمون. ونظرًا لقربهم من المدينة المنورة، فقد تطوروا إلى تهديد خطير. وكانوا محاصرين ولم يبذل عبد الله بن أبي أي جهد لمساعدتهم. ووعدوا بمغادرة المدينة المنورة بعد 15 يومًا. ويجوز لهم أخذ جميع منقولاتهم باستثناء الأسلحة الحربية. لقد دمروا منازلهم لأنهم لم يعجبهم فكرة إقامة المسلمين فيها.
كما عمد النبي القصاص الجسدي من أعداء الإسلام المعتدين الذين كانت أعمالهم العدائية ظاهرة ومؤثرة على الحكم الإسلامي وحركته، فأمر النبي بقتل كل من ألحق به ضررًا فعليًا وجوهريًا، ونهى عن قتل أي شخص يكبح يده عن الإسلام. كما انتقم النبي بالعدل مثلاً بقتل النضر بن الحارث. التسامح الإسلامي له حدود والإسلام يسمح بالكراهية المبررة.

الجهاد النبوي
مفهوم الجهاد وشريعته
هل التسامح الإسلامي يجعل منه ديناً سلمياً؟ إن التسامح الإسلامي محدود لأن الإسلام قد وضع قوانين للحرب يمكن تسميتها بالجهاد المسلح. وذلك لأن الحرب كانت في سلالة البشرية منذ فجرها كآلية بقاء وآلية تدميرية. إن مفهوم الإسلام للحرب، كما نرى من النبي، هو مفهوم البقاء، بسبب طبيعته الدفاعية. كما شارك النبي في الحرب أثناء طفولته بإعداد الأقواس والسهام لعمه. عندما نتحدث عن الجهاد في القرآن فإننا نتحدث عن الجهاد في سبيل الله.
الجهاد هو نضال شخصي أو جماعي روحي أو مالي أو عسكري لتحقيق أهداف وغايات قرآنية محددة. الروحي هو النضال ضد النفسالضهوانية للامتناع ، والمالي هو المساعدة على تمكين الإسلام والإحسان في القضايا الإسلامية، والعسكري هو القتال للدفاع عن المظلومين وحماية الإسلام والحكم الإسلامي. جميع آيات الجهاد هي لحماية الهوية الدينية والروحانية، وشرف المسلم، وثروة المسلم، والمظلومين، وسيادة الإسلام، والدفاع عن النفس ضد الطغاة والظالمين.
بالجهاد أمر مستمر. يأمر الله المؤمنين بالاستعداد المستمر والمستمر لمواجهة التهديدات المعروفة والمجهولة[10]. تكشف الآيات القرآنية عن الجهاد والمبررات النبوية للجهاد هذه الجوانب:
- لماذا نقاتل
- من نقاتل
- متى نقاتل
- كيف نقاتل.
ويتضح من القرآن والسيرة النبوية أن المظلومين لهم حق القتال للحفاظ على أنفسهم، ومالهم، وشرفهم، وكرامتهم، وأسلوب حياتهم، وذلك حتى يتمكنوا من العيش في طاعة الله. إذا كان شخص ما يقاتل من أجل نفسه وممتلكاته وبلده حتى يتمكن من العيش في الشيوعية أو العلمانية فهذا ليس جهاداً ولا يقبله الله.
الجهاد أو الحرب في سبيل الله، أي في سبيله كان جهاداً فنزل الجهاد أو الحرب في سبيل الله أي في سبيله
"وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا. بالفعل. إن الله لا يحب المعتدين." (القرآن 2:190)
" وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالمين واجعلنا لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا؟" (القرآن 4:75)
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعرفونهم الله يعلمهم. وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون." (القرآن 8:60)

لاحقًا بعد أن زاد اضطهاد المسلمين بشكل كبير وبعد أن وجد المسلمون دولة إسلامية أو ولاية قضائية على يد نبي الإسلام. وهذا يثبت أن الاستعداد للحرب يتم بشكل عام عندما تكون هناك سلطة راسخة وتحت سلطة إسلامية راسخة. لذا فإن السلطة الإسلامية وحدها هي التي يمكنها إعلان الجهاد والشروع فيه. في عالم اليوم، يوجد الجهاد في جميع البلدان الإسلامية المحتلة، حيث إنه جهاد يتم تحفيزه تلقائيًا بفعل الاحتلال والدفاع عن النفس. وحالياً تعتبر فلسطين وتركستان الشرقية وكشمير وأراكان واليمن وسوريا أماكن جهاد بسبب الاحتلال والظلم والطغيان الواضح ضد الناس وضد الحكم الإسلامي. الجهاد هو عمل دفاعي محض، وهو عمل إنساني، دفاع ضد الظلم والاحتلال والاستبداد والاستغلال. ويتم الجهاد أيضًا بطريقة متناسبة، لذا فإن العقاب الجماعي محظور. في سياق الحرب، تعني التناسب حظر التدمير العشوائي للممتلكات وقتل النساء والأطفال والمسنين والكهنة الدينيين وغيرهم من غير المقاتلين.
لقد تم شن الحروب الغربية والشرقية لجعل السياسيين وأفراد العائلة المالكة والشركات أثرياء، لكن الحرب الإسلامية ضد هذا النموذج الاستغلالي لكسب المال. حتى في الحرب الإسلامية، يجب أن تظل إنسانيًا. إن خيرات الحرب الدفاعية أو الإنسانية العادلة يتم توزيعها بالتساوي بين المحتاجين والبائسين. ولا يلزم بالضرورة أن يكون هؤلاء المتلقون الآخرون هم المؤمنون، بل قد يكونون أيضًا الكفار الذين شنت الحرب ضدهم لأن قادة الكفار ربما كانوا ظالمين وقساة على رعاياهم، لذا يجب على القيادة الإسلامية أن توزع عليهم بعض خيرات الحرب. ولهذا السبب يجب أن يكون للحرب الإسلامية والمحاربين الإسلاميين البنية والتوجه النفسي التالي:
- النية والإخلاص والقصد
-التخطيط المستمر والاستعداد
- الموارد واستقلالية المناورة
- الاعتماد التنظيمي المتبادل.
وينتهي الجهاد إذا تحقق أحد ثلاثة شروط: الشرط الأول: انتهاء الطغيان والاضطهاد والعقيدة التي قامت عليه، والشرط الثاني: أن يكون دين الله هو الحكم. الشرط الثالث هو أنه إذا توقف العدو عن عدائه، وهذا يعني، فعليه أن يذهب إلى الوضع الراهن أو أن يشكل واقعًا جديدًا بناءً على بعض الاتفاق: أحد الأمثلة على ذلك هو انسحاب العدو ووقف الحرب مع دفع التعويضات. والغرض من الجهاد هو رؤية تمكين الإسلام من خلال حرية الالتزام به والحكم به، وحماية المظلومين، وإضعاف الكيانات المعادية، وتحقيق المكانة المفيدة للمسلمين.
الجهاد ليس وسيلة لاستعباد الشعوب والأمم. ال
- أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا. وإن الله على نصرهم لقدير. (القرآن 22:39)
- وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا. بالفعل. إن الله لا يحب المعتدين. (القرآن 2:190)
- فمن اعتدى عليك فاعتدي عليه بمثل ما اعتدى عليك. واتقوا الله واعلموا أن الله مع الذين اتقوا. (القرآن 2:194)
- وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ولكن إذا توقفوا، ثم لو! والله بصير بما يفعلون. (القرآن 8:39)
القرآن لا يشجع أو يلزم أو يأمر بالعبودية. ويأمر بإطلاق سراح السجناء كبادرة حسنة أو فدية لهم. لقد جاء الإسلام لإلغاء العبودية من خلال الإصلاح. تم الإصلاح بهذه الطرق: 1. حظر استعباد الأحرار وقصرها على الحرب الدفاعية أو الإنسانية فقط للأسرى والمقاتلين فقط 2. الاحتفاظ بالكثير من الالتزامات القانونية لتحرير العبيد كتعويض عن الأخطاء القانونية 3. إلزام معاملة العبيد كبشر وعباد لله مما يقلل من فرص القسوة والإذلال. 4. الوعد بالمكافآت الروحية لتحرير العبيد طوعًا [15].
. الحروب النبوية
القرآن لا يشجع أو يلزم أو يأمر بالعبودية. ويأمر بإطلاق سراح السجناء كبادرة حسنة أو فدية لهم. لقد جاء الإسلام لإلغاء العبودية من خلال الإصلاح. تم الإصاح بهذه الطرق: 1. حظر استعباد الأحرار وقصرها على الحرب الدفاعية أو الإنسانية فقط للأسرى والمقاتلين فقط. الاحتفاظ بالكثير من الالتزامات القانونية لتحرير العبيد كتعويض عن الأخطاء القانونية 3. إلزام معاملة العبيد كبشر وعباد لله مما يقلل من فرص القسوة والإذلال. 4. الوعد بالمكافآت الروحية لتحرير العبيد طوعًا [15].
الحروب النبوية
بدأ الجهاد السياسي والعسكري عندما أمر الرسول الكريم بالقتال من أجل حقوق المسلمين المستضعفين، أي حقهم في اعتناق الإسلام والعيش به بسلام. كان المكيون بمعتقداتهم الوثنية يضطهدون المسلمين دائمًا بسبب دعوتهم للإله الواحد والعدالة، الأمر الذي هدد المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الوثنية، مما أدى إلى هجرة النبي الكريم إلى المدينة المنورة. وتزايد الاضطهاد. حاصرت قريش ممتلكات المسلمين في مكة. وبلغ حجم الاضطهاد حدته ونزلت آية الدفاع عن النفس 15 . وكانت المحفزات الدفاعية هي التالية: أ) خرق معاهدة السلام ب) اضطهاد وقتل المسلمين ج) الأعمال العدائية المستمرة ضد المسلمين من خلال تمويل الأعداء والمؤامرات والاعتداءات الاقتصادية، عن طريق الغزو أو الهجوم المسلح، وفرض عقوبات على المسلمين والمصالح الإسلامية.
أول حرب كبرى في التاريخ الإسلامي كانت معركة بدر. في الفترة التي سبقت معركة بدر، واجه المسلمون قرارًا حاسمًا. لقد علموا بعودة قافلة تجارية مكية من سوريا، بالإضافة إلى معلومات استخباراتية تفيد بأن المكيين كانوا يمولون جيشًا قوامه 1000 رجل. كان أمام المسلمين خياران: مهاجمة القافلة أو مواجهة الجيش المكي. على الرغم من رغبة بعض المسلمين في استهداف القافلة، أمر الله النبي بالاشتباك مع الجيش الوثني وفقًا للقرآن 8: 5-8. عندما تحرك المكيون والمسلمون نحو بدر، التي كانت على بعد حوالي 200 ميل من مكة و80 ميلاً من المدينة المنورة، تلقوا أخبارًا بأن القافلة التجارية كانت تمر بالقرب من معسكر قريش، على بعد ثلاثة أميال فقط من الشاطئ. وعلى الرغم من قرب القافلة، كان المكيون حريصين على محاربة محمد وأتباعه، لذلك واصلوا طريقهم نحو المدينة المنورة. ومع ذلك، واجه المسلمون تحديات لأنهم كانوا بعيدين عن مصدر المياه، وتعرض العديد منهم لإفرازات ليلية أثناء النوم، مما جعلهم "نجسين" وفقًا للشريعة الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن الأرض الرملية التي وقفوا عليها مثالية للمعركة. ولحسن الحظ أنزل الله المطر ليزود المسلمين بالمياه التي كانوا في أمس الحاجة إليها، وجعل الأرض الرملية ثابتة لأقدامهم. في هذه الأثناء، وجد المكيون أن التربة الطينية في جانبهم أصبحت موحلة، مما جعل من الصعب عليهم المناورةبفعالية أثناء المعركة. لم يكن لدى المسلمين سوى 330 رجلاً سيئ التجهيز ومعهم حصانان فقط في مواجهة جيش مكي قوامه 1000 جندي. لكن الله تدخل وهزم الوثنيين.
"أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا. وإن الله قادر على نصرهم." (القرآن 22:39)
كان الانتصار في معركة بدر حدثًا مهمًا في شبه الجزيرة العربية، حيث أرسل موجات من الصدمة وقلل من هيبة مشركي قريش. ومن الجدير بالذكر أن الذين يتهمون النبي بأنه قائد غنائم حرب يجب أن يأخذوا في الاعتبار أنه في الخامس عشر من رجب من نفس العام (2 هـ) تزوجت ابنته فاطمة من علي. لم يكن هدية علي لزواجه سوى درعه، وكانت هدية النبي لزواج ابنته متواضعة جدًا، بما في ذلك سرير عادي، وفراش مملوء بجريد النخل، وكيس ماء، وحجرين للطحن، وإبريقين من خزف. . وهذا يدل على أن النبي وأتباعه لم يكن دافعهم الطمع هو نصب الكمائن ونهب القوافل التجارية، كما قد يلمح بعض الكتاب.
كان للإسلام دور كبير في ريادة القانون الإنساني الحديث. تم التعامل مع السجناء بلطف استثنائي. حتى الناقد المعادي موير يقول إنه تنفيذًا لأوامر النبي محمد، فإن أهل المدينة المنورة، مواطنوها ولاجئوها الذين كانت لهم منازل، استقبلوا أسرى الحرب بلطف واحترام. وأعرب أحد السجناء، وهو يتأمل معاملتهم في الأيام اللاحقة، عن امتنانه قائلاً: "البركة على رجال المدينة"، حيث كانوا يركبون السجناء أثناء سيرهم، بل ويقدمون لهم خبز القمح ليأكلوه عندما يكون الوقت قد حان. نادر.
بعد هزيمتهم في معركة بدر، غضبت قريش بشدة وعزمت على الانتقام، مما أدى إلى الاستعدادات لمعركة أحد. وانضمت إليهم قبائل تهامة وكنانة، وحشدوا قوة قوامها ثلاثة آلاف جندي مجهزين تجهيزًا جيدًا بقيادة أبو سفيان. أما المسلمون فكان عددهم ألفاً فقط. وأثناء المعركة انتشرت إشاعة كاذبة مفادها أن النبي قد قُتل، مما جعل بعض المسلمين يفقدون الأمل ويهربون. أدى هذا التحول في الزخم إلى هزيمة المسلمين. ومع ذلك، فقد رافق النبي بأمان الإمام علي وغيره من الصحابة. كان المكيون، على الرغم من انتصارهم، مرهقين جدًا لدرجة أنهم لم يتمكنوا من زيادة تفوقهم، سواء من خلال مهاجمة المدينة المنورة أو طرد المسلمين من مواقعهم على قمة التل. وبدلاً من ذلك، ارتكبوا أعمال تشويه وحشية للقتلى والجرحى، وهو مشهد مروع للغاية لدرجة أنه قاد النبي إلى تحريم ممارسة التشويه إلى الأبد. وبينما كا
كان النصر في متناول أيدي المسلمين تقريبًا، إلا أنهم تعرضوا لانتكاسة كبيرة. ومع ذلك، شجع النبي أتباعه على الصمود والثبات.
بعد أن استقروا في خيبر، سعت قبيلة بنو النضير اليهودية للانتقام من المسلمين. لقد شكلوا تحالفًا مع المكيين، حيث تعهد 20 من قادة اليهود و50 من قادة قريش عند الكعبة بمحاربة محمد طوال حياتهم. تواصل هذا التحالف مع قبائل مختلفة، بما في ذلك بنو غطفان، وبنو أسد، وبنو أسلم، وبنو أشجع، وبنو كنانة، وبنو فزارة، الذين ساهموا على الفور بعشرة آلاف جندي تحت قيادة أبو سفيان للزحف على المدينة المنورة. ولما سمع النبي الكريم بهذه الاستعدادات استشار أصحابه.
اقترح سلمان الفارسي حفر خندق على الجانب غير المحمي من المدينة المنورة. وانقسم المسلمون إلى مجموعات من عشرة، خصص لكل واحد منهم عشرة أمتار للحفر. تم الانتهاء من الخندق، المعروف بالخندق، قبل ثلاثة أيام فقط من وصول قوات العدو، حيث لم يتمكن المسلمون من حشد سوى ثلاثة آلاف رجل لمواجهة هذا الجيش الكبير. حيي بن أخطب، زعيم بني النضير، تآمر سرا مع كعب بن أسد، رئيس بني قريظة، قبيلة يهودية أخرى في المدينة المنورة. وبتحريض منه، نكث بنو قريظة ميثاقهم مع المسلمين. الخيانة من داخل المدينة المنورة، بينما كانت محاطة بالجيوش الوثنية واليهودية المشتركة من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، أثرت بشدة على المسلمين. كان عليهم أن يرسلوا سلمة بن أسلم مع مائتي رجل فقط لحراسة المدينة ضد هجوم بني قريظة. وخيم العدو في الخارج لمدة 27 (أو 24) يومًا تقريبًا، وكان المسلمون خائفين بشكل متزايد مع تزايد أعدادهم، كما هو موضح في القرآن.
صلى النبي الكريم أثناء غزوة الخندق في الموقع الذي أصبح فيما بعد مسجد النصر (مسجد الفتح). واستجابت صلاته بعاصفة شديدة ضربت معسكر الأعداء واقتلعت خيامهم وأحدثت الفوضى. كان أبو سفيان، زعيم المكيين، أول من هرب، وأظهر خوفًا شديدًا عندما حاول ركوب جمله دون أن يفك حبله. أدى هذا الانتصار الحاسم على القوات الكافرة مجتمعة في معركة الخندق إلى تقليص نفوذ قريش، مما دفع القبائل المترددة سابقًا إلى اعتناق الإسلام. وأول جماعة أرسلت وفداً إلى النبي هي قبيلة مزينة، وعددهم أربعمائة رجل. ولم يعتنقوا الإسلام فحسب، بل أبدوا أيضًا استعدادهم للاستقرار في المدينة المنورة، على الرغم من أن النبي نصحهم بالعودة إلى ديارهم. وكذلك جاء وفد من قبيلة الأشجع من مائة فرد فأسلموا. وقد أثر ذلك على قبيلة جهينة المجاورة، مما دفع ألفًا من أفرادها إلى القدوم إلى المدينة المنورة، وقبول الإسلام والدخول في الحكم الإسلامي والأخوة.
لماذا كان النبي مستعدا للقتال في العمرة قبل صلح الحديبية؟ لأن هذه العمرة كان لها غرض عظيم وهو إظهار سيطرة الإسلام على الكعبة وهدم الشرك، وسيطرة المسلمين على الكفار ومكة. كجزء من معاهدة الحديبية، اتفقت قريش والمسلمون على عدم القتال ضد حلفاء بعضهم البعض. وفي السنة الثامنة للهجرة في شهر رمضان، تعرض حلفاء المسلمين بني خزاعة لهجوم من قبل بني بكر حلفاء قريش. طلب بنو خزاعة المساعدة والحماية من النبي محمد بسبب تحالفهم. أرسل النبي مبعوثًا إلى قريش يقترح ثلاثة خيارات لحل الموقف: تعويضات بني خزاعة، أو فسخ قريش تحالفها مع بني بكر، أو إلغاء صلح الحديبية. واختارت قريش الخيار الأخير. وبهذا القرار، حان الوقت لتحرير مكة من عبادة الأصنام وإنهاء الظلم الذي تعرض له المسلمون. سار النبي مسيرة مع عشرة آلاف رجل في العاشر من رمضان، وخيموا بالقرب من مكة. هذه المدينة التي عارضت رسالة محمد النبوية، واضطهدت أتباعه، وشنت حروبًا ضد المسلمين، أصبحت الآن تحت سيطرته.
وقد حققت الحروب النبوية السلام في شبه الجزيرة العربية، وسيادة الإسلام، والقضاء على الطغاة والطغيان، ووحدة العرب مما أدى إلى خلق حركة المقاومة ضد الاحتلالين الفارسي والبيزنطي.

السياسة الخارجية النبوية
صُممت سياسات النبي الوطنية والخارجية لتحقيق الأجندات التالية والحفاظ عليها وتطويرها: أ) وحدة المسلمين (مع خرائطهم وحدودهم) ب) أمن المسلمين عبر جميع الخرائط والحدود ج) سيادة وسيادة الحكم الإسلامي. ولتحقيق هذه الغايات أرسل النبي عدة مبعوثين إلى الأباطرة والحكام في عصره مثل الروم والفرس والحبشة وعمان والبحرين والسوريين وغيرهم. لقد هدد النبي ملوك الجزيرة العربية بعدم اتباع ديانتين في الجزيرة، كما كان آخر أمر النبي. وبهذا النبي جعل شبه الجزيرة العربية الملاذ الأخير لجميع المسلمين بغض النظر عن لونهم ولغتهم وعرقهم. وكان الملوك الذين اعتنقوا الإسلام يتبعون السلطة النبوية والحكومة الإسلامية. فمثلاً، الملك الحبشي، بعد الإسلام، أوقف الضريبة عن الرومان. رفض حاكم دمشق الدعوة النبوية قائلا "من يأخذ مني ملكي"؟ وهذا يدل على أن الدعوة النبوية كانت تتطلب الولاء والخضوع للحكم الإسلامي للولايات الأجنبية. وكيف يمكن تحقيق ذلك اليوم من خلال وحدة قضائية موحدة يمكن أن تتحقق أيضاً من خلال مفهوم الفيدرالية .

الاستنتاج
وقد أثبت البحث حقائق مهمة عن السيرة النبوية. ولهذه الحقائق عواقب معاصرة في العالم الحقيقي في المجتمعات الإسلامية. بادئ ذي بدء، كانت الإرساليات الإلهية دائمًا سياسية وشخصية بطبيعتها وكانت مثيرة للخلاف وتتعارض مع المؤسسات. وطالب بالقبول أو الرفض مع الوعد بلعنة الله وغضبه. إن غرض الدعوة ليس الإسلام الشخصي فحسب، بل الإسلام السياسي أيضًا، أي أنه عندما يكون هناك عدد كافٍ من المسلمين المناسبين لتشكيل نظام سياسي، فإن الإسلام السياسي يجب أن يكون الإطار لهذا النظام السياسي الإسلامي. وهذا ما حدث من خلال الدعوة النبوية. ولم يكن ذلك ممكنا في مكة ولكنه أثمر في المدينة المنورة. رأى المكيون أن الدعوة الإسلامية للنبي لن تؤثر فقط على أخلاقهم الشخصية، بل ستؤثر أيضًا على وجودهم السياسي والاجتماعي والثقافي والعسكري والاقتصادي، أي إطار جديد للنظام السياسي المكي والوجود من خلال الله.
كان للنبي شخصية متعددة الوظائف يلعب عدة أدوار مهمة بدءًا من كونه نبيًا إلى حاكم، وناشط سياسي، وقاضي، وقائد عسكري، ورئيس جاسوس، مما يشير إلى أن المجتمع الإسلامي يحتاج إلى كل هذه الأدوار والوظائف. كما تثبت السيرة النبوية أن الإسلام ليس دين سلام فقط، بل هو مشروط بالعدل، وأن التسامح الإسلامي له حدود. لم يكن النبي أمير حرب بالمعنى السلبي، بل كان محاربًا عادلاً. وكانت حروبه كثيرة وأساسها دفاعية وإنسانية بطبيعتها
بهدف الدفاع عن الإسلام حتى يمكن ممارسة الإسلام فردياً وجماعياً.
ويلاحظ أيضًا أن مفهوم التسامح والتعددية الثقافية في سياق الدولة الإسلامية، يشير إلى عدم وجود التعددية الثقافية الحقيقية. غالبًا ما تستلزم التعددية الثقافية المعاصرة ثقافة ليبرالية مهيمنة واحدة، وخاصة الليبرالية الغربية، تتعايش مع ثقافات الأقليات الأخرى بطريقة انتقائية. وفي المقابل، في المجتمعات الإسلامية التاريخية، كانت الثقافة الإسلامية هي المهيمنة، في حين تم تهميش الثقافات اليهودية والمسيحية والوثنية. لقد أثرت الشريعة الإسلامية ووضعت معايير الإدماج، وكان على غير المسلمين أن يتبعوا الشريعة الإسلامية في الأمور غير الدينية. لقد اتخذ نبي الإسلام إجراءات يمكن اعتبارها غير متسامحة، مثل شتم أعداء الإسلام الأيديولوجيين وطرد اليهود الذين يعارضون الدين ويتورطون في الخيانة. التسامح الإسلامي له حدود والإسلام يسمح بالكراهية المبررة . إن التعددية الثقافية الحقيقية غير موجودة في مجتمع اليوم، وهي تتناقض مع المفاهيم المعاصرة للتعددية الثقافية مع الأمثلة التاريخية للهيمنة الإسلامية والإدماج الانتقائي للثقافات الأخرى. اتخذ نبي الإسلام إجراءات قوية ضد الأعداء. أسس النبي حياة مجتمعية ومجتمعًا رفض العشيرة والقرارات المبنية على العاطفة والمحسوبية الاجتماعية والسلطة والأحكام المبنية على النفوذ، بينما قبل معايير وأنشطة العقل والعدالة والحقوق والواجبات والمسؤوليات والتناسب والمعاملة بالمثل والردع.
والمطالبة بتغييرات مماثلة اليوم يعني تفكيك العلمانية والقضاء عليها وإقامة النظام الإسلامي، كما فعل النبي. بدأت المؤسسة السياسية الوثنية بالاضطهاد وأخيراً الحروب. وفي النهاية، واجه المسلمون هذه الاضطهادات، وقاتلوا من أجل الإسلام، وأقاموا النظام الإسلامي. حدثت هذه الحركة المماثلة أيضًا في القرن الحادي والعشرين في إيران عندما استبدلت إيران العلمانية بالثورة الإسلامية والإسلام السياسي، لكن لماذا يرفض أفراد العائلة المالكة المسلمون والعلمانيون المسلمون الإسلام السياسي؟ يتطلب النظام الإسلامي وضع حد للفساد والاحتيال والطغيان والغرور وخيانة الأمانة من جانب هؤلاء الأمراء المسلمين والعلمانيين، ولكن عندما تنظر إلى المشهد السياسي الإسلامي فهو مليء بالفساد والطغيان. وتقتضي السيرة النبوية أن النظام الإسلامي يطالبهم بالتواضع والعدل والانضباط وسيادة القانون ورفاهية الناس والحكم بالشريعة، لكن هؤلاء الذين يسمون بالمسلمين منفصلون عن التدين والروحانية وروح الجهاد كما هم. أدلة من السيرة النبوية.
اليوم لم يعد المسلمون يعيشون تحت قيادة وثنية وحشية وقمعية مثل العصر المكي. لقد أصبح عدد المسلمين اليوم بالمليارات، ولديهم كميات هائلة من الموارد الطبيعية، والأقاليم، ورأس المال البشري، والجيوش، وعدد هائل من السكان. ومع كل هذه الممتلكات، ليس لدى الدول الإسلامية أي عذر لرفض سلطة القرآن والنبي على حياتهم وبلدانهم. والفشل في إدراك الإسلام السياسي سيجعلهم مرتدين أو قريبين منه.
التوصية
لقد تحول نبي الإسلام من نظام علماني إلى نظام إسلامي. يجب على المجتمعات الإسلامية أن تتحول نفسيا أولا مما يؤدي إلى واقع إسلامي سياسي وواقع اجتماعي وثقافي إسلامي. يجب استهداف النظام القانوني والإجراءات القانونية والقانون أولاً وتجديده على التوجيه والفلسفة الإسلامية باستخدام الأدوات المعرفية للمنطق والفلسفة والاحتمالات والإحصاء والعلوم السياسية والاجتماعية والنفسية. فالنظام السياسي والاقتصاد والمؤسسات والأسرة والزواج والتعليم والإعلام والترفيه يجب أن يكون على غرار الفلسفة الإسلامية وأهدافها وتوجيهاتها النصية. إن العائق الذي يواجه المثقفين الإسلاميين في مختلف المجالات هو رسم خريطة النص الإسلامي وتوجيهه للقضايا والحلول المعاصرة.
كراس 5
https://www.4shared.com/web/preview/pdf/Ll-ra1Xfku?



#جدو_جبريل (هاشتاغ)       Jadou_Jibril#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورة الأعراف حبل أم جمل وثقب إبرة أم باب؟ 2
- جمل أ/ حبل و ثقب إبرة أم باب
- سورة الأعراف حبل أم جمل ؟
- سورة الكهف كلب أم ملاك 1
- سورة الكهف كلب أم ملاك2
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين 4
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين التقليدين 3
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين التقليدين 2
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين التقليدين
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 8 - (ال ...
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 7 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 6 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 5 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 4 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 3 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 2 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 1 -
- تمحيص القرآن بواسطة النظرية الرياضية للرموز
- كسوف الشمس في 27 يناير 632: في تاريخ القرآن وفي حياة محمد -2 ...
- كسوف الشمس في 27 يناير 632: في تاريخ القرآن وفي حياة محمد -1 ...


المزيد.....




- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 
- تونس تحصل على 1.2 مليار دولار قرضاً من المؤسسة الدولية الإسل ...
- مين مستعد للضحك واللعب.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 20 ...
- «استقبلها وفرح ولادك»…تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ك ...
- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين 5